الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

القدس - حقائق واخبار
New Page 1

التراث المعماري والأثري في القدس بين العالمية والمحلية

08/03/2010 18:01:00

 

التراث المعماري والأثري في القدس

بين العالمية والمحلية

 

د. نظمي الجعبة

 

القدس مدينة لا تضاهى بثرواتها الثقافية، وتعتبر خزانا عالميا لمختلف الفترات والحقب التاريخية التي مرت على شرق البحر الأبيض المتوسط. لقد تم الاعتراف بالقدس، كمدينة عالمية، من قبل لائحة التراث العالمي عام 1980 وحسب، بل تم تسجلها أيضا على قائمة التراث العالمي المهدد. كما اعترف المؤمنون بعالميتها منذ القرن الأول للميلاد، وذلك منذ فجر المسيحية، التي أدخلت القدس الى العالمية، وتعززت هذه العالمية بشكل كبير بالإسلام. لقد أصبح أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية ينظرون بقدسية بالغة الى القدس، مما يؤهلها ليس فقط الى وضعها على قائمة التراث العالمي، بل اعتبارها أهم مدينة في العالم، وذلك من ناحية روحية على اقل تقدير.

 

لقد حولت هذه الأهمية القدس الى خزان لأفكار التوحيد والتواصل مع الله، فهي بوابة السماء، لدى أصحاب ديانات التوحيد، وهي أيضا أرض الحساب يوم القيامة، مما يضمن لها استمرار تفوق أهميتها ليس في الماضي وحسب، بل في المستقبل أيضا.

 

والقدس القديمة المسورة بالأسوار العثمانية، التي أعاد بناءها السلطان سليمان القانوني في القرن السادس عشر الميلادي لا تصل مساحتها الى كيلومتر مربع، لكنها تحوي على آثار باقية جعلت أعدادا هائلة من سكان الكرة الأرضية يحولونها الى رموز لهم، وفيها لم تلتق الأفكار الدينية فقط، بل تلاقت أيضا الطرز المعمارية والحضارات المختلفة.

 

تعود الكثير من المباني القائمة في البلدة القديمة في أساساتها الى العصر الروماني، خاصة القرن الميلادي الثاني، كما يعود الى نفس الفترة مخطط المدينة، خاصة المحاور الأساسية، وهذا ينطبق الى حد بعيد على النظم المائية التي سادت منذ القرن الأول قبل الميلاد الى القرن التاسع عشر. فقد نجد قناة ماء أو بركة أو بئرا لتجميع المياه قد استخدمت على مدار ألفي عام، خلالها قامت السلالات الحاكمة المتعاقبة بصيانتها وتطويرها. ويذكر بأن كثيرا من المباني التي أنشأها هيرودوس الروماني قد وقعت ضحية للتدمير الروماني للمدينة عام 70م.

 

كما تعود الكثير من الكنائس القائمة اليوم كليا أو جزئيا الى الفترة البيزنطية، وبعضها الآخر كان بالأصل معبدا وثنيا، لم يتخلّ المؤمنون عنه بالرغم من تغيير ديانتهم، فتغيرت الديانة لكن استمر المكان المقدس، وتتالت الفترات التاريخية على المدينة مضيفة لها طرازها الخاص جنبا الى جنب من سبقها أو فوق ما سبقها، لكن أحضرت كل مرحلة ما هو جديد ودمجته بما سبق معطية المدينة بعدا جديدا زادها تعددية وأثرى هويتها.

وتحتل كنيسة القيامة قلب المدينة، بالضبط كما تحتل قلوب المؤمنين من مسيحي العالم. ولم تكن كنيسة القيامة جوهرة القدس البيزنطية الوحيدة، فقد انتشرت في المدينة عشرات الكنائس، أهمها بالتأكيد كنيسة النيا (القديسة مريم الجديدة) والتي تقع عند باب النبي داود ولم يتبق منها اليوم سوى الآثار، كذلك كنيسة قبر ستنا مريم، وكنيسة الجسمانية، وكنيسة يوحنا المعمدان.

 

ويشكل الحرم الشريف بتراثه الطويل وعمائره درة أعمال بني أمية، فالصخرة المشرفة تعتبر واحدة من أهم عمائر الكرة الأرضية وأجملها. لقد شكل الأمويون، خاصة عبد الملك والوليد، في نهاية القرن السابع الميلادي منطقة الحرم الشريف بالضبط بالشكل الذي وصلنا اليوم، ولم يكن أمام السلالات الإسلامية المتعاقبة سوى صيانة هذا المجمع الثقافي الديني الضخم، وإضافة مباني تذكارية مختلفة وبأحجام متواضعة في الساحات المحيطة بقبة الصخرة والمسجد الأقصى.

 

ولم ينس بنو أمية الأبعاد الأخرى للقدس، التي حصنوها، فبنوا فيها مركزا إداريا ضخما (دار الإمارة)، وهو عبارة عن مجمع من القصور والمراكز الإدارية بملاصقة الحرم الشريف عند الزاوية الجنوبية الغربية، حيث كانت القدس مقصدا رئيسا لهم، ومكانا طالما زاروه وأداروا الدولة الأموية منه. ويذكر بأن معاوية بن أبي سفيان كان كثير المقام في القدس، كذلك فعل عبد الملك بن مروان وأبناؤه الوليد وهشام وسليمان، وكان عمر بن عبد العزيز لا يحبذ ترك القدس الا حاجا الى مكة.

 

وأضاف الصليبيون كمّا كبيرا من المنشآت الدينية والمدنية للقدس، بالرغم من تدميرهم لكثير من الصروح الحضارية، واليهم يعود الفضل في إدخال طراز الرومانيسك والقوطي المبكر الى القدس، ومازالت الكثير من مبانيهم ظاهرة للعيان، منها أجزاء واسعة من كنيسة القيامة (خاصة الواجهة) وكنيسة سانت آن (المدرسة الصلاحية...وغيرها الكثير.

 

كما قدم صلاح الدين ومن جاء بعده من الأيوبيين الكثير من المباني للقدس، وذلك بالرغم من انشغالهم الكامل في مقارعة الفرنجة على أرض فلسطين، ومازلنا نشاهد أعمالهم في قلعة المدينة وأسوارها، وفي الخانقاة الصلاحية، وفي المدرسة الصلاحية، وفي كثير من مدارس المدينة وأسبلتها.

 

وبلا شك ساهم المماليك في صبغ القدس بنكهتهم الخاصة، فالمباني المرتفعة المنتشرة في البلدة القديمة ذات الواجهات المتعددة الألوان والتي تحوى على الزخارف الكثيفة والرشاقة في التصميم وبرسائلها الروحية العالية. ولا يمكن اليوم التفكير بتراث القدس المعماري والثقافي بمعزل عن المماليك. لقد أنشأ المماليك العشرات من المباني العامة من مدارس وحمامات وأسواق وزوايا للصوفية وأربطة وترب انتشرت بشكل مكثف في المنطقة المحيطة بالحرم الشريف من الجهات الشمالية والغربية، وقد حافظت غالبية هذه المباني على نفسها معطية المدينة هوية معمارية غاية في الروعة والجمال.

وجاء العثمانيون بمشاريع ضخمة، أهمها بالتأكيد إحاطة المدينة بسور ضخم ميزها عن الكثير من مدن العالم وحماها وأحاطها بمحبة واهتمام بالغين. ولم يقصر العثمانيون بترميم الحرم الشريف بشكل عام وقبة الصخرة بشكل خاصة، وإعادة بناء وتأهيل قلعة المدينة، لكنهم أبدعوا في تعمير نظم المياه المعقدة. كما قدمت خاصكي سلطان، زوجة السلطان سليمان القانوني، مبرة اجتماعية ضخمة، تعتبر من أضخم مجمعات البلدة القديمة، والمعروفة باسم خاصكي سلطان او التكية.

 

ومنذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، اشتدت حملات استكشاف القدس بدوافع أيديولوجية او دينية وفتحت الحفريات في أرجاء المدينة المختلفة منها ما هو داخل أسوارها ومنها ما هو خارجها، ولا نعرف مدينة في العالم اجتذبت هذا الكم الهائل من الباحثين في ماضيها كمدينة القدس. وكان من المأمول أن تنتج هذه الحفريات والدراسات معارف تفصيلية حول القدس، لكنها أنتجت أدبا هائلا مثقلا بالأيديولوجيات والأساطير الدينية، وكان على من يريد ان يبحث في تاريخ القدس ان يتخلى عن النظرة العلمية الناقدة، وأن يحاول إثبات "تاريخية" الأساطير، وأن يكتب تاريخا ليس له علاقة بالتاريخ، وأن ينطق آثارا لا تتكلم. لقد أضحت القدس ميدانا للخيال الخصب، حيث طوعت كل معلومة بغض النظر عن تفاهتها، لتحكي قصة كاملة، مما جعل مراجعة تاريخ القدس بعقلية عملية ومنفتحة مهمة شبه مستحيلة، لأن ما كتب عن تاريخها هو نستلجيا خالصة، ولأن القدس أصبحت مصدرا للشرعية السياسية.

 

وبالرغم من غنى القدس ثقافيا وطول تاريخها، الا أننا في حقيقة الأمر لا نعرف عنها قبل الفترة الرومانية ما يشفي الغليل، فقد تحولت القدس في العصرين البرونزي المتأخر والحديدي من قرية صغيرة، كما كشفت عنها الحفريات الأثرية، الى مدينة ضخمة مليئة بالقصور والقلاع والمعابد، كما تخيلتها الروايات وكتبها أصحاب الأغراض السياسية والدينية. وبالتالي، كتب تاريخ القدس كما أرد البعض لهذا التاريخ ان يكون، وليس كما كان التاريخ فعلا.

 

ومن قصر وهيكل سليمان وداود لم يتم التعرف على أي شئ. ان مراجعة نقدية لهذا التاريخ تثبت عدم دقة الرواية التوراتية التي كتبت بكثير من المبالغة، بل وصفت مبان ومدينة لم يتم التعرف عليها من ناحية علمية، بالرغم من كل الأعمال الحثيثة التي تمت وبشكل مكثف على مدار أكثر من قرن ونصف لبلوغ هذا المأرب.

 

لكن النصف الثاني من القرن التاسع عشر قد أحضر معه أيضا كما هائلا من العمائر الأوربية التي اجتاحت المدينة داخل سورها وخارجه، واضعة القدس بشكل خاص، وفلسطين بشكل عام في مركز الصراع الدولي الاستعماري. وشكلت هذه العمائر رموز وطنية ودينية لبناتها من الدول والكنائس الأوربية، لكنها أيضا أضفت المزيد من التنوع والجمال والعالمية للقدس. فلم تبقى أي دولة أوروبية دون أن تبنى لها صرحا في القدس يعكس اهتمامها ومصالحها وهويتها القومية.

 

مدينة صغيرة لطيفة تحتوي على مساجد وكنائس بكثافة لا تضاهى، معبد في الدنيا ومثوى في الآخرة، تمثل التوحيد والإيمان بالله، وكل ما فيها ينطق بذلك، هكذا القدس، لكنها أيضا مهدا للأساطير والحكايات الدينية والشعبية، التقي فيها الأنبياء وتوارثوا رسائلهم وتواصلوا مع الله ووعظوا بالبشرية واعدين إياهم بحياة أفضل وبذنوب مغفورة.

 

والشئ المحير بأن القدس كانت ومازالت مصدرا للإلهام، وليس فقط الإلهام الإلهي، بل الإلهام الفني والأدبي والديني والثقافي، فقد كتبت عنها آلاف الكتب بلغات البشرية جميعا، وتعلم حولها أطفال العالم منذ نعومة أظافرهم القصص والحكايات، ونمت كما نمو معها، رسموها ورسموا حكاياتها في صفوفهم المدرسية الأولى وذكروها في صلواتهم، ورووا عنها الحكايات حول موائدهم، حتى أننا لا نعرف عدد الأشعار التي ألفت حول القدس، ولا عدد الأفلام التي صورت المدينة. بالكاد ندخل بيتا مسلما او مسيحيا او يهوديا دون أن نرى قطعة ذات علاقة بالقدس، فهذا صدر بيته بصورة او مجسم لقبة الصخرة، وذاك علق الصليب وعليه السيد المسيح، وذلك طرز أسوار المدينة على سجادة حريرية ... والقائمة تطول.

 

وتبقى أسوار القدس العثمانية الحاضن الأمين على كل كنوز وقصص وأساطير وعمائر القدس وكأنها تحميها "من كل أنواع الشرور.

 



  أضف تعليق
الاسم الدولة
التعليق

  تعليقات من الزائرين

جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email