الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

كتب
New Page 1

الشاهد شارد، والفاسد سائد، والأجملُ بيننا يموت..!! / حسن خضر‎

30/06/2010 10:02:00


 
لـم يعد الفلسطيني "الكامل" نموذجاً صالحاً للفاعل الروائي. حضر الفلسطيني "الكامل" في أعمال غسان كنفاني وجبرا إبراهيم جبرا، وآخرين حاولوا تقليدهم. تجسّد لدى الأوّل في صورة الفدائي، ولدى الثاني في صورة حامل الـمعرفة والنور والنار.
وكان كلاهما، الفدائي والـمنوّر، من صنع كاتبين يعيشان في الـمنفى، ويبحثان عن طريق العودة إلى فلسطين. الأوّل يشق الطريق بالبندقية، فيكتمل بقدر ما يستمد منها اليقين، والثاني على غرار بروميثيوس يكتمل بقدر ما يسرق من نار.
الأوّل أقل تراجيدية والتباساً، والثاني كينونة تراجيدية وملتبسة. وعلى الرغم من الفرق بينهما، فإن كليهما يمثل الوجه الآخر لعملة الأدب الرسالي، ويصلح كوسيلة إيضاح لوظيفة الكاتب باعتباره مُنتجاً لنصوص أدبية، وصاحب وظيفة اجتماعية.
ولكن إميل حبيبي زعزع مركزية الفلسطيني "الكامل" في الحقل الثقافي بنموذج الفلسطيني "الناقص"، أو البطل ــ الضد، كما تجلى في "الـمتشائل". لـم ينجم هذا التحوّل في مركزية النموذج السائد عن تمرّد على الأدب الرسالي، بل نجم عن وجود الكاتب في الوطن لا في الـمنفى، وبالتالي كان محكوماً باعتباره مُنتجاً لنصوص أدبية، وصاحب وظيفة اجتماعية، بأسئلة من نوع آخر. فالبندقية، كما التنوير، لن يتمكنا من اختزال رواية الفلسطينيين عن أنفسهم.
والواقع، أن زعزعة النموذج السائد بنموذج مضاد كانت بداية لعملية انتهت بفقدان الأدب الرسالي نفسه لـمركزيته في الحقل الثقافي الفلسطيني. يمكن، بالتأكيد، تفسير التحوّلات في الحقل الأدبي على خلفية ما شهده الحقل السياسي من تحوّلات. وهذا ما حدث بأشكال متفاوتة على مدار العقدين الـماضيين، لكن قراءة الفرق بين "روايات" الوطن و"روايات" الـمنفى، على خلفية نموذج سائد، واستناداً إلى محاولات لتكريس النموذج السائد أو زعزعته، لـم تتحقق بالـمعنى النقدي حتى الآن.
ــ 2 ــ
الخلاصة أن الحقل الثقافي الفلسطيني يفتقر إلى نموذج سائد في الوقت الحاضر، كما أن الأدب الرسالي انتقل من الـمركز إلى الهامش. وفي كلتا الحالتين نجد أنفسنا أمام نماذج متعددة، وأشكال مختلفة من التجريب في الوطن والـمنفى على حد سواء.
وهذا، بين أمور أخرى، دليل صحة وعافية بالـمعنى الثقافي. وفي سياق كهذا، أيضاً، يمكن التعامل مع رواية أحمد حرب "الصعود إلى الـمئذنة" الصادرة عن دار الشروق (2008) باعتبارها جزءاً من هذه التعددية، وإضافة إلى مشهد يزداد ثراءً.
يتحدد الإطار الزمني للرواية في عقدين سبقا احتلال الضفة الغربية في العام 1967، ويتحدد إطارها الجغرافي في إطار قرية أصبحت حدودية بعد حرب العام 1948، ويتمحور فعل السرد فيها حول ذكريات الفاعل الروائي، الـمولود بعد النكبة، والشاهد على لحظة الاحتلال. ويمكن تصنيفها ضمن جنس الرواية الـمسماة بالألـمانية bildungsroman أي رواية التحوّلات العاطفية والنفسية والثقافية للراوي بداية من فترة الطفولة وصولاً إلى مرحلة النضج. وقد أصبح الـميل إلى سنوات التكوين الأولى شائعاً إلى حد كبير في الرواية الفلسطينية في السنوات الأخيرة.
وكما يليق بهذا الجنس الروائي، فإن الـماضي يحضر باعتباره فعلاً تربوياً، يحضر كسرد متقطّع وانتقائي لأحداث خارجية، وتجارب شخصية، كما يراها إنسان بعيني طفل. لذا، تبدو عفوية، ساذجة، وبريئة. ومجرد الـميل إلى تقنية سردية كهذه ينطوي على نقد غير مباشر لخطاب البالغين حتى دون استعادته، ودون حضوره في النص. فالعفوية، والسذاجة، والبراءة هي الأدوات الوحيدة التي يملكها الطفل في مواجهة العالـم.
العالـم في النص برزخ يمتد من لحظة الولادة بعد عام من هزيمة سابقة، إلى لحظة موت البراءة، أي ضياع الطفولة إلى الأبد، في هزيمة لاحقة. في الـمشهد الأوّل يصف الفاعل الروائي مكان ولادته في مغارة اسمها "صنع الجابري"، وفي الـمشهد الختامي، يوم التاسع من حزيران 1967، وبعدما سقطت البلدة في قبضة الإسرائيليين، يركض هارباً في اتجاه الـمغارة نفسها. ودلالة الـمغارة إما العودة إلى رحم الأم، أو الـموت. في الحالتين ثمة محاولة للانسحاب من العالـم. والـمفارقة، هنا، أن اسم الطفل الذي عبر البرزخ يسير. وقد تكون من السير، لكن الـمفردة تنطوي على دلالة الـمشي، أيضاً.
يسلّط حرب الضوء على الشائع والـمتداول من أوصاف البرزخ، الذي مشى عليه الفاعل الروائي على امتداد ثمانية عشر عاماً ما بين لحظة الهبوط إلى الدنيا في مغارة والعودة إليها: الزيف، والخداع، والكذب، والأوهام، والقمع، والقيم الاجتماعية البالية، والـمصائر الفردية التي يجندلها عالـم لا يعترف بالتفرّد، والـمُغايرة، ولا يمكّن الواقعين في قبضته من حق الاختلاف.
لذلك، تعاني الشخصيات التي يؤثث بها حرب عالـمه الروائي من خطيئة أولى، حقيقية أو مُفتعلة. ولا يهم ما إذا كانت نتيجة خطأ غير مقصود، أو نجمت عن تشوّهات في بنية السلطة والـمجتمع. الـمهم أن لكل عاره الشخصي (بما فيها الفاعل الروائي نفسه)، ونقطة ضعفه التي يصعب التحرر من تبعاتها الاجتماعية. والـمهم، أيضاً، أن الهزيمة هي ما ينتظر الجميع، وأن الخلاص بعيد.
بما يشبه هذه الكلـمات يفتتح أحمد حرب روايته بمقطع من قصيدة للشاعر الأيرلندي ييتس يقول: "فوضى جامحة تقتحم العالـم/ وأرض يغمرها سيل بعتمة الدم/ لقد غرقت محافل البراءة في كل مكان/ فالـمؤمنون ينقصهم الإيمان/ والأشرار تملؤهم قوة الشهوة والطغيان".
ولكن لـماذا يعود كاتب إلى عالـم ما قبل هزيمة حزيران؟
وبقدر ما يتعلّق الأمر "بالصعود إلى الـمئذنة" فليس ثمة ما يبرر الاجتهاد. في جملة افتتاحية تسبق النص يقول حرب: "بمناسبة بدء الأربعينية الثانية للسقوط" في إشارة إلى تجاوز الهزيمة الحزيرانية للعقد الرابع من عمرها، ودخولها في ما قد يمتد إلى أربعة عقود إضافية.
إن كل محاولة لقراءة الـماضي ليست في حقيقة الأمر سوى قراءة غير مباشرة للحاضر. فالـماضي لا يمضي تماماً، وما كان يؤثث عالـماً قديماً بين هزيمتين، لا يزال جزءاً من أثاث الحاضر، حيث الشاهد شارد، والفاسد سائد، والأجملُ بيننا يموت.
تاريخ نشر المقال 29 حزيران 2010




جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email