الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

مقالات
New Page 1

كُنْ معنا.. وكن بعد ذلك فاسِـــــــــــــدًا كما تريد!!/ أ.عدنان السمان

26/06/2011 13:47:00

 

   قال محدثي: سأتكلم اليوم في كثيرٍ من القضايا، ولن أتركَ لك مجالاً للكلامِ أبدًا. قلت: إني أسمعُ جيدًا، فقُل ما تريد. قال: أخبار الفساد والفاسدين في هذا الوطن العربي الكبير تطغى على غيرها من الأخبار والعناوين، وحركات التمرد، وسفك الدماء، والقصف، والرعب، والخوف في عدد من أقطار العروبة تتصدر العناوين الرئيسة في كثير من الصحف والمطبوعات، وشاشات التلفزة، وتفردُ لها كثير من الصحف عناوين بارزة على صدر صفحاتها الأولى، وتنشر صورًا تقشعِّر لهَوْلِها الأبدان لضحايا حركات التمرد هذه على صفحاتها الداخلية في كثير من الأحيان.. فما الذي يجري في هذا الوطن العربي؟ وما حكاية حركات التمرد؟ ولماذا تعصف الاشتباكات المسلحة ببعض أقطار العروبة؟ وما معنى هذا الصمت في أقطار عربية أخرى؟ وهل صحيحٌ أن قضايا الفساد والفاسدين وراء كل ما يجري هنا وهناك؟ وهل صحيحٌ أن الأقطار التي لا زالت تحتفظ بالهدوء والاستقرار هي أقطار خالية من الفساد والفاسدين؟

    لا أكاد أصدق أن بلدًا عربيًّا يحظى حتى هذه الساعة بكل هذا الهدوء، وبكل هذا الصمت الذي دونه صمت المقابر وهو يمنع المرأة حتى اليوم من حقها في قيادة السيارة، ومن حقها في الترشح للمجالس البلدية والقروية والنيابية، ومن حقها في الانتخاب، إضافة إلى حرمانها من سلسلة طوية لا تكاد تنتهي من الحقوق الطبيعية للإنسان.. لا أكادُ أصدق أن بلدًا كهذا يرفلُ كل مترفيه_ وما أكثرهم_ في ثياب العز والهناءة ورغدِ العيش والنعيم المقيم، والعيش الخيالي الخرافي، والتصرف المطْلَق بالمال العام، وبكل ثروات البلد في الوقت الذي تعيش فيه غالبية الناس في ذلك البلد عيشًا أشبه بعيش الجاهليين، وحياة لا تختلف كثيرًا عن حياة الغربيين في القرون الوسطى.

    لا أكاد أصدق أن ثوريًّا عربيًّا أو غير عربي يستعين بهذا الحشد الهائل من دول الغرب والطائرات الغربية التي تقصف الناس وتقتلهم وتريق دماءهم، وتقصف المنشآت العامة والخاصة في هذا البلد الذي يدَّعون الثورة على نظامه الفاسد!! وإذا كان ذلك النظام الذي خرجَ عليه أولئك "الثوار" فاسدًا حقًّا فماذا نقول في هذا الثوري الذي يستعين بالغرب على الناس في هذا البلد؟ وماذا نقول في هذا الثوري الذي يقف إلى جانبه كل أعداء البشرية، وكل أعداء الشعوب الذين اضطهدوها، ومازالوا يضطهدونها، ويمتصون خيراتها، ويمثّلون بثوارها الحقيقيين في كثير من أقطار العروبة والإسلام؟

    ولا أكاد أصدق أن هؤلاء الذين يخوضون حرب إبادة ضد كثير من شعوب الأمة الإسلامية العربية، ويُهزَمون أمام ضربات أولئك الثوار، ويعلنون مباشَرتهم في الانسحاب منها خائبين مهزومين، ثم وبقدرة قادر يتحولون إلى أصدقاء يدافعون عن حق أبناء هذه الأمة الإسلامية العربية في العيش بحرية، ويقفون إلى جانبها في "تمردها" على هذا النظام المقاوم الممانع الذي ما لان أمام كل محاولاتهم التي تستهدف تركيعه، وتستهدف تطويعه، وتستهدف إرهابه وتخويفه كي يسير في فلكهم، وكي يرفع يده عن كل حركات التحرر والتحرير التي يتبناها في كثير من ديار العروبة، متحالفًا مع حركات وحكومات ترفض التبعية للغرب، وترفض المساومة على كل قضايا العرب العادلة، وكل قضايا المسلمين العادلة، وكل قضايا الشعوب العادلة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية!!

 

     ولا أكاد أصدق أن كل هذا الحشد الإعلامي الهائل، وكل هذا التجييش الإعلامي غير المسبوق الذي يحاول النيل من استقرار هذا البلد الذي يرفع شعار التصدي للمشاريع الغربية على كل أرض العرب يأتي لصالح الناس في ذاك البلد! وكيف من الممكن أن تكون كل تلك الحملات الإعلامية والسياسية والعسكرية التي تستهدف أمن ذلك البلد وأمانه، كيف من الممكن أن تكون لمصلحة الناس هناك، وكيف من الممكن أن تكون لمصلحة شعب ذلك البلد؟ إنه لمن العار أن يفتعل الغرب وأعوانه المشكلات والأزمات يريدون بها إسقاط ذلك النظام الذي يرفض مشاريعه، ويرفض الرضوخ لوعيده وتهديده، ويرفض التخلي عن عمقه العربي، وفكره القومي، وانتمائه الإسلامي.. وإنه لمن العار أن يكون الغرب وراء كل هذه الضحايا في ذلك البلد، وفي غير ذلك البلد، ثم يأتي ليذرف الدموع عليهم، وليحمّل النظام القائم كامل المسئولية عن سفك دمائهم، ثم ليطالب بعد ذلك بإسقاط ذلك النظام بعد أن فرض عليه سلسلة من العقوبات الاقتصادية على مدى ستة وعشرين عامًا، ولا يزال يشدد من تلك العقوبات حتى اليوم.. ولئن رفض ذلك النظام كل وعود الغرب، ولئن رفض كل وعيده وتهديده أيضًا، ولئن رفضَ ذلك النظام العربي القومي الممانع المقاوم كل دعوة للتنازل عن الحق العربي، والإرث العربي، والثقافة العربية في كل تلك الديار، وفي كل أقطار الجوار التي يتوسطها، ويقيم أقوى الصلات، وأوثق العلاقات مع أحرارها وحرائرها وثوارها وشرفائها ومناضليها وكافة المتمسكين بالثوابت من أبنائها وبناتها.. ولئن كان الغرب، ولئن كان معه كل أعداء القضية العربية على علمٍ بإصرار ذلك النظام على الاستمرار في حمل الرسالة، وأداء الأمانة، فإن ذلك التجمع يثبتُ بإصراره على الاستمرار في التحريض والإثارة وتغذية الأعوان والأنصار والحلفاء بالمال والسلاح أنه مصرٌّ على السير في الشوط إلى نهايته، وليس لهذا الإصرار سوى معنًى واحد، وليس له أيضًا سوى نتيجة واحدة هي سقوط مزيد من الضحايا لفترة قد تطول وقد تقصر، ثم خروج ذلك النظام بعد ذلك منتصرًا على كل تلك القوى الخارجية، وعلى كل أدواتها وأعوانها دون استثناء.

    إن من المؤلم أن يستجيب كثيرٌ من العرب لوسوسة الغرب وهلوسته وأحلامه في السيطرة على كل أرض العرب، وإقامة المشروع الغربي الحليف على هذه الأرض العربية، وإن من المؤلم أن نجد في هذا التجمع كثيرًا من السياسيين والاقتصاديين والمنتفعين والإعلاميين ورجال الدين والأئمّة الذين كان عليهم أن يقفوا في خندق الأمة لا في خنادق أعدائها وفنادقهم، وإن من المؤلم أن كل هذا التحالف الغريب، وكل هذا التجمع المريب العجيب يعلم علم اليقين أن الغرب لا يريد خيرًا  بالعرب، وأن الغرب هو _مع الأسف_ عدوُّ العرب، وأن الغرب هو الذي يصنع الفساد والفاسدين في بلاد العروبة والإسلام، وأن الغرب يقول بلسان عربي ذي عِوَج، وهو يخاطب أعوانه وأنصاره ومجنَّديه: " كنْ معنا، وكن بعد ذلك فاسدًا كما تريد!!" كل هذا التجمع الذي يضم كثيرًا من المستفيدين والمنتفعين والحاقدين والطامعين والموتورين والضالين المضلّين الكاذبين المزوّرين يعلمُ يقينًا أنَّ الغرب ومعه كل أعوانه وأنصاره هم مصدر كل فساد وإفساد في كل ديار الإسلام والعروبة، وأن هذا التجمع يعلم يقينًا أن كل الأحرار والثوار العروبيين الشرفاء المتمسكين بالثوابت المتشبثين بالحقوق وبالكرامة العربية، وبإقامة المشروع العربي على كل أرض العرب هم الذين يلاحقهم الغرب وأعوانه وعملاؤه والمخدوعون بكلامه المعسول، وهم الذين يغري بهم الغرب سفهاءه وأجراءه وعصاباته المسلّحة، وهم الذين يخطط الغرب للتخلص منهم بكل الوسائل، ومختلف الطرق والأساليب، حتى لو سقط في سبيل  تحقيق هدفه هذا وأهدافه هذه مليون قتيل، أو ملايين القتلى.. إن إسقاط بعض النُّظُم العربية، وإحياء بعضها الآخر، وإرباك الوطن العربي، وإغراقه ببحرٍ من الدماء هي أهداف هذا الغرب.. ليقيم بعد ذلك مشروعه الغربي على كل أرض العرب... وليحكم أمة العرب بعد ذلك كما يريد، وكما يريد أعوانه وأتباعه والمعجبون المبهورون بثقافته وديمقراطيته وعدالته... فهل يعتقد الغرب أنه قادر على ذلك؟ وهل يعتقد أولئك الضالون المخدوعون الذين ربطوا مصائرهم بمصيره أن هذا النهج الذي يسلكونه هو نهج الأحرار الشرفاء الأخيار الأبرار من أبناء هذه الأمة!!.

    قلت لمحدثي: لقد أصبتَ أيها الرفيق، ولقد وصفتَ كثيرًا من أدواءِ هذه الأمة وأمراضها، ولقد أنصفتَ كثيرًا من شرفاء هذه الأمة وثوارها وقادتها العروبيين، ولقد قلت كلمتك بصدق وصراحة، وإن كانت مبتسرةً موجزة اكتفيتَ فيها في كثير من المواقف بالإشارة العابرة، وبالتلميح بدلاً من التصريح، لقد تكلمتَ فأجدتَ، ووصفتَ فأحسنتَ الوصفَ، وسخِرتَ فكنتَ الساخر الثائر الواثق من نفسه، وإن أثرتني، وجعلت الدم يغلي في عروقي بلهجَتِكَ الخَطابيَّة، ولقد أزعجتني كثيرًا وأسعَدتَني بهذا التوصيف الذي يدفع المرء لسلوك سبيل التصدي والتحدي ولو كان في التسعين من عمره.

 

أ.عدنان السمان

www.samman.co.nr

 

26\6\2011

 

 



جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email