الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

مقالات
New Page 1

أسرى فلسطين القدامى وطهارة أيديهم المقدسة !!!/ آمال أبو خديجة

22/09/2011 13:20:00

 

ولد الإنسان حراً كريما لا يحق أن تسلبه حريته وحقوقه المشروعة بالدساتير الشريعة أو القوانين والمواثيق الإنسانية، ومن خلف قضبان السجون الصهيونية العتيقة، يقبع أسرى قد أكل الدهر على أجسادهم أعمارا مديدة، لا يقل عددهم عن 130 أسير ، ولا مدة محكوميه أحدهم عن 20 عاما ليمدها الكيان الصهيوني  لتصل إلى ما يزيد عن 300 عاما بالمؤبد المتعدد، قضى الكيان الصهيوني بجنونه وساديته المرضية أن يحكم بقضائه الظالم، لتلقى على أجساد وقلوب هؤلاء الأبطال المناضلين فتسرق منهم حريتهم وسنوات شبابهم .

الأسرى القدامى من أبناء فلسطين أطلق ذلك اللقب عليهم بعد أن تم توقيع اتفاق أوسلو، فكل من كان مسجوناً قبل ذلك التوقيع اعتبر أسيراً قديما لدى الكيان الصهيوني، هؤلاء الأسرى من بذلوا من التضحيات والعطاء لأجل وطنهم وقضيتهم الشيء الكثير مما دعا الكيان الصهيوني أن يلقبهم بمن لُطخت أيديهم بالدماء، كأن دماءهم مقدسة وسواهم ليس له حق ولا قدسية ولا كرامة، ومن أكثرَ من أرواح المسلمين قدسية عند الله وتحريماً لقتلها وتعذيبها بغير حق  .

عندما تطلع على قائمة أسماء وتفاصيل هؤلاء الأسرى المناضلين لمعرفة مدة محكومتيهم، يأخذك العجب والحزن على مدى قوة صبر هؤلاء الأسرى الذين تجاوز وجودهم داخل غرف السجون ما يزيد عن 20 عاما، فيأخذك خيالك لتحاول تصور كيف عاش هؤلاء الأسرى طوال تلك المدة وأكثر منها لتصل إلى أكثر من 30 عاما يقضيها أكبر عمداء الأسرى المحكومين بالمؤبد الطويل وأولهم عميد الأسرى الأول نائل البرغوثي والأسير فخري البرغوثي والأسير أكرم منصور الذي يعاني ألام السرطان المميت والأسير فؤاد الرازم عميد أسرى القدس والأسير سليم الكيال من قطاع غزة المحروم من زيارة الأهل منذ سنوات والأسير سامي خالد يونس أقدم الأسرى من مناطق 48 الذي تجاوز الثمانين من عمره و وغيرهم الكثير من الأسرى الذين  تقارب حالهم معهم في محكومتيهم ومدة اعتقالهم .

لا بد لخيالنا وذاكرتنا أن تعجز عن وصف حال الواقع الحقيقي الذي عاشه ويعيشه هؤلاء الأسرى منذ سنواتهم الطويلة، فكيف عاش هؤلاء الأسرى ومضوا أوقاتهم وساعاتهم الطويلة مع صورة ذلك الجدار الدائم أمامهم، وماذا يدور في خواطرهم حول العالم الخارجي وما طرأ عليه من تغيرات، ماذا يرسمون في خيالهم عن صورة الوطن ومعالمه عندما غادروه وعن الأهل ومن تركوهم بنظرة أخيرة والأصحاب الذين جالسوهم اللحظات الأخيرة دون عودة، ماذا يخطر في بالهم لحظة الاستيقاظ الأولى من نوم طالت تقلباته وتنهيداته، كيف تغلق الجفون مع ظلام دائم لتعانق النوم كأنه لحظة موت أخير، وأي حلم يتكرر لذلك الجسد المرهق مع لحظة نوم عميق ، ما هي آمالهم وما هي أحلامهم التي تدور من حولهم وترسم مستقبلهم، بماذا تعود ذاكرتهم مع ذكريات غادروها بلحظات الاعتقال الأولى أكثر من 20 عاما ولعل الزمان قد أزال كثير منها وما زالت عالقة في تلك الذاكرة القديمة الرافضة لنسيانها وظنها أنها باقية لن تزول ، أمور كثيرة لعلها تخطر في بالهم وخواطرهم وذاكرتهم يتعايشون معها ليل نهار، فلا فرق عندهم للزمان والأوقات فيبقى الحلم واحدا والرؤية ثابتة لا تغادر ذلك الشريط الدائر أمامهم مع بدء المشيب بأكل رؤوسهم، وبدء تساقط أجسادهم من شدة المرض وبدء انحناء عظامهم وهشاشتها من شدة الجمود في المكان والشوق لنور شمس قريب .

فلنعيش مع صورة نتقرب بها من هؤلاء الأسرى ومعاناتهم الشديدة، ونتصور لو أننا حَبسنا أنفسنا في غرفة مساحتها بالطول والعرض أربعة أمطار أي أوسع بكثير من غرفة السجان الصهيوني، وسمح لنا أن يتواجد فيها كل وسائل الترفية والتغذية السليمة والبيئة الصحيحة وكل ما يخطر في بالنا من حاجات، شريطة أن لا نغادر تلك الغرفة ولا يفتح بابها ولا شباكها لمدة شهر كامل، فكم منا سيصبر على هذا السجن الاختياري ويقبل بهذه التضحية والعيش بهذه الظروف الحياتية التي تقطع تواصله عن العالم الخارجي، لعل الكثير ممن سيفعل ذلك سيخرج مع معاناة نفسية وجسدية وإصابة بالاكتئاب الشديد وعدم الرغبة في شيء إلا أن يفتح ذلك الباب ولا يغلق أبدا لينطلق إلى نور الحياة وسعتها.

فكيف بهؤلاء الأسرى القدامى الذين تعايشوا منذ سنوات طويلة مع مكان تعفنت جدرانه، وصدئت أبوابه وقضبانه، وتشققت أحجاره، وتسربت من بين فراغاته الحشرات والزواحف، هؤلاء الأسرى الذين قضوا سنواتهم بالتعرض لأقصى أساليب القهر والإذلال والمعاناة داخل تلك السجون المغلقة والمحجوبة عن رؤية أهل الحق والضمير، ليمارس السجان الصهيوني ضد هؤلاء الأسرى كل ما يخالف القوانين والحقوق الإنسانية ، فلم يمل السجان من إيقاع ألوان القهر والتعذيب على أجسادهم ونفوسهم المرهقة والمقهورة التي طاقت لنيل الحرية والأمان، ولم تشفع لهم سنواتهم الطويلة عند السجان الظالم، وأعمارهم التي قاربت الكهولة والشيخوخة، أن يرفع عنهم بعض العقوبات أو ممارسة السجن الحقير، بل على العكس في كل لحظة يزداد تفنن ذلك السجان الحاقد في طرقه وأساليبه الجديدة لتعذيب وقهر هؤلاء الأسرى، فمنذ لحظة الفجر الأولى حتى غسق الليل وظلمته يبدأ ذلك القهر اليومي الملقى على قلوبهم المحزونة المقهورة رغم صلابة الإرادة وقوة الإيمان والتصميم على الحق والتحرير للوطن والإنسان، فيتعرضون لكل أنواع الحرمان والألم والتعذيب النفسي والجسدي، فيحرمون من زيارة الأهل المتكرر، ومن حق تلقي العلاج لأمراض قد أرهقتهم وأوصلتهم لأشد الأمراض خطورة لكثير منهم، ومن حق التعلم والاستفادة من أوقاتهم واستثمار أعمارهم إلا بعد معاناة ونضال شديد، ويقع عليهم التفتيش اليومي والإذلال المقصود المملوء بالحقد والكراهية من قلوب لم تعرف للإنسانية البشرية معنى، ومن حق الشراء من الكنتين، ومن حق الطعام الصحي السليم والملابس الجديدة  وغيرها من ممارسات لا تستطيع أن تصفها الكلمات المبدعة لشدة إبداع ذلك السجان في أساليب ممارساته المهينة على الأسرى .

كثير من هؤلاء الأسرى القدامى دخل السجن وهو في ريعان شبابه وسنواته الأولى، فمنهم من دخل أعزب ولم يحظى بالزواج، ومنهم من اعتقل وهو في سنته الأولى من الزواج، ومنهم من دخل وهو أبا لأطفال صغار تركهم من خلفه ليكبروا بعيدا عن رؤية عينيه ولمسات يديه، دخل هؤلاء الأسرى تلك المعتقلات والسجون ولعلهم ظنوا أن المكث لن يطول فيها، ولا بد أن تمضي بعض السنوات ثم يأتي الفرج بالإفراج عنهم إما باتفاقيات تبادل أسرى أو غيرها، ولكن الظنون خانتهم بتوقعاتها لتمضي سنوات طويلة لا تقل عن عشرون عاما، وما زال الأسر يحاصرهم ويحرمهم من لحظة الحرية والعود للديار، كما أن كثير من الاتفاقيات وقعت ومن أهمها اتفاق أوسلو الذي لم ينصف هؤلاء الأسرى الذين بقوا في قبضة السجان ليتحكم في مصائرهم تحت حجة أن أيديهم ملطخة بالدماء، ولم يتم المقاطعة من قبل الجانب الفلسطيني للكيان الصهيوني والإصرار بالإفراج عنهم وعن جميع الأسرى كشرط لبدء الاتفاق والتفاوض  .

مضت أيام وسنوات حياتهم التي تغير فيها الكثير من ملامح الحياة والإنسان، وتغيرت ملامح وجوههم وألوان شعورهم التي غادرها السواد، أو لعلها تساقطت ولم يبقى منها أثرا لتشهد على ظلم ذلك المكان، وارتسمت خطوط الوجه ليغيب ماء الشباب، وضمرت العضلات والعظام ليبدأ الانحناء وثقل المسير، وما زال الحلم واحداً فالكل يحلم بلحظة الخروج ليحتضن والدية وإخوته إن لم يخطفهم قدر الموت والرحيل، فمات والديه أو أحدهما أو أحد إخوته ليحرم من حلم رؤيتهم واحتضانهم، ومنهم من رسم لحظة خروجه ليرى أطفاله الصغار ويتمتع في رؤية مراحل نموهم وتربيتهم، لكن ساعات غيابهم الطويل لم تجمد الزمان وتوقف نموهم فينمو الأطفال سريعا ويكبروا ليصبحوا رجالا ونساء ويتزوج بعضاً منهم بعيدا عن مشاركة والده وفرحته، ومنهم ما زال يحلم بلحظة خروجه للزواج وتأسيس أسرة ورؤية أطفاله رغم أن عمره ومرضه من الممكن أن لا يَصدقه حلمه للخروج وتحقيق أمله، وسيخونه المرض ليقطع عمره مغادرا ويرحل معه ذلك الحلم.

 أسرى قدامى قدم أشجار الزيتون الصابرة منذ عهد الرومان، بقدم تاريخ الوطن وذلك الثوب الفلسطيني المطرز بأيدي عجوز فلسطينية، وشجرة التين المتجذرة تحت تربة تلونت بألوان الربيع والشتاء، بقدم أحجار المساجد القديمة والشوارع العتيقة، بقدم جدار الأقصى وقبة الصلاة، وأسوار عكا وميناء حيفا وأشجار يافا المعطرة بأزهار البرتقال، فوج من أعمار وأجيال شتى من الأسرى تأتي وتمر عليهم ويزورن زنازينهم ويغادرون بعد مجالستهم والتلقي على أيديهم حكمة السجن وتعاليم الصبر والتضحيات، فيتخرجون من مدارسهم بأعلى مراتب العلم والإيمان، فيعودون لحياتهم علهم يحدثون عن صورة صبر هؤلاء العمداء ومعاناتهم، ويبقى العمداء تترقب أذانهم أن تسمع نداء ذلك السجان الحاقد تخاطبهم أن لحظة الإفراج قد حان، فيراقب بوابة السجن منذ سنين أن تفتح ويطلق للجسد العنان، ويبقى متجمدا في جلسة المكان فيحاكي الجدار كيف سأرحل عنك أيها الجدار، وقد اعتدنا على بعضنا في كل ليل ونهار، لقد أصبح بيني وبينك ترابط وتواصل لنتحدث عن قصص المكان، فهل ستحزن بعدي أم سأشتاق لرسوماتي وكلماتي على ذلك الجدار .

الأسرى القدامى أيديهم ملطخة بالدماء هكذا هم في نظر دولة الاحتلال، ففي كل لحظة يطالب بالإفراج عنهم تخرج تلك الحجة لتصد عنهم حق الإفراج، ليعود القلب يمتلئ حزنا وألما وعودة لشكواه لذلك الجدار، ومع كبر أعمارهم وسنوات ألامهم لا يطمعون إلا بلحظة الإفراج عنهم، وهم يحملون أوجاعهم على تلك الأجساد المنهكة، يحلمون أن يقضوا ما بقي من أعمارهم وحياتهم في ديارهم وأرض الزيتون والرمان والبرتقال، يحلمون أن تقطف أيديهم عنقود عنب من عريشه الدار، أو حبة تين من شجرة ما زالت في ذاكرتهم قبل عشرين عاما، كانت أمام  البيت أو في ساحة الدار، يحلمون أن يودعوا ذلك الوطن وقد تكحلت عيونهم بنظرات الوداع الأخير وعهد الحب المقدس، وصورة  ترسم لحريته مع تحقق الوعد القريب، وتراودهم مخاوف أن يغادروا ذلك السجن وهم على تابوت الموت قد حملتهم جنازة سوداء، لتخطف أعضاءهم وتلف أجسادهم بأكفان ليس لها رائحة من عطر الريحان، وتلقى جثتهم في مقبرة ليست هي عنوان هوية لعروبة ولا إسلام .

قدماء الأسرى وعمداءهم هم أولى الناس أن يدور تفكيرنا بهم كل يوم، وأن نتعايش مع لحظات عيشهم وآلامهم المستمرة مع أنفاس الصباح والمساء، هم من يستحقون أن نحمل همهم في قلوبنا، وأن يسارع كل واحد منا للمطالبة للإفراج عنهم وتخليصهم من قيود السجن وجبروت سجانه، إنهم من يستحقون الدعم والمشاركة الدائمة والمناداة بصوت واحد لجميع جمعيات ومؤسسات حقوق الإنسان والضمائر الحية لترفع صوتها من أجل الإفراج عنهم، وعدم السماح للكيان الصهيوني في تجاهلهم من كل اتفاق أو تبادل للأسرى تحت دعوى التلطخ بدمائهم الفاسدة، ويجب أن يتحرك جميع الشعب الفلسطيني بكل مستوياته السياسية والاجتماعية وغيرها وليس الاقتصار على أهالي الأسرى وحدهم، لأجل المساهمة في نشاطات مختلفة في دعمهم وبيان قضيتهم ومعاناتهم والوقوف إلى جانبهم وإيصال الرسائل الداعمة لمعنوياتهم لكل دول العالم، فهذا حق ديني ووطني وإنساني مطلوب منا اتجاههم، يجب أن لا يبقى هؤلاء الأسرى وجميع الأسرى طي النسيان والتغافل ولتبقى قضيتهم جميعاً القضية الأولى على الأجندة الفلسطينية بكل أنواعها وأشكالها، فهؤلاء هم الذين ضحوا بسنوات أعمارهم وسنوات شبابهم لأجل كرامتنا وحريتنا، فكيف لنا أن ننساهم ونجعل لهذا الغاصب أن يغتصب منهم حقهم بالحرية والحياة الإنسانية الكريمة، فلنعيد حقهم بالقليل من الأعمار الباقية لهم  .

آمال أبو خديجة



جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email