بيان صادر عن مكتب النائب حسام خضر

دعى النائب حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين إلى استعداد لمواجهة نتائج الانتخابات الاسرائيلية القادمة أيا كان الفائز سواء عودة باراك أو قدوم أرائيل شارون للحكم، الأمر الذي يعني بداية سياسة جديدة أساسها استمرار الحصار ضد الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية وقيادته مؤكدا أنه حتى في حال فوز باراك، فإنه سيعمل على كسر إرادة الشعب الفلسطيني من خلال سياسة الاغتيالات والحصار وتوسيع المستوطنات ورفض تقديم أي تنازل في موضوعي القدس أو اللاجئين، أما في حال فوز شارون فان الأمور في بدايتها، ستبدوا أكثر صعوبة وتعقيد، إلا أن الوضع لن يستمر أكثر من فترة عصيبة سيؤدي إلى حوار جاد ومسؤول وتقدم في المفاوضات، ولكن هذا يفرض على الرئيس ياسر عرفات الاستماع لصرخات الاستغاثة التي يطلقها أحرار شعبنا منذ سبع سنوات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه أمام الفساد السياسي والإداري والمالي الذي بدأ يغرقنا جمعيا .. نحن والمركب، وأبدى خضر استغرابه من استمرار رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بالاعتماد على أشخاص مشبوهين وطنيا بانتماءاتهم السياسية لدول تستهدف مشروعنا وشعبنا، وكذلك إدارة ظهره لنداءات الانتفاضة المتكررة التي هي انتصار للتيار الوطني داخل السلطة والذي لا يختلف اثنان على ان عرفات هو الذي يقود هذا التيار أمام تيار أوسلو الاقتصادي والذي لا هم له سوى الحفاظ على مصالحه الذاتية المرتبطة بالاحتلال، مطالبا أبو عمار بإحداث انتفاضة حقيقية واستباق الوقت أمام حالة الغليان الجماهيري والقرف واليأس من استمرار رموز الفساد في قمة الهرم السلطوي، محذرا من أن شارون قد يسبق عرفات في ضرب مصالح رموز الفساد وتعريتهم الأمر الذي سيشكل إحراج جديد لرمز السلطة الوطنية ويدخلنا في متاهة جديدة ويزيد الهوة ما بين الجماهير المستقلة والفاسدين الذين أثروا بدون سبب سوى استغلالهم لمواقعهم ونهبهم لشعبنا.

وطالب خضر الرئيس ياسر عرفات بالنظر حوله بعينيه هو لا يعيني مخادعين كذبة كي يقف على حجم الفساد والمعاناة والألم الذي يحدثه هؤلاء الذين تكرشوا على حساب شعبنا وآماله وطموحاته، وقال أنه لا يعقل أن لا يبصر عرفات أمام هذه الحالة الجماهيرية الفرق بين الطغاة واللصوص ورموز العهر والفساد وبين الشعب العظيم المناضل والملتف حول مشروعه والتيار الوطني في السلطة بقيادته، وتسائل خضر إلى من يترك عرفات شعبه إذا ما رحل وأوضاعنا على ما هي عليه، حيث يتحكم أذناب الأنظمة والفاسدين في مصائر شعب التضحيات والبطولات، وعربدة العملاء والسماسرة وغياب القانون وانهيار المؤسسات واختراقها، وتساءل خضر كم مليار دولار في حسابات هؤلاء قياسا بحساب مكي، والذي لا يقارن بالكثير من المتنفذين والقادرين على نهب مقدرات شعبنا.

وطالب خضر الجميع قوى وأفراد بعدم الالتجاء إلى العنف وأخذ القانون باليد سواءا أكان المستهدف رمز من رموز الفساد أو الخيانة وطالب الخونة المأجورين للاحتلال وغيره بتسليم أنفسهم وفقا لما أعلنته السلطة، وأكد على إن اقتصار الملاحقة لصغار الخونة هو أمر مرفوض، إذ آن الأوان لتطهير البيت الفلسطيني من الفاسدين والخونة المأجورين، لأن كلاهما يخون الله والوطن والشعب والدين وأخلاقنا وتراثنا وقيمنا وطالب السلطة بالاستجابة لطلب الجرحى والشهداء وإغلاق ملف العار المتمثل في كازينو أريحا مقر الشين- بيت والإسقاط في عمقنا، وقال لا بد من محاكمة الشيطان الذي وسوس بإيجاد وطرده من بيتنا الفلسطيني ودوسه بالنعال.

واعتبر خضر أن عدم إحداث تغيير في هيكلية السلطة وتحديدا مجلس الوزارء وبعض رموز الفساد في بعض الأجهزة التنفيذية المدنية منها والعسكرية هو خسارة وتضييع لفرصة حقيقية واستهتار بإنجازات الانتفاضة والتي أعادت جزء من الأصالة التي سلبت في السنوات السبع العجاف لشعبنا: وقال خضر انه يعرف الكثيرين بحكم معايشته إياهم في تونس أو في أكثر من 52 دولة في العالم أثناء رحلة إبعاده في الانتفاضة السابقة حيث كان البعض يبكي ويشتم ويلعن ويهدد نتيجة فارق سعر صرف الدولار وخسارته بعض القروش نتيجة لذلك، أما الآن فانهم يلعبون بالملايين التي سرقوها من أموالنا العامة وشعبنا، وجنوها من خلال ربط اقتصادنا الوطني بالاحتلال للاستئثار بالوكالات والامتيازات والمرابح السهلة، ولكن على حساب شعبنا واستقلاله الاقتصادي والوطني.

وطالب فصائل العمل الوطني والإسلامي والمؤسسات والشخصيات الوطنية برفع الصوت عاليا وضمن الهامش القانوني الصغير جدا والمتاح للتعبير عن ضرورة وأهمية إحداث إصلاح داخلي والتخلص من رموز الفساد السياسي والإداري والمالي، ووضع هذا الهدف ضمن برامجها وحواراتها ولقاءاتها مع الأخ الرئيس والجماهير وبعضها البعض.

وأكد خضر إلى أن الوضع الذي وصلنا إليه الآن هو كارثة وطنية يصعب وصف أبعادها، مركزا على أن هناك أيدي خبيثة حرفت مسارنا وتدفع بنا إلى سقوط جماعي من أجل أن تنجوا هي وحدها بأرصدة وبنوك وامتيازات ومرافقين وجاه وسلطان كاذب كشفت زيفه مجندة إسرائيلية واحدة على حاجز يفصل الوطن ويشل أركان المؤسسة فيما يتبجح هؤلاء بالعربدة في شوارعنا ووسط جماهيرنا بسيارات لا تعترف بقانون ومرافقين همج يفوق عددهم في موقع واحد عدد المقاومين للاحتلال في كل المواقع منذ بداية الانتفاضة وكأنهم بهذا فقط يخافون من شعبنا.

وأضاف.. إن مواجهة شارون الجديد أو باراك القديم تحتاج إلى تنقية الجبهة الداخلية من أجل توحيدها، إذ أن هذه الدعوات بالوحدة والتوحد والاندماج هي أكثر هشاشة من بيضة دجاجة لم يكتمل نموها بعد ما لم تقرن بممارسة عملية صادقة أساسها بناء الوطن واحترام كرامة المواطن.

وقال خضر إن المجلس التشريعي أضاع فرصة حقيقية لتأسيس نظام محترم يختلف عن هذه الأنظمة اللقيطة والتي لا تعترف بقيمة للإنسان في مجتمعاتها إلا الكثير وللأسف من أعضاء المجلس وبعد انتخابهم لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء حضور جلسة واحدة مستغلا انشغال المواطن بلقمة العيش وصدمته من الانهيار الشامل في كافة مجالات الحياة عن دوره في الرقابة العامة للذين انتخبهم كي يمثلوا مصالحه وطموحاته وتطلعاته من خلال تشريعات وقوانين ورقابة على أداء بهدف الحد من الأخطاء.

التاريخ 3/2/2001