نص البرقية التي أرسلها
الأسير القائد حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين
الفلسطينيين
من داخل سجن بئر السبع /قسم إيشيل
إلى المؤتمر الفكري السياسي للدفاع عن حق العودة
9/5/2006
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوة في التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن حق العودة المحترمين
الحضور الكرام
أرجو أن تستطيع برقيتي هذه اختراق أسوار السجن العالية، متحديةً كل
الأسلاك الشائكة وأجهزة الرادار المتطورة لتصل إلى قلوبكم وعقولكم
وأنتم تعقدون مؤتمركم الهام، في هذه الظروف الصعبة، للدفاع عن حق
العودة وحقوق شعبنا الفلسطيني الوطنية الثابتة.
اسمحوا لي أن أنتهز هذه المناسبة لأتوجه بخالص وأصدق التحيات لكم
جميعاً، من قلب سجن بئر السبع وقضبانه الحديدية نيابة عن زملائي
وأخوتي في سجون الإحتلال لأبارك لكم انعقاد المؤتمر، متمنياً لكم
التوفيق والخروج بتوصيات تعزز من مقومات صمود شعبنا وتؤكد تمسكه
بحقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف.
الأخوة والأخوات
إنّ ما يميز انعقاد المؤتمر في هذا الوقت بالذات هو جملة المعطيات
والتحولات الكبرى التي حدثت وما زالت تحدث في منطقتنا ، وضخامة
التحديات التي تواجه مشروعنا الوطني الفلسطيني بعد فشل الاتفاقيات
الفلسطينية الإسرائيلية، التي كانت تستند على حل دولتين لشعبين،
بتحقيق السلام، ومما يزيد من خطورة الموقف هو ظهور حزب كاديما
الإسرائيلي لفرض حل للصراع دون دفع الثمن السياسي المطلوب، من هنا
كانت الخطة الإسرائيلية أحادية الجانب لحشر الفلسطينيين في أصغر
بقعة من الأرض, وضم ونهب أكبر مساحة منها لتصبح خارج الجدار
العنصري ليسهل ضمها للكيان الإسرائيلي عندما يحين وقت ترسيم الحدود
على الطريقة الشارونية / الأولمرتية، لتقوم إسرائيل بعد ذلك بتسهيل
قيام دولة فلسطينية محدودة السيادة، مجزأة، محدودة الصلاحيات،
مستباحة أمنيا، وستصبح مهمة سلطة هذه "الدولة" فقط القيام بالأمور
الداخلية من خدمات وصحة ومجار وشؤون اجتماعية.
الأخوة والأخوات
إنّ
الإجراءات الإسرائيلية المتمثلة في الاستمرار ببناء الجدار
العنصري, وضم ونهب الأراضي, وعزل السكان, وإقامة المعازل
والكانتونات وعمليات المداهمة والإجتياحات والقتل والاعتقال
والتدمير تؤكد أنّ النكبة كحدث تاريخي لا زال مستمرا، خاصة بعد
الوعد الذي أعطاه الرئيس الأمريكي جورج بوش للإسرائيليين، والذي
أعلن فيه أن خطوط وقف إطلاق النار عام 48 أصبحت لاغية ولا عودة
للاجئين، إن هذا الوعد الجديد هو من أعطى الدافعية الكبرى لشارون
لكي يخطو خطوات كبيرة نحو الانسحاب من جانب واحد، وترسيم الحدود،
والابتعاد عن فكرة الشريك التفاوضي، بل بناء جدار يحمي الاجراءات
أحادية الجانب وبغطاء أمريكي.
إنّ
فشل اتفاقية أوسلو في تحقيق دولة فلسطينية قادرة على الحياة
والاستمرار سيؤدي حتما إلى محاولة البحث مجدداً من قبل جموع
الفلسطينيين لإيجاد حل يوحّد طاقة كل الفلسطينيين وإمكاناتهم،
ويستطيعوا ممارسة حقهم في تقرير المصير وتطوير هويتهم الجماعية بعد
كل ما عانوه من لجوء وشتات ومحاولات يائسة للتذويب والتجنيس.
الأخوة والأخوات
أمام
هذا التحدي التاريخي الكبير فإنّ مؤتمركم الكريم مطالب بالتفكير
الجدي والبحث عن رؤية موحدة تستند لحل قضية اللاجئين على أساس
الحقوق, وبدون أية مقايضات سياسية أو تنازلات، بنفس الدرجة فإنّ
على حركة العودة وناشطيها ومفكريها صياغة رؤى حول كيفية ممارسة
اللاجئ لحقه في العودة وطرح رؤيتها للحل السياسي للصراع، وعدم
الاكتفاء بالهوامش التي كانت تضع نفسها فيها.
أشكركم وأتمنى لكم التوفيق والنجاح، وإننا حتماً لعائدون بإذن
الله.
أخوكم
حسام
خضر
سجن
بئر السبع / قسم إيشيل
|