"سكاي
برس " في منزل حسام خضر ترصد استعدادات استقباله
21/08/2008
نابلس – سكاي برس - جمال
ريان
ساعات انتظار حتى يبزغ فجر جديد على الأسرى الفلسطينيين في
سجون الإحتلال الإسرائيلي ومع تبلور قرار الافراج عن الأسرى
وبعد خمس سنوات ونصف من الاسر امضاها حسام بعيدا عن بيته واهله
وابناء مخيمة , الذين باتت معالم البهجة والانتظار ظاهرة عليهم
من خلال الاستعدادات الحفيفة التي يقوم بها ابناء المخيم
انطلاقا من مركز يافا الثقافي والذي ما خلت جدرانه من صور
الاسير حسام خضر منذ الايام الاولى من اعتقالة .
منذ أن صادقت الحكومة الإسرائيلية على قرار الافراج عن عدد من
الاسرى الفلسطينيين والذي من المفترض أن تدخل الحيز الإجرائي
يوم الجمعة المقبل، على أن تشمل تحرير مائة وتسع وتسعوت اسير
على رأسهم عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة وابو علي يطا
والاسير حسام خضر إلى جانب عدد من الاسرى الفلسطينيين.
تقول أم العبد في مستهل اللقاء : « لم اصدق ما سمعته ولكن
الدموع التي رأيتها بعيون احفادي ابناء حسام جعلتني اكثر يقين
بان ساعات اللقاء قد حانت وان هذه المرة تختلف عن سابقاتها ,
ففي كل مرة يقال انه سوف يخرج ويبدأ الناس بالاتصال بنا
ويباركون لنا ويشاركونا فرحتنا الا ان الاحتلال لايأمن ولكن
هذه المرة قلبي يشعر بقرب حسام من احضان امه وابنائه .
ام العبد تكمل حديثها ودموع اختلطت بدموع الشوق ودموع الفرح
قائلة الخمس سنوات والنصف التي مرت كانت حقيقة صعبة .ولكن
فرحتي لم تكتمل الا بفرحة كافة امهات واهالي الاسرى الذين
ينتظرون ابنائهم .
اما " اماني حسام خضر 17وهي البنت البكر لحسام تقول وقد بات
عليها فرحة الانتظار " حين اعتقل والدي كنت ابنة الحادية عشر
من عمري ولم اكن اعي ماذا يعني ان والدي سيغيب خصوصا انني كنت
كل شيئ بالنسبة له ,وكان يفيض علي بحنانه وما كنت اتخيل كيف
يمكن ان اصبر على بعد والدي , ومنذ اللحظة الاولى التي اعتقل
فيها كان لدي امل ان يعود ولكن بعد مرور ايام واسابيع بدأت
اشعر ان البعد قد يطول , وفعلا مضت سنتان ولم ارى والدي حتى ان
كانت المحاكمة والتي حتى لا يمكن ات تتحدث معه بل كل ما يمكنك
فعله هو ان تراه ويراك ومن مسافة بعيدة , وان تراه مقيد اليدين
فهذا لم يكن بالامر البسيط بالنسبة لي رغم انني اعرف ان هذه
السلاسل هي مفخرة الرجال وهي فاتورة التضحيات والنضال ,وهذه
كانت من المواقف الصعبة جدا ليس علي وحدي بل على كل من ذهب
لرؤيته , وتكمل اماني حديثها حينسمح لنا بالزيارة وذهبنا والتي
كانت الاولى كنت ارسم طموحات ان اجلس معه وان احتضنه ونتحدث ,
ولكن فوجئت ان الزيارات كانت من خلال حواجز واشياك واجهزة
اتصال يصعب عليك حتى ان تسمع من خلالها شيئ . ولكن عزيمته
وابتساماته كانت توحي لي بان الامل ات رغم عتمة السجن وقيد
السلاسل ولان والدي كان مثلي الاعلى فإني اتفاخر بإرادته
العظيمة وإيمانه العميق بالقضية التي ناضل من أجلها، «وبرغم كل
المعاناة التي عاناها داخل الاسر وبرغم كل ما عانيناه نحن هنا
بانتظاره إلا أنني اشعر ان لحظة لقائه ستنسيني كل ما عشته من
معاناة وانتظار لان ابي حسام بقي متمسكا بالأمل وكان يذيل
رسائله التي يبعثها إلينا بين الفترة والاخرى بعبارة نلتقي
قريبا.
وفي كلمة لشقيقه غسان قال لوكالة سكاي برس انني اشكر كل من
اتصل بنا وشاركنا فرحة الانتظار لحسام كما انني اشكر كل من
ساهم في وساعد في الاستعدادات لاستقباله.
تصوير : جمال ريان
تصوير : جمال ريان |