النائب حسام خضر يقاوم
وحشة الزنزانة والعزل الانفرادي دفاعا عن مواقفه الثابتة
تقرير خاص :
يعاني المعتقلون
الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني حالة صحية صعبة نظرا لما تستخدمه
قوات الاحتلال الصهيوني ضد الأسرى داخل السجون والنائب حسام خضر يعاني
كغيره من المعتقلين من ويلات الاحتلال الصهيوني .
يوما في ظروف قاهرة
لم تكن حادثة اعتقال
النائب حسام خضر من بين أحضان أطفاله الثلاثة في مخيم بلاطة شرق مدينة
نابلس في السابع عشر من شهر آذار الفائت بالحدث المفاجئ بل سبقه تهديدات
وتلميحات من مسؤولين وقادة كبار على المستوى الأمني والسياسي الصهيوني وصلت
إلى حد الإشارة إلى وقوفه خلف كتائب شهداء الأقصى. وتركت حادثة الاعتقال
أثرها في المحافل المحلية والدولية كون خضر يشكل نموذجا حيا للشباب
الفلسطيني الناهض الرافض للخنوع والجريء في الطرح مما جعل الأضواء مسلطة
عليه وأصبحت مواقفة مثار جدل واسع في أوساط الفلسطينيين,مما جعل البعض
يتكالب عليه في محاولة منه للنيل من تلك المواقف وإخراسها خاصة تلك التي
تنادي بإرادة فلسطينية دونما ضغط من هذه الجهة الدولية أو تلك. وبات
الشارع الفلسطيني يفتقد خضر في الكثير من النوازل والشدائد ولسان حالهم
يقول " لو كان خضر بيننا لعبر عن مشاعرنا ومواقفنا" لأنه أضحى الصوت الجريء
في عالم الخنوع والركوع. ومنذ اللحظات الأولى للاعتقال انشغلت وسائل
الإعلام الصهيونية في إثارة القضية ومحاولة تبرير الاعتقال بأنه بناء على
معلومات استخبارية دون ان تقدم أي مدلول حقيقي أو اعتراف يمكن النظر إليه
كدليل إدانة, واختلف الفلسطينيون في تفسير الاعتقال فذهب البعض للقول بأنه
نتيجة مواقفة الجريئة الرافضة للاحتلال, واعتقد البعض الآخر بأنها فاتورة
لابد من دفعها لإرضاء من كان يحب النائب خضر أن يطلق عليهم أصحاب تيار
أوسلو الاقتصادي.
لحظة الاعتقال
كان الناس نيام
والهدوء سيد الموقف والجو ماطر كان جنود الاحتلال يبحثون عن فريستهم
الجديدة في أزقة مخيم بلاطة، كان ذلك في ليلة السابع عشر من شهر آذار 2003
، وإذا بالجميع يستيقظ على صوت الانفجارات وأصوات الجنود الهستيرية ، ووابل
من الرصاص أنهى سكون الليل ، وآثار الفزع والهلع والخوف في نفوس الأطفال
الأبرياء .
لقد حاصرت في تلك
الليلة قوة كبيرة من جنود الاحتلال الصهيوني الشارع الذي يسكن فيه النائب
حسام خضر، وبدأت هذه القوه باقتحام المنازل المجاورة له والاستيلاء على
أسطحتها، وسمع دوي انفجارات لأبواب المنازل الملاصقة تماما لبيت خضر وظن
الجميع بأن الاعتقال يستهدف أحد الجيران.. وتعالت أصوات الانفجارات وخيم
الرعب على الجميع، وبعد ذلك بقليل سمع دوي انفجار كبير في باب منزل النائب
حسام خضر حيث لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام المنزل, بل
سبق ذلك عدة مرات ,ولكنها الأولى التي يتم فيها تفجير الباب.و دخل الجنود
البيت وهم يطلقون الرصاص الحي بشكل عشوائي داخله وأمروا كل من في البيت
الخروج منه إلى الشارع المحاذي .. أطفال خضر الصغار.. أماني .. أميره..
وأحمد خائفون .. فلولا رحمة الله بهم لكانت شظايا الانفجار قد إصابتهم، صرخ
الجنود بشكل فظ: اخرجوا من المنزل ..
مبادرة للدفاع
وبسرعة تدارك
النشطاء الفلسطينيون والمؤسسات الفاعلة الأمر وأعلنوا عن تشكيل اللجنة
الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر والأسرى الفلسطينيين.وقال تيسير نصر
الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني منسق اللجنة إنها لجنة شعبية تضم أعضاء
من المجلس التشريعي والمجلس الوطني الفلسطيني، وشخصيات اعتبارية ورجال
دين،وكادرات نسائية, وأكاديميين وإعلاميين ومحامين ومؤسسات حقوقية وممثلين
عن القوى الوطنية والإسلامية بهدف التضامن والقيام بأنشطة احتجاجية على
اعتقال النائب حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وبقية الأسرى في
سجون الاحتلال . ولم يقتصر الأمر في تشكيل اللجنة على فلسطيني الداخل,بل
تعداه إلى فلسطينيي الشتات في لبنان وسوري والأردن وأوروبا وأمريكا وكندا
واستراليا وبقية أنحاء العالم,لان حسام خضر إضافة لعضويته في المجلس
التشريعي فإنه يعتبر من ابرز قيادات اللاجئين,حيث يرأس واحدة من أهم لجان
الدفاع عن حق العودة وهي لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين,والتي
تميزت بمواقفها الواضحة والجريئة والحاضرة في كل وقت للدفاع عن اللاجئين
وقضاياهم وحقوقهم. وعقدت اللجنة اجتماعها الأول في مكتب النائب حسام خضر
في مخيم بلاطة يوم السبت الموافق 2003/3/22 حيث تم الإعلان عن ميلاد اللجنة
الشعبية. ويستذكر نصرا لله رحلة المعاناة التي جمعته مع صديقة الحميم حسام
خضر بالقول:كانت رحلة شاقة,ولكنها ممتعة,فحسام يحب المرح,والضحك,ودائم
التفاؤل حتى في أصعب الظروف,عنيد في مواقفة,وجريء قي التعبير عنها ..يتسم
بصفات قيادية نادرة تؤهله لجلب الأنظار واستقطاب الآخرين بدون عناء..وأهم
ما يميزه هو وفاءه لأصدقائه وحبه للأطفال . تعذيب وإهانة يخطىء من يظن بأن
الاعتقال في سجون الاحتلال هو نزهه, لان إسرائيل وعبر سنوات احتلالها
الطويلة لفلسطين قد ابتكرت أحدث الوسائل والأساليب في تعذيب المعتقلين
الفلسطينيين.
تحقيق عنيف
ويستطرد المحامي
رياض الأنيس بأن موكله النائب خضر يتعرض لتحقيق عنيف ومتواصل من قبل
المخابرات الصهيونية, رغم إنكاره للتهم المنسوبة إليه,واعتبار اعتقاله هو
نتيجة لمواقفه السياسية الرافضة للاحتلال وللحلول التي لا تلبي طموحات
شعبنا بالحرية والاستقلال, إلا إن المحكمة الصهيونية ترفض الإفراج عنه,أو
تقديم لائحة اتهام ضده وتكتفي بتمديد اعتقاله للمرة السادسة على التوالي
ليصل مجموع الأيام التي قضاها خضر في أقبية التحقيق 80 يوما متنقلا بين
معتقلات بيتاح تكفا والجلمه وعكا. وعن معنويات وصلابة النائب خضر,يقول
محامية الأنيس بأن معنوياته عالية جدا,وأنه يمتلك إرادة لا تقهر,وفي كل مرة
زرته فيها وجدته أكثر صلابة وتصميما على الصمود,وإيمانا بقضيته وشعبة الذي
أحبه,فهو دائم السؤال عن حملات التضامن مع قضية الأسرى الفلسطينيين,و عن
هموم و أحوال الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت وطأة العدوان الصهيوني
المتواصل منذ أكثر من ثلاثين شهرا,مؤكدا في كل مره على أهمية صيانة الوحدة
الوطنية و نبذ الخلافات و الاحتكام للمصلحة الوطنية العليا,و تفويت الفرصة
على الذين يحاولون العبث بمقدرات الشعب الفلسطيني و نسيجه الوطني
والاجتماعي. وأعرب عن اعتقاده بان النائب خضر لن يقدم للمحاكمة لعدم توفر
أدلة كافية ضده إلا أن الأمر سيتضح خلال الأسبوعين القادمين.وأشار إلى
نقاشا حادا يدور بين رجال المخابرات حول جدوى تقديمه للمحاكمة كونه عضو في
المجلس التشريعي ولا يتوفر أي دليل لإدانته وخاصة بعد فشلها في حالة التحدي
أمام صموده.وكشف النقاب عن إشراف كبار قادة المخابرات في التحقيق مع خضر
ومحاولة العثور على أدلة ضده.
أم العبد ومسلسل
الاعتقالات
ورغم مرور اكثر من
شهرين ونصف على اعتقاله فان مشاعر الحزن ما زالت بادية على وجه والدته أم
العبد التي اعتادت على السجون منذ اكثر من 25 عاما لكنها تقول أن هذه المرة
هي أكثر إيلاما من سابقاتها فدمعتي لا تفارقني رغم أنني فخورة به.وتؤكد أن
اعتقاله ظلم بظلم وانجرار وراء الخونة وسيعود إلى بيته مهما طال التحقيق
لأنه دائما كان يصمم على البقاء والتمسك بمواقفه.وتتذكر أم العبد موقفا
عايشته في العام 1981 عندما اعتقل حسام ووجهت له رسالة مع المحامي انك إذا
اعترفت فلن أتعرف عليك ولن تكون ابني,وما تزال تلك الكلمة تونس ه حتى في
هذه الأيام وتحدى بها المحققون. أميرة وأماني أميرة الابنة الصغرى الصغرى
للنائب حسام خضر, في الصف الثالث الابتدائي بمدرسة طلائع الأمل أنهت مؤخرا
امتحاناتها دون أن تتمكن من الحصول على مساعدة والدها كما اعتادت دائما
وخاصة في مادتي الرياضيات والإنجليزي.ورغم ذلك تقول " صممت على المثابرة
لأحقق أعلى علامات ولأجعل أبي فخورا بي وقد أرسلت له رسالة بذلك أبلغته
أنني مجتهدة وفخورة به ومشتاقة إليه كثيرا .
أما أماني ابنة آل
12 عاما فإنها تبكي عندما تبدأ الدراسة في كتاب اللغة الإنجليزية لأنها
اعتادت دائما الحصول على مساعدة والدها أثناء الدراسة فيه.وتستطرد لماذا
اعتقلوا أبي, ماذا فعل بهم ألم يتم انتخابه من قبل ألاف الناس ليحمل همومهم
ويطالب بحقوقهم؟! أنا ارفع رأسي عاليا بابي فالسجن للرجال الأشداء وسيكون
بيننا غدا ولن يطول غيابه وقد أرسلت له قصيدة مع المحامي أعدتها خصيصا له.
تواصل على الشبكة الدولية ومع ازدياد مشاعر التضامن مع النائب خضر ارتأت
اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب خضر إطلاق موقعا خاصا بها على شبكة
المعلومات الدولية" الإنترنت" لإبقاء قضيته حية وفتح نافذة على الأصدقاء
والمناصرين في شتى بقاع المعمورة للتواصل عبر تلقي رسائلها واطلاعها على
مجريات قضية الاعتقال أولا بأول.
مزار
لآلاف الزوار
وتحول الموقع إلى
مزار لآلاف الزوار يوميا كما تلقى الموقع برقيات ورسائل تضامنية ومشاركات
تعبر عن مدى الوقوف الوجداني مع قضية النائب خضر العادلة.كما ابرز الموقع
قضايا الأسرى وتطلعاتهم عبر زوايا خاصة ومتابعة حثيثة. فعاليات متواصلة
ولم تتوقف فعاليات التضامن مع النائب خضر في طول البلاد وعرضها بل امتدت
لتشمل بلدانا أوروبية وصديقة ووصلت المئات من البرقيات و الرسائل التضامنية
كما شهدت مدن ومخيمات الوطن مسيرات ومهرجانات واعتصامات تضامنية وأصدرت
القوى والتيارات واللجان بيانات تندد بجريمة الاعتقال واستمرار التحقيق
والتعذيب.وتعالت الأصوات الداعية إلى إثارة قضية استمرار اعتقال النائب
حسام خضر ومطالبة البرلمانات العربية والصديقة إلى التدخل لفضح تلك
الممارسات. |