اعتقال النائب المناضل حسام خضر
نحن آسفون فليس لدينا مكان نقدمه للجلوس عليه اعتذر
أبناء عائلة أبو رديع بابتسامة مشوبة بالدموع شقتهم الأرضية في الشارع
الرئيسي لمخيم بلاطة للاجئين المجاور لنابلس تحولت الى أنقاض من الجدران
المهدومة و الأثاث المحطم و أكوام من الطوب و الملابس الممزقة زجاج متناثر
و قضبان معوجة كل هذا الدمار و غيره حدث بفعل قذيفة واحدة وضعتة على الجدار
الجنوبي للمنزل.
الجنود اقتحموا الجدر في منزل الجيران و أحاطوا
منزلنا في يوم الجمعة الأول من آذار حوالي الساعة الثانية ظهراً قالت ل و
هي امرأة نشطة تربى أولادها لوحدها و تعيش في بيت من طابقين مع أشقائها و
عائلاتهم حيث يبلغ تعداد سكان المنزل أربعين نسمة تقريباً.
كنا سنفتح لهم الباب قرعوه ، إلا انهم اقتحموا
البوابة الخلفية بآلة ما قالت و أضافت وشرعوا بالبحث في الطابق الأرضي.
قلبوا الأشياء أخرجوا الملابس ، حركوا الأثاث فلم
يجدوا أي شيء على حد قول أبناء العائلة لم يقوموا إلا بضرب أحد الاخوة
بالبندقية في بطنه بعد ذلك جاءت سيارة إسعاف فلسطينية و أخذته للعلاج في
المستشفى.
أين زوجك سألوا إحدى النسوة القاطنات في المنزل و هي
أم لأربعة أطفال و تسكن في الطابق الثاني ليس موجوداً قالت لهم فأمروها
بان تجمع أولادها و زوجة ابنها و ان يدخلوا في غرفة واحدة في الطابق الثاني
زوجة الابن لم تستطع ان تنطق بكلمة من شدة الذعر.
هؤلاء أطفال قالت الأم ، لجندي قال لها بالعربي حسب
ادعائها انهم ليسوا أطفالاً بل إرهابيين الجنود لم يسمحوا لهم بالخروج الى
المراحيض ، أفراد العائلة تلاصقوا ببعضهم البعض في غرفة واحدة و لم يعرفوا
ما الذي سيحدث ، العائلة لاحظت ان لجنود قد سارعوا بمغادرة المنزل و بعد
مدة قصيرة من خروجهم السريع هز المنزل صوت انفجار شديد بدى و كأنه حدث تحت
أرجلهم ، بعد ذلك اكتشفوا ان غرفة النوم المجاورة و الغرفة التي تقطن فيها
عائلة الأخ الثالث قد تحولت كلها بفعل أيدي الجنود الى كومة واحدة تجمع
خليطاً من أشياء المنزل و محتوياته إلا ان هذا المشهد كان في صورة جيدة
بالمقارنة مع ما كومه الدمار في الطابق الأرضي ، الجنود حاولا اقتحام
الجدار الفاصل بين الشقة و نزل الجيران كما فعلوا في سلة منازل أخرى في
شوارع المخيم إلا انهم توقفوا في منتصف العملية دون سبب واضح.
أبواب مفتوحة في شعارات المنازل في بلاطة كشفت النقاب
عن مشاهد مماثلة من لدمار في منازل أخرى كانت الأبواب و النوافذ موجودة
الأمر الذي يشير الى ان لجنود قد احتلوها مانعين سكانها من الخروج منها او
استقبال أحد فيه ، منزل حسام خضر الموجود في الناحية الشرقية من بلاطة ف
يحي يافا كان من أول المنازل التي احتلتها لقوات جيش الدفاع منذ يوم الخميس
الماضي ، هذا حدث بعد ساعات معدودات من شروع قوات جيش الدفاع باقتحام
المخيم.
أهذا منزل الإرهابي حسام خضر سأل الجنود سكان
المنزل على حد قولهم : حسام خضر هو عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني و هو
أحد النشطاء الميدانيين القدامى في حركة فتح و قد كان اكثر من إثارة حنق
أصحاب النفوذ و الجاه في السلطة من خلال انتقادات يقول البعض أنها ذات أساس
قوي ، بينما يشكك الآخرون في قوة الأمور التي ترتكز عليها.
حسام خضر اكثر من إجراء المقابلات في اشهر الانتفاضة
و التحدث عن الحاجة و الواجب في مواصلة مكافحة الاحتلال ( مؤكداً انه بقصد
المناطق التي احتلت في عام 1967 ) في السنة و النصف الأخير حيث تحول مخيم
بلاطة الى معقل لكتائب شهداء الأقصى برز حسام خضر و على وجه الخطأ على ما
يبدو كشخص يأتمر الجناح العسكري لفتح بأمره عندما دخل الجنود الى منزله لم
يكن هو و شققه شان موجودين فيه و لم يتبق في المنزل في حينه إلا والدته
وشقيقته الصغيرة و أولاده الثلاثة و زوجوا شقيقه.
في يوم السبت ظهراً لم تكن بوابة المنزل المحتل
الحديدية مغلقة ، و لم تكن هناك حاجة إلا لدفعة خفيفة من قبلي من خلف الباب
ظهر أمامي جنديان شابان حسب مظهرهما و وجوههما تعبر عن مزيج من الخوف و
الاضطراب و الدول ، بإمكانك ان تدخلي قالوا بالعبرية و لكن م دون المصورين
المصورون الفلسطينيون الذين يرتدون السترات الواقية و الخوذات انتظرونا في
الخارج في الزقاق الجنديان أوضحا بأصوات مخنوقة أنهما ليسا معنيين بان
تلتقط الصور لمنزل حسام خضر و ذلك لن إظهار ما فعله الجنود الذين اقتحموا
المنزل مسألة مخجلة.
الجنود بحثوا عن السلاح على ما يبدو و لكنهم لم يجدوه
كما ستدل من الأمر ، قال الجنديان و أضافا لقد فقدوا صوابهم كما يظهر
قادتهم لم يظهروا إحساساً بالمسؤولية فواصلوا الدمار الذي قاموا به.
بعد يومين من اقتحام الجيش لمخيم بلاطة ، أي يوم
السبت الماضي مسنوداً بتغطية من الروحيات و الدبابات عدد قليل من الناس
تجرا و خرج من المنازل لقضاء حاجة معينة الناس شاهدوا أمامهم مشاهد حرب في
الأزقة الرئيسية من المخيم أسلاك كهربائية مقطوعة تنتشر على الرصيف حجار و
طوب تتدحرج على الأرض بين عدد لا يحصى من بقايا الرصاص والقذائف و
القمامة التي لم تجمع و السيارات المحطمة و المحترقة.
مع الساعات التي مرت خلال يوم السبت اخذ عدد متزايد
من الناس يتجرا على الخروج فبدى و كان هذا المخيم مأهول بالشيوخ و النساء و
الرضع فقط ، الرجال من العشرين و حتى الأربعين الذي هو جيل كتائب شهداء
الأقصى و لمجموعات المسلحة الأخرى اختفوا عن الأنظار ، أبناء العائلات
شجعوهم على المغادرة بعد ان برهنت ساعات القتال المعدودة في يوم الخميس
للجميع انه بلا جدوى.
ما الذي سيفعلونه هم بنادقهم و ذخيراتهم التي تنفذ في
مواجهة الدبابات و المروحيات ؟ سألت زوجة أحدهم ليس من المخجل انهم غادروا
و حافظوا على أنفيهم لا ي يقتلوا هكذا بلا طائل.
ستة فلسطينيين مسلحين قتلوا في بلاطة الى أن اتخذ
القار بالانسحاب من المخيم و عدم السقوط في الأسر او الموت من دون معركة
او بمعركة على يد قوات جيش الاحتلال التي شرعت بالتقدم الى وسط المخيم من
الغرب و من الشرق.
النساء العجائز و الصغار ظلوا للحفاظ على المخيم حتى
لا يكرر عام 1948 نفسه كما قلت امرأة واحدة تبلغ من العمر سبعين عاماً و
زوجها التقدم في السن جلس على الأرض من الغرف المظلمة و ظهره يتركز على
السرير و هو يتمتم و يبكي إطلاق النار الغزير في يوم الخميس أثر عليه بور
استثنائية فمشاهد عام 1948 عادت الى ذهنه –
قالوا في المنزل.
المستشفيات غصت بالمصابين الذين بلغ عددهم 120 شخصاً
في الساعات الأولى الإصابات حدثت في أماكن عديدة داخل المنازل و خراجها و
حتى مكبرات الصوت في المساجد أسكت بفعل الرصاص حتى لا يتم من خلالها إعلام
الناس بما يحدث.
الجميع في المخيم يعتقدون ان جيش الدفاع قد فشل في
مهمته فلم يتم إلقاء القبض على مطلوبين حسب قولهم. مقاومة الناس لإسرائيل
تنخفض و كل الذخيرة التي ضبطها جيش الدفاع كما يدعي ليست إلا أنابيب
بدائية بإمكان كل صبي ان يقوم بتصنيعها و كل فترى يحلم بوضعها حول نفسه و
التوجه لتفجير نفسه في تل أبيب كمال قال عدد من الأهالي في أسى و قلق على
أولادهم.