سلطات الاحتلال تعتقل عضو «التشريعي» الفلسطيني
حسام خضر
بتهمة تمويل عمليات فدائية بعد اقتحام منزله في مخيم بلاطة وتفجير أبوابه
بالعبوات الناسفة
لندن: علي الصالح
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر امس حسام خضر عضو المجلس التشريعي
الفلسطيني عن دائرة نابلس بعد ان داهمت منزله الكائن في مخيم بلاطة،
واصيب خلال عملية المداهمة فتاتان من الجيران.
واعتبر بيان صادر عن مكتب النائب خضر، عملية الاعتقال «تصعيدا اسرائيليا
خطيرا ضد اعضاء المجلس التشريعي ومحاولة اسرائيلية لتعطيل اعمال المجلس
وتدخلا سافرا في الحياة البرلمانية الفلسطينية». وحمل المكتب «الحكومة
الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن حياته». ودعا المنظمات الحقوقية
وبرلمانات العالم ومؤسسات حقوق الانسان الى التدخل السريع «للضغط على
الحكومة الاسرائيلية بالافراج عن النائب حسام خضر».
واستنكرت لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين التي يترأسها خضر
عملية الاعتقال وحذرت الحكومة الاسرائيلية وحملتها «المسؤولية الكاملة عن
حياة الاخ القائد حسام خضر». وأهابت بمؤسسات حقوق الانسان والمنظمات
الدولية العمل على فضح وتعرية السياسة الاسرائيلية والضغط على الحكومة
للافراج عنه.
ويعد حسام خضر من قيادات حركة فتح في الضفة الغربية، ودخل المجلس
التشريعي كعضو مستقل، وليس على قائمة فتح، من العناصر المعارضة للسلطة
الفلسطينية ومن ناقدي رئيسها ياسر عرفات وهو طالما هاجم من اسماهم
بالمنتفعين والمرتشين والفاسدين في السلطة الفلسطينية. وبذلك يكون
حسام
خضر، 41 عاما، ثاني عضو في المجلس التشريعي يعتقل، اذ سبقه الى ذلك مروان
البرغوثي امين سر اللجنة الحركية العليا لفتح في الضفة الغربية الذي
اعتقلته قوات الاحتلال في 15 ابريل (نيسان) الماضي في اطار حملة ما يسمى
بـ «السور الواقي» منتهكة بذلك كل الاعراف الدولية واتفاقات السلام مع
الفلسطينيين. وينضم حسام خضر إلى قائمة من المعتقلين من اعضاء المجلس
الوطني الفلسطيني في مقدمتهم عبد الرحيم ملوح ممثل الجبهة الشعبية لتحرير
فلسطين في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتيسير خالد ممثل
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وكما هي عادتها في تبرير عمليات الاعتقال، اتهمت سلطات الاحتلال
حسام خضر
بالوقوف وراء العديد من العمليات الفدائية التفجيرية التي اودت بحياة
العشرات من الاسرائيليين وكذلك تمويل هذه العمليات على حد زعمها.
وكانت قوة من لواء «المظليين» الاسرائيلي الذي يقود العمليات في مدينة
نابلس ومحيطها قد قامت في الساعة الثانية من فجر امس بمحاصرة الحي الذي
يعيش فيه خضر مع والدته وشقيقه المتزوج وشقيقته واطفاله الثلاثة (اماني
واميرة واحمد) بعدد من الاليات وعشرات من الجنود قبل ان يقتحموا المنزل
حوالي الساعة الثالثة بتفجير بابه بالعبوات الناسفة.
واثار جنود الاحتلال الرعب في نفوس الاطفال واهل البيت الذين كانوا يغطون
في نوم عميق عندما اقتحم الجنود المنزل وهم يطلقون النار في كل اتجاه.
وقالت دعد خضر شقيقة حسام لـ «الشرق الاوسط»: «استيقظنا مرعوبين على صوت
الانفجارات داخل المنزل وصراخ جنود الاحتلال وهم يدعون كل من في المنزل
الى مغادرته». واضافت «ان جنود الاحتلال لم يتوقفوا عن اطلاق النار دلالة
على الرعب الذي كان يصيبهم رغم انهم هم المقتحمون والمعتدون». وتابعت
القول «ان رصاصهم اصاب كل شيء في المنزل من اثاث ودواليب وملابس وجدران
ونوافذ».
وحسب دعد فان قوات الاحتلال لم تتجرأ الى الصعود الى الدور الثاني وظلت
تصرخ باهل المنزل تدعوهم للخروج وسط اطلاق النار، ونزل اليهم
حسام من
الدور الثاني وهو يرتدي ملابس، فشدوه من كتفه واقتادوه الى خارج المنزل
للتأكد من انه هو المطلوب القبض عليه».
وقال شقيقه غسان، الذي كان نائما في المنزل ونكل جنود الاحتلال به، إن
الجنود فتشوا كل خرم في المنزل وأخذوا جهاز الكومبيوتر الخاص بحسام
والهواتف الجوالة وكافة الأوراق الثبوتية والشخصية.
|