الأسير حسام خضر عدو اللصوص والفساد في السلطة
يتزامن اليوم مع مرور
عام على قيام قوات الإحتلال باعتقال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني حسام
خضر من منزله في مخيم بلاطة قضاء نابلس.
ويعتبر خضر رمزاً من رموز الإنتفاضة ضد الفساد المستشري في السلطة
الفلسطينية وقائداً فتحاوياً عنيداً، خرج من بين ظهراني اللاجئين الفقراء
وظل يمثل صمودهم حتى اللحظة.
وأهم ما يميز حسام خضر إنتقاداته اللاذعة ضد اللصوص والمافيا السياسية التي
تحيط بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وقد كان هذا النائب يذكرهم بالإسم
ويصفهم بأنهم أسوأ من الإحتلال وأنهم مافيا مأجورة هدفها الوحيد تحطيم صورة
الثورة وإدخال البغاء السياسي بديلاً .
بل أن الزعيم الفلسطيني نفسه لم يسلم من لسانه وحين حاصرت قوات الإحتلال
عرفات في المقاطعة برام الله عقّب خضر قائلاً أن هذا يسعدني فعرفات يقود
الشعب الفلسطيني منذ عشرين سنة من داخل طائرته وقد آن الأوان ليعيش بين
شعبه ويحسّ بعذابات المواطن، وقد كان لمثل هذه التصريحات أثراً كبيراً في
عداء أجهزة أمن السلطة ومكتب الرئيس لهذا النائب، ورغم مرور عام على إعتقال
خضر إلاّ أن محبته إزدادت في نفوس الجمهور الفلسطيني، بل وإفتقدوه في كثير
من أوقاتهم، حيث سيكون يوم 15/3 يوم محاكمته أمام قاضي عسكري في محكمة سالم
العسكرية شمال الضفة الغربية.
وقد أقامت الفعاليات الوطنية والشعبية اليوم مسيرات ومهرجانات حاشدة
تضامناً مع خضر الذي تربطه علاقات حميمة مع جموع الشبان الثائرين، وشوهد
شبان فتح من الإنتفاضة الأولى ومعظمهم يعملون في أجهزة الأمن الفلسطينية
الآن وهم يشاركون بحماسة في المهرجانات والمسيرات المطالبة بحرية الأسير
القائد.
وتُعتبر هذه المرة الأولى التي تحدث فيها فعاليات شعبية بهذا الشكل من أجل
أسير مُحدّد فباستنثناء عضو البرلمان مروان البرغوثي قائد إنتفاضة الأقصى
عادة ما تكون الإعتصامات والمهرجانات تخص جموع الأسرى وليس لصالح شخص أسير
مُحدّد.
وفي حديث لنا مع شقيق النائب حسام خضر قال غسان خضر أن هناك إرادات عالية
جداً عند حسام في زنزانته، ولا يزال يحث على محاربة الفساد والتمسك بخيار
الإنتفاضة، ولكنه إشتكى من تغيب الإعلام عن محاكمته، حيث لم يجري تصوير
محاكمته رغم سماح الإحتلال بذلك، ولو أراد أي مراسل تلفزيوني لتمكن من ذلك.
وفي خضم هذا التقرير توجهنا بالسؤال لأحد رموز فتح في أحد المهرجانات
وسألناه عن سبب إعجابه بحسام خضر؟ فقال أنه رجل صلب وهو الوحيد الذي كان
يفضح اللصوص والفساد في السلطة ويكشف مؤامراتهم ضد الشعب والإنتفاضة.
من جهة ثانية كشفت الصحف الفلسطينية الصادرة اليوم عن قرار القيادة
الفلسطينية الشروع مرة أخرى في حوار وطني شامل في العاصمة المصرية
إستعداداً لما بعد الإنسحاب الإسرائيلي من غزة كما نقلت تأكيد القيادة على
تمسكها بخيار المفاوضات وإتخاذها سلسلة من الإجراءات الصارمة لفرض النظام
وضبط الأوضاع وتأكيد سيادة القانون.
هذا وتُكثر الصحف الفلسطينية مؤخراً النقل والإقتباس المترجم عن الصحف
العبرية، في إشارة الى شلال المعلومات غير النقية الذي تقوم اسرائيل بفتحه
مؤخراً للعرض على الجمهور.
ونُقل عن رئيس وزراء السلطة أحمد قريع تأييده الخطة الفرنسية لنشر قوات فصل
دولية في غزة. وعلى لسان مدير مكتبه قوله أن شارون طرح مجرد أفكار لم ترقى
الى مستوى خطة، وحذّر من بقاء مستوطنات يهودية شمال غزة لئلا تصبح مزارع
شبعا جديدة في المنطقة.
في غزة كان سقط الشهيدان الفلسطينيان محمد حبوش وسعيد مرشي وهما شابان في
مقتبل العمر أرسلتهما كتائب عز الدين القسام-حماس وكتائب أبو الرّيش من فتح
لتنفيذ عملية في مستوطنة ناحال عوز، ولكن حراس المستوطنة تمكنوا منهما قبل
القيام بمهمتهم، حيث عُثر الى جانب جثمانيهما على بندقيتين وذخيرة.
وعلى الحدود مع مصر ضبط جيش الإحتلال في الساعات الماضية أكثر من ثلاثين
بندقية حاول مهربون نقلها من مصر الى غزة، حيث إعتقلت اسرائيل ثلاثة مهربين
في هذه العملية، وحذّر ناطق بلسان جيش الإحتلال من إحتمالية أن تكون منظمة
القاعدة تحاول تهريب الأسلحة من تبوك الى فلسطين، وأعلنت اسرائيل تشديد
حراستها للحدود.
|