القنوات
الفضائية والأسرى
بقلم عبدالناصر
فروانه
غزه برس
(29/6) - ليست كل المحطات الفضائية التي
تستحق أن تستنزف وقتك ، أو حتى أن تضيع بعض
الدقائق من وقتك لتتابع برامجها ، ولكن
هنالك من المحطات التي تستحق المتابعة
المستمرة لبرامجها ، بل والترقب والإنتظار
لتلك البرامج لما تتضمنه من موضوعات قيمة …
والجزيرة هي واحدة من تلك المحطات التي
تستحوذ إهتمامنا كفلسطينيين بشكل خاص لما
تعرضه من برامج تعنى بقضيتنا الفلسطينية
والعربية ،
و بمعاناة شعبنا
الفلسطيني وتفضح الإنتهاكات الإسرائيلية
الفاضحة بحق شعبنا ، ليس هذا وحسب بل تسلط
الضوء على قضايا عربية وفلسطينية هامة ، وإن
كنا نسجل بعض الملاحظات والإنتقادات على هذه
المحطة وبرامجها أحياناً … لكن هذا لا يعني
أن لا نثمن ما هو ايجابي في عملها ,, لهذا
تجدنا نتابعها بإستمرار . وما دفعني للكتابة
والمدح بالجزيرة وبطاقمها في فلسطين خاصة هو
برنامجها الذي عرض بالأمس القريب ( الجمعة
20/6 ) والخاص بالأسرى الفلسطينيين والعرب
في السجون الإسرائيلية ، هذا الموضوع الشائك
والمعقد … والذي يحتاج كما قلت في مقالة
سابقة في يوم الأسير الى ثورة إعلامية ،
وتأتي الجزيرة وكأنها تلبي الدعوة ، الأمر
الذي أشيد به وأثمنه وأحييها على هذا
الإهتمام بالأسرى ، وهذه ليست المرة الأولى
التي تخصص فيها الجزيرة حلقة خاصة بالأسرى
فسبق وخصصت حلقة من برنامج تحت الحصار والذي
أصبح لاحقاً منبر الجزيرة … وأنا شخصياً من
المتحمسين جداً بضرورة إيلاء قضية الأسرى
الإهتمام الإعلامي العالي ، لهذا تجدني كل
برنامج خاص بهذا الموضوع وأثمن عالياً كل
خطوة إعلامية بهذا الصدد حتى وإن بدت بسيطة
… وبالمناسبة فإنني أثمن أيضاً قناة المنار
على برنامجها الخاص بالأسرى قبل شهر ونيف ،
كما وأثمن قناة أبو ظبي على برنامجها قبل
عدة شهور … لكن تبقى هذه القضية موسمية ،
الأمر الذي لا نقبل أن تكون كذلك . أتمنى من
الجزيرة وعشرات المحطات العربية الأخرى
المختلفة بأن تخصص برامجاً عديدة متنوعة
وتثير قضية الأسرى بشكل مستمر وليس موسمي ،
وتسلط الضوء على معاناتهم وقضيتهم لعلنا
نساهم في جذب الأضواء لها و نساهم في
احيائها ويا حبذا لو كانت هنالك حلقات
باللغة الإنجليزية الأمر الذي قد يساعد في
نشر قضيتهم على الصعيد الدولي …وهذه القضية
أفضل واشرف من عشرات القضايا التي تتناولها
الفضائيات في بعض برامجها … فصراحة قضية
الأسرى لا تحظى بالإهتمام العربي المطلوب أو
بالحد الأدنى من الإهتمام …فالمعتقلين حينما
ناضلوا واعتقلوا تبنوا قضايا الأمة العربية
، وآن الأوان للأمة العربية ان تتبنى قضيتهم
… وأن لا تبقى قضيتهم فقط من مسؤولية السلطة
الوطنية الفلسطينية والفصائل الوطنية
والإسلامية بالرغم من أن هؤلاء ونحن جميعاً
كشعب فلسطيني لم ندخر جهداً من أجل دعمهم
ومساندهم وتحريرهم . فقضية الأسرى اكبر من
ذلك وتجربة الحركة الوطنية الأسيرة ، تجربة
رائعة ومميزة ومحط فخر واعتزاز لكل
الفلسطينيين والعرب اينما تواجدوا ، بل
ونموذج لكل المناضلين من أجل الحرية
والإستقلال في العالم أجمع . إذن من حقنا
كعرب ان نفخر بهذه التجربة ومن واجبنا ان
نسلط الضوء عليها لإبراز ما هو إيجابي وقيم
، ومن الجانب الآخر ابراز ما تعرض ويتعرض له
أسرانا من ممارسات قمعية ولا إنسانية وأشكال
تعذيب متعددة ومميتة . وإنطلاقاً من ذلك نحن
جاهزون لتزويد من يشاء من المحطات
بالمعلومات والبيانات .. الخ لإعداد الحلقات
والتقارير اللازمة … وآمل لو في كل اسبوع
عرضت حلقة تتناول هذه القضية في واحدة من
المحطات الفضائية العربية - وبالتناوب -
بالعرض والشرح والمقابلات واللقاءات … وهذا
من شأنه أيضاً ان يدعم أسرانا ويزيدهم قوة
وعنفواناً ويحيى فيهم الأمل بالتحرر .. فكل
فعالية جديدة داعمة للأسرى تعنى جرعة جديدة
من الصمود وتقرب الأمل في الحرية … ومع كل
الإحترام والتقدير لتلفزيون فلسطين ولما
يوليه من إهتمام بهذا الموضوع ، إلا إنني
آمل أن يخصص حلقة إسبوعية ثابتة في يوم محدد
وتوقيت ثابت وتتناول كل حلقة جزئية من
جزيئات الحركة الوطنية الأسيرة . فأسرانا
بحاجة لدعمكم ومساندتكم وتضامنكم … فلنبدأ
أولاً بالدعم الإعلامي وآمل أن تجد هذه
المناشدة آذاناً صاغية لدى مديري القنوات
الفضائية العربية المختلفة ومديري البرامج
فيها . والحرية لأسرى الحرية دون قيد أو شرط
أو تمييز