إلى أخي الاسير "حسام خضر" في عامه الخامس
بقلم : عكرمه ثابت
أخي الحر في عرينه ... الحسام في انتمائه
وفي نصرة تنظيمه " أبا أحمد "،،،،
تحية الصمود الممتد من زنازين التحقيق في
المعسكر السري، إلى زنازين العزل في قسم أيشل حيث تحاصرك أنت
وكل المناضلين الاحرار الاسلاك الشائكة والجدران الرطبة ...
تحية العنفوان المتدفق من أزقة مخيمات
المواجهة والصمود ليعانق جباه أبنائه الأسود خلف القضبان ووسط
أنياب الظلام الدامس...
تحية لك ولكل من يلقي عليك السلام،
والتحية صباح مساء داخل الغرف والاقسام وتحت سماء ساحة الفورة
في سجون الاحتلال ...
يأبى قدر الاحتلال، إلاّ أن يكون يوم
إعتقالك هو نفس يوم منح الثقة لحكومتنا الجديدة، وفي نفس
المكان الذي إعتدنا على رؤيتك وسماع صوتك فيه تحت قبة
البرلمان، فيوم السبت تدخل أيها القائد الاسير عامك الخامس في
الاعتقال، وندخل نحن - أبناء شعبك - عامنا الجديد مع حكومة
وحدتنا الوطنية الجديدة ... تدخل أنت عامك الخامس بمزيد من
الصمود والامل والتفاؤل بأقتراب يوم الفرج والتحرر من سجون
الاحتلال البغيض، وندخل نحن في عهد جديد مليء بالأمل والخوف
نحو مستقبل نتمنى فيه أن تتوحد صفوفنا ويرفع الحصارعن مناحي
حياتنا وننجز ما نستطيع من مشروعنا الوطني لنعيد الاعتبار
والتفاؤل لجماهير شعبنا ونحقق لها الامن والامان والاستقرار
والعيش الكريم .
لقد شاءت الاقدار يا أخي العزيز، أن تفارق
أهلك وأبناء مخيمك ومحبيك وأصدقاءك ونواب شعبك دون أن تودعهم،
وكم كنت صلبا عندما رفضت وداع أطفالك الثلاث ( أحمد وأماني
وأميرة ) وجدتهم المحتسبة الصابرة، وكأنك كنت تعلم أنك ذاهب في
رحلة قصيرة تغامر فيها وتتحدى بعنادك المعهود غطرسة ضباط الامن
الإسرائيلي، وتقاوم بمبادئك - الرافضة الصلبة - سياسة الاحتلال
وأساليبه العدوانية والهمجية، كم كنت عظيما أيها الحسام وأنت
تغادر مستهزئا بكرسي البرلمان وتنتزع عن صدرك وكتفك حصانته
الزائفة، لتقول لكل من ودعتهم ولمن لم تستطع الوصول إليهم أنك
عائد مع قرص الشمس ومن حدة السيف، وأنك تموت واقفا ولا تساوم
... تكوى بنار السجن والسجان ولن تساوم.
هكذا أنت ومهما قست عليك السنون... أعرفك
عندما كنت قائدا طلابيا لنا في جامعة جبل النار – النجاح
الوطنية – وعندما إختطفوك ليبعدوك إلى جبال الارز في جنوب
لبنان ... وأعرفك أكثر في ثالوثية اللاجئين المغاوير وأحادية
الدفاع عن حقوقهم في هذا الزمان اللعين ... فهذا قدرنا يا أبن
المخيم... هذا قدرنا عندما لا تموت النخوة والوطنية المنغرسة
في نفوسنا الأبية... نزحف نحو الردى دون ركوع ... ونهب لنحمي
كرامتنا دون خنوع... هذا قدرنا يحترق العمر فينا لينمو عمر
الاخرين ... نطوف سجون وسجون لنهرب من حصار القيد ونبحث عن
حريتنا علها في السبع أو عسقلان أو نفحة تكون !!!!
اليوم يومك يا إبن المخيم، يا أبن القرية
والمدينة والزقاق الذي تكلم ... اليوم يومك، فيه يعانقك غسان
وتيسير وليلي وأحمد ، تحتضنك الام والجدة والاخت والعمة، وتهيم
برجولتك أماني وأميرة الصغيرة المدلله .... اليوم يومك أيها
المارد النمرود، معك كل رفاق دربك وقيدك وكل من ساندوك وكل
اولئك الذين هاجموك أو أيدوك ... اليوم يومك لا تسكت، لا
تصمت... أصمد ولا تستسلم .
تكلم ، ففي آذار تحن الارض الثكلى
لأبطالها، وتردد النساء والامهات أغاني الفرح وزغاريد الاعياد
وتتراقص أرواح الشهداء طربا للنصر فوق القبور .. وفي آذار
تنزف الاجساد الحبلى دماءها لتروي ثرى التراب المقدس وتصرخ
أسوار القدس ألما ووجعا من أنياب الجرافات المنغرسة في خاصرتها
... أما نحن فيتقاذفنا آذار برياحه وعواصفه وأمطاره الغزيرة
المفاجئة، ليلقي بنا إما في شلالات دمائنا النازفة وإما في
لهيب النيران القاذفة والحصارات الظالمة القاتلة.
تكلم أيها الصديق القريب ، فنحن ما زلنا
بحاجة إلى مواقفكم الحرة النقية، وإراداتكم الصلبة القوية وما
زلنا ننعم بخيرات وثيقتكم وتفاهماتكم التي أنقذتنا من ويلات
صراعاتنا الدامية أكثر من مرة ... نعم نحن بحاجة لكم ... لأنكم
الاحرار ونحن الأسرى، لأنكم الأحياء ونحن القتلى ... تكلم
وأدعو كل أسير من حولك أن ينهض ويتكلم، فنحن والله، ما زال
يقتلنا الخجل لتقصيرنا تجاهكم !!! ولم نعد ندري كيف سنساهم في
فك القيود والحصار عنكم ؟!! نأمل كما تأملون أن يكون آذار لكم
وحدكم، وأن نلتقي معكم جميعا في " نيسان" عيدكم ، وقد إنتهت
مآسيكم وتحررتم .!!!
إنتهى
|