نص الرسالة التي وجهها الأسير حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن
حقوق اللاجئين الفلسطينيين من سجن نفحة الصحراوي
بمناسبة الذكرى الستين لنكبة الشعب الفلسطيني.
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أبناء شعبنا الفلسطيني في كل مكان...
كان لي الشرف في كل عام أن أكون بينكم لإشارككم إحياء ذكرى
النكبة، وبعد اعتقالي إعتدت أن أخاطبكم عبر الرسائل إن استطعت
إلى ذلك سبيلا، راجياً أن أتمكن هذا العام من إيصال كلماتي
لكم، رغم صعوبة الأمر نتيجة ما تقوم به سلطات السجون
الإسرائيلية من إجراءات لعزلنا عنكم، فقبل شهر من الآن قامت
بنقلي تعسفيا إلى سجن نفحة الصحراوي لإبعادي عنكم، ولكنني شأني
في ذلك شأن بقية إخوتي الأسرى والأسيرات نأبى إلا مواصلة
التحدي والتفاعل معكم في قضايانا وهمومنا الوطنية، وما الذكرى
الستين للنكبة، والتي ما زالت مستمرة، إلاّ مناسبة استثنائية
نلتقي من خلالها لنجدد عهدنا للشهداء بمواصلة المشوار، إنها
ذكرى خطيرة ومؤلمة، ولعل اخطر ما تعرضت له قضيتنا خلال العام
الماضي هو الانقسام الفلسطيني، إن ذلك الانقسام اخطر تهديد على
حق العودة، وهو يساهم إن بقي مستمرا على إدامة النكبة، مما
يتطلب جهودا استثنائية من كل الحريصين على المصلحة الوطنية
العليا إلى العمل على إعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية، فهي
أقصر الطرق وأفضلها على استعادة حقنا في الدولة والقدس
واللاجئين والمياه والأرض وتحرير الإنسان الفلسطيني.
يا أبناء شعبنا..
لقد مارست الإدارة الأمريكية الحالية عنجهية منقطعة النظير من
خلال مواقفها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، مما افقدها أي ثقة
شعبية فلسطينية، فهي ليست حكماً نزيهاً، وإنما طرف في الصراع
ضد حقوقنا الوطنية، وما الزيارة التي سيقوم بها الرئيس بوش
لدولة الكيان الغاصب في ذكرى نكبتنا إلاّ تأكيد على مواقف هذه
الإدارة الداعمة للاحتلال، فهي ستمثل وجهاً آخر لنكبتنا، لأنها
ستعطي شرعية جديدة له. إننا نرى في هذه الزيارة إنكار لحقوقنا
ودعم للاحتلال، مما يدعونا لدعوة أبناء شعبنا إلى النزول
للشوارع لإيصال رسالة شعبية برفض نتائج هذه الزيارة المشؤومة..
لتكن ذكرى النكبة الستين مناسبة لإعلان رفض شعبنا لكل المخططات
الهادفة الى شطب قضيته وحقوقه، من خلال مسيرة المليون التي
أدعو إليها، لتكون رسالة واضحة لا لبس فيها بأن الشعب
الفلسطيني شعب حر يأبى الاستسلام والخنوع، وسيبقى يناضل من أجل
استعادة حقوقه الوطنية مهما كلفه ذلك من تضحيات.
إنني ومن سجن نفحة الصحراوي أوجه تحياتي لكل إخوتي وأخواتي في
لجان إحياء ذكرى النكبة وكل الفعاليات الوطنية في مختلف مناطق
التواجد الفلسطيني، ولكل الوطنيين الشرفاء الذين افشلوا كل
المبادرات التي انطلقت في السنوات الماضية وكانت تستهدف
الإطاحة بحق العودة، ولا بد من مواصلة هذا الجهد، والإبقاء على
الجاهزية واليقظة لضرب أية أصوات تحاول القفز على حقوقنا، وفي
المقدمة منها حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم.
إنني أدعو وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وأخص
بالذكر تلفزيون فلسطين، والفضائيات العربية والتلفزة المحلية،
إلى تغطية فعاليات النكبة هذا العام لأهمية الحدث وقيمته، كما
أدعو جماهير شعبنا إلى أوسع مشاركة شعبية في هذه الفعاليات،
فستكون حجم المشاركة الشعبية اختبارا حقيقياً لقوة حق العودة
في عقول ونفوس أبناء شعبنا، ومقياساً لمدى تمسكهم بحقوقهم
الثابتة.
وإننا حتما لعائدون
حسام خضر
سجن نفحة الصحراوي
أيار النكبة/ 2008م
|