الشهداء
والمقاومين الأنبل منا جميعاً
العميد يوسف الشرقاوي
Yosef_sharqawi@hot
mail .com
ماقرأ بين السطور في المؤتمر الصحافي المشترك في رام الله ظهيرة
يوم الاثنين 6/ ايلول الجاري بين القيادة الفلسطينية والوفد
المصري ومن خلال كلمة الرئيس الفلسطيني . عن ابطال ثلاثة عمليات
تعتبر نوعية في تاريخ الصراع مع الكيان العنصري الصهيوني بيت ليد
، قتل الوزير زئيفي صاحب نظرية الترانسفير وعملية بئر السبع
المزدوجة يعتبر سبقاً ليس على صعيد مس النضال الوطني الفلسطيني
ووصمة بالارهاب بل يعتبر مساً في وعي الشعب الفلسطيني عندما اتهم
الرئيس منفيذي تلك العمليات بالعمالة لاجهزة الامن الاسرائيلية .
فالكلمات التي صدرت على لسان الرئيس تدخل في باب الارتجال بالحكم
على المناضلين ولا تليق بالشهداء وتمس كرامة عائلاتهم
وتنظيماتهم . والمقصود بهذا المس ارضاء اعداء الشعب الفلسطيني .
وقضيته العادلة بكلمات ليس اي لها قيمة سياسية.
فالحالة المزرية التي وصل اليها الشعب الفلسطيني وقضيتة بفعل تلك
القيادة التي اعتادت الرقص على الحبال و امتهنت (بهدله) الشعب
الفلسطيني جهاراً نهاراً بوصف نضاله العادل ارهاباً من خلال
النفاق على شاشات الفضائيات جاءت هذه المرة لتصف شهدائه بالعملاء
رافعة مقولة (كوبلز ) تصديق الكذبة وتكرارها على الناس مراراً
ستدفعهم الى تصديقها .
كذلك
جاءت تلك الكلمات في سياق نسف مباحثات الوحدة الوطنية المزمع
عقدها في القاهرة برعاية مصرية بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني
لأنها مست ثلاث تنظيمات رئيسية فاعلة هي حركة حماس والجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين و حركة الجهاد الاسلامي ، فعملية بيت ليد
التي قام بها ابطال حركة الجهاد الاسلامي والذين تمكنوا من قتل
22 جندي اسرائيلي اعتبرت نقله نوعية على صعيد الكفاح الفلسطيني
وساهمت في ترسيخ توازن الرعب مع الكيان الصهيوني .
وعملية ابطال الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين رداً على اغتيال
القائد الوطني امين عام الجبهة ابو علي مصطفى تعتبر خرقاً امنياً
بارعاً ولاول مرة تستطيع المقاومة من قتل وزير اسرائيل متطرف
رداً على اغتيال قائد وطني بارز.
اما
عملية مجاهدي حركة المقاومة الاسلامية حماس المزدوجة في بئر
السبع والتي جاءت رداً على جرائم شارون وجيشه بحق الشعب
الفلسطيني ورداً على اغتيال شيخ المجاهدين أحمد ياسين واسد
المقاومة الفلسطينية د. عبد العزيز الرنتيسي ، فالعملية نفذت ضد
جنود اسرائيلين شاركوا بقتل واعتقال ابناء الشعب الفلسطيني
وهدموا البيوت فوق رؤس ساكنيها وقاموا بتجريف اراضيه وحرق اشجاره
.
وإن
جاء هذا الرد متأخراً لحركة حماس فكتائب القسام تعرف متى واين
تضرب هذا الكيان في عقر داره وأساء الظن كل من ظن أن حركة حماس
بتأخيرها عن الرد بأنها فقدت مصداقيتها طالباً منها أن تكون على
غرار الافلام السينمائية (امير الانتقام) فالعمل الميداني له
مختصوه وهم من يقدروا الوقت والمكان المناسبين للرد.
ففصائل المقاومة عندما تتبنى الخيار العسكري نهجاً يعتبر هذا
التنبي ذا مصداقية اذا استمر كاستراتيجية حتى التحرير الكامل
للارض وللانسان .
لا
نريد الاطالة ولكن من المفيد تذكير اولئك المهزومين وحسب اعتراف
ارفع محللي الكيان الصهيوني العسكريين انه خلال السنوات الاربع
الاخيرة منيت اسرائيل بخسائر بشرية ( وهذا الاهم ) اكبر مما منيت
به خلال ال52 سنة منذ تاسيس الكيان الصهيوني .
واعتبر هذا العدد مزهل من وجهة نظر العسكرين الصهاينه فالمقاومة
الفلسطينية نجحت اكثر مما نجحت به سبعة جيوش عربية باسلحتها
الجوية والمدفعية والمدرعات خلال خمسة حروب مضت ، والاستشهادي
الفلسطيني تحول الى سلاح استراتيجي لذلك اصبحت مكافحته من وجهة
النظر الاسرائيلية صراعاً وجودياً .
وما
الجدل المحتدم الان بين وزير الدفاع الصهيوني شاؤول موفاز ورئيس
الشاباك آفي ريختر من جهة ورئيس هيئة الاركان يعلون واهارون
زئيفي فركش رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ( امان ) من جهةً
اخرى إلا اكبر دليل وشاهد على ما يعاينة هذا الكيان على ايدي
المقاومين . والاستشهاديين الفلسطينين الذين وقعوا بين مطرقة
قيادة الشعب الفلسطيني التي تصفهم تارة بالارهاب وتارة واخرى
بالعمالة وسندان اسرائيل و امريكا اللتان تصفهم بالارهابيين
القتلة ويجب قتلهم بغض النظر عن الخسائر البشرية من المدنين جراء
ذلك لان قتلهم يدخل في باب ( مكافحة الارهاب العالمي ) وبناء
العالم الحر .
لذلك
فالمطلوب فلسطينيا عدم فتح ثغرات جديدة في الجدار الفلسطيني نحن
في غنى عنها لانها تسيئ للشهداء والمقاومين وتنسف الجهد ان كان
هنالك جهداً لتاسيس وبناء قيادة فلسطينية موحدة .
فالمطلوب ِمن مَن تبقى لديه ضمير او ممن لا يوجد عائق بينه وبين
ضميرة ان يقول لراس القيادة السياسية الفلسطينية .
كفى
انحداراً وكفى رجماً بالغيب . من يزودكم ؟ بتلك المعلومات فالشعب
الفلسطيني ومقاوميه وشهادئه واسراه يذبحوا على حجر واحد من شارون
ومنكم يا من تسمون انفسكم (قيادة تاريخية ) للشعب الفلسطيني
وتصفون كفاحه ونضاله بالارهاب وتتهمون شهدائه بالعملاء .
فالشهداء الانبل منا جميعاً .
ونتمنى ان ترد فصائل العمل الوطني وعائلات الشهداء على ذلك
الاتهام ولو بالموقف الاخلاقي وفاءاً للشهداء ووفاءاًُ للمقاومة
.
ان
ان المجزرة التي ارتكبها شارون وجيشة بعد ساعات من المؤتمر
الصحفي في رام الله . في حي الشجاعية والتي ذهب ضحيتها 14 شهيدا
وعشرات الجرحى من جراء القصف بالدبابات والمروحيات اثناء تواجدهم
في ملعب الشيخ احمد ياسين واشلاء الشهداء ودمائهم خير شاهد
ودليل على نية شارون الاستمرار بنهجه الدموي، وجاءت لتصفع
القياديتين المصرية والفلسطينية من خلال الرسالة المعمده بالدم
للرد على وزير خارجية مصر احمد ابو الغيط بانه يريد هدوءاً خلال
مهمته في رام الله .
وترد
على عمر سليمان رئيس المخابرات بان الدور المصري دوراً امنياً
فقط لصالح اسرائيل . وترد على القيادة الفلسطينية بانه مهما بلغ
النفاق على الفضائيات ووصم نضال لشعب الفلسطيني بالارهاب او
العمالة فاننا نرى الشعب الفلسطيني فقط من خلال فوهات الموت .
كفى .... كفى ... كفى انحداراً .... فالشهداء والمقاومين هم
الأنبل منا جميعاً
والمقامة ستنتصر
والاحتلال وأعوانه الى زوال |