مقابلة مع صحيفة الحقائق

عضو المجلس التشريعي حسام خضر
                        لـ الحقائق                         

* 58 عضو في المجلس التشريعي أجرموا بحق شعبهم
* القيادة التقليدية لفتح تخشى الديمقراطية أكثر مما تخشى الاحتلال
* بعد خطاب عرفات في ديسمبر العام الماضي ضربت كتائب شهداء الأقصى
* عدد من مستشاري عرفات اعتبرهم أعداءً لشعبي


حاوره : نائل نخلة  –  مراسل الحقائق في فلسطين


الحقائق: في ظل الهجمة الشرسة من بعض النخب السياسية الفلسطينية ضد الانتفاضة الفلسطينية واتهامها بتخريب ما حققته اتفاقية أوسلو . ماذا تقول في هذا الصدد ؟

حسام خضر : الانتفاضة هي حركة شعب يسعى لتحقيق هدف من خلال حركة شعبية تشارك فيها كل الفئات الاجتماعية والقوى السياسية وانتفاضة الأقصى هي حركة بهذا الاتجاه أراد من خلالها الشعب الفلسطيني تصحيح مسار المفاوضات وإحياء الحقوق الوطنية لشعبنا بعد أن حرفتها فئة مرتبطة بالاحتلال ومنتفعة من جراء استمرار الحال عل ما هو عليه حفاظا على مصالحها وهذه الفئة نمت وتطورت وتكونت من تحالف ذوي انتماءات سياسية لا وطنية مرتبطة بدول الجوار وإسرائيل وأمريكا ومن رموز الفساد الإداري والمالي والأخلاقي الذين عملوا ومنذ اللحظة الأولى لتشكيل السلطة وشروعها في ممارسة نشاطاتها على الأرض بالعمل على تغييب القانون وإضعاف دور المؤسسة من اجل انعدام الرقابة وبالتالي المساءلة والحاسبة .
كما أن تنكر إسرائيل لكافة التزامات العملية السلمية الهشة واستمرار الاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وسياسات القتل والاعتقال والعقاب الجامعي وإغلاق المناطق زاد من قناعة الشعب الفلسطيني بان لا أمل في العملية السياسية والتي هي حل اقتصادي شخصي ذو أبعاد أمنية مذلة للفلسطينيين وحيوية للإسرائيليين
وبالفعل أعادت الانتفاضة ومنذ أسبوعها الأول القضية الفلسطينية إلى صدارة الأحداث وبينت أن الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من الاحتلال وإجراءاته ويسعى لتحقيق أهدافه الوطنية من خلال الانتفاضة كفعل شعبي جمعي ومن خلال الكفاح المسلح كفعل وطني نخبوي
وبالتالي أحيت الانتفاضة من جديد روح الجهاد والكفاح وعززت من مفاهيم العمل الوطني التحرري واضعة حدا حقيقيا لانهيارات أصحاب تيار اوسلو الاقتصادي خلال سنوات عمر السلطة ما قبل الانتفاضة تجاه هذه المفاهيم والأساليب
فالانتفاضة رغم كل المعاناة والعذاب الذي صاحبها كفعل نضالي تحرري كلها خير ولو قدر لهذه الانتفاضة بهذا الزخم المقاوم والتضحيات والإنجازات أن تجد قيادة سياسية حقيقة لكانت اقصر الطرق إلى حقوقنا السياسية .
ولكن للأسف الشديد فالقيادة تتنكر لكل أساليب المقاومة المشروعة ولم ترفد الانتفاضة وقياداتها المتعددة بأي من مقومات الصمود والانتشار والانتصار لأنها على مذبح مصالحها الشخصية وحفاظا على مواقعها الوهمية سعت لاحتواء الانتفاضة من الشهر الأول أن لم يكن قبل ذلك بالرغم من القنابل الصوتية الإعلامية التي ما زال يطلقها في قواني أذاننا الكثير من رجالات السلطة الرسميين والذ1ين لا يعبرون عن سياسة أو واقع لعدم صلتهم بكلتا الأمرين .
وحالت ذات القيادة التقليدية دون تطور القيادات الوطنية الفصائلية في المحافظات إلى قيادة وطنية موحدة تضع برنامج سياسي للانتفاضة تحدد على أساسه الأساليب والوسائل والفعاليات اليومية الأمر الذي جعل الفعل الوطني مجزوء وغير متكامل ومحكوم بردات الفعل يبادر بها العدو ذو القيادات المتسلحة برؤيا سياسية واضحة المعالم ومحددة الأهداف
ومبرر القيادة الفلسطينية هو خوفها من وجود جسم موازي على الأرض يقود إرادة الجماهير ويسحب البساط من تحت أقدام السلطة في ظل تنامي دور حركات المقاومة الإسلامية وتخبط دور المؤسسة الأمنية الرسمية وعجزها حتى عن القدرة على الرد ضمن حدود السيادة الوهمية لجغرافية اوسلو الاقتصادي
أن انتفاضة تقاد من راسين متعارضين في الأهداف متناقضين في الأساليب والمهمات وبدون رؤيا سياسية لا يمكن أن تتقدم رغم الخسائر المادية والبشرية وحالة الخوف والرعب والانهيار الاجتماعي والأمني الذي تحدثه في العدو الصهيوني
ويساعد على ذلك تغييب كافة الفصائل العمل الوطني لأية رؤية سياسية اجتماعية وطنية تقوم على أساس النهوض بالواقع الفلسطيني الداخل المنهار والذي كشفت الانتفاضة وعرت كل جوانب الضعف والعجز والفساد فيه
وبدل أن تطور هذه القيادات منفردة ومجتمعة العملية النضالية انطلاقا من ضرورة تصعيد المقاومة بكافة أشكال النضال ضد العدو وبتصعيد المطالبة بإنجاز الإصلاحات الإدارية والمالية والتقدم في المشروع الديمقراطي على أرضية سيادة القانون وتعزيز دور المؤسسات ومحاربة رموز الخيانة والفساد واختزلت الحركة الفلسطينية دورها بحزام ناسف هنا ولغم هناك وتناست تكامل وتعقيد العملية النضالية وتداخلاتها الأمر الذي دفعني منذ الشهر الأول إلى التحذير من خوفي تجاه نتائج الانتفاضة بنظرة واقعية بعيدة عن التشاؤم وإطلاق صرخة استغاثة بان لا تكون الانتفاضة بتضحياتها وصور الإبداع والفداء فيها خطوة إلى الوراء أو قفزة في الهواء خاصة في ظل صمت عربي وشعبي ورسمي وسياسي وإعلامي          

الحقائق : مئات الشهداء، ألاف الجرحى، اقتصاد منهار، مئات الآلاف من العاطلين عن العمل، تفكك السلطة الفلسطينية، إعادة احتلال لكل مدن الضفة الغربية، هل هذا ما كانت تطمح إليه الانتفاضة ؟
حسام خضر : أن ثمن الحرية والاستقلال اكبر من أن يحصى أو نختزله في أرقام، إذا أردنا تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 فعلينا أن لا ننظر إلى حجم الخسائر ولا يوجد شعب تحرر دون الآلاف بل عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى وباعتقادي فان شارون خاض الانتخابات على أسس عنصرية عدوانية أساسها القضاء على اتفاقيات السلام بالرغم من سيادة المفهوم الإسرائيلي عليها وإعادة احتلال المناطق الفلسطينية والتنكيل بروح المقاومة وإرادة الانتصار لدى شعبنا لذا لا أعتبر أن إعادة الاحتلال وتدمير البنية التحتية للسلطة هو بفعل الانتفاضة كما يحاول البعض أن يصور، هذا يدل على ضيق أفق سياسي ، الانتفاضة أجلت هذا الاحتلال وحالت دون الإجهاز على السلطة وتقويضها في عشية وضحاها، الانتفاضة أحدثت حالة أو درجة من توازن الرعب وزادت من قناعة المواطن والسياسي الإسرائيلي بحقوق الشعب الفلسطيني على أساس دولة فلسطينية مستقلة ، ولكننا لم نستغل كسلطة السنوات الستة الأولى من عمرها لبناء قاعدة تصمد أمام مخططات الصهيونية وركنا إلى دعواي العدو الكاذبة واستبحنا المواطن الفلسطيني مالا ودما وكرامة حتى كبرت الفجوة واتسعت الهوة ما بيننا كسلطة وكشعب وساعد على ذلك 58 عضوا في المجلس التشريعي أجرموا بحق شعبنا وشرعوا الفساد من خلال منحهم الثقة لحكومة فاسدة فاشلة وعاجزة ونتساءل لماذا احتلت قوات الاحتلال مدننا وقرانا بعد صمود مخيمي بلاطة وجنين لمدة 3 أسابيع – في ساعات قبل رام الله والمقاطعة حيث يتواجد مئات العقداء والالاف من الجنود الذين لم يجدوا إرادة سياسية تطلب منهم القتال أن هذه القيادة فشلت عسكريا لأنها فشلت قبل ذلك إداريا ومؤسساتيا وسياسيا.

الحقائق: بدأت الانتفاضة في عامها الثالث مع دعوى محمومة من أطراف فلسطينية لوقف المقاومة المسلحة والتوجه نحو المقاومة الشعبية والسلمية، ما هو موقفك من هذه الدعوات ؟
حسام خضر : يجب أن نفرق بين الدعوات لبحث جدوى واثر العمليات الاستشهادية والبطولية داخل فلسطين المحتلة عام 48 وبين الدعوات المشبوهة لوقف كافة أشكال المقاومة في حدود عام 67، وان استندت الأول على أسس موضوعية إلا أن الثانية لا يمكن أن تخرجها من دائرة الربح والخسارة والمصلحة الذاتية لتيار اوسلو الاقتصادي الذي حول الوطن مشروع استثماري والمواطن إلى عبد في هذا المشروع والمطلوب تصعيد المقاومة بكافة أشكالها المسلحة والشعبية وأنا أدنت دعوة اليحيى وعبد ربه وغيرهم ممن عزفوا هذا اللحن الإسرائيلي النشاز في سيمفونية إبداعنا .

الحقائق: ما موقفك من تعين رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية، ومن هو الشخص المناسب بحسب اعتقادك لمثل هذا المنصب ؟

حسام خضر : لا يعقل أن تدار حكومة بدون رئيس وزراء، وهذه دعوة طالبنا فيها منذ اليوم الأول لإنشاء السلطة واختلفنا مع الأخ عرفات بشأنها وبشان سيادة القانون وتعزيز دور المؤسسة واستبعاد بعض الموالين لإسرائيل والأردن وأمريكا وغيرها والذين فرضوا على عرفات وفرضهم بدوره على حركتنا الوطنية وشعبنا الفلسطيني .
وما أسخف الحجج التي طلع علينا بها مستشارو الفساد حول الرئيس ومن ثم صادقت عليها اللجنة المركزية لحركة فتح والتي تخشى كقيادة تقليدية المؤسسة والديمقراطية أكثر مما تخشى الاحتلال، بان منصب رئيس وزراء يجب أن يستحدث بعد الدولة، إذن لا داعي لمجلس وزراء بلا صلاحيات وبوزراء فاسدين وفاشلين على كافة المستويات، ولا داعي بنفس المقياس إلى مؤسسة أمنية وإدارية ولنوكل كل هذا إلى ما بعد الدولة والتي لن تقام بمثل هكذا قيادة أو عقليات تقليدية وإدارات فاشلة .
نحن هنا نتحدث عن منصب إداري يدير مؤسسة تنفيذية تعنى بالهم اليومي للمواطن الفلسطيني وتكون مسئولة برئيسها ووزرائها وشخصياتها الاعتبارية أمام المواطن والمجلس التشريعي وآلا من يحاسب من، خاصة إذا كان الرئيس فوق القانون ويعتبر نفسه منتخب ويعتبر أن التصويت لمنح الثقة كما كان الحال في الحكومات الفاسدة السابقة هو تصويت لشخصه .
أما بالنسبة من الرجل المناسب اعتقد أن شعبنا الفلسطيني فيه من الكفاءات والقدرات ما تفوق المتوقع ولكني أتمنى أن لا يكون رئيس الوزراء أيا من قيادات فتح أو منظمة التحرير التقليدية التي أنجبت فسادا متناميا في كل محطاتنا النضالية وقادتنا من هزيمة إلى هزيمة لأنه إذا كان منهم فان مزيدا من التخلف والفوضى والفساد في رحم تكويننا القادم ولن يعد أي منهم بأي خير لشعبنا ولو كان عكس ذلك لوقفت هذه المؤسسات منذ اللحظة الأولى مواقف مسئولة أمام استباحة الوطن والمواطن والبدأ بإنشاء كازينو أريحا قبل أي مستشفى أو مدرسة .
أنهم جميعا و 58 عضواً من أعضاء التشريعي مجرمون بحق الوطن والمواطن وعبيد مصالحهم الشخصية ولا مكان للمواطن أو الوطنية في قاموسهم أو سلوكهم أو مجرد تقليدهم .

الحقائق: هل فشل عرفات في قيادة الشعب الفلسطيني ؟
حسام خضر : التاريخ القادم من بعيد على ميزان من ذهب هو الذي سيحكم على عرفات، وأنا كقائد فتحاوي وعضو في التشريعي ومنتخب وشريك بدمي ومعاناتي في هذا المشروع الوطني وإنصافا للرجل أقول انه كان وما زال ضمانة وطنية لحقوقنا السياسية ورمزا لا ينازع في هذا المجال وبالمقابل فانه فاشل إداريا

 الحقائق: إلا تعتقد أن الوقت قد حان ليتنحى الرئيس الفلسطينية عن السلطة ؟
حسام خضر : أن من يقرر إذا ما كان على عرفات أن يترك أو أن يبقى هو الشعب الفلسطيني أولا من خلال صناديق الاقتراع وعرفات ثانيا من خلال جلسة صفاء ذهني يحتكم فيها لضميره وواقعه ومستقبله

الحقائق: هل استنكف الذراع العسكري لفتح عن عملياته داخل الخط الأخضر ؟
حسام خضر : لقد دار جدل كبير وجاد داخل فتح حول العمليات الاستشهادية وتحديدا داخل قيادات كتائب شهداء الأقصى ولا أستطيع أن أؤكد هنا أن كانت قيادة الكتائب قد قررت وبشكل نهائي وقف العمليات الاستشهادية والبطولية داخل الخط الأخضر لكني أؤكد على أن الوثيقة التي روج لها الاتحاد الأوروبي هي خدعة ولم تبحث مع ذوي الاختصاص أو أصحاب القرار

الحقائق:إسرائيل وجهت ضربة قاسية ومؤلمة إلى التشكيلات المسلحة الفلسطينية هل تتفق مع هذا القول ؟
حسام خضر : باعتقادي انه وبعد خطاب الأخ ياسر عرفات في ديسمبر 2001 وما حواه من مغالطات تاريخية أدنتها في حينه بشدة واستنتجت أن هناك في الأفق تقاسم وظيفي امني فلسطيني – إسرائيلي تقوم على أساسه إسرائيل بضرب البنية التحتية لتشكيلات كتائب شهداء الأقصى وهذا ما كان منذ 17 شباط 2002 حيث بدأت العملية الحربية العدوانية ضد معقل الكتائب في مخيم بلاطه والذي صمد لمدة أسبوعين وصد 8 محاولات اقتحام في ظل وجود 5000 جندي فلسطيني في مدينة نابلس وقفوا أمام غياب أية إرادة سياسية  يتفرجون على ضرب المخيم رغم النداءات التي أطلقها تنظيم فتح للسلطة ولعرفات وقيادة كل جهاز، الأمر الذي قاد جنرالات وجزاري إسرائيل بالإعداد لعملية السور الواقي ولاتي ضربت من 65 – 70% من النية التحتية للكتائب ومست بشكل أساسي وكبير كل من الجهاد الإسلامي وحماس
الحقائق: المعاناة التي لحقت بالشعب الفلسطيني اليوم، هل سببها إلى جانب الاحتلال، أزمة في القيادة الفلسطينية ؟
حسام خضر : الاحتلال والفساد وجهان لعملة واحدة فالسلطة وفرت مناخات وفضاءات لنمو الفساد وشعبنا عانى من رموز الفساد معاناة حقيقة كانت ترتقي في كثير من الأحيان إلى درجة الاحتلال، وأمام كل هذا الناتج المادي للقيادة الحالية من الفساد يجعلنا نستنتج أن هذه القيادة ساهمت بشكل كبير جدا في إلحاق المعاناة بشعبنا جنبا إلى جنب مع الاحتلال كنقيض أساسي لتوجهاتنا الوطنية .

الحقائق: هل اخطأ عرفات عندما لم يوافق على عرض باراك في كامب ديفيد ؟
حسام خضر : إسرائيل لم تعرض أي شيء جديد بل حاولت في كامب ديفيد المساومة على مبدأ حق العودة وإجبار عرفات على التنازل عنه مقابل توسيع حدود اوسلو الوهمية، كامب ديفيد كان محطة جس نبض الشارع الفلسطيني وياسر عرفات تجاه قضية اللاجئين باتفاق مسبق مع بعض القيادات الفلسطينية في الوفد المفاوض .

الحقائق: متى آخر مرة اتصلت بها بالرئيس ، وكيف علاقتك بالقيادة الفلسطينية ؟
حسام خضر : لا يوجد أي اتصال بيني وبين الأخ ياسر عرفات منذ أن اقترحت في معرض التصويت على الثقة في الحكومة الفاسدة عام 98- أن يقر المجلس قانون يعتبر فيه عرفات آله للشعب الفلسطيني أمام تنكره لمطالب الشعب وللشرفاء في المجلس وإصراره على استخدام ذات رموز الفساد في مجلس الوزراء وإدارات السلطة وأجهزتها الأمنية وعلاقتي بالقيادة التقليدية غير ودية لأني أصر على تحملها مسؤولية كل الخطايا والمصائب والفساد الذي نعيش .

الحقائق: هل هناك أزمة ثقة بينك وبين المحيطين بالرئيس، ولماذا ؟
حسام خضر : بالتأكيد أنا اعتبر عدد من مستشاري الرئيس ومسئولي إدارته أعداء لشعبي وقضيتي الوطنية من خلال انتماءاتهم المشبوهة وسلوكهم اللاوطني وأنا غير نادم على أنني لا أقيم أية علاقة مع أي من هؤلاء والذين هم من أسوء من انجب الشعب الفلسطيني ولي علاقة طيبة مع كل الوطنيين والأحرار والشرفاء في مكتب الرئيس وخاصة بعض كبار مرافقيه .

الحقائق: لماذا لا تشارك في اجتماعات التشريعي ؟
حسام خضر : أصدرت بيان حول عدم مشاركتي في الجلسة الأخيرة للمجلس ورفضت التقدم لإدارة الحكم العسكري بطلب للحصول على تصاريح مرور من نابلس إلى رام الله في الوقت الذي يموت فيه أطفال ونساء وشيوخ على حواجزه العسكرية، كما أنني أعلنت أن هناك 58 نائب أجرموا بحق الشعب الفلسطيني وشرعوا الفساد مقابل امتيازات شخصية حصلوا عليها .

الحقائق: ما هي الأخطاء، حسب اعتقادك، التي يجب على الشعب الفلسطيني وفصائله والسلطة أن تتجاوزها في العام الثالث للانتفاضة
حسام خضر : أن اكبر خطأ نمارسه هو الاستمرار في الانتفاضة دون قيادة حقيقية تقود وتنظم الفعل النضالي الجماهيري على أساس برنامج ورؤيا سياسية وطنية أساسها تصعيد المقاومة ضد الاحتلال وتطهير البيت الفلسطيني من رموز الفساد .
كما على الفصائل الفلسطينية والشخصيات الوطنية أن تفرض إرادتها على ياسر عرفات من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج أسباب الهزيمة في صفوفنا وتعزز من مقومات صمودنا ونضالنا على أساس إنهاء الاحتلال أولا وملاحقة مؤسسات السلطة وصفوف الشعب ثانيا .

الحقائق: أليس من الحكمة، أن تتوقف الانتفاضة ؟
حسام خضر : السؤال الذي يجب أن يطرح أولا على أي أساس يجب وقف الانتفاضة وما هو المطلوب من الانتفاضة وأي الوسائل يجب أن تنتهجها الانتفاضة وما هي نظرة القوى والفصائل لعملية الإصلاح الداخلي...
باعتقادي أن الحركة الوطنية عاجزة عن طرح مثل هكذا تساؤلات وأنها خجلة من حقيقة واقعها وإمكانياتها ومدى مساهمتها على الأرض وتهرب من الواقع إلى الوراء إلى حيث اختزال العملية النضالية المعقدة باستشهادي أو حجر أو رصاصة.

الحقائق: لو كنت وزيرا للداخلية الفلسطيني، كيف ستتعامل مع الفصائل الفلسطينية، والعمليات التفجيرية داخل إسرائيل ؟
حسام خضر : لو كنت وزيرا للداخلية في ظل حكومة وطنية شريفة ونزيهة لفتحت حوار مع كافة فصائل العمل الوطني على أرضية وأساس تطوير سائل وأدوات الانتفاضة، ولما خجلت وقتها من تأييد العمل الاستشهادي في ظل استمرار إسرائيل عملياتها الحربية ولكني سأطلب نقل العمليات وتصعيد المقاومة في حدود عام 67 دون أن اسمح لنفسي ولو لمجرد ثانية أن أتطاول على شهيد ضحى بنفسه لأصفه بأنه إرهابي ارضاءا لشارون وبوش .
سأتعلم حينها من تقاسم الأدوار ما بين القيادات الإسرائيلية وسأضطر للافتخار ببعض العمليات مثلما يفعلوا هم في حي الدرج وخانيونس ونابلس وجنين وطوباس ، مشكلتنا في مشروع وزير الداخلية انه أراد أولا الحصول على شهادة حسن سلوك إسرائيلية – أمريكية ولذا سمعنا الوزير السابق يحرم على شعبنا إلقاء الحجارة أسوة ببعض الخونة الذين حاولوا التنكر لنضالنا وجدواه وتحديدا المسلح منه .

الحقائق: ما موقفك من العمليات داخل الخط الأخضر ؟
حسام خضر : منذ اليوم الأول وأنا أرى أن ساحة القتال والجهاد هي الضفة والقطاع انسجاما مع الرؤيا لسياسية ولو أن الحركة الوطنية اقتصرت على استهداف الجنود والمستوطنين داخل 67 لكانت نتائج الانتفاضة على المجتمع الإسرائيلي ذات النتائج التي تركتها العمليات الاستشهادية البطولية بفارق أن الأولى كانت ستقسم المجتمع الإسرائيلي فيما أن الثانية وجدت المجتمع ضد أهدافنا وحقوقنا الوطنية
ولكي لا أدينها ولا اعتبرها تحت كل الظروف أنها ارهبا أو شكل من أشكاله كما يحلو لبعض المنتفعين أن يفعلوا

أتمنى أن تتوقف العمليات العدوانية الحربية الإسرائيلية من اجل أن تتوقف العمليات الاستشهادية وإلا فان البادئ أظلم .
وادعوا هنا إلى ضرورة إخضاع هذه القضية للنقاش والحوار على أساس وطني وليس كاستجابة لشروط أو ضغوط .

الحقائق : ما هو السبب الحقيقي وراء الضغط الأمريكي على شارون لإنهاء حصار المقاطعة ؟
حسام خضر : أمريكا وإسرائيل تريد عرفات حيا وضعيفا كي يقوم بتنفيذ أملاءات وشروط إسرائيل بملاحقة الحركة الوطنية وتدمير بنيتها التحتية وهي في ذات الوقت لا تريد لعرفات أن يقضي شهيدا .
هذه الحركة كان لها دور كبير وضاغط على الأنظمة العربية وعلى أمريكا وأنا أسجل هنا مواقف الحكومة السعودية والمصرية والقطرية في هذا الاتجاه
وستحافظ أمريكا على عرفات إلى اللحظة التي يكون فيها قرضاي فلسطيني جاهز لممارسة مهامه وأتوقع أن هذا الوقت قريب جدا وكنت قد حذرت عرفات في شباط الماضي من أن هناك قرار أمريكي إسرائيلي وضوء اخضر عربي – فلسطيني (أصحاب تيار اوسلو الاقتصادي الذي دعمهم عرفات على حساب التيار الوطني ) من اجل إضعافه وإجباره على ممارسة ادوار تجرده من حالته الرمزية لدينا وبالتالي إقصائه واستبداله بمن يهبط بالسقف الوطني ويرتقي في المستوى الإداري والمؤسساتي .

الحقائق: ما هو أكثر شيء يثير القلق وأنت تتابع الأحداث السياسية على الساحة الفلسطينية ؟ 
حسام خضر : حالة التخبط العام الذي نعيش وحالة التناقض القائم ما بين السلطة من جهة والقوى الوطنية من جهة أخرى وغياب أي رؤيا سياسية واستمرار هؤلاء في إدارة شؤون حياتنا وهم رموز الفساد
إضافة إلى كذب المسئولين الفلسطينيين وتشويه الوقائع والحقائق وما أحوجنا إلى قيادة وطنية صادقة تشعر بمعاناة المواطن وتسعى لتحقيق كرامته الوطنية والإنسانية كانسان .

الحقائق:هل ترى اية فرصة امام خارطة الطريق للنجاح في وقف العنف والعودة الى المفاوضات السياسية ؟
حسام خضر : الاداره الامريكية حاولت ومنذ اللحظة الاولى لانطلاق الانتفاضه وامام الازمه الحقيقية التي عصفت بالحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ان تتدخل من اجل انقاذها من خلال الضظط على القياده الفلسطينية من خلال مصالحها وما الى ذلك وعليه بدأت المقترحات الامريكية تباعا من ميتشل و تنيت  وخطة بوش ومقترحات  باول الى ان بدأت قوى اقليمية مؤثره بطرح خططها للحل على اساس كيان سياسي فلسطيني غير محدد المعالم ومع التقدم في مبادرتي  الامير عبدالله والاتحاد الاوروبي بادرت امريكا بالمزاوجة بينهما بما يضمن امن واستقرار وسلامة اسرائيل وجاءت خارطة الطريق لتفلسف الامور على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية من اجل ايقاف الانتفاضه وتصاعد وتيرة الكفاح المسلح الفلسطيني ونتائجه المخيفة في الواقع الاسرائيلي.

الحقائق: السلطة قدمت 12 تحفظا على خارطة الطريق ، هل ترى انها قادرة على قول لا في وجه الادارة الامريكية ؟
حسام خضر : لا اعتقد ان السلطه قادره على الادانه  رغم الانحياز الامريكي المطلق الى اسرائيل ، بل هناك من حصل على المستوى الشخصي على اذن تعبير  او تصريح لفظي خالي من اي موقف من الادارة الامريكية لتحميل الادارة الامريكية مسؤولية التاخير في التنفيذ  علما بان هذه الخطة لا تضمن شيء سوى وقف الانتفاضه من الجانب الفلسطيني ، واذا ما عرضت هذه الخطه عمليا على القيادة التقليدية الحاليه فانها لن تتردد في الاعلان عن موقفها المعلن على الارض بالقبول بدون تحفظ او شرط ما دامت هذه الخطه سوف تحفظ البقاء لها وستعيد الامتيازات المعطلة وستدفع بعجلة الاقتصاد والبزنس الشخصي الى مكانته السابقه في ظل الاحتلال الليبرالي المتمدن على حساب حقوقنا ومصالحنا الوطنية العليا

الحقائق: ابو مازن يقول ان عسكرة الانتفاضة اضرت بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني ، ما تعليقك ؟
حسام خضر : كلام هذه النكرات الوطنية صحيح اذا ما اعتبرنا ان المصالح العليا للشعب الفلسطيني هي كازينو اريحا  وتنوفا وشتراوس وعليت والمالبورو والكوكا كولا وكل احتكار حصل عليه اصحاب تيار اوسلو الاقتصادي المتنفذ في السلطة والمهيمن على هوائنا وكل ما نملك وما لا نملك ؟؟؟

الحقائق: هل برأيك ان الاحداث قد تجاوزت السلطة الفلسطينية ؟
حسام خضر : ميدانيا بالتاكيد الاحداث تجاوزت السلطه والذي ساعد على ذلك غياب القانون والمؤسسات واعتماد البناء الوطني على اساس رمزية القائد وقدراته اللامحدوده ولكن ما يطمن ان اسرائيل غير معنيه بانهاء السلطه والعوده الى ادارة شؤون الفلسطينيين من جديد ما دامت السلطه لديها الاستعداد المطلق بغالبية المتنفذين فيها بالقيام بهذا الدور الشرطي حتى في ظل عودة الاحتلال الى حدود اوسلو الوهمية

الحقائق: عام 2003 سيكون صعبا على الشعب الفلسطيني مع قدوم قيادة ليكودية يمينية جديدة ال الحكم ؟
حسام خضر : فوز شارون واليمين بالانتخابات يحتم استمرار وتصعيد المقاومة والكفاح بكل اشكاله  على اساس انهاء الاحتلال وبناء مجتمع مدني يحتكم لسلطة القانون ويضمن كرامة وحقوق الافراد ، فشارون لن يستطيع وبكل الوسائل ان يضمن الامن للاسرائيليين تحت اي ظرف وان السلام على اساس الحقوق السياسية الوطنية للشعب الفلسطيني هي الضمان الوحيد لذلك فان المستقبل سيكون لجانبنا اذا ما قدر لنا قيادة وطنية تاخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنيه للفلسطينيين على حساب اولوية مصالها الشخصيه ؟؟؟

الحقائق: ما تعليقك على ما نشر من تقارير صحفية تكشف عن عمليات ترحيل للاموال الفلسطينية الى بنوك سويسرية باشراف مباشر من المستشار الاقتصادي للرئيس عرفات ؟
حسام خضر : استمد عرفات تاريخيا مكانته وقوته وواجه كافة المصاعب على المستوى الرسمي الفلسطيني من خلال شرعية المقاومة  والحالة الرمزية التي تأتت عنها له على المستوى الوطني  والعامل الثاني هو المال الذي ابقاه كواحد من اسراره من اجل تطويع الارادات وانتزاع المواقف وشراء الذمم وغيرها من كل ما خطر او ما لم يخطر على قلب بشر

وامام تراجع الحالة الرمزية والمكانة النضالية للرئيس عرفات منذ اوسلو وحتى الان وتحديدا مع استمرار وتصاعد الانتفاضه لم يتبقى لعرفات كمصدر قوة سوى المال والذي سلمه تاريخيا للاسوأ في تاريخ شعبنا وانا لا استبعد كل هذه الروايه خاصه ان خالد اسلام يستمد قوته من مماسك خطيره على كبار المتنفذين في المنظمة والسلطه

الحقائق: تضاربت الانباء وتوالت البيانات الصادرة عن فتح ما بين نفي وتبنى للعملية الاستشهادية ، ما سبب هذا الارباك داخل فتح ؟
حسام خضر : هذا التباين في الموقف الفتحاوي دليل على الحالة المرضية التي تميز حركتنا الرائدة فتح وعلى التباين في المواقف والرؤى ما بين جيل تقليدي تمثله مصالحه المرتبطة بالاسرائيليين وجيل وطني يرى في الكفاح بكافة اشكاله حق مكتسب بسبب استمرار الاحتلال واعتقد ان هذه القيادة تحفر قبرها بمعول تنكرها للعملية الديمقراطية داخل فتح وضرورة عقد المؤتمر الحركي السادس من اجل اعادة تجديد القيادات الهرمة واقصاء القيادات المتواطئة مع الاحتلال او تلك المنعزلة عن هموم الكادر وتطلعاته وحقوقه المكتسبة

ان ازمة فتح تجسد حقيقة الواقع الفلسطيني المؤلم وان التعارض في المصالح سوف يزداد مع الايام بما يهدد وحدة ومستقبل فتح بعيدا عن التدخلات العربية التي كانت تشنق على حبالها كل محاولات الاصلاح والتغيير والتجديد

ان المستقبل للتوجه الديمقراطي الوطني وعلى هؤلاء التقليديين ان يبحثوا عن منفى جديد من اجل تبذير امال شعبنا ومقدراته فيه هم واحفادهم

ان نفي او اثبات فتحاوية شهداء عملية تل ابيب لن يمنح هؤلاء شهادة حسن سلوك من الاعداء وان ما قد يمنحهم هذه الشهادة هو العودة الى الممارسات القمعية والبوليسية على الارض ضد الحركة الوطنيه  وان  ما كان يجب ات تقوله هذه المكاتب الوهمية غير الموجودة الى في اوهام حامليها او المخادعين لنا القائمين عليها هو موقف تنظيمي واضح من العمليات الاستشهادية دون مواربة او خجل

 الحقائق: ما حقيقة ان الوزيرة انتصار الوزير رفعت عليكم دعوة قضائية ؟
حسام خضر :  هناك من حرض انتصار الوزير على رفع دعوى قضائيه بحقي ظنا منها ومنهم ان الامر قد يردعني او يوقف حدود كلمات الحق في داخلي امام فشل ام جهاد وعجزها زفسادها وافسادها وتشويهها لتاريخ واحد من رموز النضال الفلسطيني وامام موقفها هذا اصدرت بيان رحبت فيه بخطوة انتصار من اجل تحويلي محكمتي الى محكمة لها ولكل امثالها المتاجرين بدمنا وعذاباتنا وجراحنا قصورا واراضي ومظاهر فارغة وكاذبه وعلى حساب اسر الشهداء والفقراء والشرفاء من ابناء شعبنا

صحيفة الحقائق 23/2/2003

عودة الى الصفحة الرئيسية   - عودة الى صفحة مقابلات صحفية

الصفحة الرئيسية | حسام في سطور | السيرة الذاتية مقابلات صحفية | مقابلات تلفزيونية | حوارات حية | بيانات | وجهة نظر | مَشاهِد  | مقالات حرة  | روابط   | دفتر الزوار | صور | اللجنة الشعبية للتضامن مع النائب حسام خضر | تعريف باللجنة | ليلة الاعتقال | آخر الاخبار | بيانات اللجنة | نشاطات اللجنة  | الاعتقال في الصحافة| بيانات تضامنية | التوقيع |التقارير الاعلامية دخول اداريين | English | |

تصميم وتطوير: ماسترويب

أفضل عرض للصفحة هو 800*600 فما فوق

للمراسلة info@hussamkhader.org

           freekhader@hotmail.com