|
الشعب الفلسطيني يحتفل اليوم بدخول انتفاضة
الأقصى عامها الثالث
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعلن حالة تأهب قصوى تحسبا
لعمليات جديدة
لندن:
علي الصالح
يحتفل الشعب الفلسطيني وفصائله المختلفة بذكرى انتفاضة
الأقصى (28 سبتمبر/ ايلول 2000) التي تدخل اليوم عامها
الثالث وقد استعادت عافيتها رغم حملات عسكرية اسرائيلية
متتالية على مدى الستة اشهر الاخيرة انتهت باحتلال الضفة
الغربية كاملة وتقويض اجهزتها الامنية ومؤسساتها وتهديد
باعادة احتلال قطاع غزة بالكامل رغم تواصل اعتداءاتها
وجرائمها عليه.
في المقابل تستعد اسرائيل واجهزتها الامنية لاستقبال هذه
المناسبة التي تتوافق مع محاولة اغتيال محمد ضيف مسؤول
كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس وتهديد
الحركة بالانتقام له، وإعلان حالة التأهب القصوى واتخاذ
جملة من التدابير الأمنية المشددة في جميع أنحاء إسرائيل
تحسبا لعمليات قد تنفذها فصائل فلسطينية إحياء للذكرى
وانتقاما لجرائم إسرائيل التي لم تتوقف ضد ابناء الشعب
الفلسطيني التي كان اخرها امس اغتيال احد عناصر حماس في
مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وتشهد مدن الضفة الغربية وقطاع غزة اليوم كما بالامس
مهرجانات خطابية وبيانات من مختلف الفصائل الفلسطينية
والفعاليات الوطنية تطالب باستمرار الانتفاضة بجميع
اشكالها ومواصلة المقاومة ضد قوات الاحتلال والمستوطنين
حتى زوال الاحتلال. كما تشهد ايضا استعراضات عسكرية
للاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية المختلفة خاصة في
قطاع غزة، ومسيرات ومواجهات مع قوات الاحتلال.
وتشارك الحركة الوطنية الاسيرة في سجون الاحتلال
الجماهير الفلسطينية احياءها لذكرى الانتفاضة «بالوقوف
دقيقة حداد على ارواح شهدائها» حسب من جاء في بيان
للحركة هو الثاني من نوعه. يذكر ان عدد قتلى الانتفاضة
بلغ حتى يوم امس الفا و723 مقابل 614 اسرائيليا بينما
فاق عدد الجرحى الفلسطينيين الـ41 الفا.
ودعا حسام خضر عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وأحد قادة
الانتفاضة في هذه المناسبة الشعوب العربية الى الخروج عن
حالة الصمت التي تعيشها منذ اشهر: كما دعا الحركات
السياسية والاجتماعية في العالم العربي إلى ان تضع برامج
عملية لدعم الانتفاضة سياسيا واقتصاديا واعلاميا.
وعلى الصعيد الفلسطيني اكد خضر على ضرورة تصعيد المقاومة
والكفاح بكل اشكاله والى ايلاء الوضع الداخلي الفلسطيني
الاهمية الحقيقية على نحو يؤدي الى طرد كل من اسماههم
بـ«العابثين بمقدرات شعبنا والفاسدين الذين استخدموا
مشروعنا الوطني لتحقيق اهداف اقتصادية شخصية».
وطالب خضر «الاخوة في حركات حماس والجهاد وفتح وبقية
الفصائل بان يتوقفوا عند محطات الانتفاضة خلال العامين
الماضيين بشكل جاد ومسؤول من اجل المضي قدما في
احداثها». وقال «عليهم الا يسقطوا من برامجهم العملية
الوضع الداخلي لان الجناة بحق شعبنا هم المرشحون حتى
الان لجني ثمار تضحياتنا». وحذر خضر «من ان تصبح هذه
الانتفاضة قفزة في الهواء او خطوة الى الوراء اذا لم تضع
حدا للخونة والمأجورين والفاسدين في قمة هرم السلطة
الفلسطينية».
وعلى صعيد الاجراءات الامنية الاسرائيلية التي ستبقى الى
ما بعد عيد سمحات توراه اليوم ببضعة ايام، فقد تمثلت امس
بنشر اعداد غير مسبوقة من رجال الشرطة وحرس الحدود في
المدن الاسرائيلية والمجمعات التجارية وأماكن الترفيه
فيها، وفي القدس المحتلة وعلى طول الخط الاخضر الفاصل
بين اسرائيل والضفة الغربية حيث تضاعفت الحواجز الامنية
وفرضت اطواق جديدة على المدن والقرى الفلسطينية وكذلك
حظر التجول داخل هذه المدن والقرى لمنع اي عمليات قد
يقوم بها اي من الاجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية
المختلفة التي قد تتخذ من هذه المناسبة فرصة لتأكيد
ذاتيتها واستمرارية الانتفاضة وتقوم بعمليات تنتقم
لعناصرها وقادتها الذين اغتالتهم قوات الاحتلال على مدى
عامي الانتفاضة.
ويعتقد مسؤولو الاجهزة الاسرائيلية إن رفاق محمد ضيف في
كتائب القسام، سيحاولون بالتأكيد القيام بعمليات هجومية
انتقاماً لمحاولة اغتياله، وتعتقد أن هذه العمليات
ستنحصرعلى أهداف مدنية وعسكرية إسرائيلية في قطاع غزة
هناك.
ومنعت قوات الاحتلال في اطار هذه الاجراءات من هم دون
الاربعين من العمر امس من اداء صلاة الجمعة في المسجد
الاقصى في القدس المحتلة خشية اندلاع أعمال شغب في
المكان.
ولم توقف قوات الاحتلال من جرائمها، فاغتالت فجر امس
وبعد اقل من 24 ساعة على قتل 6 فلسطينيين في الضفة
والقطاع، محمد جمال يغمور (21 عاما) أحد نشطاء حماس في
منطقة فرش الهوى غرب مدينة الخليل قرب منزله. وادعت قوات
الاحتلال أنها حاولت اعتقاله فقط واضطرت لاطلاق النار
عندما حاول الهرب. اما حماس فتؤكد ان ما حصل هو عملية
اعدام.
يذكر أن مسلحين فلسطينيين جرحوا الليلة قبل الماضية 5
مستوطنين وذلك خلال عملية اطلاق نار على سيارة كانوا
يستقلونها على الطريق الالتفافي قرب مستوطنة حغاي. وقتل
مستوطن وجرح خمسة آخرون في هجوم فدائي وسط المدينة قبل
ثلاثة ايام. واقتحمت العشرات من الدبابات والاليات
الاسرائيلية فجر امس مديرية الأوقاف ولجنة أموال الزكاة
في مدينة جنين بعد أن فجرت البوابات الحديدية لتقتحم
المكاتب وعبثت بمحتوياتها وسرقت كل ملفات المديريتين
والكمبيوترات المخصصة لتخزين المعلومات.
وتوغلت قوات الاحتلال فجر امس في شمال وشرق غزة وقصفت
دباباته مناطق في خان يونس جنوب غزة ونجت عائلة من موت
محقق اثر سقوط قذيفة داخل منزلها لكن أصيبت فتاة من
العائلة بجراح. وأفاد شهود عيان أن رتلا من دبابات
الاحتلال زاد عن 30 ترافقه جرافات وآليات عسكرية اقتحم
غزة من محورين; الأول من مغتصبات شمال قطاع غزة والثاني
من معبر المنطار شرق غزة تحت وابل كثيف من نيران
الرشاشات الثقيلة وقذائف المدفعية عشوائيا باتجاه منازل
الفلسطينيين مما ألحق أضرارا مادية واسعة بعشرات
المنازل.
واقتحمت قوات الاحتلال تعززها الدبابات والطائرات فجر
امس مدينة دير البلح وسط قطاع غزة واصابت جراء اطلاق
النار العشوائي عددا من الفلسطينيين بجراح وأخطرت عائلة
قتيل فلسطيني بإخلاء المنزل بهدف هدمه.
ودخلت قوات الاحتلال المدينة من محورين رئيسيين تحت غطاء
كثيف من نيران أسلحتها الرشاشة وقذائف المدفعية باتجاه
منازل المواطنين خلال عملية التوغل التي تزامنت مع تحليق
طائرات هليكوبتر من طراز اباتشي في أجواء المنطقة. وفرضت
قوات الاحتلال نظام منع التجول على أجزاء من المدينة بعد
أن تمركزت الدبابات على المحاور الرئيسية فيها، واعتلى
جنود من القناصة عددا من المباني المرتفعة. وحاصرت قوات
الاحتلال منزل عائلة عماد موسى أبو عيشة الذي قتل قبل
عدة أشهر برصاص جنود الاحتلال بالقرب من أحد المواقع
العسكرية الواقعة غرب دير البلح
|
