كتائب الأقصى تتبنى عملية تل أبيب
المزدوجة وفتح الرسمية تنفي أن يكون منفذاها عضوين
فيها
حسام
خضر لـ«الشرق الأوسط»: هل لدى مكتب التعبئة
والتنظيم نماذج عضوية ليثبت أن خلفة والنوري ليسا
عضوين
في الحركة؟
غزة: صالح النعامي
أبرز تبني كتائب شهداء الاقصى
الجهاز العسكري لحركة فتح عملية تل ابيب مساء اول
من امس، التي اسفرت عن مقتل
ثلاثة وعشرين اسرائيليا وجرح اكثر
من مائة آخرين، الخلافات العميقة بين القاعدة
والقيادة داخل الحركة.
ففور صدور بيان باسم كتائب الاقصى الذي يتبنى
العملية
ويعلن اسمي منفذيها وهما براق خلفة وسامر النوري،
اصدر مكتب التعبئة لفتح بعد منتصف الليلة قبل
الماضية وعلى غير العادة، بيانا ينفي فيه نفيا
قاطعا أن يكون خلفة والنوري من الأعضاء المنتمين
للحركة.
وذكر البيان الذي تلقت «الشرق
الأوسط» نسخة منه وتكرر بثه في الاذاعة والتلفزيون
الرسمي الفلسطيني أنه ثبت بعد
مراجعة دقيقة لسجلات العضوية أن
الاسمين اللذين ذكرا في بيان «مدّعى بأنه صادر عن
كتائب شهداء الأقصى: أنهما لا
علاقة لهما بالحركة و لم يسبق
أنهما انتميا إليها».
وقال البيان «إن توقيت هذه العملية
ومكانها يدلّ على أن القوى التي وجّهت هذه العملية
تهدف إلى إفشال الحوار الوطني الجاري في القاهرة
وبرعاية مصرية وعربية ودولية وإلحاق سمة
اللاإنسانية بحركتنا عبر قتل المدنيين الأبرياء
الأمر الذي يأباه تراثنا العربي والإسلامي» حسب
تعبير البيان. وأدانت حركة فتح العملية وأكدت أنها
تؤيد بيان السلطة الفلسطينية المندد بها. وحذرت
فتح «أولئك الذين يستغلون اسم الحركة وقد أعذر من
أنذر».
ونفت الجهة التي اطلقت على نفسها
القيادة العامة لكتائب شهداء الاقصى مسؤولية
الحركة عن العملية. وشددت في بيان
ارسلته الى عدد من وسائل الاعلام
على التزامها بالخط التي تمثله السلطة الفلسطينية
والرئيس عرفات. وقالت في بيانٍ نشر في رام الله
«نحن كتائب شهداء الأقصى ننفي قطعاً مسؤوليتنا عن
العمليتين اللتين وقعتا في أراضي العام ثمان
واربعين وليس لنا أي صلة بهما».
وأضاف البيان: «كما نعلن التزامنا
وتمسكنا بقرارات القيادة السياسية الشرعية للشعب
الفلسطيني وعلى رأسها الأخ أبوعمار ونرفض الخروج
عنها».
وكانت كتائب شهداء الأقصى قد أعلنت
في بيانٍ منسوبٍ إليها مسؤوليتها عن العمليتين.
وبخلاف المرات السابقة فقد تم توزيع البيان في
مدينة غزة. وقام ملثمون باعلان مسؤولية الكتائب عن
العملية عبر مكبرات الصوت. وورد في البيان ان
منفّذي العملية هما براق خلفة وسامر النوري
ويبلغان من العمر اثنين وعشرين عاماً لكل منهما
وهما من سكان مدينة نابلس. وقال البيان «نجحت إحدى
وحداتنا الاستشهادية المكونة من الاستشهاديين براق
رفعت عبد الرحمن خلفة وسامر عماد محمد إبراهيم
النوري من مدينة نابلس من اجتياز الحواجز
الصهيونية والوصول إلى قلب الكيان الغاصب في تل
أبيب مساء اليوم (اول من امس)
وتنفيذ
عملية استشهادية مزدوجة». واعتبر البيان أن « هذا
الهجوم هو رد على مجازر الاحتلال المختلفة، وتعبير
عن الإيمان بواجب الجهاد المقدس ردا على تفجير
منازل عائلات الاستشهاديين.
وقال
حسام خضر احد قادة فتح في الضفة الغربية لـ «الشرق
الأوسط» معقبا على هذه الخلافات «هذا التناقض الذي
برز هو دليل على ان فتح تعيش حالة مرضية مزمنة.
وان هناك صراعا خفيا بين القيادات الميدانية
المناضلة التي تؤمن
بالديمقراطية والقيادة التقليدية
العاجزة التي تربعت على عرش فتح وحالت دون تقدم
القيادات الشابة الى موقع صنع القرار».
واضاف خضر وهو عضو المجلس التشريعي
عن مخيم بلاطة وتثير تصريحاته الجريئة جدلا في
الاوساط الفلسطينية «في اعتقادي ان هذه القيادة
قللت من حجمها وشأنها ببيان ما يسمى بمكتب التعبئة
والتنظيم». وتساءل خضر «اين كان هذا المكتب من
تغييب المؤتمر السادس للحركة ووصول اشخاص الى
قيادة الحركة، يعتبرون عارا على الشعب الفلسطيني
وفتح والسلطة الفلسطينية؟ واين هذا المكتب من
الهياكل التنظيمية والانتخابات القاعدية. هذا
المكتب الذي حارب اللجنة الحركية العليا اكثر من
محاربته للاحتلال وقسمها الى قسمين متناقضين
ومتصارعين». وتساءل ايضا «كيف يثبت مكتب ما يسمى
بالتعبئة والتنظيم ان الشهيدين خلفة والنوري ليسا
عضوين في الحركة؟. فهل كان لديه في العشرين سنة
الاخيرة نماذج عضوية في فتح؟. وهل لدى مكتب ما
يسمى بالتعبئة والتنظيم قوائم باعضاء الحركة؟. وهل
باب العضوية والانتساب مفتوح؟».
وتابع خضر القول «وانا كقائد في
فتح ضد العمليات الاستشهادية داخل اسرائيل لانها
توحد الاسرائيليين ضد حقوقنا السياسية. لكن ليس من
حق اي طرف وتحت اي ظرف من الظروف ان نسحب او لا
نعترف بعضوية ابطال وشهداء التحقوا بهذه الحركة».
وقال «لا يمكن من اجل الحصول على شهادة براءة وحسن
سلوك من الاسرائيليين، ان نستخف بانفسنا ونذهب
بهيبة الحركة وتاريخها العريق كقائد لنضال الشعب
الفلسطيني». وتمنى خضر «ان يكون للحركة مكتب تعبئة
وتنظيم من اجل ترتيب البيت وعقد مؤتمرات الحركة
وتجديد هياكلها والشروع في تعبئة القواعد
التنظيمية فكريا وسياسيا». واضاف «ان المخرج
الوحيد لفتح من هذا المأزق هو باللجوء الى
الديمقراطية عبر عقد مؤتمرها السادس».
واختتم
تصريحاته بالقول انه «رغم ان كتائب الاقصى هي
الابن غير الشرعي لفتح التقليدية، الا انها
(الكتائب)
تعبر عن ارادة قواعد فتح الحقيقية. وطالما بقيت
هذه
القيادة على رأس الهيكل الحركي فان
التناقضات ستظل قائمة».
من
ناحيته قال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد قادة
حركة حماس، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» «إن هذا
الشعب لن يقبل أبدا بوجود غزاة أجانب على أرضه، لن
يقبل بالمحتلين وسيقاومهم ويلاحقهم في كل شبر من
فلسطين. هذا هو الطريق الذي عرفه شعبنا وهذا هو
الطريق الذي سيستمر فيه بإذن الله حتى يطرد أولئك
الجبناء الذين يستخدمون
وسائل القتل الأميركية المتطورة في
قتل أطفالنا وشيوخنا ونسائنا وتدمير بيوتنا وتجريف
أرضنا، لذلك سنقاوم هذا الاحتلال وسيعلم أن بقاءه
في فلسطين أمر مستحيل». ونفى الرنتيسي «ان يكون
توقف العمليات الفدائية داخل الخط الاخضر يعني ان
الفصائل الفلسطينية تمهد للتوصل لاتفاق حول وقف
العمليات الفدائية هناك». واضاف «ان الحوار بين
الفصائل لن يقدم هدايا لارييل
شارون مطلقا»، مشددا على ان الحوار لا يعني
الاستسلام.
|