عضو المجلس التشريعي الفلسطيني
حسام خضر لـ القدس العربي :
الفصائل الفلسطينية فشلت في دفع الوضع الداخلي نحو
الأفضل
نابلس ـ القدس العربي ـ من
سماح الخطيب:
أكد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني ورئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين
حسام خضر مناسبة مرور عام علي انتفاضة الأقصي ان الانتفاضة جاءت رداً علي
حالة اليأس التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني، وقال إنه
يجب علي الفلسطينيين أن يأخذوا بالاعتبار التطورات السياسية علي الساحة
العالمية خصوصاً بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن في 11 ايلول (سبتمبر) الماضي.
وسجل خضر نقطة سوداء علي قادة العمل الفصائلي في الأراضي المحتلة بسبب
فشلهم في الدفع بالوضع الداخلي نحو الأفضل من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية
وإعادة ترتيب البيت الداخلي.
وفيما يلي نص المقابلة:
مرّ عام علي بدء انتفاضة الأقصي المباركة، كيف تقيّم هذا العام؟ وهل برأيك
جلبت مكاسب للقضية وللشعب الفلسطيني؟
أولاً أريد التأكيد علي أن هذه الانتفاضة جاءت رداً علي حالة اليأس الوطني
العام الذي فرضته اتفاقيات أوسلو علي شعبنا الفلسطيني والذي تمثل في محاولة
إسرائيل فرض الاستسلام علي إرادة الاستقلال والحرية ووقف روح المقاومة
والتحدي لدينا، كما أنها جاءت تعبيراً عن قوة وإصرار شعبنا علي إنجاز
مشروعه الوطني الذي قدم في سبيله عشرات آلاف الشهداء والجرحي والأسري عبر
تواصل نضالي استمر طوال قرن من الزمان، وبالتالي فإن أعظم ما لهذه
الانتفاضة من مكاسب علي القضية الوطنية الفلسطينية هو بعث حالة المواجهة
والجهاد والاستعداد للتضحية بعد سبع سنوات عجاف أراد من خلالها الأعداء خلق
تيار لا وطني في داخل السلطة الوطنية الفلسطينية والشعب الفلسطيني من خلال
تقديم التنازلات الوطنية بهدف ضمان الأمن الجماعي لإسرائيل مقابل امتيازات
ومصالح نفعية شخصية لقلة قليلة عرفت سياسياً بتيار أوسلو الاقتصادي داخل
السلطة، وبالتالي أعادت الانتفاضة الأمور إلي نصابها وقوت التيار الوطني
وحدّت من دور هؤلاء المرتبطين بالاحتلال بطريقة أو بأخري، كما وحّدت
الانتفاضة شعبنا الفلسطيني وفصائل العمل الوطني والإسلامي علي برنامج كفاحي
من جديد ووضعت حداً لأوهام السلام مع الكيان الصهيوني الإرهابي، وفرضت
إرادة التيار الوطني داخل السلطة حيث كانت بمثابة انتصار له علي حساب تيار
أوسلو الاقتصادي المتنفذ!
واستطاعت الانتفاضة أن ترفع من حالة الخوف والرعب وعدم الاستقرار الأمني
والسياسي والاقتصادي داخل الكيان الصهيوني وأحدثت درجة متقدمة من توازن
الرعب من خلال العدد الكبير من القتلي في صفوفهم.
ولا ننسي أن حالة المواجهة والمقاومة اليومية والمستمرة وتنوع أشكال
وأساليب القتل قد وضعت القضية الفلسطينية في صدارة الأحداث وتركت أثرها علي
السياسات العربية والدولية ونهضت إلي صدها بالواقع العربي المثخن بالجراح
واليأس.
هل تعتبر التضامن العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية وانتفاضته، كان
قدر توقعات الشعب والقيادة بعد سنة علي تفجرها؟ إذا أخذنا بالحسبان أنه
عقدت المؤتمرات من خلالها ـ الإسلامي في قطر والعربي في عمان؟
الحديث عن التضامن العربي والإسلامي معقد وصعب إذا ما ابتعدنا جانباً عن
النفاق والسطحية في التحليل والاستنتاج، فعلي الصعيد الرسمي اكتفي بعض
الحكام العرب بتقديم بعض الدعم المادي معتقداً أن الشعب الفلسطيني مرهون
بأموال العرب رغم أهمية هذا الدعم لتعزيز مقومات صمود الشعب الفلسطيني، إلا
أن الدعم المادي بدون موقف سياسي فعال وضاغط علي إسرائيل وأمريكا والاتحاد
الأوروبي لا معني له.
فيما أن الموقف الشعبي العربي والذي بدأ واعداً في الشهر الأول إلا أنه
تراجع وبشكل غير مبرر يدعونا إلي التساؤل أين دور الأحزاب والحركات
السياسية والاجتماعية العربية في الشارع خاصة إذا ما عرفنا أن بعضها موجود
منذ أكثر من 70 عاما وتتفنن في طرح الشعارات البراقة، وأنا هنا أحيي من كل
قلبي وباسم الشعب العربي الفلسطيني في أرض المعركة كل عربي تضامن مع أو
شارك في دعم شعبنا في أي شكل وعلي أي مستوي.
هل تعتبر أن هذه الانتفاضة وحدّت فعلاً الفصائل الفلسطينية ميدانياً
وسياسياً؟ كيف ستنعكس هذه الوحدة مستقبلاً؟
لا يخفي علي أحد أثر الانتفاضة الإيجابي والطيب علي الوحدة الشعبية
الجماهيرية لشعبنا، وكذلك تقليل الفجوة القائمة ما بين فتح كصاحبة المشروع
السياسي التفاوضي وبقية فصائل العمل الوطني أمام حالات الفساد الإداري
والسياسي والمالي التي تراكمت طوال السنوات العجاف السبع من عمر أوسلو،
وأثرالتبعات الأمنية والالتزام المطلق بشروط السلام المذل من ملاحقة
الشرفاء والأحرار والزج بهم في السجون.
جاءت هذه الانتفاضة رحمة لأبناء شعبنا وأثبتت من جديد لدي بعض الواهمين
مطاردي سلام الاستسلام الإسرائيلي أن الفلسطيني الجيد في نظر إسرائيل هو
الفلسطيني الميت، لا المتخاذل والمتعاون والخائن والسمسار، وأن رصاص
الاحتلال من أجل أمن إسرائيل لن يفرق بين تيار وطني حر وتيار اقتصادي ذليل.
لكن فصائل العمل الوطني لم تنجح في خلق قيادة موحدة علي مستوي الوطن ولن
تنجح لأن السلطة لم ولن تسمح بوجود إطار قيادي يوازيها ويقود المرحلة بل
قبلت الفصائل بدور ثانوي مناطقي وبمولود سياسي ذي رأسين علي عكس الانتفاضة
السابقة والتي نجحت في تشكيل القيادة الوطنية الموحدة والتي وحّدت جغرافيا
الوطن قبل سياسييه من رفح إلي جنين في شهرها الأول.
وكذلك أسجل هنا نقطة سوداء علي قادة العمل الفصائلي وهو الفشل في الدفع
بالوضع الداخلي نحو الأفضل، من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية نزيهة علي
أنقاض مجلس الوزراء العاجز وغير المؤهل أو طرح ملفات إعادة ترتيب البيت
الداخلي ومحاربة الفساد والمفسدين سياسياً وإدارياً ومالياً.
|