اجماع على
خواء المنظمة الفلسطينية
قبل الحديث عن منظمة التحرير الفلسطينية بشكل عام رأى حسام
خضر انه ينبغي الحديث عن حركة فتح في الذكرى الثامنة والثلاثين لانطلاقتها
والتي شكلت بشكل ريادي اصيل الثورة المعاصرة وقادت عبر نضالاتها وتضحيات
ابطالها، نضال الشعب الفلسطيني وشكلت قبله حركة التحرر العربي والعالمي.
الا انه يرى انها اهدرت فيما بعد هذه التضحيات ومن هذا
المدخل جرى تقييم دور المنظمة.
يقول حسام خضر لقد اهدرت هذه التضحيات وجرى التصرف بها على
مرأى ومسمع منا ومن تاريخنا وتراثنا النضالي على مذابح تاريخية وأبدية
القيادة الفلسطينية ومصلحتها العليا على حساب كل قضايانا الوطنية ومستقبل
كفاحنا ونضالنا من خلال لجنة قيادية قادتنا الى ارذل واسفل محطاتنا وتخليها
عن أي دور بنيوي او مؤثر باتجاه ترسيخ مفاهيم نضاليه او تعزيز دور المؤسسة
او نقد الخطايا، اننا نقاد الان الى حيث لا ندري من الضياع والتراجع بسبب
تخلف عقلية القائمين على فتح الجناة بحق تضحياتنا وبكرامة وحقوق شعبنا.
ان هذه العقلية التي دمرت وبكل معنى الكلمة منظمة التحرير
الفلسطينية وعزلتها ودفعت بها الى مشروع اقتصادي نفعي هي ذات القيادة التي
تدمر ومنذ 9 سنوات كل قيمنا وانجازات دمنا وتفرط تباعا بحقوقنا السياسية
وتسعى الى تحريم النضال الوطني حفاظا على مصالحها المرتبطة بالاحتلال
الاسرائيلي مستخدمة كل امكانياتنا، انها قيادة تتلمذت وتأستذت في احضان
الدكتاتوريات العربية القمعية وخشيت المؤسسة والقانون والديمقراطية اكثر
مما خشيت الاعداء المحتلين.
ان قيادة فتح اضاعت الأملين: امل ايجاد اطار وطني عام يبوتق
تطلعات شعبنا ويقود نضالاته وامل اقامة مؤسسة سياسية ادارية تخفف وتزيل عن
شعبنا واقع واثار الاحتلال ومخلفاته من خلال امعان هذه القيادة على افقار
وافساد شعبنا وتدمير نسيجه الاجتماعي ووأد روحه الوطنية النضالية عبر افشال
اول تجربة حكم اداري لشعبنا على ارض وطنه. ان قيادة فتح وعبر قيادتها
الفاشلة لمنظمة التحرير الفلسطينية افشلت بالكامل مشروعنا الوطني لان
قادتها تخلوا عن ادوارهم وأجروها لمن افسدنا ودمرنا وافقدنا مصداقيتنا
الداخلية مع شعبنا والخارجية مع العالم عبر هذه الممارسات اللاأخلاقية
واللاوطنية.
من هنا يمكن السؤال اين منظمة التحرير؟ اين دور مؤسساتها؟
ما هو واقعها؟ من يقودها الان؟ من تمثل الان؟ وكيف كان يجب ان تكون منظمة
التحرير الفلسطينية خاصة في ظل اتفاقيات اوسلو؟ هذا ما يجب ان يجيب عليه
شعبنا ومنظماتنا الوطنية والاسلامية في هذه الذكرى!
ـ فكيف تقيمون دور وتأثير منظمة التحرير في المرحلة
الراهنة؟
ـ حواتمة: للاسف ان دور منظمة التحرير الائتلافية في تراجع
متواصل نتيجة التهميش الذي اصابها، واصاب كل مؤسساتها، خاصة بعد مقايضة
تعطيل كل مؤسسات منظمة التحرير مقابل اتفاق أوسلو الأول، وإصرار السلطة
الفلسطينية على الاستمرار في سياسة التفرد بالمسار والمصير الوطني دون
مراعاة أو استماع لموقف الشعب الفلسطيني وقوى الانتفاضة، وللقاعدة العريضة
التي تقاتل وتكافح على أرض الوطن.
ومن هنا فإننا نرى بأن إحدى المهام الرئيسية الملقاة على
عاتقنا تتمثل بضرورة العمل من أجل إعادة الروح والحياة إلى مؤسساتنا
الوطنية والتمثيلية وإخراجها من حالة التفكك والانهيار.
إن منظمة التحرير الائتلافية مكسب وطني كبير راكم شعبنا من
خلالها نضالاته الطويلة التي أعادته إلى خارطة العالم بعد سنوات من النكبة
الكبرى ومحاولات الشطب والإلغاء.
ـ صالح رأفت: بلا شك تم في سنوات السلطة الوطنية الفلسطينية
محاولة لتغييب مؤسسات (م.ت.ف) لصالح مؤسسات السلطة مما اثر ذلك على عمل
وفعالية اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي والمجلس الوطني الفلسطيني،
وازداد الوضع سواء في العامين الماضيين حيث كان شبه غياب لدور هذه
المؤسسات.
ندعو إلى إعادة تفعيل مؤسسات (م.ت.ف) والانتظام في
اجتماعاتها والتقيد في قراراتها وخاصة بشأن عناصر الحل السياسي وشئون
التجمعات الفلسطينية في الخارج. ونحن ندعو إلى عقد اجتماعات اللجنة
التنفيذية للمنظمة بشكل منفصل عن اجتماعات مجلس الوزراء والى ضرورة عقد
اجتماع عاجل للمجلس المركزي للمنظمة ولو على عدة حلقات في الضفة وغزة
والخارج من أجل مناقشة الوضع الراهن وللاتفاق على المهام الراهنة على جميع
الأصعدة السياسية والداخلية.
ـ الرنتيسي: لم يعد هناك أي دور مركزي لمنظمة التحرير
الفلسطينية خاصة بعد تشكيل سلطة الحكم الذاتي، فقد حلت هذه السلطة مكان
المنظمة وسلبتها دورها، كما أن منظمة التحرير التي ألغت ميثاقها قد أنهت
دورها بنفسها، وهي في أمس الحاجة اليوم حتى تعيد دورها أن تقوم بإصلاحات
واسعة تشمل كافة مؤسسات المنظمة عن طريق إعادة صياغتها من جديد حتى تمثل
الشعب الفلسطيني تمثيلا نزيها وأمينا، ويعاد صياغة الميثاق حتى يمثل الحقوق
المشروعة للشعب الفلسطيني، ويمثل إرادة هذا الشعب المسلم.
ـ عميرة: يتوجب علينا الاعتراف بأن دور منظمة التحرير قد
تراجع بصورة كبيرة بعد إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية. فجميع مؤسسات
وهيئات المنظمة توقفت تقريباً عن العمل فيما عدا اللجنة التنفيذية التي جرى
دمج اجتماعاتها مع اجتماعات مجلس الوزراء فيما بات يعرف باجتماعات القيادة
الفلسطينية.
لقد توقفت المنظمة من الناحية الفعلية عن ممارسة دورها
القيادي كمرجعية للعمل الوطني وكقائد لهذا النضال، وجرى الإبقاء على هذا
الدور من الناحية الرسمية والدبلوماسية فقط وهذا امر غير كاف ولا يعكس
طبيعة المرحلة النضالية التي يعيشها الشعب الفلسطيني والتي تتطلب دوراً
فعلياً وقائداً للمنظمة. اعتقد ان المعادلة الصحيحة للعلاقة بين المنظمة
والسلطة تكون من خلال اعادة الاعتبار للدور السياسي والمرجعي للمنظمة من
ناحية وتكليف السلطة بالقيادة الميدانية المباشرة لأمور الحياة الداخلية
على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والثقافية.. الخ،
وبكلمات أخرى ان تكون العلاقة بين المنظمة والسلطة هي علاقة تكاملية، والا
تتحول المنظمة الى شريك صغير للسلطة.
ـ ليلى خالد: للأسف فإن دور ومكانة (م.ت.ف) قد تهمشا بفعل
الاتفاقات التي وقعت بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي أقصد اتفاقات
أوسلو. حيث لم تعد (م.ت.ف) هي الجهة الفاعلة والمؤثرة بل إن نشوء السلطة
الفلسطينية إثر هذه الاتفاقات قد همش كثيرا دور (م.ت.ف).
إذ نلحظ أن مؤسسات المنظمة التشريعية والتنفيذية قد تضاءل
فعلها ودورها إلى الحد الذي لا يمكن لهذه المؤسسات من أن تلعب دورها في
قيادة النضال الفلسطيني.
ـ خضر: لا دور للمنظمة الان، لأن مافيا السلطة «اصحاب تيار
اوسلو الاقتصادي» عطلوا المنظمة واذابوها واستخدموها ـ شماعة ـ لمصالحهم
وامتيازاتهم الشخصية؟ للاسف ان منظمة التحرير الفلسطينية الان هي بند صرف
شبه مشلول في موازنة مكتب الرئيس ضمن ميزانية للسلطة غير قابلة للتطبيق
وغير خاضعة لقانون، واعتقد ان الحديث عن المنظمة الان في ظل هذه القيادة
وهذه المرحلة السياسية التي قامت على اساس ضرب وتدمير كل من فتح ومنظمة
التحرير واضعاف ادوارها وتذويب شخصيتها الاعتبارية وانشاء وليد مسخ على
اساس حل اقتصادي مرحلي نفعي وشخصي لقاده خانوا الامانة الوطنية وتاجروا بنا
على رؤوس الاشهاد بوقاحة غير مسبوقة في تاريخ الثورات على حساب قضيتنا
الوطنية وحقوقنا السياسية.
ان هذه القياده غير مؤهلة او مهيأة لاحداث أي نصر لشعبنا
وقضيتنا وبالتالي هي غير قادرة على استثمار دمنا او توظيف تضحياتنا في أي
مجال. ان منظمة التحرير الآن مؤسسة خاوية لها خوار ثور لا اكثر علما بانها
شكلت هويتنا الوطنية وجمعت قوى شعبنا السياسية وكان يجب ان نعمل على تطوير
برنامجها السياسي الوطني لا ان نجعلها اكثر مؤسسة بيروقراطية في تاريخنا؟
|