فلسطين في الحدث
فصائل المقاومة الفلسطينية
ترفض استحداث منصب رئيس وزراء فلسطيني وشارون يرحب بها
عبرت عدد من الفصائل الفلسطينية عن رفضها لفكرة استحداث
منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية على اعتبار ان هذه الخطوة جاءت لـ
«إملاء أميركي ـ إسرائيلي».
و قال محمد الهندي المسئول بحركة الجهاد الإسلامي: "المرحلة
الحالية تتطلب وضع خطة لتطوير الانتفاضة ومواجهة العدوان الإسرائيلي وليس
مناقشة الإصلاحات الفلسطينية الداخلية وتعيين رئيس للوزراء".
وأضاف الهندي: "إن هذا الأمر يحرّف مسارنا، فالسلطة الآن
محاصرة ومهدمة، كما لا يوجد صلاحيات للوزراء حتى نطلب لهم رئيسا، فهناك
احتلال شامل واعتداءات يسقط فها عشرات الشهداء".
وأشار الهندي إلى أن إسرائيل ستفشل كل المحاولات التي سيقوم
بها أبو مازن قائلا: "إسرائيل لا تريد السلطة الفلسطينية ولا الانتفاضة،
كما أنها تنفي وجود الشعب الفلسطيني أصلا، وتتعامل مع القضية الفلسطينية
على أنها قضية داخلية، والأكيد أنها لن تعطي امتيازات
فيما قال جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية
لتحرير فلسطين ان قرار الرئيس عرفات استحداث منصب رئيس الوزراء في هذه
الفترة بالذات لا يأتي استجابة لبرنامج الاصلاح الوطني الفلسطيني بل
«استجابة لضغوط واملاءات اجنبية تستهدف اعادة ترتيب النظام السياسي
الفلسطيني بكل مؤسساته لكي يصبح مطواعا للاملاءات الاسرائيلية والاميركية».
واضاف المجدلاوي ان هذه الخطوة تهدف الى انهاء كل اشكال
الرفض والممانعة لمخططات تصفية القضية الفلسطينية. وشدد على ان تصريحات ابو
مازن العلنية والمتكررة اخيرا حول انتقاداته لعسكرة الانتفاضة تأتي متساوقة
مع المطالب الاسرائيلية والاميركية. واضاف ان الجبهة الشعبية ستعمل على عدم
تمرير هذا المخطط وان كان عرفات يملك اغلبية ميكانيكية لتمرير أي خطوة يقدم
عليها. لكنه استطرد قائلا ان الشعب الفلسطيني عندما تشبث بالمقاومة كخيار
لم يستأذن احداً ولن يستأذن ابو مازن بكل تأكيد، وسيظل قادرا على مواصلة
الانتفاضة والمقاومة.
من ناحيته اعتبر محمود الزهار القيادي في حركة حماس ان
استحداث المنصب وتعيين ابو مازن، جاء بناء على طلب اميركي واسرائيلي صريح.
وشدد في تصريحات للصحفيين ان حماس لا يمكنها ان تقبل باي خطوة تأتي بناء
على ضغوط واملاءات اميركية واسرائيلية. واشار الزهار الى ابو مازن مهندس
مشروع اوسلو الذي وصفه بالفاشل. واضاف: لا يمكننا ان نجرب مشاريع فاشلة
لتعيد انتاج نفسها من جديد.
وحذر الزهار من مغبة ان يؤدي تولي ابو مازن هذا المنصب «الى
تفجر الصراع الفلسطيني الداخلي على خلفية مواقفه الرافضة لعسكرة
الانتفاضة». واعاد الزهار الى الاذهان ان الجهاز العسكري لحركة فتح يعارض
بشدة توجهات ابو مازن الى جانب قطاعات كبيرة داخل فتح. واشار الى ان أي
محاولة لتحجيم المقاومة الفلسطينية لن يكتب لها النجاح.
اما النائب حسام خضر العضو في المجلس التشريعي الفسطيني
والقيادي البارز في حركة فتح فقد اعتبر استحداث المنصب قد فرض فرضا على
الرئيس عرفات. ووصف الجدل الدائر حول استحداث هذا المنصب «الهاء الشعب
الفلسطيني في قضية الاصلاح الداخلي من اجل انهاء الانتفاضة».
و قال خضر «الغريب في الامر ان القيادة الفلسطينية التي
كانت تعارض استحداث منصب رئيس الوزراء طوال السنوات الثماني الماضية، تسارع
على استحداثه بين عشية وضحاها، بحيث اصبح وجود رئيس للوزراء ضرورة وطنية
مهمة». وتساءل قائلا «من الذي يصنع القرار السياسي الفلسطيني، هل هو الحاجة
الوطنية ام الارادة الخارجية»؟ واضاف «انني اجزم ان الفضل في تعديل القانون
الاساسي الفلسطيني واستحداث منصب رئيس الوزراء يعود لكل من (الرئيس
الاميركي جورج) بوش و(رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل) شارون».
من ناحيتها رفضت «طلائع الجيش الشعبي «كتائب العودة» احد
الاجنحة العسكرية لحركة فتح بشدة تعيين ابو مازن في منصب رئيس الوزراء. وفي
بيان لها قالت «نؤكد اننا نرفض تعيين ابو مازن وغيره من مرشحين لمجلس
الوزراء خصوصا هؤلاء الذين يتنكرون لفصائل المقاومة والانتفاضة ولكتائب
الكفاح المسلح الفتحاوية». وشدد البيان على رفض تعيين ابو مازن «الذي تكفل
بحل الكتائب الفتحاوية»، على حد نص البيان. واضاف البيان « لن نسمح لكائن
من كان ان يتجاوز حق العودة والسيادة». واشار البيان الى ان الهدف من وراء
كل هذه الخطوات هو انهاء منظمة التحرير والقضاء على الانتفاضة |