السلطة الفلسطينية تسعى الى نشر حياة الغرب في المدن الفلسطينية

بتصرف:
قال مراقبون للأوضاع السياسية والثقافية في مناطق الحكم الذاتي أن السلطة الفلسطينية استحدثت في الآونة الأخيرة أسلوباً جديداً لمحاربة النفوذ الإسلامي في المناطق المحتلة يتمثل في نشر أنماط الحياة الغربية خاصة بين الشباب مثل تشجيع تعاطي المشروبات الكحولية وممارسة القمار وتنظيم حفلات الموسيقى الصاخبة وحتى ممارسة الرذيلة من خلال بعض الأماكن المشبوهة التي تعمل بشكل مستتر تحت اسماء ومسميات مختلفة وقد اتهم أعضاء من المجلس التشريعي الفلسطيني وبعض الزعماء المحليين مؤخراً السلطة التنفيذية برئاسة ياسر عرفات بالعمل على إفساد الشعب الفلسطيني "وتنفيذ المخططات الصهيونية الرامية إلى تدمير الحصانة الدينية والخلقية للمواطنين الفلسطينين في مواجهة الإحتلال الصهيوني"

وقال النائب حسام خضر الذي يمثل مخيمات اللاجئين المحيطة بمدينة نابلس في مقابلة هاتفية الأسبوع الماضي أن سلطات الحكم المحلي التي عينها ياسر عرفات لإدارة المدن الفلسطينية تعمل على نشر الفساد الخلقي بين الفلسطينين لا سيما الشباب , متهماً " قوى خفية " بالوقوف وراء المسؤولين المذكورين  وأشار خضر إلى أن عمدة نابلس المعين من قبل رئيس السلطة الفلسطينية , السيد غسان الشكعة ,والذي يشغل أيضاً منصب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير , قام بإعطاء التراخيص اللازمة لعدد من البارات التي  ووفقاً لما قاله صحفي يعمل مع وكالة رويتر في نابلس ,فإن غالبية مرتادي تلك البارات الليلية هم من "العائدين " و " والتوانسة " الذين سمحت لهم إسرائيل بالعودة عقب التوقيع على إتفاق الحكم الذاتي  ومع ذلك فإن أعداداً متزايدة من الشبان المحليين أخذوا يرتادون تلك البارات , وهو ما يقلق القيادات الإسلامية في المدينة وأشار الشيخ حامد البيتاوي , الذي يعتبر من أهم القيادات الإسلامية في شمال الضفة الغربية , أن الفساد الأخلاقي الذي استشرى في مدينة نابلس منذ قدوم السلطة الفلسطينية قبل أكثر من أربعة أعوام يفوق أي شيء عرفته المدينة منذ إحتلال إسرائيل للضفة الغربية عام1967 وقال البيتاوي في مقابلة الأسبوع الماضي أن السلطة الفلسطينية تشجع " مظاهر الفسق والرذيلة " بينما تضع العقبات أمام الأنشطة الإسلامية وأشار البيتاوي إلى رفض جامعة النجاح الوطنية في مدينة نابلس السماح بعقد " المهرجان الإسلامي " في حرم الجامعة في الوقت
الذي سمح فيه بتنظيم مهرجان غير إسلامي أطلق عليه "مهرجان سبسطية" وقال ناطق بإسم جامعة النجاح طلب عدم ذكر أسمه أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في المدينة تمارس نفوذاً وتأثيراً كبيرين على
إدارة الجامعة الأمر الذي ينعكس على علاقات الإدارة مع الكتلة الإسلامية في الجامعة وقد إستضاف المجلس البلدي في المدينة يوم الجمعة31 يوليو مغنية إسرائيلية أحيت حفلة كبيرة حضرها محافظ نابلس محمودالعالول وعمدة المدينة غسان الشكعة وعدد كبير من قادة الأجهزة الأمنية وقد أثارت دعوة المغنية الإسرائيلية التي تدعى "زاهافا بن" إنتقادات شديدة من جانب المعارضة الفلسطينية وبعض أوساط حركة
فتح  وقال عمدة نابلس السابق وأحد أبرز المعارضين لإتفاقية أوسلو بسام الشكعة "أنه في الوقت الذي يطالب ياسر عرفات قادة الدول العربية بوقف التطبيع مع إسرائيل يقوم قادة السلطة الفلسطينية بإقامة الأفراح والليالي الملاح مع الإسرائيلين في نابلس" ولا تقتصر إعتراضات سكان المدينة وقياداتهاالشعبية على فتح البارات , وإنما أيضاً على ما يشاع عن وجود "بيوت دعارة" تعمل بشكل شبه سري في بعض أرجاء المدينة  وقد أعتقل جهاز الأمن الوقائي بقيادة العقيد جبريل الرجوب مؤخراً أحد أشهر رجال الأعمال في نابلس ونجله بتهم مختلفة منها الإشتباه في وجود علاقة للموقوفين بشبكة من المومسات اللواتي قيل أنهن يعملن كمتسولات في النهار وقالت مصادر محلية في نابلس أن رئيس البلدية غسان الشكعة تدخل لدى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وحصل على أمر بإطلاق رجل الأعمال بينما ظل ابنه محتجزاً في مدينة رام الله و لا يقتصر " الإنفتاح على العالم " على مدينة نابلس بل إمتد إلى قطاع غزة ووسط الضفة الغربية ففي قطاع غزة , خاصة في مدينة غزة , نجحت السلطة الفلسطينية إلى حد كبير في إيجاد أنماط حياة منحلة لا تختلف كثيراً عما هو سائد في تونس وبيروت حيث عاش كثير من العائدين سنوات طويلة  فعلى سبيل المثال إنتشر على طول شاطئ غزة , وغير بعيد عن " المنتدى " (المقر الرسمي لياسر عرفات) عدد كبير من البارات والمراقص الليلية حيث تعرض راقصات من مصر واليونان وقبرص واسرائيل عروضاً شبه جنسية من الرقص الشرقي تستمر
حتى ساعات الفجر الأولى  وتقول مصادر مطلعة أن بعض البنايات ( الأبراج ) التي أقيمت حديثاً على شاطئ غزة والتي أقيمت عقب قيام السلطة تقدم " خدمات معينة " من خلال عاهرات روسيات يتم إحضارهن بسيارات خاصة من تل أبيب وأشكلون  وفي مدينة أريحا قامت السلطة الفلسطينية , وتحديداً شركة البحر , التي تملكها السلطة الفلسطينية , بإقامة ما وصف بأكبر ناد للقمارفي الشرق الأوسط ووفقاً لمدير المشروع , مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الإقتصادية محمد رشيد , وصلت تكاليف المشروع إلى مائة وخمسين مليون دولار ولدى افتتاحه في نهاية العام , سيستضيف النادي " نادي الواحة " المقامرين من إسرائيل وتركيا والمناطق المحتلة والدول العربية لا سيما الخليجية منها وقد أوفدت السلطة الفلسطينية عشرات الشبان الفلسطينين إلى تل أبيب للتدرب على تشغيل آلات القمار التي وصلت النادي وقال عمدة أريحا , عبد الكريم سدر , أن المشروع لم ينل موافقة البلدية ولا المجلس التشريعي , مضيفاً بأن "كل ذلك تم رغم أنوفنا" واتهم الشيخ حرب جبر المقرب من حماس السلطة الفلسطينية بالعمل على تدمير البنية الإجتماعية للشعب الفلسطيني وتساءل جبر " في أي بلد في العالم يتم إقامة ناد للقمار على أرض وقفية ؟ " لكن احتجاجات حرب وغيره من أهالي المدينة لا تلقى آذاناً صاغية من القائمين على المشروع ومن السلطة الفلسطينية ويقول محمد رشيد , الذي يقف وراء المشروع , أن المشروع سيدعم الأقتصاد الفلسطيني وسيوفر مئات فرص العمل للشبان الفلسطينيين
ويضيف رشيد , الذي يقال أنه يشرف على الحسابات السرية لياسر عرفات في البنوك الإسرائيلية , أن إقامة ناد للقمار لا يخالف القوانين الفلسطينية , مهدداً بأن السلطة الفلسطينية لن تسمح لما أسماه " بالقوى الظلامية " بتدمير السياحة والإقتصاد وتساءل رشيد في مقابلة مع احدى القنوات الفضائية العربية الشهر الماضي " لماذا كل هذه الإتقادات … ان كل حياتنا حرام , ان ابناءنا يعملون في بناء المستوطنات , أليس ذلك حراماً…؟"  وبينما يلقى " الإنفتاح الإجتماعي " الذي تمارسه السلطة الفلسطينية سخط الغالبية العظمى من الشارع الفلسطيني المحافظ , تنظراسرائيل إليه باستحسان شديد وقال المنسق السابق إدارة الإحتلال الإسرائيلي في الصفة الغربية , شموئيل غورن , في برنامج تلفزيوني الأسبوع الماضي "أن الأنفتاح الذي تقوم به السلطة الفلسطينية أكبر إنجاز يتحقق في محاربة التطرف الإسلامي منذ ثلاثين عاماً" وقال غورن "يجب علينا أن ندعم هذه التوجهات من طرف السلطة الفلسطينية , لأن ذلك يصب في مصلحتنا في نهاية المطاف لأن الأصولية عدو مشترك لإسرائيل والسلطة الفلسطينية"