New Page 1
في لقاء مع القدس العربي: حسام خضر: فتح شاهد زور على عصر منحط واتمنى ان يعيد ابو مازن للحركة دورها
22/05/2009 15:24:00
رام الله ـ 'القدس العربي'من وليد عوض:شكك حسام خضر القيادي البارز في حركة فتح رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في مصداقية اللجنة المركزية لحركة فتح بشأن جدية سعيها لعقد المؤتمر العام السادس للحركة الذي لم يعقد منذ عام 1989.
وطالب النائب الأسير المحرر حسام خضر الذي اطلق سراحه قبل اسابيع من سجون الاحتلال الاسرائيلي ضمن 227 اسيرا فلسطينيا اطلقت اسرائيل سراحهم كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة بالاستقالة حفاظا على الحركة التي 'قادوها من هزيمة الى هزائم' على حد قوله، مضيفا 'انا ادعو المركزية والمجلس الثوري للاستقالة فورا انصافا للحركة وتاريخها المجيد'.
وجاءت اقوال خضر في لقاء مع 'القدس العربي' عشية الاستعدادات لانعقاد دورة المجلس الثوري خلال الايام القادمة وعلى ضوء الانباء التي تحدثت عن توصية اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام السادس للحركة خلال اجتماعاتها مؤخرا في عمان بعقده في 21 من الشهر القادم تاركة اختيار مكان انعقاده للجنة المركزية.
واتسم حديث خضر إبن مخيم بلاطة للاجئين الذي نشأ في أزقته وحمل همومه في حلّه وترحاله بالصراحة المعهودة في ذلك القيادي الذي خرج من سجون الاحتلال مؤخرا بعد قضاء ستة اعوام فيها نتيجة مقاومته للاحتلال وتصديه لمن يحاول النيل من القضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ولم يتردد خضر في الاجابة على اي سؤال طرحته عليه مساء الخميس ولم تكن لديه خطوط حمراء في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحركة فتح التي ينتمي اليها بل عبر عما في داخله بكل عفوية وقوة، تلك القوة بل والخشونة التي يبدو انه اكتسبها من حياته في مخيم بلاطة للاجئين، ذلك المخيم الذي كان له باع طويل في المقاومة الفلسطينية وكانت له جولات في مقاومة الاحتلال خلال انتفاضة الاقصى التي اندلعت عام 2000، والتي اعتقل خلالها وقضى 6 سنوات خلف قضبان الاعتقال الاسرائيلي الى ان افرج عنه في شهر كانون الاول (ديسمبر) الماضي ضمن عشرات الاسرى الفلسطينيين الذين افرج عنهم كبادرة حسن نية من اسرائيل تجاه القيادة الفلسطينية.
الا ان خضر الذي لم يمض على خروجه من سجون الاحتلال اسابيع سوى قليلة شرع فور خروجه من السجن بالاتصال مع قيادات الحركة هنا وهناك وبدأ صراخه يعلو في صفوف فتح مطالبا بانقاذ الحركة واستعادة دورها في قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، وفيما يلي نص اللقاء معه:
حسام خضر، انت احد ابرز قادة 'فتح' في الاراضي الفلسطينية، هل فعلا سيعقد المؤتمر العام السادس للحركة وفق ما اعلنت عنه قيادة الحركة ممثلة في اللجنة المركزية؟
اولا، انا اتمنى ان تكون هذه القيادة على قدر المسؤولية التاريخيه ولو لمرة واحدة، وان تتمتمع بمصداقية ولو لمرة واحدة كذلك، وان تنجز عقد المؤتمرالحركي العام السادس في التاريخ المقترح كضرورة وطنية وتنظيمية مهمة جدا وملحة لاخراج الشعب العربي الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينيه والسلطه الوطنيه الفلسطينيه من المأزق الذي تمر به وتعيشه، لان فتح هي الحركه الاكثر اهليه لقيادة شعبنا نحو اهدافه الوطنيه لو ما توفرت لها القياده المخلصه، ولكن انا لا اثق في هذه الوعود الكاذبة التي ما عادت تنطلي علينا بعد اكثر من 18 عاما على استحقاق المؤتمر العام السادس، ولهذا انا اتعامل مع هذا الاعلان على انه ابرة 'مورفين' مخدرة جديدة وكذبة اخرى من اجل تخدير وتسكين حركة الكادر المتنامية مثل كرة الثلج في داخل الارض الفلسطينية المحتلة، الآن حيث هناك اجتماعات كثيفة جدا ودعوات حثيثة وضغوط حقيقية تمارس على هذه القيادة اذ اننا التقينا في اكثر من 6 لقاءات واجتماعات ضمت في مجموعها اكثر من 300 من قادة وكوادر وامناء سر الاقاليم في الارض الفلسطينية المحتلة، وبالتالي انا اعتقد بأن القرار الحقيقي داخل المركزية هو ان لا يعقد المؤتمر السادس ابدا، على الرغم من ان هناك وجهتي نظر في داخل المركزية واحدة مع انعقاد المؤتمر في فلسطين كاستحقاق تنظيمي ووطني والاخرى وهي الاغلبية للاسف بأن لا يعقد هذا المؤتمر ابدا، لذا خرجوا علينا بتقليعة عقد المؤتمرالسادس في الخارج بذريعة الاحتلال الاسرائيلي في داخل الوطن وكأن الظروف الامنية مستجدة فيما ان الانتخابات البلدية والتشريعية جرت في ذات الظروف.
ما الذي تقصده بان الاحتلال ثبتهم في مواقعهم؟
انا اقصد بأن الاحتلال لم يمس وجودهم ولم يهدد مكانتهم ولا مصالحهم ووفر لهم كل الامتيازات فيما ان الديمقراطية ستفرض تغييرا حقيقيا في قيادة فتح وبالتالي هم يخشون الديمقراطية التي قد تغيرهم، فيما انهم لا يخشون من الاحتلال الذي لا يشكل خطرا يتهدد مصالحهم . بالتالي انا اعتقد بأن هذه القيادة استهلكت ولم تعد قادرة على مواكبة الاحداث والتطورات وقادت الحركة من هزيمة الى هزائم حيث المفاوضات تعثرت والاستيطان تزايد وخسرنا في انتخابات المجالس المحلية والتشريعية وخسرنا قطاع غزة ومنظمة التحرير والسلطه وبالتالي شعبنا، حيث هناك انقسام في الساحة الفلسطينية يهدد مجمل مشروعنا الوطني ويهيىء المناخات للاسلام السياسي لكي يقودنا بعيدا عن اي خيار ديمقراطي شكل الضمانه لشعبنا منذ الأزل وحتى الآن. فهذه القيادة لم تتعظ ولم تستيقظ من غفوتها وكل ما يهمها هو المناصب والامتيازات التي تتأتى من كون هذا عضو مجلس ثوري او ذاك عضو لجنة مركزية. وانا من هنا وعلى ابواب عقد المجلس الثوري اتمنى ان يمتلك اعضاء هذا المجلس واعضاء تلك اللجنه الشجاعة روح المسؤوليه وان يعلنوا عن حل انفسهم كإطارين قياديين معطلين في الحركة وغائبين عن مسرح الاحداث اليومية دونما اية غيرة او احساس تجاه ما آلت اليه حركتنا العظيمه والرائده فتح الثورة والهوية والقرار الوطني المستقل اسوة بكل الاحزاب والحركات والمؤسسات التي تفشل فيها قياداتها وتحديدا في التجربه الغربيه، وبالتالي انا ادعو المركزية والمجلس الثوري للاستقالة فورا انصافا للحركة وتاريخها المجيد وقياداتها الاصيلة وكوادرها الاحرار وعناصرها الأوفياء المخلصين وكل تلك القوافل من الشهداء والأسرى والجرحى والمطاردين. وانا اعتقد بأن مركزية فتح تمارس حالة من القهر والانتقام ضد قيادات وكوادر وتاريخ حركتنا العظيمة فتح، فهذه القيادة بعثرت كل انجازات وتاريخ حركتنا وداستها بنعالها وسلمت رقابنا رخيصة إما للاحتلال الاسرائيلي واما للاسلام السياسي الصاعد على سلم عجزنا واخطائنا وممارساتنا القذرة والقبيحة.
استاذ حسام، كونك تحمل اللجنة المركزية وكذلك المجلس المركزي للحركة كل مصائب الحركة فهل باتوا فاقدين للشرعية؟
بلا شك، فأي لجنة مركزية لا تحتكم لقانون او نظام حركتها ولا تنضبط لقواعد تنظيمية هي زمرة طاغية تتجبر في رقاب تنظيمها. فهذا المؤتمر كان يجب ان ينعقد منذ 18 سنه وبسبب عدم انعقاده صودرت الحركة وقراراتها، وتراجعت بشكل مؤسف ليس لانها غير مؤهله او غير صالحة لقيادة شعبنا لا على العكس تماما، بل لأن هذه الأطر فقدت مصداقيتها وشرعيتها وامعنت في تدمير الحركة كعمود فقري للثورة الفلسطينية المعاصرة، ولا يمكن ان يكون كل ذلك تم فعلا وانجز مصادفة ونظامنا الداخلي ينص على دورية عقد المؤتمرات الحركية وعلى رأسها المؤتمر الحركي العام وبالتالي شرعية المؤسسه والأطر من شرعية الانتخاب واحترام وتطبيق الانظمه والقوانين المنصوص عليها والتي تحكمنا ونحتكم اليها .
هل تستثني احدا من اعضاء اللجنة المركزية من حديثك؟
انا لا استثني احدا في الداخل والخارج فكلهم مسؤولون عن تدمير الحركة وتمزيقها وتعطيل دورها القيادي لمسيرتنا الوطنيه وذلك بحكم مسؤوليتهم الجماعيه عن الحركه ومؤسساتها واهدافها وابنائها، ففي عهد هذه القيادة سلمت منظمة التحرير لياسر عبد ربه وفصائل كل عناصرها على الارض لا تعبىء 'باصين وسيارة'، بحيث باتت حركة فتح غير حاضرة بقوه وفقا لحجمها او تاريخها لا في المنظمة ولا في السلطة علما بانها هي صاحبة المنظمة والسلطة والشرعية الثورية والتطلعات الوطنية الخالدة.
من الذي يتحمل مسؤولية هذا الوضع برأيك؟
اللجنة المركزية مجتمعة من الاخ القائد ابو اللطف - فاروق القدومي- في تونس الى الاخ القائد العام للحركه ابو مازن - الرئيس الفلسطيني محمود عباس - في رام الله فكلهم يتحملون مسؤولية الوضع الذي وصلت اليه حركة فتح الآن، هذه القيادة مجتمعة مدانة لانها هي التي تتحمل المسؤولية تاريخيا.
ولكن تلك القيادة تسعى لعقد مؤتمر عام جديد للحركة لانتخاب اطر قيادية جديدة؟
لا، هذا غير صحيح، فجزء كبير منها يسعى لتفصيل مؤتمر على مقاسه ووفق معاييره هو، ضاربا بعرض الحائط الشروط الحركية السليمة لعقد المؤتمر بهدف اعادة استنساخ نفسه مرة اخرى خدمة لمصالحهم الشخصية، وهذا لا يجوز بعد ان عطلوا المؤتمر العام 18 عاما حفاظا على مصالحهم لان يفصلوا مؤتمرا يبقيهم في مواقعهم وللأبد وكأن هذه الحركة العظيمه باتت عاقر وما عادت مؤهله لقيادة شعبنا نحو اهدافه الوطنية وهذا تجن على حركتنا الرائدة فتح وعلى تاريخها وشهدائها وكل بطولاتها المميزة في سفر تكويننا الفلسطيني الخالد.
هل تقصد بأن عدم عقد المؤتمر العام للحركة منذ عام 1989 هو الذي اوصل حركة فتح لهذا الوضع الذي تتحدث عنه؟
نعم. تعطيل الحياة الديمقراطية في اي حزب سياسي او جمعية هو الذي يحولها الى مؤسسة بالية مثل وضع منظمة التحرير الفلسطينية حاليا. ما الذي اوصل المنظمة الى هذا الوضع المزري والسيىء واعطى للآخرين مبررات واهيه للانقضاض على شرعيتها ووحدانية تمثيلها خدمة لمصالح حزبية وشخصية ضيقة وغير مبررة، ان آخر انتخابات جرت للمنظمة كانت عام 1996، وهذا اجرام وتعهير لتاريخنا ونضالنا وهذه متاجرة بدماء شهدائنا وعبث بمستقبل شعبنا، وكادر حركة فتح كذلك يتضور الما وقهرا من قيادة لا تقوم بواجبها ولو حتى واحد في المليون تجاه هذه الحركة العظيمة بانجازاتها ونضالاتها ومؤسساتها وعناصرها والتي خسرت القيادة والشرعية السياسية من تحت رأس هذه القيادة اللامبالية والمستهترة والبالية.
اين هي اصوات كوادر حركة فتح غير الراضين عن تلك القيادة؟
الاصوات لم تتوقف فنحن منذ سنوات نطالب في كل اجتماع وتجمع بضرورة عقد المؤتمر العام السادس وتفعيل الحركة ولكن للاسف الشديد تم توزيع وتقسيم الكادر الفتحاوي على الاجهزة الامنية ومؤسسات السلطة وبالتالي هم فتحوا باب الخلاص الفردي والتوظيف الذاتي والهوا هذا الكادر من اجل تمرير مشروع سياسي هابط هو اتفاق اوسلو اضافة الى الابقاء على مواقعهم وما يتأتى من مصالح وامتيازات واحتكارات وغيرها من هذه المواقع. هم يتاجرون بتاريخ حركة فتح التي للاسف تتراجع لا لشيء الا لان هذه القيادة باتت عاجزة ومتوسط عمر القيادة الفلسطينية وتحديدا في فتح تقريبا 70 سنة. ان قيادة شابة مثل حماس تمتلك المستقبل السياسي وهي آتية بثبات لاعتلاء سدة الحكم سواء في السلطة او منظمة التحرير لان متوسط العمر في قيادتها 45 عاما. حماس ليست افضل منا بل هي تتقدم لاننا عطلنا الحياة الديمقراطية في الحركة واستهلكنا رصيد فتح النضالي والثوري والتاريخي والسياسي فيما وللاسف بدأنا نمنح اشخاصا لا علاقة لهم بفتح ادوارا فتحاوية قيادية.
من هم هؤلاء الاشخاص؟
مثل ياسر عبد ربه وغيره، فياسر عبد ربه يحتل موقعا هاما جدا وهو امانة سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ذلك الموقع الذي كان تاريخيا لحركة فتح وما زال، كما ان الوزارة - حكومة تسيير الاعمال برئاسة الدكتور سلام فياض - غير ممثلة فيها فتح بالمستوى الذي تستحقه كقائد للحركة الوطنية الفلسطينية.
على سيرة الوزارة هل انت راض عن اداء الحكومة واجهزتها الامنية؟
الاداء افضل من قبل ولكنه ما زال دون المستوى والطموح بسبب تراكمات المرحلة السابقة، وانا اتمنى ان يتوقف الاعتقال السياسي رغم ان حماس تمارس قتلا سياسيا لشعبنا الآن في غزة، وتلك ممارسات غير مقبولة وغير مبررة تجاه ابطال وشرفاء فتح.
هل انت راضي عن اداء الاجهزة الامنية؟
هناك مهنيه وتحسن ملحوظ في ادائها الا ان هذه الاجهزة للاسف تحتكم لرؤية سياسية لا علاقة لحركة فتح في رسمها على الرغم من ان غالبية قيادة وكوادر وعناصر اجهزتنا الامنيه من خيرة ابناء حركة فتح.
ولكن فتح هي التي تدعم هذه الحكومة؟
هي تدعمها اسما ولكن فعلا اللجنة المركزية مغيبة والحكومة هي سيدة نفسها.
اذن من الذي يقود الضفة الغربية؟
اريد ان اقول لك شيئا انت اذا سألت الشعب الفلسطيني من الرئيس ابو مازن - محمود عباس - الى اصغر عنصر سيقول لك بأن هناك فسادا عاما وطام وخللا كبيرا وبان هناك نية حقيقيه للاصلاح، ولكن عندما تأتي لوضع اليد على الجرح لا تجد شيء، تكتشف لدينا حقيقة مؤلمة بأن هناك فسادا ولكن لا يوجد فاسدون والكل يتحدث عن الفساد بنقمة ويتحدثون عن الاصلاح بشغف فلا احد في الشعب الفلسطيني يعرف من الذي يدير هذا الشعب وانا اتحدى اذا كان هناك واحد من الفلسطينيين يمكنه تحديد من يدير هذا الشعب، او كيف.
الا تدير حركة فتح الضفة الغربية كما تدير حماس غزة؟
فتح لا علاقة لها بكل ما يجري من سياسات لا تفاوض ولا أمن ولا ادارة ولا اي شيء.
هل هي اذن شاهد زور؟
نعم هي شاهد زور على عصر سياسي منحط.
اذا كانت فتح شاهد زور على عصر سياسي منحط ماذا عن السلطة الموجودة اذن؟
لا يوجد من السلطة بالمفهوم الحقيقي للسلطه الا الراتب الذي يتقاضاه الموظفون اخر الشهر ونوايا طيبة لاحداث تغيير لن يأتي فيما الاحتلال يسيطر حتى على انفاسنا.
اذن اين هي السلطة؟
اسأل المواطن الفلسطيني العادي في الشارع اين هي السلطة؟
في ظل نظرتك هذه للسلطة كيف تنظر اذن للرئيس الفلسطيني محمود عباس؟
الرئيس محمود عباس عنوان الشرعية السياسية الفلسطينية وأتمنى عليه ان يتخلص من بعض رموز الفساد من الشخصيات التي حوله وان يمارس دوره كقائد عام لحركة فتح من اجل فرض تاريخ محدد لعقد المؤتمر العام السادس، لأنه لن تكون هناك مكانة ودور ووجود للحركة اذا لم نعبر هذه المحطة النقدية التقييمية الهامة جدا لشعبنا الفلسطيني ولحركة فتح العظيمة الخالدة.
اذا كان لا يمارس هذا الدور فأي دور يمارسه الآن؟
انا اتمني ان يمارس الأخ ابو مازن دوره كرئيس للسلطة بكامل صلاحياته وكقائد لحركة فتح بكامل صلاحياته وان يعيد لفتح دورها ومكانتها وحضورها التاريخي من خلال امرين لا ثالث لهما: الاول، محاسبة رموز الفساد والعهر والخيانة في مؤسساتنا الذين اساؤوا وما زالوا يسيؤن ونهبوا وسرقوا وما زالوا يسرقون. والثاني من خلال اتخاذه وفرضه قرارا جريء وشجاعا بعقد المؤتمر الحركي السادس في اسرع وقت وعلى ارض الوطن فلسطين وفق اسس تنظيميه تأخذ بعين الاعتبار سنوات مصادرة الحركة وتعطيل مؤسساتها، وأنا باعتقادي ان برنامج فتح لا زال هو البرنامج الأنسب للشعب العربي الفلسطيني وان حركتنا فتح ما زالت تمتلك مقومات انجاز المشروع الوطني الفلسطيني اذا ما وجدت قيادة على قدر المسؤولية التاريخية واللحظة السياسية الحرجة. قيادة بمفهوم المؤسسة التي تحتكم لقانون ونظام واعراف وتقاليد وقيم واخلاق وليس بمفهوم الشخص الملهم او الاشخاص المحتكرين والذين كسرت القوالب بعدهم وما عاد بالامكان انتاج او انجاب غيرهم والى الأبد .
استاذ حسام، انت قائد في حركة فتح وذكرت بان الحركة مسروقة، من قبل من سرقت؟
من اعضاء هذا المجلس الثوري الصامت وهذه اللجنة المركزية شاهدة الزورعلى هذه المرحلة، هؤلاء الذين لا يتذكرون فتح الا عندما يريدون الحصول على مكاسب، ومن كل اؤلئك الذين يشهدون تراجع فتح لحظة بلحظة ولا يحركون ساكنا لإنقاذ الحركة وتجديدها رغم ان هناك عددا كبيرا من بين اعضاء المجلس الثوري والحركة من خيرة قادة ومناضلي الحركة الا انه لا دور لهم يذكر في اعادة الحركه لمكانتها .
هل تتوقع نجاح المؤتمر العام السادس اذا ما عقد في هذه الظروف؟
المؤتمر العام السادس اذا ما عقد وفق شروط ومعايير ديمقراطية حقيقية وأخذ بعين الاعتبار تعاقب الاجيال وتراكم هذه الاجيال ودورها القيادي في الحركة ومثلت بصورة منصفة فأعتقد بان حركة فتح ستستعيد زمام المبادرة وقيادة الشعب الفلسطيني وستعبر اي اختبار مثل الانتخابات القادمة بنجاح باهر.
واذا ما عقد بما يجري الاعداد له حاليا من قبل اللجنة المركزية؟
انا اعتقد بأن هناك نية مبيتة لدى بعض اعضاء اللجنة المركزية والثوري بسرقة المؤتمر للخارج لحجج واهية منها الاحتلال الاسرائيلي واحتمال تدخله في المؤتمر، وان هناك اعضاء من الخارج لا يسمح لهم بالقدوم. وانا اؤكد ان من لن يسمح له بالدخول بامكانه المشاركة عبر الفيديو كنفرنس من خلال اجتماع في دولة ما لكل من قد تتحفظ اسرائيل على السماح له بدخول الوطن، مع ان الهدف المبيت هو تفصيل مؤتمر على قد المقاس وبما يضمن اعادة استنساخ هذه القيادة لنفسها من جديد والى الابد.
وهل هذا المؤتمر الذي تعد له اللجنة المركزية سيزيد من حدة الخلافات والصراعات داخل الحركة؟
قد يؤسس مؤتمر بهذه المواصفات غير التنظيميه لانشقاق او لتراجع جديد في دور الحركة كما كان حال 'البرايمرز' - الانتخابات داخل فتح التي سبقت الانتخابات التشريعية الفلسطينية السابقة التي فازت بها حماس - التي سلقت سلقا بعيدا عن الأسس التنظيمية والتي دمرت الحركه، وبالتالي اذا ما اردنا ان نعيد لفتح دورها ومكانتها ومسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب العربي الفلسطيني والقضية الوطنيه الفلسطينية لا بد من عقد هذا المؤتمر على ارض فلسطين. فلا يعقل ان يعقد خارج فلسطين. وانا استسخف الرأي القائل في هذه القيادة التقليدية انه لا بد من عقد المؤتمر في الخارج. فلا يعقل ان تقود فتح المشروع التحرري الوطني بكل هذه القوافل من الشهداء والاسرى والجرحى وتؤسس سلطة وطنية وتعقد اجتماعات للمجلس الثوري والوطني والمركزي على ارض الوطن، وعندما يصل الامر الى استحقاق تنظيمي لفتح تهرب فيه حركة فتح قائد المشروع السياسي الى العريش او البحر الميت. والله هذا ضرب من الجنون وشكل من اشكال الخيانة لا يغتفر، وبالتالي هذه القيادة يجب ان تتحلى بروح المسؤولية الوطنية والتنظيمية وان تكون مستعدة لعقد مؤتمر نقدي يقرأ المرحلة الماضية بموضوعية ويؤسس لمرحلة سياسية قادمة بعقلانية .
في ظل هذه الاوضاع التي تعيشها حركة فتح هل بات المستقبل لحركة حماس؟
يا اخي حماس تتغذى على اخطائنا وعلى سقطاتنا وعلى عثراتنا، فهي لا تمتاز عنا في برنامجها السياسي او الكفاحي بشيء، فبرنامج حماس حزبي يخص فئة معينة بينما برنامج فتح وطني يخص كل ابناء شعبنا.
كانت هناك تساؤلات في الشارع الفلسطيني بل والعربي من موقف حركة فتح من الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، هل كنت راضيا عن اداء الحركة في التضامن مع اهل غزة؟
اول مظاهرة خرجت للتضامن مع اهل غزة دعت لها حركة فتح في طولكرم، وثاني مظاهرة في نابلس ورام الله في نفس الوقت وعلى مدار كل الايام كانت لجان الاقاليم لحركة فتح وقيادات فتح تدعو الناس للتظاهر، ولكن شعبنا خارج من حالة انقسام فرضت حالة يأس وطني عام انعكست على مظاهر المشاركة والفعاليات، ولكن الذي استغربه لماذا لم تقدم حماس التي فازت بالانتخابات التشريعية ولها الآلاف من الانصار على تنفيذ عمليات مقاومة ليس داخل اسرائيل بل على الاقل في الاراضي المحتلة عام 1967، لماذا لم تطلق طلقة واحدة على مستوطن او على حاجز للاحتلال ولماذا لم تخرج جماهير حماس للشوارع عن بكرة ابيها وقل لي بربك منذ متى كان النضال يحتاج الى اذن او تصريح؟.
هل افهم من حديثك ان اداء كل ابناء الضفة الغربية لم يكن على مستوى الحدث؟
نعم، نعم، المواطن لم يكن اداؤه على مستوى الحدث لانه خارج من حالة يأس وطني نتيجة تداعيات الانقسام ونتيجة افرازات هذا الانقسام وما تركه من مخلفات ثقافية علينا جميعا .
ما الذي يمنع استعادة الوحدة ما بين حماس وفتح؟
قصة تعثر الوحدة ما بين فتح وحماس يلعب فيها اكثر من عامل واهمها تعارض المصالح ما بين قيادات تقليدية في فتح وقيادات ناشئة في حماس بدأت تستطيب السلطة وامتيازاتها، وذلك الى جانب التباين في المنطلقات والأساليب حيث ان فتح تميل للمفاوضات وحماس تميل الى المقاومة ولكن على الجميع ان يدرك بان الوحدة هي قدر ومصير الشعب الفلسطيني ومن لا يستجيب لنداء الوحدة على اسس وشروط وبرنامج حد ادنى وطنيا انا بعتقد انه يجب رفع الشرعية السياسية عنه ونزع الثقة منه.
كلمة تود قولها؟
انا اريد ان اوجه نداء من خلال صحيفة 'القدس العربي' وهي مقروءه جيدا لقادة فتح وحماس بان هناك احتلال اسرائيلي يعبث في مقدرات شعبنا الفلسطيني واسقط عبر مسيرة شعبنا المئات منا وجندهم لصفوفه وبعضهم معروف والبعض الاخر ممكن ان يتقلد مناصب رفيعة وعالية وهؤلاء هم صراصير الليل التي تخرج وتعبث في منجزاتنا ومقدراتنا وهم الذين يزيدون الطين بلة ويصبون الزيت على النار، وبالتالي فلنحذرهم ولنتقي الله في شعبنا، وانا اقول: لا نريد لا فتح ولا حماس اذا اصرتا على البقاء مختلفتين على مصالح وامتيازات وبسط حمراء في الوقت الذي تستطيع فيه مجندة اسرائيلية تعرية الكبير فيهم من ملابسه الداخلية على اي حاجز بالضفة او معبر في غزة. نحن مع فلسطين وكل من يحرر فلسطين من هذا الاحتلال الاستيطاني القمعي البغيض، ففلسطين اكبر من فتح ومن حماس ومن كل التنظيمات والتي ولدت اصلا من اجل تحرير فلسطين وشعبها العظيم، ولا بد من ان نخرج شعبنا من وحل هذا الانقسام وتداعياته وان نتصدى لمخططات الاحتلال لكي ننجز مشروعنا الوطني في التحرر والسيادة والاستقلال وبناء نظام سياسي ديمقراطي يوفر الامن والامان لشعبنا ويصون حقوقه ويحترم كرامته، هذا ما نريد.
لقراءة المقال كاملاً اضغط هنا
|