الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

من كتابات حسام خضر
New Page 1

خاطرة من وحي الاعتقال

24/02/2005 15:46:00

 

نهار يموت واقفاً ليسلم راياته إلى نهار آخر جديد زاخر بالعذاب والقهر واليأس والحرمان.. أنهر ساعات أيامنا المذابة تعدم لتصب في مجاهيل مستقبلنا تنبع من محيطات ماضينا السحيق الحافل بالفرح والسرور.. وعمر يمضي مثل قطار غادر رصيف مودعيه دونما خجل.. حاملاً صورهم المتلاشية في عرباته العتيقة تذروها الرياح, وأصواتهم الحزينة تطحن في عنق صفارته المسعورة ,فيما كل ذكرياتهم الجميلة تحال إلى سخام في قيء دخانه المزمجر عربدة في وجه السماء الدنيا , عابراً أنفاقاً وهضابا ووديانا , وقاطعاً سهولاً وجبالا وانهارا.
وأنا واحد من أولئك الذين أجبروا على السفر مودعا رصيف هناه , حيث الأهل والأحبة والأصدقاء , ليس هروبا من واقع بفعل ضغط ما أو لدافع من طمع في مغنم , إنما استجابة حثيثة لنداء كان ولم يزل ينمو في صدري يحركني.. ليدفعني.. فأمضي..ثم امضي مستسلما إلى حيث قدري, حاملاً في حجيرات قلبي المتماسكة أمي وإخوتي وأولادي, أراهم نوراً يسلح بصري بالرؤيا.. ونبضاً يمد جسدي بالحياة . أسمعهم صوتاً يحدث نفسي كلّما حدّثت نفسي نفسها من طيب أنفاسها العذبة, فيسرون بروحي مثلما النَفَسُ يسري في عنقي حياة لعمري المتفلت من الحياة نحو قدره المجد الموعود . لأعيش على أمل اللقاء الحتمي بهم إن لم يكن في هذه الدنيا.. ففي ملكوت رحمة الله حياة أخرى لا قهر فيها ولا عذاب أو استلاب.
وفي ربوع هذا الأمل وظلال حدائقه, تتفتح كل معاني الحياة وتتوالد الرغبات فيها ويكبر التحدي ويتراكم الصمود جبلاً يصدّ عاتيات رياح اليأس المدمرة , مشعلا نوراً يضيء كهوف النفس مصابيح لمجاهل الروح التائهة, لتستمد القدرة على التواصل. ومن تراجع إلى تقهقر  ومن قلق إلى يأس يتقدم الأسير خطوات إلى الأمام بتثاقل واضطراب وحيرة وتأنّ وعزيمة وإصرار, ٍوبما يتسع لاستعراض كل الاحتمالات.. أملاً في حرية موعودة.
وإذا كان الأسير يخلف كل المواعيد الأخرى فإن موعده مع الحرية قائم لا يجرؤ على نقضه أو الإغفال عنه ولو لبرهة من زمن , ويظل يطل بروحه التواقة للحرية , ويخرج بأفكاره المتمردة على المألوف إلى خارج أسوار السجن.. يخرج ليعود ً لكي يأخذ من جديد سِنَةً من نوم يبرح من خلالها شروط المكان وحدوده جسداً وروحاً... طمعاً في حلم ما أو توقا لرؤيا مثل فلق الصبح تفتت جمود النفس وتبدّد بعضا من همومها الملبدة الثقيلة.
وإذ لا شيء يعدل الوطن, تهون الحرية على الأسرى الأحرار وإن ظلت أملهم المنشود , وتتسامى بهم إلى أن تتعادل في لحظة قوة ذاتية مع الوطن , فلا يعدل الحرية وقتها سوى الوطن كوطن منتشر في مساحات الروح ومتمدد سكينة في النفس القلقة .
لحظات تآكل ذاتي . انسلاخ وتراجع بحثاً عن خلاص فردي أو حتّى جماعي تتحرك فيك هناك حيث أعماقك الثائرة , لأنك لا تستشعر الحرية إلاّ عندما تفقدها , فتطلبها حثيثا بكل ما فيك ً. طوعاً وكرهاً, فتأتيك بكل الصور والمواضيع والأشكال, وتأتيك في كل حين ومن حيث لا حيث ومن وراء كل توقع , حتّى تصبح جسراً لعبور اللحظات الأخرى في كل لحظة من لحظاتها.. وتمسي عصب الزمان الذي بدونه لا حس ولا حراك .
إنها الحرية التي تعني الأهل والاحبه, أمك حريتك هنا بأوضح تجلياتها وصورها.. أبوك.. أخواتك وإخوانك.. أولادك وبناتك وكل أحبتك وأصدقاؤك, كلّهم في أتون المكان ينصهرون بنار الشوق والحنين والنوق لحرية لا تعني إلا الحياة والكرامة والأمل.
وما الأوطان سوى متسع من انعتاق تتوالد فيه وتنبت الحياة أهلا وأحبّة وطمأنينة ورجاء, وإلاّ لو كان الأمر غير ذلك لتساوت الأوطان.. ولانعدمت الفوارق ما بين الحرية والقيد وما بين التمرد والخنوع, و ما بين النور والظلام , ولتراجع الوجد إلى حدوده القصوى .
الحريّة نكهة الحياة..مذاقها الحلو وطعمها الجميل.. مبتدؤها ومنتهاها.. وسر أسراره المكين.. كما الروح.. سر الوجود للإنسان.
السجن ا تشتّت وتبعثر وارتطام للروح في روحها. ويصعب للمرء أن يتوحّد ا مع ذاته المتخاصمة فيه . أو أن يسكن مع نفسه للحظات.. فما دام القيد تبقى مضطربة.. جامحة تبحث عن مستودعها ومستقرّها.. ويضيق السجن بجدرانه حتّى تتحطّم الروح وتنكسر في فسحةٍ حطاماً يتناثر حتى يصعب جمعه أو إعادة تشكيله, فيما الحرية انسجام الروح والنفس في جسد.. وطمأنينة للجسد واستراحة ممتعة للروح والى الأبد؟.
وكيف لإنسان ما أن يعيش العمر في ما بين جدران قلبه يرى انقباضاته وتمددانه.. ضيقه واتّساعاته.. لولا الإيمان يعمر روحه ويسمو بها فوق علقم الجراح..
إن الأسر مجتمع قائم بذاته ولكن ليس لذاته مثل بقيّة التجمّعات بل هو قائم لغيره.. حيث يضحّي الأسير بحريّته من أجل حريّة أرض وطنه وشعبه.. والأسر مجتمع فيه من النظام ما فيه من الفوضى.. وفيه من التقيد والانضباط ما فيه من اللامبالاة والتمرد.. لأن لكل أسير هنا حكايته الخاصة وقصته التي بدأت بلا نهايات.. له همومه وأحزانه وله أفراحه وأتراحه.. ويبقى هم الأهل من أكثر الهموم طفواً على مسرح أيّام الأسير العائم.. أخبارهم.. أحوالهم.. صحتهم ..دراستهم.. أكلهم ..شربهم.. نومهم وصحوهم هو شغل الأسير الشاغل مهما أبدى من التصنع ومهما نجح في وضع الأقنعة لإخفاء حقيقة مشاعره ومهما دفن مخاوفه فإنها تخرج من بذورها.. جذوراً وارفة الظلال.
فالأسير إنسان منتمٍ لمجموع انتزع منه عنوة . يرى كل شيء يتحرك في الخارج إلا هو يراوح مكانه نسياً منسيّاً إلا من أولئك الأوفياء, من أهل وأحبة وبقايا أصدقاء.. فيما الجميع عنه لاهٍ حتى الذين قضوا في الأسر عمراً من سنوات أعمارهم .
الأسر حبس للروح في زجاجة.. الزجاجة في صندوق معتم , الصندوق في قعر بحر متلاطم الأمواج, فلا قرار ولا إمكانية لاستقرار.. أنت الأسير الباحث عن قدرة على بناء واقع قد تستطيع التكيف فيه هنا ..رتبت عالمك الخاص من حولك بأكبر قدر من الانسجام, فرشت قوانينك الخاصّة وأنظمتك ولوائحك.. من هدوء وترتيب ونظام واحترام وأكل وشرب وغيرها. فجأة .. إذا بك أنت الآن في سجن آخر أو قسم آخر أو غرفة أخرى أو سرير غير الذي رتّبت يداك.. وما قد يسمح هنا يمنع هناك.
في الطريق إلى هناك.. تعرية وضرب وكلبشات وبرد وقلة نوم وصعود وهبوط وحمل أكياسك المليئة بالأثقال ودفع وتدافع وتفتيش ومعابر وطول انتظار. ودخول إلى موقع آخر مثل طالب صغير حطّت به الأقدار في بلد أجنبي غريب.. أنّى له أن يتكيّف أو يتأقلم أو يذوق طعم الاستقرار والذي لن يبلغه , لأنه كلما حطّ على شاطئه أبحر من جديد بفعل قرار من سجّانيه الى شطان أخرى غريبه .
هذا هو السجن لمن عاشه وعايشه وتناساه , أو لكل من سمع عنه ولم يدرك جوهره أو معناه . صورة هذه التي استعرضت الآن , من بوم طويل ,تعدل ما يعدله مشهد عابر في مسلسل مكسيكي طويلة حلقاته , هذا الذي نجحت في نسجه بخيط عنكبوت سرعان ما يتلاشى من ذاكرة وعقل وضمير ووجدان الناظر إليه قراءة في هذه السطور القليلة .

                                                                     عزل سجن بئر السبع
                                                                           قسم -4-
                                                                            حسام خضر



  أضف تعليق
الاسم الدولة
التعليق

  تعليقات من الزائرين

1) سراب
لأسير يخلف كل المواعيد الأخرى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

2) سهاد عثامنه
تصفحت موقعك الجميل وتوقفت طويلا عند تاريخك النضالي لاكتشف انك اسطورهفي التاريخ الوطني الفلسطيني .... واذ اتعاطى الادب فاني وجدت نفسي وجها لوجه مع كاتب مبدع قادر على تطويع الكلام وتشكيل المعاني كل التقدير لنضالك وسعة صدرك وقدرتك على الصبر على الاعداء والحياة والاقزام الذين مهما تطاولو لن يرتقوا الى حد نعلك المعطر بشذى عبير الوطن غبارا لانتصاراتك

3) خديجه
اعان الله الشعب الفلسطيني وبصره على الصهيونيو الاشرار الاسر جحيم وحياه صعبه ومن خلال ما نقرأوا نستطيع ان نتخيلو مدى قسوة الحيات في السجون الاسرائيليه وشكرا لك يا سيد حسام خضر وقرات انك عشت في تونس نتشرفوا بيك

4) احرار
هم ذهبوا الى الجهاد وهم يعلمون ان طريق الجهاد مفروشة بالصعوبات والتحديات 000 فالدنس الذي زرعتة يد الاحتلال لا تغسلة الا الدماء 00 والشهادة والاستشهاد 00 كلهم ذهبوا والدم يغلي في عروقهم 00 هم لم يقروا الوثائق وثائق التسويات والتنازلات فهم لا يعرفون سوى وثائق المهمورة بتواقيع عمر وصلاح الدين وخالد بن الوليد والقسام تللك التي لا تعرف تسوية مع قتلة ولا الجلوس على موائد الطاولات والمفاوضات المخزية من قبل سماسرة القضية الذين لم ترهقهم التنازلات والخيانات الروح جامحة وصهيلها يعانق السماء في درب الشهادة ودرب الاعتقال يرزحون خلف القضبان اسودا يسطرون كل يوم معنى الصمود ومعن التحديات بارادة فولاذية صلبة متينة لا تتحطم ولا تقهر مهما تكالبت عليها زمرة الاحتلال

5) احرار
هؤلاء الابطال الذين تيقنوا ان طريق الثورة هي طريق العودة 000 وان طريق المعركة هي طريق استرداد فلسطين 00 وان الدم وحدة لا الخطب ولا التصريحات ولا الالفاب ان صيحة الفداء اقوى من المسافات ومعالم البطولة لا تحتاج الى تعربف ان كل عربي لة الفخر ان ينتسب اليهم ومن حق بطواتهم وصمودهم في زنازين الاحتلال ان يجدوا من يشد من ازرهم وعزمهم 00 ويصافح فدائيتهم ويهنئ العطاء في عطائهم 00 ولاكن التائيد وحدة لا يكفي ولا حتى التمجيد والتكبير لهم منا كل قرش في جيوبنا ولهم منا كل جهد في امكانياتنا ولهم منا كل حماية ورعاية فقد اعطونا الفداء ومن واجبنا عليهم بما هو دون الروح او دون الفداء سلاما عليهم اسسودنا واسرانا البواسل هناك يتعذبون 000 ويتطهدون 00 ويشبحون 00 ويعيدون لنا كتابة تاريخ الصمود 00 بالتحديات 00 والثبات 00 سلاما عليهم وعلى كل نبضة في عروقهم

6) عزام النجفي
طربت لهذه الايقاعات المتناغمة والراسمة لحدود الفكرة في دنيا غير دنيانا التي الفناها السجن قتل لانسانية الانسان بكل لامبالاة وانت يا استاذ حسام ابدعت بصدق في رسم كل هذه الصور واخراج هذه المشاهد لنا لكي نقتحم من نورنا الوهاج عتمة ليالي الزنازين الحزينه لا اخفيك قرأت هذه المقاله عدة مرات وفي كل مره كنت اجد العراق كما فلسطين حبيسة زنازينها الموجعه

7) محمود غزاونه
اسلوب راقي جدا ومعاناه قاسيه واراده لا تلين وصف باسلوب ادبي رفيع لمعاناة اسير بكل خلجاته واحاسيسه ومشاعره

8) هاني السخل
من يقرأ هذه الخاطر يعيش مشاعر غريبه ويسيشعر السجن والاسر

9) زهرة البيلسان
الاعتقال من الممكن ان يكون مرحلة بكل تفاصيلها مرحلة رائعة اذا عاشها الانسان بكل وعي وبكل صمود اتجاه عدوه وتحدى جبروتهم وقوتهم

جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email