New Page 1
خضر:الفساد لازال مستشرياً في السلطة وسأحاربه لأنه وجه آخر للاحتلال
14/09/2008 14:50:00
-
لا يملك أحد حل كتائب الأقصى وبعض أخطاء الصغار شوهت صورتها
-
هناك العديد من المشاريع السياسية بلا جدوى وتسير على غير هدي
-
المفرطون في فتح قلة لكنهم يمسكون بزمام الأمور فيها
غزة/لميس الهمص
"بالرغم من تفاءلي إلا أن الوضع قاتم وسوداوي وهناك انهيار كبير لمنظومة القيم" هذا ما بدأ به النائب السابق حسام خضر حديثه "للرسالة" بعد أكثر من خمس سنوات قضاها في سجون الاحتلال عانى فيها كغيره من الأسرى صنوف العذاب خرج الأسير ليتألم مما آل إليه وضع شعبه داعيا للوحدة ومتعهدا بعمل ما في وسعه للقضاء على الفساد، والذي بدوره اتهم فور خروجه متنفذين بتسليمه لقوات الاحتلال.
وأكد خضر أن الفساد لازال مستشرياً في السلطة وسيعمل على محاربته كونه وجهاً آخر للاحتلال معتبرا أن المفرطين في فتح قلة لكن هم من يمسك بزمام الأمور فيها كما أن العديد من المشاريع السياسية بلا جدوى وتسير بخطى متخبطة.
حالة خوف
وذكر النائب خضر ذكر أن حالة الانقسام أثرت على مجمل القضية الفلسطينية فكانت بمثابة فرصة ومبرر للاحتلال للانقضاض على المشروع الوطني وأثرت على كافة المناحي السياسية والاقتصادية والأمنية بل وحتى الاجتماعية.
وأوضح أنه عندما سجن كان الشعب الفلسطيني أفضل بكثير مما هو عليه الآن مستغربا صمت العديد من السياسيين والقادة والمثقفين على الحال الفلسطيني وعدم تكاتفهم لإنهاء هذا الوضع .
وأشار خضر أنه وبالرغم من وجود العديد من وسائل الإعلام والقنوات المحلية ودخول جريدة القدس إلى السجون إلا أن الواقع يتحدث بلغة أفصح فما زال يستمع من أشخاص عن أشياء مرعبة ومخيفة عن الوضع الفلسطيني مؤكدا أن الكثيرين يتخوفون من الحديث وكأن أحدا قد علق لهم مشنقة أو أن السيف على رقابهم فقد وصلوا إلى حالة الانهيار فهناك الكثير من المشاريع السياسية التي بلا جدوى وتسير على غير هدى.
سرقة فتح
وتحدث أن الجيل الفتحاوي الأول الذي التحق بفتح آمن بأنها حركة تحرر وطني وضمير الشعب الفلسطيني وهو فيها طالما بقيت تمثل هذه الصورة مبينا أن فتح سرقت ولكن والكثير من أبنائها الشرفاء سيعملون على إعادتها لأصحابها وستكون الحضن الدافئ لكل الشرفاء وليست للمستثمرين وتجار الدم.
ونوه أنه يحمل رسالة تنظيمية من أبناء فتح داخل السجون بضرورة العمل على استنهاض الحركة وتوحيدها من جديد لضمان وحدة الدولة وبعيدا عن الاملاءات التي تغزو الساحة مشيراً أنه يحمل رسالة أيضا تدعو للوحدة وسيظل أمينا عليها لذلك تحدث مع العديد من قيادات حماس.
وعند سؤاله فيما يتعلق باتهامه لمتنفذين في السلطة بتسليمه لقوات الاحتلال رفض خضر الحديث حول الموضوع مكتفيا بالقول أنه حمل كل التفاصيل للرئيس أبو مازن ليحاسب المتورطين وهو على ثقة بالرئيس عباس مضيفاً:" عانى من 90 يوم تحقيق وخمس سنوات ونصف سجن حرم فيها من أسرته.
وأكد خضر أنه بالرغم من الأمن والسلم الاجتماعي إلا أن الفساد لازال مستشريا في السلطة فرسالته الأولى للرئيس عباس كانت "أنا مع الصح فيك وضد الخطأ" مضيفا: سأكون من المحاربين للفساد بكل قوة بهدف تمكين سفينتنا من اجتياز المرحلة الوطنية الصعبة لأنني أؤمن أن الفساد هو الوجه الآخر للاحتلال بل يعلو عليه أثرا .
مصير شهداء الأقصى
وحول كتائب شهداء الأقصى ومحاولات تهميشها والسيطرة عليها بقرارات العفو أوضح القيادي في فتح أن غياب الجيل المؤسس مابين شهيد وأسير وظهور بعض الظواهر السلبية من بعض الصغار والمسئولين المبتدئين عمدت إلى تشويه صورتها وخلق رأي عام معارض لها مشيرا إلى أن قرار تهميشها لا يستند إلى شرعية فلا يملك أحد حق حل الكتائب معلقا:" للأسف الكثير من ثورات وانتفاضات الشعب الفلسطيني انتهت نهاية مؤسفة.
وقال خضر:"أتمنى أن تهيئ لي الأسباب والظروف لزيارة القطاع فأنا مرحب بي من الجميع وذلك لأساهم في تقليل الفجوة لأن صوت الأسرى لا يعلو عليه أي صوت فأنا أحمل رسالتهم ومؤتمن عليها "وتابع:" زارني وفد رفيع من حماس في الضفة وهاتفني رئيس الحكومة هنية وناقشت معهم موضوع الانقسام والوحدة الوطنية والاعتقال السياسي.
وذكر أن من أكثر مراحل الاعتقال بأسا وصعوبة هي فترة الاقتتال الداخلي والتي تم فيها تجاوز كل المحرمات فشعر هو والمعتقلون أن نضالهم ومقاومتهم ذهبت بلا جدوى فالأسير ناضل من أجل تحرير فلسطين.
وتحدث أن إدارة السجون استغلت هذا الانقسام وعملت على فصل أسرى فتح عن حماس إلا أن العديد من المعتقلات رفضت هذه القرارات وخاضت إضرابات ضدها مؤكدا أنهم قاموا بحوارات للوصول لحل للوضع القائم خارج السجون من خلالها خرجت مبادراتهم للحل .
الوطن أعلى
وتحدث خضر مستنكرا"لا أدري كيف استطاع الأخو أن يقتل أخاه أو يحاربه فكل مواطن اختار التنظيم هذا أو ذاك كوسيلة للتحرر والساحة تتسع لكل وجهات النظر والوطن أعلى من الجميع فالفصيل كالقميص ممكن تغييره إذا ما اتسخ أو تمزق لكن الوطن كالجلد والعظام لا يمكن تبديله".
واستهجن خضر الاقتتال على سلطة لم توجد بعد فالوطن غير موجود ومن العيب التنازع على البسط الحمر متمنيا أن تكون هناك سلطة ومن ثم يتنازع عليها .
وعن الحديث عن طبخة تدور في الخفاء وخشية من أن تثمر عن أسوأ من أوسلو قال:"أنا مع أي تقدم في مسار العملية السلمية يحافظ على المقاومة وحقوق شعبنا الفلسطيني وأية اتفاقية لا تشمل ذلك وتشكل مؤامرة على الشعب الفلسطيني سنعمل من أجل إسقاطها.
وعن الاعتقالات الجارية ذكر أن هناك اعتقالات في الضفة وغزة ويجب ألا يكون أبناء حماس وفتح الشرفاء رهائن لهذه المؤسسة أو تلك مبينا أنه يجب أن يكون هم الطرفين الوحيد خدمة المؤسسة الأمنية والحفاظ على النظام لأن العديد من الممارسات على الأرض تخدم الاحتلال.
وفيما يتعلق بموقف المحرر خضر من إرجاء عقد المؤتمر السادس لحركة فتح والتراشقات حوله أشار أن المؤتمر استحقاق وطني تأخر 17 عاما وقيادة فتح تتحمل المسؤولية الحركية عن ذلك موضحا أن الحراك التنظيمي هو شيء مشروع والتعارض يجب ألا يغطي على القرارات والطموح فالخلاف يعطي نتائج ايجابية .
وأكد أن حركة فتح عظيمة لذلك يجب أن تعقد مؤتمرها السادس في الوطن وعلى أسس تنظيمية سليمة لمحاسبة المفرطين وهم قلة ولكنهم يمسكون بزمام الأمر فيها.
الإضرابات
وحول موقف خضر من الإضرابات وقطع الرواتب أشار أنه لا يريد أن يعطي أحكاماً مسبقة قبل التواصل مع الجهات المسئولة متمنيا في ذات الوقت أن تكون هذه الإضرابات من أجل حقوق مسلوبة وليست مسيسة تخدم تنظيماً على حساب تنظيم آخر لذلك يجب أن تجرد من الحزبية .
وأضاف: لا يجوز التلاعب بلقمة العيش للمواطنين تحت أي ظرف لتحقيق مأرب من الطرفين مؤكدا أن الإضراب مشروع عندما تكون المطالب عادلة لكن إذا كان لاستعلاء طرف على آخر فأرجو أن يعاد النظر فيه من قبل القائمين عليه.
وذكر أن أوضاع السجن والسجناء صعبة للغاية فالإدارة لا تمل من فرض السياسات التي تعمل على تركيع وإذلال المعتقل وتفريغه من محتواه الوطني والعمل على انحيازه لصفها وتنجح في بعض الحالات مؤكدا أن الغالبية تستطيع التغلب على هذه السياسات.
وطالب خضر الجمعيات والمنظمات الحقوقية والقانونية العمل على تحسين ظروف المعتقلين وإعطائهم حقوقهم والمشاركة في المسيرات لنصرتهم فلا يعقل حسب تعبيره أن ينظمها ويشارك فيها ذوو الأسرى فقد ناضلوا واعتقلوا من أجل كل الشعب وليس ذويهم فقط.
ونوه القيادي في فتح أنه ومنذ قدوم السلطة ناضل من أجل أداء سليم وتجربة سليمة ومطالب عادلة تتماشى مع الحقوق مبينا أن برنامجه القادم سيكون الوقوف مع الصح ومحاربة الخطأ حتى إعادة وحدة الأهداف وبالتالي الاستقلال في دولة ديمقراطية تصون الحريات .
ونادى بالجلوس للحوار وتبسيط الأمور مبديا استعداده فعل أي شيء لتحقيق ذلك.
http://www.alresalah.info/web/art.php?act=details&id=2142
|