|
New Page 1
في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية
13/10/2012 11:30:00
القائد الوطني النائب الاسير المحرر حسام خضر:
• الواقع الاعتقالي يفرض على القيادة مجتمعة بكل تنظيماتها وفصائلها ان تعمل من اجل تحرير الاسرى الذين يعانون موتا بطيئا
• على الحكومة ان تضع خطة استراتيجية لانشاء بنية حقيقية لاقتصاد وطني قابل للعيش وقادر على التحرر من التبعية المطلقة للاحتلال
• هناك مشروع لدعم كيان سياسي فلسطيني مستقل في غزة بقيادة "حماس" وإدارة ذاتية " للفلسطينيين على السكان في الضفة
• فتح ستفوز بالانتخابات البلدية لعدم وجود منافس سياسي حقيقي ولكنها ستكون الخاسر الاكبر
منذ الافراج عنه ولمدة تزيد عن الشهر والقائد الوطني حسام خضر يستقبل يوميا وعلى مدار الساعه الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني ومن كل الفئات والمستويات والطبقات والتنظيمات والمؤسسات الرسمية والاهلية المدنية والامنية ومن كل محافظات الوطن الامر الذي شكل ظاهرة غير مسبوقة من حيث العدد والتنوع تهنئة بتحرره من اعتقال حمل الرقم 25 في مسيرة حياته النضالية الى جانب الابعاد والاصابات والمطاردة والاقامات الجبرية المنزلية من قبل قوات الاحتلال لاسكات صوته المدوي وتغييب حضوره القوي والفاعل كاحد ابرز المؤسسين في تاريخ الحركة الوطنية المناضلة داخل ساحة الوطن المحتل والرافض للاحتلال بكل صوره واشكاله. دعا القيادي الفتحاوي والاسير المحرر النائب حسام خضر رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين القيادة الفلسطينية على مختلف مستوياتها الى العمل بكل الوسائل من اجل تحرير الاسرى الذين يعانون موتا بطيئا على مدار اللحظة، وربط العودة للمفاوضات بتحرير الاسرى كاستحقاق وطني وثمن مقدم لعملية السلام، بدلا من شرط تجميد الاستيطان غير المنطقي والذي دمر القضية واضاع الوطن.
وطالب خضر في لقاء خاص مع "القدس" الحكومة بان تضع خطة استراتيجية لانشاء بنية حقيقية لاقتصاد وطني قابل للعيش وقادر على التحرر من التبعية المطلقة للاحتلال، من خلال تشجيع الاستثمار وتسهيله وملاحقة ما وصفها بالمافيات داخل السلطة والتي تريد ان تقاسم كل صاحب مشروع مشروعه.
وفي الشأن السياسي عبر خضر عن قلقه من وجود مشروع لدعم كيان سياسي فلسطيني مستقل وبحدود مفتوحة مع الخارج في قطاع غزة بقيادة حركة حماس بشرعية دولية وتمثيل دبلوماسي دولي وبدعم اقتصادي غير مسبوق، وتوسعة قطاع غزة وتأهيله لصلاحية العيش من خلال تبادلية اراضي مع اسرائيل ومنح اراض من مصر للقطاع، فيما تبقى ادارة ذاتية للفلسطينيين على السكان في الضفة.
كما اعرب عن اعتقاده بأن حركة فتح ستفوز بالانتخابات المحلية القادمة لعدم وجود منافس سياسي حقيقي على الارض بسبب مقاطعة حركة حماس، الا انها ستكون الخاسر الاكبر من العملية لان هذه الانتخابات ستعزز الانقسام بين الضفة وغزة، وستزيد من حالة التشظي والارتباك والشروخ داخل حركة فتح.
وفيما يلي نص المقابلة:
س) كأسير سابق اعتقلت عشرات المرات وتحديدا 25 مره وامضيت سنوات طويلة في سجون الاحتلال، كيف تصف ظروف الاعتقال؟
ج) الاسر هو مصادرة لارادة الانسان والى حد كبير جدا، وهو عملية صعبة ومعقدة ومركبة وتشمل الانسان كانسان والاسرة والمحيط القريب، ويتعرض الاسير منذ لحظة الاعتقال وحتى الافراج لسلسلة من المواقف الصعبة جدا خاصة وان قوات الاحتلال تلجأ لاخراج عملية الاعتقال بشكل قاس يهدف الى احداث صدمة في ذات المناضل وهزه من الداخل، وايصال رسالة عذاب وخوف لاسرته بكل افرادها وللجيران والمجتمع، وغالبا تتم عملية المداهمة في الهزع الاخير من الليل يرافقها ضجيج وتفجيرات واقتحام مفاجئ لسكون واستقرار الاسرة الفلسطينية، عملية التفتيش صعبة على الاهل وكذلك المصادرة والعبث بكل المحتويات والاخلال بانسجام المحيط.. والنقل بالدورية يتم وفق تصور نفسي مسبق.. عملية استلام وتسليم الاسير فيها مس بكرامته وحريته كانسان.. التحقيق بطول لياليه والتسهير القسري والتعذيب النفسي والجسدي.. هذه المقدمات تصاحب دائماعملية المصادرة للحرية والارادة يرافقها مناخ قاس جدا داخل المعتقل في ظل حرمان ممنهج من حرية التنقل ومن القدرة على الحصول على العلاج المناسب في الوقت المناسب.. طبيعة المعاملة اللاانسانية والقائمة على توتير الاسير وزرع الياس والقلق معا في ذاته واجواء الاسر.. ضيق المكان وازدحامه وصغر الغرفة وصغر ساحة الفورة التي يتحرر فيها الاسير من عبودية الغرفة.. المداهمة والتفتيش خاصة في الليل.. نقل الاسير بشكل متكرر من سجن لاخر والحرمان من حق زيارة الاهل.. انقضاض الادارة على المكتسبات والانجازات التي حققها المجموع الاعتقالي عبر الاضرابات المتعاقبة عن الطعام وتحمل الام الجوع في سبيل الحد الادنى من الكرامة، كل ذلك يجعل من السجون في كل مكان وزمان ومن أي جهة كانت جحيما لا يطاق ومصدرا دائما للعذاب والحرمان والقهر والترقب والانتظار، مما ينعكس نفسيا وجسديا على الاسير ويترك جراحا عميقة في نفسه وروحه، الا ان الايمان بعدالة القضية تعين الاسير قدر الامكان على الصبر والتحمل، خاصة في حالتنا الفلسطينية حيث النضال في سبيل قضية عادلة ووطن جميل وشعب اصيل.. هذا الواقع الاعتقالي يفرض على القيادة الفلسطينية مجتمعة بكل تنظيماتها وفصائلها وعلى كافة مستوياتها ان تعمل بكل الوسائل من اجل تحرير اسراها الذين يعانون موتا بطيئا على مدار اللحظة، وكل اسير يعيش على موعد مع الحرية وامل بالانعتاق من قيود الاسر لكي يتحرر ويعود الى ممارسة حياته العادية وسط اهله وذويه وشعبه، وهنا اسجل تحية اجلال واكبار لجماهير شعبنا الفلسطيني البطل في وقفات العز التي كان ولا زال يقفها انتصارا لعدالة قضية الاسرى الجزء النابض في جسدنا الفلسطيني المثخن بالجراح وضمير شعبنا الحي.
س) كيف تصف الواقع الاعتقالي داخل السجون هذه الايام؟
ج) هناك تراجع في الواقع الاعتقالي الداخلي على صعيد الكل الاعتقالي وعلى صعيد كل فصيل من حيث البرامج والفعاليات وتعبئة الاسرى واعدادهم ككوادر، اذ ان الدور الذي لعبته السجون والمعتقلات طوال عقود قد تراجع بشكل ملحوظ، ومرد ذلك انسحاب ثقافة اوسلو وما افرزته من سلبيات في الفكر والسلوك والاداء وتحديدا حالة اليأس الوطني العام الذي ألقت بظلاله المرحلة السياسية الفاشلة التي نعبرها من دون رؤية او هدف او ارادة.. كل ذلك اثر على وضع الحركة الاسيرة وخلق نوعا من الترهل وغيب الدور الرائد الذي لعبته المعتقلات في صياغة الانسان الفلسطيني المناضل والمتسلح باستعداد لا ينضب من التضحية والعطاء في سبيل حريته واستقلاله، كما ان للانقسام وتداعياته الاثر الكبير على تراجع دور الحركة الاسيرة المنقسمة على ذاتها، مما اتاح المجال واسعا للاحتلال ممثلا بادارة السجون لكي تنقض على الحركة الاسيرة وانجازاتها وفق مبدأ وسياسة (فرّق تسد) و (أكلت يوم أكل الثور الابيض).
س) ماذا يريد الاسرى من شعبهم؟
ج) حملني رفاق دربي واخواني الاسرى امانة الرسالة للقيادة السياسية على وجه الخصوص والتحديد بضرورة ايلاء ملف الاسرى الاهمية التي يستحق، ووضع قضيتهم على راس سلم اولويات القيادة، وربط العودة للمفاوضات بتحرير الاسرى كاستحقاق وطني وثمن مقدم لعملية السلام بدلا من وضع شرط تجميد الاستيطان غير المنطقي والذي دمر القضية واضاع ما تبقى من وطن كشرط مسبق للعودة الى طاولة المفاوضات، والحركة الاسيرة بصدد صياغة رسالة بهذا المحتوى والمضمون للرئيس ابو مازن والقيادة الفلسطينية، لانه لا يعقل ان يترك اسرى داخل المعتقلات لاكثر من 30 عاما من دون قدرة سلطتهم او فصائلهم على تحريرهم. الانسان اساس الصراع بيننا وبين اسرائيل، وبالتالي الانسان الاسير يجب ان يعطى الاهتمام المناسب وان لا يقتصر دور السلطة او الحكومة او وزارة الاسرى على ارسال كنتين شهري او ارسال محام فقط، بل علينا جميعا ان نعمل على نقل قضية الاسرى بآلامها ومعاناتها الى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التي تعنى بحقوق الانسان.. لكن بصراحة ان اكثر ما يعيق هكذا خطوة هو ممارساتنا للاعتقال السياسي المتبادل داخل سجون تفتقر لادنى شروط ومقومات حقوق الانسان فكيف ننتظر من عدونا الاستجابة لمطالبنا ونحن نمارس اعتداءات صارخة على حقوق بعضنا البعض.
كيف تقيّم لنا علاقات الاسرى داخل السجون؟
هي ليست على افضل ما يرام، لكن هناك نوايا حسنة ومساع خجولة.. الادارة عملت على الفصل بين اسرى فتح وحماس منذ لحظة الانقسام الاولى، ونجحت بشكل كامل في سجون الجنوب ونفذت سياسة العزل والفصل حتى في زيارات الاهل، وقد حاول البعض في الحركة الاسيرة ان يوقف تنفيذ هذه السياسة، وفي المواقع التي توفرت فيها النية الصادقة فشلت سياسة الادارة، فيما نجحت في المواقع التي فيها نوايا خبيثة، ويوجد في سجون الشمال اطر وطنية تمثل كافة الفصائل وتقود المعتقلات مما جعل الحياة في سجون الشمال افضل بكثير من واقع الحياة في سجون الجنوب.
الاسرى يستحقون منا كل المساندة والدعم والتاييد وعلينا ان لا نبخل على اسرانا في حملات التضامن والاحتجاج لكي نوصل صوتهم ومعاناتهم للقيادة السياسية الفلسطينية من جانب، وللاسرائيليين من جانب اخر، ولكي نضغط على المجتمع الدولي لكي يأخذ دوره في تحرير اسرانا ووقف معاناتهم.
وهنا اشيد بدور وزارة الاسرى ونادي الاسير والكثير من المؤسسات الاهلية غير التجارية التي تعمل في مجال الاسرى بكل مسؤولية ومصداقية، واسرانا يستحقون ذلك لانهم عنوان القضية الحي والمتبقي.
س) كيف تنظر للحراك الشعبي الذي شهدته محافظات الوطن؟
ج) انا دعمت الحراك الجماهيري بشكل مطلق، ولا زلت ادعم مطالب ابناء شعبي العادلة والمختزلة في حقهم بالعيش في مستوى يوفر لهم متطلبات الحياة الاساسية وليس اكثر، وان كنت افهم جيدا دوافع الحصار الاقتصادي والمالي على السلطة وارتباط الاسعار عالميا من خلال النظام العالمي الجديد والعولمة، ولكن هذا لا يلغي مسؤولية السلطة تجاه توفير الرواتب وتوفير متطلبات الحياة الاساسية في الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية وبأرقى الخدمات واقلها تكلفة على المواطن، فاتفاقية اوسلو هي تعبير وتجسيد لارادة المجتمع الدولي تجاه حل الصراع العربي الاسرائيلي، وبالتالي على السلطة الفلسطينية ان تجبر المجتمع الدولي بقيادة امريكا والرباعية من خلفها والانظمة العربية على سداد التزاماتها المالية للسلطة، واذا عجزت الحكومة عن ذلك ولم يتجاوب المجتمع الدولي مع مطالبها التي هي تكثيف لمطالب الشعب، فعليها ان تستقيل على المستوى الرئاسي والحكومي، وان تسلم ادارة شعبنا للاحتلال لكي يتحمل هو بدوره والمجتمع الدولي من خلفه المسؤولية المباشرة عن شعبنا تحت الاحتلال الذي لا يزال يتحمل المسؤولية المباشرة عن تردي واقعنا على كافة المستويات ويعيق تطور شعبنا وتطوير مؤسساته السيادية ويتدخل في كل جزئية في حياتنا، ومن هنا تأتي عظمة الهبة الجماهيرية والحراك الشعبي الذي دعت اليه ونفذته النقابات والهيئات الوطنية والمؤسسات الاهلية، وعلى الحكومة ان تدعم وتتبنى مطالب جماهير شعبنا بكل مسؤولية ومصداقية وان تسعى لتقنين اوجه الصرف وسد بوابات الفساد الواسعة وتقليل الفجوة في الرتب والرواتب وان تتوقف عن سياستها القائمة على خلق طبقة منعمة مرفهة تمثل فئة بسيطة من ابناء شعبنا فيما بقية الشعب دون خط الفقر.. وعلى الحكومة ان تضع ولو لمرة واحدة خطة استراتيجية لانشاء بنية حقيقية لاقتصاد وطني قابل للعيش وقادر على التحرر من التبعية المطلقة للاحتلال من خلال تشجيع الاستثمار وتسهيله وملاحقة المافيات داخل السلطة التي تريد ان تقاسم كل صاحب مشروع مشروعه، لانه من خلال بنية صناعية يمكن رفع مستوى المعيشة والحد من البطالة وتوفير فرص عمل وتوفير مواد اساسية باسعار رخيصة وفي متناول الجمهور. وعلى الحكومة تشجيع الاستثمار في الزراعة من خلال توفير البنى التحتية المناسبة وشق الطرق والطرق الزراعية وحماية المنتج الوطني من تسرب المنتجات الزراعية من المستوطنات من خلال مافيات اما متنفذه واما مدعومة من جهات ذات صلاحيات في السلطة، كما ادعو الحكومة الى تفعيل باب المساءلة والمحاكمة تحت مبدأ (من أين لك هذا) والعمل بصدق وجدية على تجريد كل من أثروا بلا سبب من ملايينهم التي امتصوها من دماء شعبنا ونهبوها من جيوبنا من خلال قضاء عادل ونزيه ومستقل ذي صلاحيات لا يجامل ولا يخاف من احد.
اعتقد انه اذا نفذ هذا البند فان مئات الملايين من الدولارات ستدخل خزينة السلطة مما قد يحررنا من سطوة اسرائيل والمجتمع الدولي المتآمر على مشروعنا الوطني. واسجل هنا تحية اجلال واكبار لكل من شارك في المطالبة بحقوقه وكرامته، ولكني لا اتفق مع الكثير من الممارسات التي رافقت هذا الحراك الجماهيري العريض، واقصد تحديدا تكسير المؤسسات والمنشات والمرافق العامة وبطريقة همجية. كما اتحفظ على تحميل شخص بعينه مسؤولية الغلاء، وانا اعتبر بكل جرأة ان ما تعرض له رئيس الوزراء ومن خلفه الرئيس محمود عباس كان بدوافع ولصالح حسابات شخصية داخل الاطار القيادي لحركة فتح وبطرق غير محسوبة في ابعادها الوطنية، الامر الذي بات يشكل خطرا على وجودنا كسلطة خاصة وان هناك في افقنا السياسي مشاريع سياسية ثقيلة وخطيرة قد تضع حدا لصراعنا مع اسرائيل على حساب قضيتنا الوطنية العادلة ووحدة شعبنا. ولا زلت اقول ان على جماهير شعبنا وقواه الفاعلة وقياداته الجماهيرية ان تطالب باسقاط اتفاقية باريس المذلة المقيدة لحق شعبنا بتحريك موارده الاقتصادية بما يخدم مصالحه الوطنية ويعزز مقومات صموده وان لا ننسى تحت كل الظروف ان الاحتلال يقف وراء كل ما من شأنه ان يعيق استقلال وحرية شعبنا. وانا اول من قال بان الاحتلال والفساد وجهان لعملة واحدة وان الفاسدين هم وكلاء الاحتلال القذرين الذين اوصلوا شعبنا عن سبق اصرار الى وضعنا المزري الذي لا نحسد عليه ولا زالوا متنفذين يصولون ويجولون دون رقيب او حسيب واثروا بلا سبب سوى استغلال شعبنا مستغلين هامش علاقة وفرته اوسلو مع الاحتلال، وانا اول من قال ان اصحاب” تيار اوسلو الاقتصادي" الذين اخرجوا هذه الاتفاقية بهذا الشكل هم الحزب الاقوى والنافذ في سلطتنا وشعبنا منذ 13 ايلول1993 وحتى اللحظة، وهم كانوا ولا زالوا خارج دائرة المساءلة، واذا كان غريمك القاضي فلمن تشتكي؟
س) كيف تستقرئ الافق السياسي في المرحلة القادمة؟
ج) الافق السياسي ملبد بسحب سوداء وينذر بعواصف ورعود وزلازل قد تقلب المشروع الوطني الفلسطيني رأسا على عقب، وباختصار، المشروع القادم سيتجسد في دعم كيان سياسي فلسطيني مستقل وبحدود مفتوحة مع الخارج في قطاع غزة بقيادة حركة حماس بشرعية دولية وتمثيل دبلوماسي دولي وبدعم اقتصادي غير مسبوق ضمن صفقة لمصالحة الغرب مع الاسلام السياسي وتتويج مصر بقيادة الاخوان المسلمين كقائد للعالم الاسلامي مع ضمان توسعة قطاع غزة وتأهيله لصلاحية العيش من خلال تبادلية اراضي مع اسرائيل ومنح اراض من مصر للقطاع، لان السلفية الجهادية من جانب وايران من جانب اخر يشكلان خطرا حقيقيا على المصالح الغربية في المنطقة وعلى استقرار الغرب في عقر داره، والغرب ادرك ان هذا العصر الذي تعيشه الشعوب العربية هو عصر الحركات السياسية الاسلامية وان أي تغيير سلمي او عنيف في أي نظام عربي سيحل محله اطار منظم ولا يوجد اطار منظم الان سوى حركة الاخوان المسلمين العالمية في ظل تراجع اليسار والقومية العربية والعلمانية، وبهذا ستسلم الراية لحركة حماس من خلال مصر فيما ستبقى ادارة ذاتية للفلسطينيين على السكان في الضفة الفلسطينية المحتلة الى حين البت نهائيا في شكل وتبعية هذه الادارة وفقا للمتغيرات في الواقع العربي الراهن وارتباط الوضع في كل من الاردن ولبنان بسوريا، وبالتالي سيشكل اختزال مشروع الدولة الفلسطينية في غزة انقلابا على الحقوق الوطنية الفلسطينية ووحدة الاراضي الفلسطينية الجغرافية والسياسيه وسيخرج القدس بطريقة ذكية من دائرة الصراع، وسينصب الغرب دولة غزة المعترف بها دوليا والمدعومة ماليا واقتصاديا كقائد للشعب الفلسطيني، مما سيضعف بل ينهي دور منظمة التحرير فاقدة الشرعية بحكم ترهلها شرعيتها امام تعطيل مؤسساتها وطبيعة تركيب لجنتها التنفيذية. وبهذا سيتحلل الغرب من عقدة الذنب تجاه الفلسطينيين وسيضمن استقرار وامن اسرائيل وسيحقق مصالحة تاريخية مع الاسلام السياسي ستؤسس لمرحلة جديدة مع المشرق العربي والحضارتين العربية والاسلامية، كما سيختزل دور سلطة اوسلو وحكومة رام الله امام واقع الانقسام المفروض على مجالس محلية تتلقى مساعدات وهبات محدودة جدا تضمن استقرار الاوضاع وعدم انفجارها.
س) ما توقعاتك لما ستسفر عنه الانتخابات المحلية القادمة؟
ج) ارى ان فتح وان ستفوز بالانتخابات بشكلها العام لعدم وجود منافس سياسي حقيقي على الارض بسبب مقاطعة حماس ، الا انها الخاسر الاكبر من العملية لسببين: ان هذه الانتخابات ستعزز الانقسام على المستوى الوطني بين رأسي السلطة في الضفة وغزة، ولانها ستزيد من حالة التشظي والارتباك والشروخ داخل الحركة لان قيادة الحركة غائبة بالكامل وتحولت الى قيادة تقليدية شكلت امتدادا عضويا للقيادة التقليدية السابقة التي فشلت بامتياز وعلى مدار 20 عاما في قيادة الحركه وغيبتها عن مسرح الاحداث ورهنت دور فتح القيادي مقابل امتيازات ومصالح اقتصادية حققها افراد هذه القيادة.
تاتي هذه الانتخابات وواقع فتح مزرٍ ومترهل ومتراجع على الصعيد التنظيمي، الامر الذي حال دون قدرة هذه القيادة التقليدية على تشكيل قوائمها الانتخابيه ، مما ادى الى ان يخوض فتحاويون الانتخابات بقوائم مستقلة لان القوائم الرسمية في غالب المناطق لم تحتكم الا للعلاقة الشخصية من هذا المسؤول او ذاك، ولم تخضع لمعايير او اسس تنظيمية، وانا عشت هذه التجربة في انتخابات التشريعي فرغم نجاحي المميز والصارخ في الانتخابات التمهيدية "البرايمرز" واستحقاقي خوض الانتخابات ضمن قائمة فتح الرسمية الا ان اشخاصا في القيادة التقليدية رفضت اضافة اسمي للقائمة الرسمية لاني انتقدهم بجرأة ووضوح واهدد مصالحهم اذا وصلت الى المجلس التشريعي. وقد حوكمت على اساس مواقفي الفتحاوية الاصيلة والوطنية الواضحة تجاه سوء الادارة وعجز التنظيم والتصالح مع الفاسدين، فلجأت الى تشكيل كتلة الحرية والاستقلال وخضت الانتخابات على هذا الاساس ومنحني ابناء شعبي ثقتهم الكبيره تحت شعار (صوت جريء للدفاع عن حقوق الشعب).
هذه الانتخابات سوف تخرج فتح من دائرة القيادة لصالح قوى سياسية بديلة وصاعدة على الساحة الفلسطينية، وباعتقادي ان قرار التلويح بالفصل او الفصل او قبول استقالة البعض سيزيد من حظوظ وفرص ابناء فتح الذين خاضوا الانتخابات في قوائم مستقلة اضعاف مضاعفة لان القاعدة العريضة في فتح من قيادات وكوادر وعناصر لا تثق في هذه القيادة ولا حتى تستشعر بوجودها، وسنستيقظ على حقيقة ان العملية نجحت ولكن المريض مات.
وكقائد في هذه الحركة وشريك في دمي ومعاناتي وسنوات عذاب طويلة ونضالات في كل الميادين وعلى كافة الصعد والازمنة، اقول ان هذا الواقع الذي تعيشه فتح لا يجوز الاستمرار فيه ولا يجب السكوت عليه، وعلى كوادر فتح وشرفائها الاحرار وبعض من افراد في المركزيه والثوري ان يعيدوا تنظيم انفسهم من اجل انقاذ هذه الحركة العظيمة وانقاذ تاريخها المشرف ووقف سرقتها من مارقين وعابرين على الحركة وتاريخها والضغط باتجاه عقد مؤتمر حركي جديد على اسس تنظيميه وانتخاب قياده جديده بطريقة سرية ومباشرة لا تزوير فيها كما حصل في المؤتمر الاخير حيث كل شيء كان مخالفا للاصول ومنافيا لاي شكل او مضمون ديمقراطي مما جعل من المؤتمر السادس مقبرة لحركتنا العظيمه فتح وسمح لاشخاص لم يكونوا يوما منتمين للحركة قادة فيها الامر الذي ادى ويؤدي الى عملية نزوح جماعيه وفرديه منها ، وانا ادعوا لهذا واصرح به من باب الحرص على تاريخنا كشعب عظيم وتاريخ الحركه كقائد لشعبنا وتاريخي كشريك قائد في هذه الحركة ولاني ما زلت مقتنعا بان حركة فتح حركتي هي حركة الشعب الفلسطيني على نحو ما، وهي الاقدر على انجاز مشروعنا الوطني في الحرية والسيادة والوحدة والاستقلال.
|
