New Page 1
لن أعتذر ... إن بصقت في الوجوه المتآمرة /علاء الريماوي
02/06/2010 20:21:00
لن أعتذر ... إن بصقت في الوجوه المتآمرة
الكاتب علاء الريماوي
في ما فعلته إسرائيل في البحر مع جموع المدنيين القادمين إلى غزة لرفع الحصار يظل الرواية الأصغر لتاريخ تشبع بالإجرام والقرصنة والعنف ضد الإنسانية دون محاسبة ولا امتعاض .
هذا الحديث لا يقلل من الجريمة المقترفة في عرض البحر ولا ينسف منجزات عظيمة حققتها قافلة كسر الحصار التي سبق قطرات دم رجالها قديد الخبز الذي تحمل .
في القافلة تراكمت الصور والمعاني التي تحتاج القراءة والتحليل ولكن ما أردت اليوم تسليط الضوء عليه هو الآلية اللازمة التي يجب أن نستثمر فيها الحدث لكي لا يذهب الدم المسفوك هدرا ، ولكي لا تضيع رسالة القافلة التي حفرت بالعظم المسحوق على وجوه البشرية الصامت.
إسرائيل اليوم تعيش أزمة حقيقية عبر عنها المؤتمر الصحفي لوزارة الخارجية والتي أجملت مبرراتها في عملها الوحشي من خلال الإدعاء على أن الفريق الذي يقود السفن هو فريق إرهاب لذلك فإن طريق التعامل معهم هي طريقة طبيعية جاءت للرد على محاولة المس بالجنود الإسرائيليين ، كما أن هجوم إسرائيل عليها تم في المياه الإقليمية الغزية التي تقع تحت سيطرة إسرائيل ، و إن ردة الفعل جاءت دفاعاً عن النفس بعد محاولة البعض المساس بأمن الجنود الذين دافعوا عن أنفسهم .
الحديث الإسرائيلي هذا لم يتجاوز ناظمه نهاية كلامه حتى أوقع إسرائيل في مأزق الحقائق التالية .
1. ظلت إسرائيل تعتبر ومن خلال دعايتها أن الحصار يستهدف حماس العسكرية ولا يستهدف المدنيين ، لكن أفخاي درعي أكد على أن الحصار يستهدف غزة كلها التي تختطف شاليط وتطلق الصواريخ ، بمعنى أن الحصار ومن خلال حديث المؤسسة الإسرائيلية هو حصار إنساني على أهل غزة .
2. اطمئنان إسرائيلي كامل من أن القوانين الدولية التي يحكمها القانون الدولي لا تساوي عند إسرائيل ثمن الحبر الذي كتبت به والتي تلمح على أن الولايات المتحدة الأمريكية من أيد التصرف الذي تم من خلاله منع سفن كسر الحصار .
3. القتل المباشر لرعايا دول العالم مبرر في كل تصرفات إسرائيل إن رأت إسرائيل أن هناك من يعارض إجرامها حتى بالاستنكار .
4. العملية السلمية والعلاقة مع العرب هي مظلة الهبوط الإسرائيلي على الأرض العربية والمكياج الذي تتزين به للبقاء في شرق لا يعاديها .
5. الإرهاب والقرصنة والسرقة للضعفاء محك توضع عليه المؤسسات الدولية التي وجب عليها وضع الحدود الضابطة لسلوك إسرائيل الوحشية دون محاسبة أو عتاب .
نقاط يراها العالم اليوم في فعل إسرائيل والذي يتطلب من أطرافه الفاعلة مواقف تتجاوز الكلمات لتتلخص في محاور أربع وجب التحرك من خلالها .
تركيا : و التي كان دم رجالها المستهدف تأتيها الفرصة التي تطالب بها كدولة المنطقة الأولى لقطع علاقاتها مع إسرائيل وتحويل ملف الدم فيها باعثاً لتركيا الجديدة يأخذ على عاتقها قيادة المنطقة نحو شرق أوسط لا تعربد فيه إسرائيل المجرمه ، ومؤشر سحب السفير من إسرائيل بداية لموقف شامل ومؤثر .
دول العرب : المطالبة أنظمتها وخاصة مصر الشريكة في التآمر على إعادة النظر في موقفها من حصار الشعب الفلسطيني ، وهذا الموقف يجب أن تتحرك إليه المملكة العربية السعودية التي كانت دوماً القادرة على جمع موقف العرب على المكارم و الخطوات الجريئة وهذا ما يطمح من ولي العهد فيها.
قيادة الشعب الفلسطيني : الذي بات من أي وقت مضى مطالب بوحدة عاجلة تضمن روح المقاومة وتعيد الاعتبار للدم العالمي الذي جاء يحمي غزة من موت إسرائيل .
الغرب : عليه ولمرة واحدة تكفير ذنبه الذي جاء بإسرائيل ومكنها من رقاب الضعفاء وسلحها وأدام لها الحماية لقتل الشعب العربي ، اليوم مطالب بموقف ترى فيه الضحية ويحاكم القراصنة البحر كمجرمين غزاة .
إن تجاوز الحدث أطراف المعادلة وضاع الدم ، وأدام المتآمرون إجرامهم على غزة وشعبها سأبصق على الوجوه الظالمة ولن اعتذر وسأدعو لكل عربي يحمل نعله في وجه الطغاة الذين يتلذذون على دموع النساء المقهورة في وطن لا ينصره غير الشرفاء .
|