New Page 1
الارهاق أبرز علامات اليوم السابع من مؤتمر فتح
11/08/2009 11:37:00
بيت لحم ـ القدس العربي ـ من وليد عوض ـ أعادت لجنة الانتخابات في المؤتمر العام السادس لحركة "فتح" الاثنين فتح باب الاقتراع والتصويت بعد ساعات من إغلاقه، وذلك لاكتشاف 100 عضو من قطاع غزة لم يصوتوا.
وأكد عزام الأحمد بـأن إعادة فتح باب الاقتراع بعد إغلاقه فجرا وتمديد التصويت حتى الساعة الرابعة من عصر الاثنين كانا بسبب عدم تصويت أعضاء من غزة، محملا لجنة الانتخابات المسؤولية عن ذلك الخلل كونها لم تتصل بهؤلاء الاعضاء من اجل السماح لهم بالمشاركة في التصويت لاختيار أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري الجديدين.
وكانت حركة حماس منعت اعضاء المؤتمر العام السادس لحركة فتح من السفر من قطاع غزة للمشاركة في المؤتمر مما اجبرهم على المشاركة في المؤتمر ترشيحا وتصويتا عن بعد ومن خلال وسائل الاتصال.
من جهته اكد حسام خضر احد قادة حركة فتح احد المرشحين لعضوية اللجنة المركزية لـ "القدس العربي" بأن حماس اثرت على كل شيء في المؤتمر العام لفتح حتى انها اثرت على عملية فرز الاصوات، على حد قوله.
واضاف خضر قائلا لـ "القدس العربي" "حماس اثبتت من جديد بأنها اثرت بشكل كبير في المناخ العام لمؤتمر فتح لدرجة ان لها علاقة في الكثير من الامور الادارية التي اضطررنا للصمت عليها وتمريرها خوفا من فشل المؤتمر"، مشددا على انه تم تمرير اجراءات ادارية مخالفة للقانون على حد قوله والسكوت عليها بحجة منع حماس من افشال المؤتمر العام لفتح.
وعند سؤاله عن تلك الاجراءات الادارية التي كان لحماس وقرارها منع اعضاء غزة من المشاركة في المؤتمر العام لفتح دور فيها قال خضر: كل ما رافق عمل اللجنة التحضيرية لا يعبر عن اي وعي ودراية، ومع هذا لم نتطرق لها بالمؤتمر واضطررنا للسكوت عليها بسبب حماس".
واشار خضر الذي ترشح لعضوية اللجنة المركزية ان قرار حماس منع اعضاء المؤتمر العام السادس لحركة فتح من ابناء قطاع غزة من المشاركة فيه من خلال منعهم من مغادرة غزة تم توظيفه من قبل البعض "لتمرير بعض الاجراءات التي كان لا يمكن السكوت عليها".
وشدد خضر على ان العملية الانتخابية للجنة المركزية والمجلس الثوري التي جرت الليلة قبل الماضية شابها خلل اداري كبير على حد قوله.
واضاف قائلا لـ "القدس العربي" "اداريا كان هناك عجز وفشل ملفتين للنظر في ادارة العملية الانتخابية" في اشارة الى كيفية الدخول لصناديق الاقتراع وعملية الاقتراع حيث اشار الى انه لم يكن هناك سرية انتخابية.
واوضح خضر بأن العضو الذي كان ينتخب كان يشعر بانه ينتخب على الهواء مباشرة في اشارة الى ان كل عضو عندما كان يقوم بتعبئة ورقة الاقتراع الخاصة به يكون اكثر من عضو في القاعة - ينتظرون دورهم للاقتراع - يراقبونه والاسماء التي يختارها لعضوية المركزية والثوري.
وانتقد خضر ترتيب صناديق الاقتراع التي كانت تسمح للمنتخبين بمراقبة بعضهم البعض وهم ينتظرن دورهم في قاعة الانتخابات، مشيرا الى انه عندما جلس ليعبئ ورقته الانتخابية كان هناك اكثر من عضو بجانبه ينتظرون دورهم وينظرون الى ورقته الانتخابية المكشوفة لهم مما حرمه من السرية وحرية الاختيار وادخله باب المجاملات.
وكان أحمد الصياد رئيس لجنة الانتخابات في المؤتمر الحركي السادس اعلن أن عدد المقترعين الذين كانوا يدخلون لقاعة صناديق الاقتراع بنفس اللحظة كانوا 99 شخصا.
واشار خضر الى ان عملية الانتخابات التي جرت في المؤتمر العام السادس لحركة فتح شهدت تأثيرات خارجية على المنتخبين عند صناديق الاقتراع من خلال مراقبة الناخبين لبعضهم البعض.
وكان العشرات من اعضاء المؤتمر يدخلون مع بعضهم البعض لقاعة الصناديق وينتظرون على الدور بجانب الصناديق مما يسمح لهم بمعرفة من انتخب من.
وقال خضر "انا عندما جلست لتعبئة ورقتي الانتخابية لم استطع ممارسة قناعاتي لان الذي كان على يميني او على شمالي يتطلع على ماذا اكتب من اسماء في الورقة"، ومضيفا "كان يجب ان تكون آلية الانتخابات افضل بكثير مما جرت عليه".
وحول ما اذا تعرض اعضاء المؤتمر الى مؤثرات خارجية في اختيارهم لاعضاء المركزية والثوري قال خضر "العقل الفلسطيني جزء من العقل العربي وللاسف لا زال غير قادر على انتاج ثقافة ديمقراطية ونحتاج للكثير من اجل الوصول لذلك".
وفي الوقت الذي كان يتذمر فيه اعضاء المؤتمر صباح الاثنين من عدم توفير الشفافية الانتخابية نتيجة ترتيب صناديق الاقتراع بشكل لا يضمن السرية للمنتخب قررت لجنة الانتخابات تمديد فترة التصويت لأعضاء المؤتمر من أبناء قطاع غزة حتى الساعة الرابعة من عصر الاثنين بعد ان كان باب الاقتراع قد اغلق فجرا.
وجاء قرار لجنة الانتخابات لتمكين ما تبقى من أبناء حركة فتح في غزة من المشاركة في العملية الانتخابية في اختيار أعضاء المجلس الثوري، واللجنة المركزية للحركة.
ومن الجدير بالذكر ان لجنة الانتخابات وادارة مؤتمر فتح السادس قد قررت ان يقوم اعضاء وكوادر حركة فتح في غزة بالتصويت عبر الهاتف بعد ان منعتهم الحكومة المقالة في غزة من السفر الى بيت لحم للمشاركة في اعمال المؤتمر السادس.
وسادت حالة من الغضب اوساط اعضاء مؤتمر حركة فتح من قطاع غزة الاثنين بسبب عدم قيام لجنة الانتخابات بالاتصال بهم للإدلاء بأصواتهم.
واكد اللواء زكريا بعلوشة احد قادة جهاز المخابرات العامة الفلسطينية السابقة بقطاع غزة ان 72 عضوا من اعضاء المؤتمر العام لحركة فتح معظمهم من العسكريين لم يتم الاتصال بهم للادلاء باصواتهم في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح، مؤكدا ان "الجميع ينتظر امام الجوالات والتيلفونات منذ ساعات ظهر الاحد حتى الآن دون فائدة".
وطالب بعلوشة الرئيس عباس بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة في كيفية عدم الاتصال بالعسكريين اعضاء المؤتمر من المتقاعدين وغير المتقاعدين مؤكدا على ضرورة ان تدلي هذه الفئة بأصواتها في انتخابات المؤتمر حيث تشكل نسبة كبيرة من اعضاء المؤتمر في قطاع غزة.
ومن جهته قال النائب عن حركة فتح بغزة فيصل أبو شهلا "ان هناك استياء كبيرا بين أعضاء فتح في غزة بسب حرمان 100 عضو من عملية التصويت"، في حين طالب النائب عن حركة فتح أشرف جمعة اللجنة الانتخابية القائمة على المؤتمر بسرعة الاتصال بمن لم يشارك من غزة.
وفيما ادى قرار لجنة الانتخابات اعادة فتح صناديق الاقتراع من اجل السماح لاعضاء غزة الذين لم ينتخبوا بالتصويت لتأخير عملية فرز الاصوات بدا الاعياء والارهاق واضحا على وجوه عشرات المرشحين لعضوية المركزية والثوري في اليوم السابع من المؤتمر العام لفتح المنعقد في بيت لحم منذ الثلاثاء الماضي في مدرسة تراسنطة.
ولاحظت "القدس العربي" بأن معظم المرشحين لعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري والداعمين لهم لم يناموا منذ صباح الاحد وما زاد من معاناتهم هو قرار لجنة الانتخابات تأجيل فرز الاصوات حتى عصر الاثنين مما زاد في حالة العياء والارهاق التي اصيبوا بها وكانت بادية عليهم، خصوصا وان معظمهم ينتظر معرفة نتيجة الانتخابات بالثانية وليس بالدقيقة على حد قول بعضهم، وذلك في ظل المنافسة الشديدة التي شهدتها العملية الانتخابية بين العديد من التيارات داخل الحركة.
ومن جهته قال الناطق باسم المؤتمر العام لفتح نبيل عمرو ان التأخير في عملية الفرز من الفجر لمساء الاثنين هو لاتاحة الفرصة لبعض مندوبي فتح من غزة الذين لم يقترعوا، للادلاء بأصواتهم.
وصوت العشرات من اعضاء قطاع غزة الذين منعتهم حركة حماس من التوجه الى الضفة الغربية هاتفيا او عبر الانترنت كما افاد مسؤولون في فتح.
وترشح 65 مرشحا الى عضوية اللجنة المركزية التي تضم 23 عضوا و616 آخرون الى المجلس الثوري، وخاضوا انتخابات وصفت بالحاسمة على صعيد احداث تغيير كبير في قيادة الحركة.
وفي ذلك الاتجاه قال جبريل الرجوب الذي ترشح لعضوية اللجنة المركزية إن المؤتمر السادس لحركة فتح احدث انقلابا ابيض على كل مظاهر الشلل والخلل التي أصابت الحركة.
وشدد الرجوب في تصريح صحافي لوكالة الانباء الفلسطينية الرسمية "وفا" ان مؤتمر فتح السادس يعتبر انقلابا ابيض لانه سيحدث تغييرا جذريا في الحركة بطريقة ديمقراطية.
ومع اقتراب المؤتمر العام السادس لفتح من نهايته قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاثنين 50 الف دولار لمدرسة تراسنطة التي استضافت فعاليات مؤتمر عام فتح الذي لم يعقد منذ عام 1989 .
واستقبل عباس الاثنين مدير تراسنطه الأب مروان دعدس وعددا من العاملين فيها، وذلك في قاعة المؤتمرات بالمدرسة في مدينة بيت لحم.
وشكر عباس الاب دعدس والعاملين على الجهود التي بذلوها لإنجاح أعمال مؤتمر حركة فتح السادس، وقدم 50 ألف دولار أمريكي للمدرسة، وذلك للمساعدة في إنشاء مسرح تابع لها.
ِ
|