القدس- زعمت صحيفة "جيرزاليم بوست" ان مسؤولين في حركة "فتح" حذروا من ان قتل ثلاثة نشطاء من الحركة في نابلس برصاص الجيش الاسرائيلي خلال نهاية الاسبوع قد يؤدي الى اندلاع انتفاضة ثالثة. صحيفة اسرائيلية: مسؤولون في "فتح" حذروا بعد اعدام اسرائيل 3 من نشطاء الحركة من انتفاضة ضد السلطة الفلسطينية
ونسب كاتب المقال خالد ابو طعمة الى اولئك المسؤولين من دون ان يذكر اسماءهم قولهم ان الانتفاضة الجديدة ستكون مختلفة عن الانتفاضتين الاوليين- اذ ستكون موجهة هذه المرة ضد السلطة الفلسطينية.
واضاف انه خلال تشييع الرجال الثلاثة، وجميعهم اعضاء مخضرمون وقادة في الجناح العسكري لحركة "فتح" –كتائب شهداء الأقصى- "ردد آلاف من الفلسطينيين شعارات تتهم السلطة الفلسطينية بالتواطؤ مع اسرائيل وطالبوا بوقف التنسيق الأمني مع اسرائيل وبتفكيك السلطة الفلسطينية".
وتابع قائلاً: "طوال ساعات عدة اثناء التشييع، الذي جرى في نابلس، بدا وكأن السلطة الفلسطينية وليس الجيش الاسرائيلي هي المسؤولة عن قتل الرجال الثلاثة. وكانت هذه، بحسب عبارات صحافي محلي "اكبر مظاهرة مناهضة للسلطة الفلسطينية" منذ سنوات عديدة".
وادعت "جيرزاليم بوست" ان العلاقة بين السلطة الفلسطينية ونشطاء "فتح" المحليين كانت متوترة دائما. وقالت ان نابلس ومخيمات اللاجئين المحيطة بها، وخاصة مخيم بلاطة، معقلا لمجموعات مسلحي "فتح" الغاضبين الذين كانوا يعبّرون احيانا عن احباطهم من قيادة السلطة واجهزتها الامنية.
وقالت الصحيفة الاسرائيلية التي تصدر بالانكليزية: "طوال سنوات خلال الانتفاضة الثانية، كان عشرات من مسلحي "فتح" يسيطرون على مدينة نابلس، كبرى مدن الضفة الغربية ويفرضون سطوتهم على عائلاتها.
ولم تخف الكثير من العائلات المحلية رضاها عندما داهمت القوات الاسرائيلية المدينة خلال عملية الدرع الواقي عام 2002 وقتلت او اعتقلت العشرات من مسلحي "فتح"، ومن بينهم احمد طابوق، احد قادة كتائب شهداء الأقصى.
وفي سياق جهودها لاستعادة القانون والنظام في المدينة، عرضت السلطة الفلسطينية قبل اربع سنوات استيعاب العديد من المسلحين في الأذرع المختلفة للأجهزة الامنية اذا وافقوا على القاء اسلحتهم.
وتمكنت السلطة الفلسطينية من اقناع اسرائيل بوقف ملاحقة هؤلاء النشطاء الذين وافقوا على تسليم اسلحتهم ونبذ العنف.
وفي المقابل، تولت السلطة الفلسطينية بنفسها مهمة احتجاز المسلحين "المعفي عنهم" في مقراتها لفترة محدودة كخطوة اولى باتجاه منحهم حرية الحركة التامة.
وتمت اضافة معظم مسلحي "فتح" الذي التزموا بذلك الى قوائم رواتب السلطة الفلسطينية، ولكنهم لم يكونوا جميعا مسرورين بهذا الترتيب. وشكا بعضهم من ان السلطة لم تف بتعهدها بتعيينهم في مناصب بارزة في اجهزتها الأمنية، بينما قال آخرون ان الرواتب كانت متدنية جدا. وشكا آخرون من انه على رغم موافقتهم على تسليم اسلحتهم وفتح صفحة جديدة في حياتهم، فان القوات الاسرائيلية تواصل استهدافهم.
واتهم اصدقاء واقراب نشطاء "فتح" الذي استشهدوا في عملية الجيش الاسرائيلي الأخيرة السلطة الفلسطينية بالفشل في تنفيذ "التزاماتها" بمنحهم مزيدا من النقود ووظائف جيدة. ولم يستبعد بعضهم امكانية ان تكون خلية "فتح" التي قتلت الحاخام مائير حاي الاسبوع الماضي قد تلقت امولا من طرف "خارجي"، مثل حزب الله او حتى "حماس".
وفي الماضي، كان هناك عدد من الحالات التي اقر فيها مسلحون من "فتح" في الضفة الغربية علانية بتلقي اموال من حزب الله. وبرر المسلحون تصرفهم بالقول ان السلطة الفلسطينية فشلت في "تعويضهم" عن "تضحياتهم" التي قدموها خلال القتال ضد اسرائيل.
ويقوم رموز بارزون في "فتح" حاليا باستغلال قتل اغتيال النشطاء الثلاثة للتحريض ضد قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله. وأحد ابرز هؤلاء هو حسام خضر، وهو قيادي كاريزماتي من خيم بلاطة يتمتع بشعبية كبيرة في "فتح"، ينتقد السلطة الفلسطينية واجهزتها الامنية منذ وقت طويل، ويتهمها بالفساد المالي والاخلاقي والتعاون مع اسرائيل.
ويذكر ان خضر وقياديا آخر في "فتح" هو قدورة فارس من رام الله، مقتنعان بأن استمرار التعاون مع اسرائيل في الشؤون الامنية سيقلب الفلسطينيين في النهائية ضد القيادة الفلسطينية. ويعتقد الاثنان، اضافة الى الكثير من اتباعهم في "فتح"، بأن انتفاضة ثالثة هي في الطريق، ولكنها هذه المرة ستكون موجهة ضد السلطة الفلسطينية وليس اسرائيل".