حسام خضر: فتح هي من قررت تأجيل الانتخابات ولا علاقة للمصالحة بذلك... وعلى ابو مازن الذهاب الى غزة لو اراد تحقيق المصالحة
رام الله – مركز وطن للاعلام / اكد القيادي في حركة فتح، وعضو المجلس التشريعي السابق حسام خضر ان حركة فتح هي من قررت تأجيل انتخابات المجالس المحلية، لعدم تهيأها وجاهزيتها لخوض الانتخابات، وان القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء في اللحظة الاخيرة جاء بتدخل مباشر من الرئيس محمود عباس.
وشدد خضر خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن ان تأجيل الانتخابات قضية فتحاوية خالصة، وهي التي قررت ذلك بعد ان اصطدمت بالقبلية السياسية، والعشائرية، اضافة الى الوضع المتردي والمترهل داخل الحركة والذي انكشف في فترة الاعداد لخوض الانتخابات في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
واضاف خضر ان تأجيل الانتخابات كان بقرار فتحاوي ، بسبب الواقع المحزن السوداوي القاتم داخل الحركة، والذي لم يتغير بعد المؤتمر العام السادس الذي عقد مؤخرا.
ونفى خضر ان يكون لموضوع المصالحة الوطنية علاقة بتأجيل الانتخابات واصفا ذلك الامر، بالكذبة التي تروج من باب التسلية، مضيفا ان الانقسام اصبح المشجب الذي يعلق عليه جزءا من واقعنا الفلسطيني السوداوي.
وحول اذا ما كانت حركة حماس قد طالبت بتأجيل الانتخابات، وان اطرافا عربية واقليمية ضغطت في هذا الاتجاه ، رفض خضر تلك التوجهات قائلا ان حركة حماس لم ولن تطلب تأجيل الانتخابات ، بل هي كانت تريد لفتح ان تخوض الانتخابات، لكي تبرر تمسكها بقطاع غزة، وان تقوم بلعب ادوارا مختلفة في الانتخابات من خلال دعم المستقلين، او التعميم على اعضائها بعدم المشاركة ومقاطعة الانتخابات.
وقال خضر ان عدم مشاركة حماس في الانتخابات المحلية، ومنافستها لحركة فتح، ساهم في تعرية الحركة ، واجبرنا على ان نخوض تلك الانتخابات ضد انفسنا، الامر الذي سيعمق من انقسامنا الداخلي على المدى البعيد، موضحا ذلك بأنه كان يمكن لفتح ان تفوز في اغلب المجالس المحلية ،لكن كانت ستواجه خسارة مؤكدة في حال اجراء الانتخابات العامة، لعدم ارضاءها شريحة واسعة من ابنائها خلال التحضير للانتخابات المحلية.
وفسر خضر الواقع الفتحاوي الذي كان قائما قبيل خوض انتخابات المجالس المحلية بالقول" لو جرت انتخابات المجالس المحلية كما كان مقررا لها، لتعرت القاعدة الفتحاوية الشعبية، لعدم وجود راع لها،وبسبب الاشكاليات العميقة داخل تنظيم الحركة " مضيفا " انه تم توصيل عدة رسائل عن هذا الواقع المغيب عن اعضاء اللجنة المركزية الذين يسكنون في قصورهم العاجية الجديدة ولا يعلمون شيئا عن اوضاع القاعدة".
وشكك خضر في بيان اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي عبرت من خلاله عن مفاجأتها بقرار التأجيل، وان الحركة كانت مستعدة لخوض الانتخابات، واصفا ذلك الامر بالخلل المستمر الذي تعيشه الحركة ، في ظل ان الواقع يشير الى ان الحركة كانت ستخوض الانتخابات بقوائم ذات اشكالية، كانت ستفضي الى تناقضات عميقة داخل الحركة.
وعبر خضر عن شكره للرئيس عباس لتدخله في اللحظات الاخيرة لانقاذ حركة فتح، موضحا "ان فتح كان ستحصد نتائج مأساوية لو خاضت الانتخابات ، والتي بدورها ستضاف الى النتائج التي ترتبت على المؤتمر العام السادس للحركة، مما كان سيجعل فتح الحلقة الاضعف في مواجهة خصم سياسي قوي كحركة حماس."
وتابع خضر تفسيره للواقع الفتحاوي الذي كان قائما قبل الانتخابات بالقول" لقد طالبت قبل يوم من اعلان قرار التأجيل بضرورة القيام بذلك الامر، هذا لم يعجب احد القيادات الفلسطينية الذي اكد لي ان الانتخابات قرار فتحاوي لارجعة عنه." مضيفا " انه بعد ساعات من ذلك اصدر الرئيس قرار لمجلس الوزراء بضرورة الاجتماع واتخاذ القرار، بعد ان وصلت اليه صورة مغايرة لواقع الحركة في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية."
واشار خضر الى ان مشكلة قائمة نابلس كانت الاكثر بروزا للرأي العام، والقت بظلالها على الواقع الفتحاوي، مضيفا ان القيادة حاولت اجتياز هذه الاشكالية من خلال مراضاة السيد غسان الشكعه او اجباره على عدم خوض الانتخابات بقائمة اخرى، منافسة لقائمة السيد امين مقبول الذي تم اختياره لترأس قائمة الحركة .
وشبه القيادي حسام خضر اعداد قوائم حركة فتح لخوض الانتخابات المحلية والتي بلغت نحو 80 % من المواقع ،بنظيرتها انتخابات المجالس التشريعية التي اجريت في العام 2006 قائلا" انه هذه القوائم لا تعبر عن ارادة ورغبة القاعدة الفتحاوية ، لانها لم تأتي بالافضل ، كما حدث في اعداد قوائم الحركة لخوض انتخابات المجلس التشريعي ، والتي جاءت بعد سنوات الفساد، لتضع على قائمتها"مجرمين" من اجل خوض الانتخابات."
واقع الديمقراطية في فلسطين
وحول مدى تأثير هذا التأجيل على العملية الديموقراطية في فلسطين قال خضر" ان حركة فتح التي شكلت السلطة الفلسطينية اجرت الانتخابات العامة في العام 1996، في ظل مقاطعة حركة حماس وبعض قوى اليسار، وفي العام 2005 والتي اسفرت النتائج عن فوز كبير لحركة حماس في المجلس التشريعي وبعض المجالس المحلية ، لم تستطيع حركة فتح التعامل معها ، لانها لم تتعود على ان تكون خارج السلطة التي اتاحت المجال للبعض فرصة الثراء على حساب القضية الوطنية، وبدأت وضع العصي داخل دواليب العربة الى ان تهشم المشروع الوطني بالوصول الى الانقسام."
واضاف خضر اننا في حركة فتح نجحنا في تأسيس ديمقراطية عرجاء، بسبب وجود عقلية تقليدية لدى بعض القيادات التي ما زالت تخشاها اكثر من الاحتلال، والتي نمت على هامش ثقافة اوسلو ، مشيرا الى ان قرار اجراء انتخابات المجالس المحلية كان قرارا فتحاويا، استجابت له الحكومة ، من خلال اصدار قرار باجراء الانتخابات في 302 هيئة محلية في الضفة الغربية فقط.
تأجيل الانتخابات ..والمصالحة الوطنية
ورفض حسام خضر ما يقال ان تأجيل الانتخابات مرتبط بالحراك المبذول لانجاز المصالحة الوطنية بين حركة فتح وحماس قائلا" ليس من باب التشاؤوم ، لكن لا يوجد هناك مصالحة وطنية، في ظل بحر من الدماء، والحواجز الضخمة بين حركتي فتح وحماس ، اضافة الى وجود جهات في الطرفين تغذي الانقسام ، وتدعمه وتعمل على اتساعه لمصالحها الشخصية."
واضاف خضر" لو اراد ابو مازن تحقيق المصالحة الوطنية، عليه ان يذهب مباشرة الى غزة ويقيم فيها، ويعقد اجتماعات مع قيادة حركة حماس".
وحول الورقة المصرية اشار خضر الى ان هذه الورقة تحمل في طياتها انقساما اكبر من الانقسام القائم، لانها عبارة عن تقاسم وظيفي امني لحركة فتح في غزة، ولحركة حماس في الضفة الغربية، مشيرا الى وجود قاعدة افضل لتحقيق المصالحة الداخلية وهي وثيقة الاسرى التي تم الاجماع عليها من قيادات الحركة الاسيرة.
مستقبل الانتخابات
وعن ما ستحمله الايام القادمة في موضوع الانتخابات، واذا ما كانت الحكومة ستصدر قرارا بتحديد موعد جديد للانتخابات استبعد خضر ان توعز حركة فتح للحكومة بتحديد موعد قريب للانتخابات المحلية، في ظل تعمق الاشكالية الداخلية في الحركة، والتي برزت مع تشكيل القوائم، موضحا ان التأجيل مفتوحا لامد بعيد قد يوصل الى حد الالغاء.
واكد خضر ان قرار التأجيل صدر من الرئيس وحركة فتح، ودور الحكومة اقتصر على اعلان القرار ليس اكثر.س
وكان تلفزيون وطن قد طرح استطلاعا للرأي عبر صفحتة الالكترونية (www.wattan.tv) حول اعتقاد المواطنين ان تأجيل الانتخابات كان من اجل المصلحة العليا وانهاء الانقسام، ، حيث رأى 55% من المصوتين ان تا<يل الانتخابات يصب في المصلحة الوطنية، وانهاء الانقسام، في حين قال 33% من المصوتين ان التأجيل لاسباب حزبية ولا علاقة للمصالحة الوطنية بذلك، بينما كان 12% من المصوتين لا رأي له
|