شن القيادي البارز في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حسام خضر هجوما ضد التعديل الوزاري المتوقع إجراؤه الأسبوع الجاري على حكومة تصريف الأعمال برئاسة سلام فياض، ووصف ذلك بأنه إشباع لرغبات البعض بالحركة.
وقال خضر في تصريح خاص بالجزيرة نت إن التغيير سيكون شكليا فقط، وليس له أي علاقة بدور الحكومة أو آلية عملها أو بعدها الوطني، مشيرا إلى أن "التعديل للأسف سيقتصر على تطعيم هذه الحكومة ببعض الفتحاويين".
وذكر أن السمة الغالبة للحكومة الحالية هي "حكومة مستقلين"، وأن "التمثيل الفصائلي سيظل كما هو"، قائلا إن هذا التغيير لن يقدم للفلسطينيين شيئا، "وإنما هو محاولة من فتح لتقليم أظافر الحكومة الحالية ورئيسها سلام فياض"، الذي وصفه بأنه "بات يسيطر على المشهد الحياتي اليومي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا".
وأضاف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيكون مضطرا للاستجابة لضغوط المجلس الثوري لحركة فتح من باب أن "لدينا مؤسسة، وهي التي ترسم السياسات".
الخلل سيستمر
واستبعد خضر أن "يهدف التعديل الوزاري لمعالجة الخلل والأخطاء التي وقعت فيها الحكومة"، وقال إن الخلل والفساد الإداري والعجز بالأداء سيستمر "لأن هذا نتاج العقل الفلسطيني".
ولفت إلى أن التعديل جاء نتيجة ثورة غضب من بعض أعضاء اللجنة المركزية للحركة والمجلس الثوري، ممن اصطدمت مصالحهم الشخصية بسلام فياض أو أي من وزراء حكومته، "وبالتالي حملوا لواء التغيير طمعا في الاستوزار والمصالح الشخصية".
ورغم ذلك استبعد خضر استبدال سلام فياض من رئاسة الحكومة، وقال إنه "تميز عمن سبقوه بضبطه لموارد الخزينة وأوقف الكثير من السرقات ووضع نظاما للصرف".
وأشار إلى أن التشكيل الجديد ربما يشمل أعضاء من المجلس الثوري أو اللجنة المركزية لفتح رغم قرار الحركة في مؤتمرها السادس في أغسطس/آب 2009 بعدم جواز جمع أعضاء المركزية بين وظيفتين تنفيذيتين، "ولكن فتح عودتنا على عدم احترام أي من قراراتها غالبا، سعيا لتحقيق المصالح الشخصية".
تغيير السياسات
ونفى أن تكون الحكومة القادمة "فتحاوية" بامتياز –كما صرح أعضاء من فتح بذلك- مستبعدا أن يكونوا "كفتحاويين" قادرين على تحقيق ذلك.
وتوقع القيادي بحركة فتح أن يكون هناك توسع في بعض الوزارات كالشباب والرياضة والإعلام، وقال إن هناك توجها في الحركة نحو استلام وزارت هامة كالداخلية والخارجية والمالية، "لأن من يملك المال يملك القوة".
وأضاف أن ذلك لن يغير أي شي، "لأن النظام السياسي الفلسطيني بحد ذاته يحتاج لتغيير، فلا توجد رؤية سياسية ولا أهداف وطنية، وهناك فقط أشخاص يبدعون هنا ويخفقون هناك، وأشخاص ينهبون هنا ويسرقون هناك".
ودعا "لتغيير السياسات وتطوير الأداء، وأن تأخذنا الحكومة إلى سلم الحضارة، وإيجاد من يتنافس على خدمة الوطن والمواطن، لا من يريد أن يسخر الوطن خدمة لمصالحه الشخصية".
وشدد على أنه "إن وجدت النوايا الحسنة لدى البعض بالتنافس على خدمة المواطن وحفظ كرامته فسيواجه بعقبات لكي لا يكون هناك أي تقدم على الصعيد الداخلي".
وكانت مصادر إعلامية تحدثت مؤخرا عن نية الرئيس الفلسطيني إجراء تعديل على حكومة فياض، مشيرة إلى أن هذا التعديل بات وشيكا.
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/DA934AAF-FC38-407F-82F0-531A33155A68.htm?GoogleStatID=20