New Page 1
افتتاح مؤتمر الأسير بالمغرب بحضور الف شخصية بينهم مارسيل والقاسم ووهبي
22/01/2011 10:13:00
الرباط - معا -كتب الموفد الإعلامي محمد اللحام – وجوه قادمة من بقاع العالم تتحدث بلغات العالم المختلفة، وببشرة تتدرج من السمرة الغامقة مرورا بالقمحي والحنطي وصولا للأبيض والأشقر ذكورا وإناث منهم المسلم والمسيحي واليهودي والدرزي والبوذي، وقد قسمتهم الحدود والأعراق واجتمعوا هنا في قاعة الندوات والاستقبال التابعة لوزارة التجهيز والنقل المغربية في العاصمة المغربية الرباط صباح اليوم الجمعة، في افتتاح (المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني) بحضور فلسطيني ومغربي رسمي وشعبي وسط تعاطف وحماس ومناصرة عربية ودولية لقضية الأسير الفلسطيني ومعاناته في المعتقلات الإسرائيلية باهتمام وحضور أعلامي وحقوقي ملاحظ ومميز وبجهد وتنظيم من نادي الأسير الفلسطيني والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني .
افتتح المؤتمر بالسلام الملكي المغربي والنشيد الوطني الفلسطيني .
الحضور في القاعة مملوءة بالحماس والتعاطف بكل الاتجاهات فالمؤسسات المغربية الأهلية جاءت لتسجيل وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني عبر بوابة الأسرى المؤلمة وكذلك الجمعيات الدولية والبرلمانية العربية والأوروبية والأسيوية والإفريقية والأمريكية في حين وقف أبو السكر وسعيد العتبة وحسام خضر وجمال حويل ورفيق حمدونة وموفق حميد وعطية البسيوني ومجموعة من الأسرى المحررين من الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة والمناطق المحتلة عام 1948 يصافحون الجماهير العربية هنا وبجانبهم عائلات بعض الأسرى والشهداء الذين قضوا في المعتقلات الإسرائيلية او في الغربة والإبعاد في لوحة ترسم هم وهمة الشعب الفلسطيني .
رجال الفكر والإبداع بجانب رجال السياسة عباس زكي وقيس ابو ليلى ووليد العوض ومحمد بركة ود. احمد الطيبي، وممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية محمد الحلو والفنان العربي الكبير مرسيل خليفة والإعلامي الأديب زاهي وهبي والشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم والمخرج المغربي سعد الله الصباحي رونق والشيخ الدرزي القادم من المناطق المحتلة عام 1948 عزة كنج وجميعهم معهودون بالتضامن مع فلسطين وقضايا الشعوب العربية .
الكلمة الأولى بالمؤتمر الذي سيستمر حتى 23 /1/2011 كانت لرئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس الجمعية المغربية لمساندة كفاح الشعب الفلسطيني بن جلون الاندلسي والتي قدمها بانفعال شديد على الحالة العربية والدولية المقصرة اتجاه قضية الأسرى.
وأضاف بن جلون أن فلسطين سجن كبير ومعاناة الأسرى يجب أن تشكل مدخلا لمحاكمة إسرائيل بتهم جرائم الحرب المرتكبة بحق من ناضل في سبيل أن نكمل جميعا مسيرته .
واكد في كلمته على ضرورة أن لا يكون هذا المؤتمر مجرد شعارات وخطابات بل أن يكون جزء أصيل من بداية تحرك جدي، مطالبا بتكثيف الجهود والمبادرات وفق منهج وخطة علمية وقانونية في سبيل الخروج بإتلاف دولي وفق أجندة وبرامج بالشراكة والتعاون مع حقوقيين ونشطاء في سبيل مساعدة الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي .
ونوه بن جلون الى الخروقات الإسرائيلية، واصفا إياها أنها دولة فوق القانون والتشريعات الدولية وهي شيطان ماكر يخالف كافة المبادئ الإنسانية ويجب العمل دون إحباط لجر هذه الدولة للمحاكم الدولية كمجرمة .
رئيس وفد منظمة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي قدم كلمة المنظمة والتي أشار فيها للمبادئ السامية التي انطلقت في سبيلها الثورة الفلسطينية، مشيدا بحالة التضامن العربي مع الثورة والشعب الفلسطيني، مستذكرا القيادات والإبطال العرب الذين ضحوا في سبيل فلسطين، مشددا على ضرورة العمق العربي واستمراره وديمومته وقال أن الثورة الفلسطينية هي فلسطينية الوجه وعربية العمق .
وأكد زكي على وجوب أن تبقى قضية الأسرى في سلم الأولويات الفلسطينية والعربية وفي الوجدان الإنساني ومشددا على أن لا سلام دون حل قضية الأسرى وعودة أخر أسير إلى بيته مضيفا أن لا معنى للثورة وللدولة وللسلطة دون الإفراج عنهم . شاكرا للمغرب العربي هذا الجهد القومي والإنساني .
رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس تحدث بالأرقام عن واقع الأسرى والأسيرات فأشار في حديثه لمعاناة أكثر من 1500 أسير يعاني المرض و300 طفل في ظروف اعتقالية قاهرة ومعاناة مستمرة للأسيرات الفلسطينيات وسط تلذذ إسرائيلي في تعذيبهن وحرمانهن من ابسط الحقوق .
وطالب قدورة بتدويل قضية الأسرى مشيرا الى أن نادي الأسير الفلسطيني لديه الوثائق الكافية لمحاكمة الدولة العبرية وإدانتها عبر تلك الوثائق الحقوقية والقانونية وواعدا بان لا يكون هذا المؤتمر مجرد تجمع لإثارة العواطف والحماس بل أن يكون نقطة انطلاق وبداية جدية وحقيقية للسير وفق القانون الدولي كمسار وخيار متاح لإطلاق سراح الأسرى ومحاكمة الاحتلال على جرائمه بحقهم .وشكر قدورة كل من ساهم في إنجاح انعقاد هذا المؤتمر .
وزير الأسرى عيس قراقع بدأ كلمته بالقول " أتينا من ارض الصمود والرباط الى أهل الرباط وكلنا أمل وثقة بالشعب العربي ووقفته الدائمة مع شعبنا" مذكرا بأسماء الأسرى ممن امضوا السنوات الطوال في المعتقلات وكذلك النواب مروان وسعدات والطيراوي والبقية وعرج على الأسيرات والأطفال، مشيدا بالمحررين في المؤتمر ابو السكر والعتبة وأم الأسيرين القادمة من غزة نجاة الفالوجي المحرومة من زيارتهم منذ أربعة أعوام حالها حال أهالي المعتقلين من قطاع غزة .
ونوه قراقع لمقابر الأرقام وضرورة التحرك لإغلاق هذا الملف المؤلم حيث تحجز جثامين الشهداء من الأسرى لسنوات في مقابر مجهولة وسط حسرة وألم للعائلات المكلومة على أبنائها، وأضاف أن الهدف من هذا المؤتمر هو كسر العزلة عن قضية الأسرى وتدويل قضيتهم وفضح سياسة الاحتلال بحقهم وخلق رأي عام عالمي لمناصرتهم.
واختتم بان قضية الأسرى دين في رقبتنا جميعا وعلينا أن نوفي هذا الدين ما حيينا .
ممثل جامعة الدول العربية محمد الحلو قال في كلمته أن إسرائيل لم تكتف بالاحتلال والقتل والتعذيب والاعتقال بل تمارس أبشع أنواع العنصرية بتعذيب المعتقلين وحتى حجز جثامينهم بعد تصفيتهم وقتلهم في انتهاك واضح للمواثيق الدولية .
وأشاد الحلو بالأسرى، واصفا إياهم بأصحاب الإرادة الحديدية التي تنتصر على المحتل والجلاد، مشيرا لدور الجامعة العربية في متابعة ومناصرة قضيتهم عبر التوثيق المستمر والاتصالات والمشاورات الدائمة مع المؤسسات الدولية وكذلك الحرص على إصدار القرارات من القمم العربية المتعاقبة وكان أخرها قمة سرت في ليبيا التي طالبت الأمين العام للأمم المتحدة بالعمل لإنهاء معاناة المعتقلين في السجون مؤكدا أن قضيتهم ستبقى في طليعة اهتمامات جامعة الدول العربية .
نائب رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان أمينة ابوعياش أكدت منذ البداية على أن المقاومة فعل مشروع في القانون الدولي والاحتلال هو الفعل غير المشروع . وان منظمتها سجلت الكثير الكثير كما قالت من الخروقات والتعذيب العنيف والمميت بحق الأسيرات والأسرى والأطفال والاحتجاز الإداري والعزل الانفرادي في منطقة تعتبرها المنظمة الدولية منتهكة من قبل إسرائيل كما ذكرت ابو عياش باتفاقيات جنيف وان هناك 165 منظمة دولية تابعة للفدرالية تقف جميعها مع كل الأصوات المنادية بمحاكمة إسرائيل في محاكم جرائم الحرب بحق الأسرى والأسيرات وأضافت اننا نتطلع لنتائج المؤتمر بغرض تضمينها لسياسات الفدرالية الدولية للعمل وفق القانون مع نادي الأسير الفلسطيني وكافة المؤسسات الفاعلة في رصد الانتهاكات ومناصرة الأسير الفلسطيني.
وقبل ختام الجلسة الافتتاحية تم تكريم العديد من الشخصيات العربية السياسية والأدبية والإبداعية.
وفي الجلسة الثانية تحدث فيها العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي د. احمد الطيبي وكذلك ممثلا عن البرلمانات العربية والعضو العربي في الكنيسة الإسرائيلي محمد بركة .
هذا وسينتقل المؤتمر من الكلمات الافتتاحية الى حلقات النقاش للمجموعات المختلفة التي ستبحث في ملف الأسرى ووضع جملة من التصورات والتوصيات القابلة للمتابعة في سبيل إبقاء القضية وسط الاهتمام الحقوقي والإعلامي الاممي دعا باتجاه تدويل ها.
كما ستشهد أيام المؤتمر إعمالا مسرحية وأدبية وغنائية وتحديدا مع الشاعر سميح القاسم والفنان مرسيل خليفة .
وكان الوفد الفلسطيني المشارك ويقدر بمائة شخص يمثلون الأسرى المحررين وعائلات الأسرى المبعدين وشهداء الحركة الأسيرة وباحثين وشخصيات سياسية وأدبية وإعلامية قد وصل لمطار كزبلنكا المغربي بعد رحلة شاقة من الضفة الى عمان ومن بعدها للقاهرة وانتظار 6 ساعات ومن كزبلنكا للدار البيضاء ليكون الوصول في الخامسة صباحا بتوقيت فلسطين . بينما كان مسير القادمين من قطاع غزة صعب جدا في رحلة الخروج من معبر رفح والتعقيدات وكذلك الإجراءات في مطار القاهرة . وفي مطار كزبلنكا المغربي استقبل العشرات من النشطاء المغاربة الوفد الفلسطيني بالإعلام الفلسطينية وباليافطات وصور القادة والشهداء والمعتقلين.
|