New Page 1
"غربان البين" يحكمون اقطاعية
03/07/2009 10:06:00
احمد ملحم
الضفة المحتلة
لماذا نلبس الصمت كرداءاً قبيحاً ممزقاً تنزف من تحته دماءنا ولا نكترث... لماذا نعتنق الصمت ديناً وعقيده وبه نمارس الكفر فعل اختيار... اي صمت نقترفه والوطن امامنا ينقاد الى مزابل الاوطان... لم يعد لدينا وطن تحول بلحظة معانقة ومصافحة... الى اقطاعية... الى مستوطنة... الى كانتون... الى مزبلة.
ارادوا الخيانة... مدوا ايديهم للمغتصبين والقتله، وبقيت معلقة في الفراغ للابد، عانقوهم ، قبلوهم، منحوهم وطننا بأبتسامة، وعلى وجبة غذاء اعترفوا بهم وتجاهلونا وتجاهلوا ما كان وطن... وصمتنا وما زلنا.
جاؤا على دبابات السرقة فسرقوا... وبجواز سفر من القتله فقتلوا... جاوؤا سراق، وسماسرة اوطان ، وتجار دماء فسرقونا وصمتنا... وباعوا الارض والعرض والانسان... وصمتنا، تنازلوا عن دماءنا وعن معاناتنا والامنا... من اجل الامهم" الم يخطب رئيس العصابة عن عذاباتهم في مؤتمر العقبة ونسي شعبه"... وصمتنا.
جاوؤا كي يدوسوا علينا، كي يحطموا عظامنا، كي يجعلونا كالحيوانات لا نفكر الى في لقمة العيش لا اكثر.... جاؤوا لكي يصبحوا اسياداً علينا، وعبيداً اذلاء تحت اقدام المغتصبين...جاؤوا ليبيعوا الوطن كي يصبحوا من اصحاب رؤوس الاموال، وعملاء كي يجلسوا على كرسي وثير ويحملون في بدلاتهم الباريسية بطاقة v.i.p..وصمتنا.
وعدونا كذباً بالحرية... فرزح شعب تحت جزمة عسكري، قالوا لنا سنجعل فلسطين باريس الشرق... رأينا مسالخ الموت في الجنيد وبيتونيا والخليل... اوهمونا بحلم الدولة والاستقلال " منذ عشرين عاماً اعلنوا وثيقة الاستقلال، وكل عام نحتفل بعيد الاستقلال كأغبياء ونحن نرزح تحت بسطار عسكري فلاشي" اوهمونا بتلك الدولة العتيدة... فأستيقظنا على مزبلة وعلى دولة بحجم مقر رئاسي... وصمتنا.
منذ البداية وهم يكذبون ولم يمنحوا هذا الشعب سوى الكذب... وما زالوا، قالوا للشعب سنأتي اليكم كي نحقق احلامكم... ولم يكن في جيوبهم سوى قنبلة لنسفهم، طمأنوهم ان ثوابتهم التي ضحوا من اجلها بالغالي والنفيس ستكون دائماً عنوان المرحلة... ليكتشف الشعب انها لم تكن سوى عقب سيجارة تعلن انفاسها الاخيرة ويداس عليها بالاقدام" عليكم الرحمة ايها اللاجئون في قبور المخيمات، عليكي السلام يا قدس تغرق في بحر المستوطنات... سلام عليك يا وطن لم يعد في ملامحه شيئاً من الاوطان".
عادوا من كذبة المنافي ببدلاتهم... هناك حيث رموا بنادق التجارة والسمسرة والعربده... عادوا جنرالات وربطات العنق تزينهم... عادوا مقاومين فدائيين وهم يحتضنون الجنرالات الصهاينة، ويلوحون بجواز المرور الى المنجم الجديد... عادوا كي يمارس بهم ما يمارس من قبل اسيادهم... وهم يقنعونا ان ذلك ليس فعل عبودية او فعل ذل او فعل اغتصاب... بل ذلك مفاوضات وبحثاً عن سلام... سرقوا من الفقراء قطع القماش... كي يخطوا عليها شعاراتهم ويدخلوا تحتها بزهو... قطعوا الورود من البساتين والحدائق كي ترش عليها بعودتهم المظفرة... بنوا السجون، لاحقوا كل من يحمل البندقية، نسقوا مع الصهاينة،عفواً عملوا كمندوبين لديهم، قتلوا الشرفاء، اغتالوا القيادات، سرقوا المال والارض ولقمة عيش الفقير، عربدوا وبنوا الكازينوهات، بصقوا على تاريخنا وعلى دماءنا... واكثر من ذلك... لحماية مشروعهم الوطني... وما زلنا نصمت.
"كغربان البين " عادوا، بسوداوية الحقد عادوا، لجشعهم ومصالحهم عادوا، بتاريخهم الاسود عادوا، بأرتباطاتهم وتنسيقاتهم عادوا، لقتلنا، لاجهاض احلامنا، للتنازل عن دماءنا ، لبيع كرامتنا، لسحق هاماتنا عادوا... كطائر السنونو عادوا... لأغتيال ما بقي من قضية عادوا.
"طمنوا ستي ام عطا بإنه القضـية من زمان المندوب وهي زي ما هية
لسـة بنفاصل القنـاصل علـيها زي ما بتفـاصلي ع الملوخـية
لكـن اطمـني وصـلنا معاهم بين ستة وستة ونص في الميـة
بطلـع لهم يا ستي حيـفا ويـافا ولنا خرفيش وسيسـعة بـرية
ولنا دولة يحرسـها طير السـنونو يا ام عطا ولبسوه رتب عسكرية
والسنونـو إله نمو اقتصـادي والسنونـو إلـه خطط أمنـية
والسنونـو عم ينبذ العنف ويعلن إلتزامـه الكـامل بالاتفــاقية
ولنا برضه يا سـتي سجـادة حمرا تالسنونـو يأدي عليها التحـية
والنـا قمة يدعـو إليها السنـونو يعقدوها في الجامـعة العربيـة
حيـوا برج الحمام وحيوا حمامه من ملوك المحبـة والأخــوية
يا حمـام البـروج ويا مواليـنا يا دوا الجـرح ويا شـفا البردية
يا شـداد الخطـر على أعـادينا وحبكو إلنا حب قيـس للعامرية
راح أقول اللي قالوا طوقان قبلي أخو فدوى وبن الأصول الزكية
في يـدينـا بقيـة من بـلادٍ فاستريحوا كي لا تضيــع البقية... الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي"
ولم تبقى بقية...
"غربان البين" يحكمون اقطاعية
|