ماذا تملك فتح ضد حماس؟
التاريخ : 1/8/2009 الوقت : 07:53
كتب حسن عصفور / نجحت حركة حماس حتى الآن في انهاك ' البهجة الخاصة ' التي أردت فتح أن تعيشها مع مؤتمر تجديد شبابها التنظيمي والسياسي ، تمكنت حركة حماس من وضع الحركة الرائدة تاريخيا في الكفاح الوطني الفلسطيني في ' مأزق' لم يكن بالحسبان باختطافها تمثيل رافعة رئيسية من حضور المؤتمر ( حتى الآن فربما تنجح مصر وسوريا من الضغط الكفيل لارضاخ حماس بالكف عن لعبتها الخطيرة هذه ) ، وافتراضا أن الضغوط الخارجية نجحت في ' تحرير' المختطفين فما حدث اصاب المؤتمر بضرر مباشر وسيجد صداه داخل المؤتمر ، ولعل المتضرر الأول من لعبة حماس ' الساذجة هذه سيكون الحوار الوطني الفلسطيني .
ومع معرفة أن بعض من فتح غير ذي صلة بحالة الخطف هذه ، بل ربما يتمنون مواصلة حماس فعلتها لحسابات انتخابية لم تعد خافية على متابع بسيط لمسيرة التحركات الانتخابية والتربيطات التي باتت أوضح من عقد المؤتمر من عدمه ، فهذه المجموعة ترى بغياب ممثلي قطاع غزة اضعاف لتوجه أو مجموعة تنطلق نحو الحضور الخاص في القيادة الجديدة ، وأيضا هو موقف ' سياسي كامن لديهم لا يجرأون قوله لكنهم يعبرون عنه بطرق مختلفة ، حيث يعتقدون بنظرية اعلان ' الدولة في الضفة الغربية' أولا والعمل لاحقا على استعادة القطاع ، هذه الفكرة التي يعمل فريق خاص مع بعض الباحثين الأمريكان والاسرائيلين على دراستها وصياغتها بطريقة ما ، هذ ذات النظرية ' المقلوبة ' التي تريدها حماس بتكريس سلطتها في قطاع غزة على أن تواصل البحث مع أمريكا واسرائيل عن ' دولة مؤقتة' بهدنة الى ماشاء الله.
ولكن الأمر لن يقف عند رغبة هذا الطرف الباحث عن ' اصطياد غياب قطاع غزة' أو فرصة حماس بخطف فتح عبر قطاع غزة بشكل أو بآخر ، حيث تصاعدت في الأيام الأخيرة لهجة فتح ولغتها التهديدية ضد حماس وامكانها اتخاذ خطوات غير مسبوقة في مواجهة فعلة حماس هذه ، وافتراضا أن الأمر لم يحدث به تغيير جوهري خلال الساعات القادمة ، وواصلت حماس ادارتها الظهر لكل من يحاول وقف سلوكها ' المعيب ' وطنيا وأخلاقيا ، فماذا تملك فتح من قدرة غير محسوبة ، مفترضين أن فتح ستستخدم الحكم والحكومة في قرارتها المنتظرة .
لا شك أن الخطوة الأولى ستكون وقف الحوار الوطني الفلسطيني مع حركة حماس ، وربما هذه الخطوة ما تبحث عنها حماس اساسا ولعل كل ما ترمي اليه من فعلة الخطف هذه ، هو الوصول الى هذه الخطوة كي تتنصل مع الانتخابات المرعبة التي تنتظر حماس فهي العقاب الوطني الكبير المتوقع ، ولذا ففتح قد لا تقف عند هذه الخطوة فحسب بل يمكنها أن تعود للطلب من الرئيس حما وحكومة بعقد المجلس المركزي الفلسطيني والبحث في تقرير مصير قطاع غزة ، انطلاقا من اعتباره اقليما متمردا خاصة وأن هذا القرار تم تجهيزة منذ زمن وكاد أن يرى النور لولا بعض التدخلات العربية والوطنية ، مانحة الحوار فرصة جديدة ، لكن اصرار حماس على خطف القطاع وخطف ممثلي فتح سيساعد الاتجاه القوي جدا داخل فتح والمؤسسة الأمنية بالعدوة الى هذا الخيار بكل ما يتصل به من نتائج سياسية .
هذه الخطوة التي لا تراها حماس بشكل جيد لا تزال تتداول في أوساط فتح وربما اصبح الخيار الأكثر حضورا في الذهن الفتحاوي ، مع طرح بعض ' الخيارات' كاعتبار حركة حماس حركة غير شرعية ويتم ملاحقتها قانونيا بكل ما ينتج عن ذلك من اضرار عامة ، وربما تنقسم فتح حول هذه الخطوة أكثر من اعتبار قطاع غزة اقليما متمردا ، لاعتبارات سياسية وأخلاقية أو هناك اسباب أخرى تحكم تأجيل اتخاذ هذه الخطوة .
فهل تدرك حماس أن عبثها بخطف مثلي فتح قد يشكل ردة فعل تفوق حساباتها الخاصة الخاطئة ، حتى وأن وجدت بعض من فتح يؤيدها في ذلك لكنه لا يجرؤ أن يواجه الغالبية الفتحاوية ولا الوطنية الفلسطينية ، وهل تدرك حماس أنها بذلك تعزز جدا من قوة ومنطق من تعتقد أنها تريد اضعافهم فتحاويا .
ملاحظة: لا زال هناك فرصة للعقل أن يفعل ، رغم أن الضرر بذاته اصبح حقيقة وواقعا وهو ما يحتاج جهدا مضاعفا لاصلاح آثاره .. المهم أن يدرك بعض حماس ذلك قبل فوات الآوان.
|