New Page 1
خسائر سياسية من 'عبث الكلام' : كتب حسن عصفور
19/11/2009 19:36:00
ما أن تمكنت الشرعية الفلسطينية من تحقيق ' كسب ' سياسي عبر انتزاع بيان وزاري عربي يدعم قرار الذهاب الى مجلس الأمن لتحديد حدود الدولة الفلسطينية وفق جدول زمني محدد وآلية متفق عليها ، حتى خرجت تصريحات فلسطينية في اتجاه آخر ، عندما وقعت في 'كمين ' نصبته حكومة اليمين العنصري الاسرائيلية بتلاعبها في صياغة الموقف ..
فاسرائيل ، والتي تدرك عمق واهمية القرار العربي ، تلاعبت بما صدر وأحالته الى موقف آخر تماما لا صلة له بما صدر عربيا ، فأخذت تتحدث عن نوايا الطرف الفلسطيني باعلان دولة فلسطينية من طرف واحد ، وهو ما تساوق معه بعض ' عشاق الكلام ' في الساحة الفلسطينية بداية من حماس صاحبة المصلحة السياسية في ترويج هذه ' الخدعة السياسية الاسرائيلية ' الى من لم يفكر قبل الرد من داخل اطر الشرعية ، فتباروا في تبيان ' الحق الفلسطيني ' في الاعلان بعد ' فشل التفاوض المستمر منذ 18 عاما ( بداية مؤتمر مدريد) ، وهاجوا وماجوا في البحث عن كلمات ' تبرير وتوضيح ' دون أن يذكرهم أحد أي خطر يرتكبون واي خدمة يقدمون لخطة اسرائيل السياسية لمواجهة القرار العربي واحباطه مبكرا قبل الوصول الى مجلس الأمن ..
والكارثة أن ما أرادته اسرائيل حدث بنجاح كبير ، فانطلقت التصريحات الاوروبية أولا عن عدم الترحيب بالاعلان'الاحادي الجانب لدولة فلسطينية ' حتى موسكو ، والتي تعترف رسميا بدولة فلسطين التي تفتح سفارة كاملة الحقوق الديبلوماسية تحدثت بذات اللغة الاوربية ، فيما جاء الموقف الأمريكي ( ولأول مرة )اكثر عقلانية من الموقف الاوروبي بالحديث عن أن السلطة الفلسطينية لم تتحدث مع واشنطن دون أن ينسى التأكيد أن الدولة هي نتاج للتفاوض..
بقدرة اعلامية اسرائيلية وحماقة بعض فلسطينية تم تحويل دفة ' المكسب السياسي' الى تطويق دون سبب حول مسألة الدولة الفلسطينية التي تبحث حدودها في أروقة مجلس الأمن الدولي ، وهو الذي اصدر تأكيدا على الدولة الفلسطينية في قرار سابق رقمه مميز جدا لمن ينسى 1515 ، وبالتالي ليس مطلوبا من المجلس الحديث عن حق الفلسطيني في الدولة الفلسطينية فهذا حق نجحت الشرعية الفلسطينية في انتزاعه من مجلس الأمن ( قبل الانقلاب الأسود واقامة محمية غزة) ولذا جاء قرار لجنة المتابعة العربية قبل ايام عدة للمطالبة بترسيم ' حدود الدولة الفلسطينية ' وفقا لحدود الرابع من يونيو – حزيران العام 1967 ..
المسألة هنا لماذا هذا الانجرار من البعض الفلسطيني الى التجاوب ( بعيدا عن النوايا ) مع الخدعة الاسرائيلية ، ولماذا الصمت على هذه الفوضى السياسية التي برزت مؤخرا بشكل ألحق ضررا سياسيا كبيرا بالقضية الفلسطينية وربما يحبط أو يؤجل مخطط ' الهجوم السياسي الفلسطيني المنتظر ' ، تحت ضربات الارباك او التضليل ، والغريب أن هناك عديد من التصريحات التي صدرت من قيادات سياسية فلسطينية في منظمة التحرير وحركة فتح ، أن لا حديث عن اعلان احادي الجانب للدولة الفلسطينية ، لكن اعلام اسرائيل وتحالفه ' الأصفر ' عربيا أراد غير ذلك ، اعاد طمس الحقيقة بنشر ' الكلام الضار ' لأنه يخدم خدعته السياسية ..
ربما الوقت لم يفت بعد ، خاصة مع نشوء تباين سياسي جاء من ' مستوطنة جيلو' المقامة فوق أرض بلدة بيت صفافا الفلسطينية جنوب القدس الشرقية المحتلة ، تباين بين أمريكا وغالبية اوربا وحكومة ' الاستيطان والعنصرية' الاسرائيلية ، كلام اوباما يشكل مدخلا هاما يجب التقاطه سريعا ، والحديث القادم من واشنطن ضد هيلاري عنصر آخر ، لمحاصرة الخدعة الاسرائيلية مجددا ولبناء قاعدة الانطلاق الهجومي السياسي ، تحضيرا لجلسة المركزي القادمة ..عبثية التفاوض يجب الا تصبح عبثية كلام ، فالوضع العام أخطر كثيرا من بعض الملهاة التي يعتقدها البعض الفلسطيني .. وكما قال د. عريقات عن الاستيطان : كفي يعني كفي ، يمكن استعارتها بذات النبرة والقوة لعبث الكلام : كفى يعني كفى ..
ملاحظة : اوروبا ترفع علاقاتها مع اسرائيل وسط هذه الفوضى ، بهدوء شديد ، سوى تصريح خجول من خارجية فلسطين .. كم هناك من مآسي تمر بسبب الفوضى ..
تنويه خاص : ننتظر جميعا ' مبادرة مشعل الجديدة ' المقاومة .. كيف اين ومتى .. تلك ما ننتظر من فترة .. رؤية ' الوليد'..
|