New Page 1
القضية الفلسطينية من نكبة أوسلو ...إلى نكبة سراب الدولة..!!
26/12/2009 11:23:00
بقلم : عماد عفانه - صحفي وباحث سياسي
بات من المسلمات وباعتراف مهندسي مشروع أوسلو انه كان نكبة على القضية الفلسطينية.
ورغم الايجابيات التي يحاول فريق أوسلو التغني بها والتي جاء بها أوسلو من قبيل:
- انه ساهم في خلق كيان فلسطيني لأول مرة على الأرض الفلسطينية،.
- وانه ساهم في إعادة الآلاف من اللاجئين إلى ارض الوطن.
- وانه سمح بالتعامل مع الفلسطينيين ككيان سياسيي معترف به بدل من منظمة إرهابية.
- وانه نقل ساحة الصراع من الجبهات المجاورة لفلسطين إلى داخل الساحة الفلسطينية.
إلى آخره من هذه الأمور التي قد يعتبرها فريق اوسلو من الأمور الايجابية والتي لا تكاد لا تذكر إذا ما قيست بالسلبيات بل بالنكسات والنكبات التي جرها أوسلو على شعبنا ومن بينها:
- انه اعترف بدولة الكيان الصهيوني على 78% من ارض فلسطين التاريخية وأبقى الـ22% المتبقية رهينة التفاوض مع المحتل كأرض متنازع عليها.
- أنه سكت عن القدس واللاجئين والمياه والمغتصبات واعتبرها من قضايا الحل النهائي ما أتاح للعدو الإمعان في تهويد القدس ونشر المغتصبات في كل ارض الضفة المحتلة وتلالها، وسمح للعدو بالسيطرة على منابع المياه وخزاناتها الجوفية وخلق واقعا بات من الصعب معه إجراء أي مفاوضات على إزالة المغتصبات أو القدس كعاصمة أو تنازل العدو عن خزانات المياه الجوفية، بحيث لم يبق شيء يمكن التفاوض عليه، وباتت عودة اللاجئين في عرف العدو وفريق أوسلو إلى الدولة الفلسطينية التي ستقوم في تاريخ غير معلوم.
- أنه قزم القضية الفلسطينية من قضية تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها إلى قضية تفاوض على نصيب الفلسطينيين في الـ 22% من الأرض الفلسطينية.
- أن الهوان وصل إلى حد مواصلة التفاوض من اجل التفاوض طوال 18 عاما ما سمح للعدو بخلق وقائع صعبة على الأرض كالـ600 حاجز من الحواجز التي تقطع أوصال الضفة المحتلة والجدار العازل بحيث باتت الضفة اقرب إلى الكانتونات المنفصلة بحيث بات المفاوض يجتهد في إزالتها لجهة تسهيل حياة السكان لتخفيف النقمة الشعبية التي باتت تكبر يوما بعد يوم على المفاوض وعلى فريق أوسلو وعلى مشروع التسوية بأكمله.
- أنه وبموجب الالتزامات الأمنية لأوسلو حول أوسلو الفدائيين والمناضلين من ثائرين من اجل الحرية ومن اجل التحرير تحت شعار " ثورة حتى النصر" إلى مجرد مقاولين أمنيين لتوفير الأمن للعدو ومغتصباته وحدوده وطرقه الالتفافية بحيث بات شعار الفدائي والمناضل السابق وبدلا من " ثورة حتى النصر" إلى " ثورة حتى آخر الشهر" يقوم خلالها الفلسطيني الجديد بخلع ضميره وكرامته كما يخلع حذائه في سبيل الرواتب والميزات والحوافز التي يمنحها دايتون وفياض لزبانية قمع المقاومة وملاحقة المناضلين من قبيل منح سيارة وشقة لكل من تصل رتبته إلى عميد وأشياء أخرى لمن تقل رتبتهم عن ذلك.
- أنه فتح الباب الشرعي والرسمي أمام العرب والمسلمين للسلام والتطبيع مع العدو وفتح سفارات ومكاتب تجارية في العواصم العربية تحت غطاء السلام الفلسطيني الصهيوني، ما شكل اكبر فتح سياسي لدولة الكيان.
- أنه نقل الفلسطينيين من ساحة الصراع مع العدو إلى ساحة الصراع الداخلي بين المناضلين وبين مقاولي الأجهزة الأمنية تارة، وبين النضال من اجل التحرير إلى النضال من اجل كراسي التشريعي والحكومة ووهم الدستور والقانون وسراب الشرعيات تارة أخرى.
- انه مكن العدو من السير في برامجه للوصول إلى دولة يهودية متطرفة عنصرية الأمر الذي بات يهدد مستقبل فلسطينيي الـ 48 الذي صمدوا في أرضهم وديارهم رغم المذابح والملاحقات حتى اليوم.
- أنه شوه صورة وتاريخ النضال الفلسطيني منذ بداية الثورة وحتى اليوم بحجة أن كل ما سبق من معارك ونضالات ومعانياة وشهداء وجرحى ومذابح كان إرهابا وذلك بشطب بنود الميثاق الفلسطيني التي تزعج العدو والتي تنص على التحرير او النضال أو إلى آخره من مفردات الكرامة والحرية لشعبنا الفلسطيني.
وها هو فريق اوسلو بقيادة عباس وبعد أن أيقنوا بفشل مشروع التسوية ووهم التفاوض الذي أيقنه عرفات من قبلهم، ها هم يهربون إلى الأمام في تخبط واضح وهرطقة سياسية وهلوسة مخرفين، ليعلنوا عزمهم عرض اعتراف مجلس الأمن بالدولة الفلسطينية ما سيجر على القضية الفلسطينية نكبات أخرى ليس اقلها:
- نقل الصراع مع العدو من صراع حول حرية شعب وتحرير ارض وعودة لاجئين، إلى صراع حدود بين دولة فلسطينية معنوية ليس لها وجود على الأرض وبين دولة واقعية تقطع حواجزها وجدارها العنصري ومغتصباتها الضفة المحتلة إلى قطع صغيرة وكانتونات منفصلة.
- السير بالقضية الفلسطينية من نكبة إلى نكبة ومن تصفية إلى أخرى فبعد أن حولها فريق أوسلو من قضية شعب يريد التحرر من الاحتلال والعودة إلى أرضه الى قضية سلطة تريد بعض الصلاحيات والنفوذ ولو على شبر مخنوق مقطع تحت نعال المحتل، وها هم يريدون السير بالقضية ليجعلوها مشكلة حدود تضاف إلى أكثر من 50 قضية حدودية حول العالم معروضة على الأمم المتحدة، الأمر الذي يكرس شرعية دولة الاحتلال ويثير مزيد من الشكوك حول الحق الفلسطيني فمن نكبة إلى نكبة ويا جبل ما يهزك ريح...!!
17/11/2009
|