الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

مقالات
New Page 1

في القدس وثقافة المواجهة / بكر أبوبكر

06/01/2010 22:31:00

حينما تكون الثقافة بوابة فإنها تجمع مكونات عدة ، ولا تنغلق إلا لتحافظ على خصوصية وتميز، وتظل مفتوحة لأنها تأخذ من ثقافات الأخر فلا تضعف وإنما بانفتاحها تنتج عامل قوة.

هناك أربعة رجال صنعوا بهاء القدس وانفتاحها وقوتها، اثنان منهم بإشارات إلهية والآخران بإبداعات إنسانية ثم سار الكثيرون على أثرهم ، كان الأول السيد المسيح عليه السلام الذي ترك أثرا مقيما لا يزول ثم محمد صلى الله عليه وسلم الذي اختارها كمعبر للسماء.

أما الآخران فلهما قصة مشتركة، حيث ضرب الأول في الفيافي والصحاري والقفار أكثر من شهور ثلاثة وهو يجدّ السير مع خادمه وراحلتهما ويحمل الشمس والمضاء إلى القدس حتى وصل بعد إعياء، وكان الدور في ركوب الراحلة على الخادم ليواجه جيش المسلمين وسكان القدس من وراء الأسوار منظرا فريدا حاز على الدهشة والانبهار معا فأمير المؤمنين عمر ابن الخطاب يجر الراحلة التي يركبها خادمه الذي يتصبب عرقا من خجله وهو يرجو عمر أن ينزل بلا فائدة، وما أن واجهت عمر مخاضة في طريقه نحو احدى بوابات القدس حتى رفع ثوبه وخلع نعليه ومر بها في منظر مهيب جعل من التكبيرات تناطح السحاب، وجعل من صفرونيوس -وهو الرجل الثاني هنا- يقتنع باشتراطه تسليم المدينة لعمر، صفرونيوس أدخل الزمان القادم في المكان المستقر، وعمر صنع المستقبل بإبداع الإنسان.

لقد تشكلت للقدس من هؤلاء العظماء ومن سار على دربهم خصائص ثقافة متميزة أولها أنها بوابة مفتوحة لا نافذة صغيرة، ويمكننا القول عن الثقافة عامة بانعكاس صورة القدس فيها ما يلي أيضا.

ان الثقافة من حيث هي حوض مائي يمتد تحت سلاسل الجبال فإنها تتقاطع في جغرافيا السياسة بين عدة دول ، وتربط بين مكونات الشعوب التي تشرب من المنابع وتتبادل عبر الماء الخصائص .

الثقافة روح لا تكل الطيران ومكونات مادية ، إنها سلسلة مشاعر واتجاهات تفكير وأساليب سلوكية ومسارات ذهنية، وفي الماديات هي ألوان تظهر في الأبنية والأثواب والنقوش والخطاب والفنون والآداب .

إن الثقافة هي الهوية التي تستطيع من خلالها ، وعبر مجموعة من المكونات فيها أن تفصل أو تميز بين هذه الجماعة وتلك وترسم بينها خطوطا متوازية وأخرى متقاطعة .

الثقافة تعارف

 لربما حلمت كثير من الحضارات والثقافات أن تسود فلا يغلبها غالب ، وعبر التاريخ دول سادت ثم بادت فلم تستطع حضارة واحدة وثقافة واحدة أن تشكل معلم الفرادة .

 لقد كان السيف هو الفيصل والفكر المطلق هو الحكم فأقيمت القلاع وبينت الجدران فلم تستطu الأمم إن تتجاور دون حرب.

اليوم، وفي الخمسين سنة الأخيرة تحديدا أذهلت العالم اختراعات واكتشافات بحجم ما حققته الأمم خلال ألاف السنين الماضية فانسحبت المسافات واقتربت (المكانات) وأصبح العالم بادية بلا حدود ثقافية مرهقة . وسقطت القلاع والجدران التي تمنع التواصل والتبادل والتعارف، التعارف الذي أضحى في حقيقته مصداقا للآية الكريمة " وجعلنا منكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ".

لم يكتشف العالم هذه الحقيقة القرآنية إلا حديثا بعد أن أصبحت وسائل الاتصالات والإعلام  في جيب كل منا تسير معنا في البر والبحر والجو .

لقد سقطت قيم الانغلاق بسقوط القلاع ، ووهنت مذاهب الفكر الاستئصالي والفكر المتطرف ، وعزلت الثقافة الكونية (التعارفية) أصحاب هذه الأفكار والقيم ، لان تصادم الحضارات كان –ويكون- في عصر السيوف والجمود الديني والفكري ، وعند ذوي العقول الاستعمارية.

أما تصادم العقول وصراعها فانه يكون بالحوار وحق الاختلاف دون إرهاب أو تكفير أو حكم بردة ومحاكم تفتيش أو تطرف يودي بالناس للقتل ، مع الأخذ بالاعتبار ضغط المصالح المحمية بالدبابات ، إلا ان الحوار الثقافي والتعارفي يمثل حقيقة هذا العصر .

الثقافة تعددية وتسامح

       إن الثقافة اليوم تعدد ، والثقافة اليوم تنوع ، والثقافة اليوم خصوصية مع انفتاح ، وتمايز مع تقبل للأخر ما لا يتفق مع الاحتلال وعقلية الاستبداد والسطوة الايديولوجية المطلقة المكتفية بذاتها ، وبات لا يعيش حرا من يريد أن يفرض بقوته العسكرية أو الأيديولوجية فقط ثقافته لان عوامل قوة أي ثقافة اليوم تكمن في انفتاحها وتسامحها وتقبلها للأخر.

 ومن هنا يظهر الصدام جليا في هذا  العصر الذي سطعت فيه شمس الحرية والدول الوطنية التي أسقطت من قاموسها عصر الاستعمار والحماية والاحتلال والاستبداد ، يظهر الصدام جليا بين الثقافة المنتصرة بالحرية وثقافة المهزوم بالاستبداد أو الاحتلال.

 تتنصر الثقافات كلما عكست نفسها على الحضارة خارج المكان ،متخطية الزمان ، وتنكسر كلما أحاطت نفسها بالأسوار في زمن اللاأسوار .

في القدس المسوّرة اليوم وفي فلسطين وفي مناطق محدودة أخرى من العالم يقع التصادم الحقيقي بين إرادتين وشعبين وحضارتين وثقافتين.

القدس وصراع العوالم

في القدس (صراعات) ثلاثة كبرى: صراع المعالم الحضارية ، وصراع العوالم البشرية، وصراع الرجالات وأفكارهم أو صراع الأعلام.

في صراع المعالم هدم ونبش وحفر وتدمير ومنع وإغلاق وتغريب وتسوير ، حيث حي المغاربة ينسحب لصالح الحي اليهودي ، والحائط الغربي يهوّد بغالبه، والحفر تحت المسجد الأقصى بحجم مدينة ، وشراء أو سرقة البيوت في كافة أحياء القدس على قدم وساق .

يقف الكيلومتر المربع الواحد الذي يضم المسجد الأقصى وقبة الصخرة ومسجد عمر صامدا في وجه صراع تغيير الاحتلال القسري للمعالم التي ستعكس ذاتها في الوعي والثقافة وذلك بإرادة المقدسيين ودفاعهم المستميت عن معالمهم ، وحضارتهم حضارة الأمة.

 في صراع العوالم نجد أن القدس قد انقسمت إلى 3 عوالم حيث القدس الغربية أصبحت مغتربة كليا عن القدس العربية والإسلامية والمسيحية ، أما القدس الشرقية فأصبحت عالمين منفصلين جغرافيا وسكانيا بين القدس داخل السور وتلك خارجه.

 وهذه العوالم الثلاثة في صراع مستمر يقف فيه المواطن العربي في القدس، وفي فلسطين، أمام تحدي يومي للحفاظ على ثقافته وروحه وكيانه الذاتي وبيته، وأمام خيار يومي: هل يستكين أو يقاوم ؟ هل يستسلم ويبتعد ام يجابه ؟ هل يطفئ النار أم يشعل حربا ؟

أما في صراع الأعلام مع رموز الثقافة المعادية الثقافة العنصرية ثقافة الاحتلال والإقصاء، فان رجالات القدس في العصر القديم يطلّون برؤوسهم في أزقات الشوارع ومن على المنابر وفوق الأسوار من عمر بن الخطاب إلى صلاح الدين إلى الاشرف قلاوون محرر القدس وفي سيرتهم، والآلاف من الشهداء ما دوّنه التاريخ بالتفاصيل .

 

رجالات القدس

 في العصر الحديث برز للقدس رجال كثر يذودون عنها سياسة وفكراً وأدبا وثقافة، وان كان عنواننا عن الثقافة والقدس فان أعلام السياسة حافظوا على زخم الالتفاف حول القدس وتدافعوا لإبقاء أسوارها مفتوحة كما عملوا على إبقاء الهواء حرا في سمائها، ونذكر من هؤلاء الرجال الأفذاذ الحاج أمين الحسيني مفتى القدس وابنها البار، و الملك الحسن الثاني صاحب لجنة القدس والملك فيصل بن عبد العزيز الذي دفع حياته ولم يعطر أنفاسه بهواء القدس، وفيصل الحسيني المسكون بالقدس، وصاحب شعار (على القدس رايحين شهداء بالملايين) الذي نذر حياته للقدس ياسر عرفات.

 كما نذكر عنوان القومية والإسلامية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان صاحب المقولة الشهيرة بأن الدم العربي أغلى من النفط ، وهو الذي قال في القدس وفعل.

 لقد كان هؤلاء الفرسان الستة من القادة السياسيين -وغيرهم الكثير- ممن وضعوا القدس على قائمة أولوياتهم وسعوا في المحافل والميادين على تكريسها رمزا سياسيا وثقافيا وحضاريا رافضين التخلي عنها بأي شكل فكانت حياتهم للقدس وفي مماتهم غصة.

ثقافة تشظية الآخر

الثقافة في القدس تهدم ماديا بهدم العوالم والمعالم، وتهدم روحيا بهدم سيرة الإعلام ومآثرهم، من أبناء المدينة أولا ، وممن خدموها انتصارا للمسرى والقيامة والإسلام والعروبة والمسيحية والسلام والتسامح والعدالة والحق .

المقدسي باعتباره المستهدف في كل الصراعات التي يفرضها عليه المحتل أمام نارين فإما المقاومة والصمود والتضحية وإما الانسحاب والهروب والاستسلام.

الثقافة المطلوبة عربيا وفلسطينيا وإسلاميا ومسيحيا، بل وإقليميا وعالميا هي ثقافة التحرر و العداء للفكر الانعزالي ولفكر الظلمة ولفكر الاحتلال لان فكر الاحتلال يسعى لتشظية الأخر -كما يقول المتوكل طه- بتضييق المكان ، ويسعى لتشظية الآخر بنفي المعالم والعوالم والأعلام.

 ويسعى لقتل الروح بزعزعة الإنسان كما الأشجار والأحجار المقدسة والريح والشواهد والمساجد والكنائس والبيوت والأسوار.

 ولان الاحتلال فكر معازل و(غيتوات) فإنه  يهدف لتقسيم الضفة فعليا إلى ستة أو سبعة (كانتونات) رافضا الدولة الفلسطينية، ويفعل ذلك في كل حي بالقدس ليضمن ارتباط كل كيان منفصل به فقط فأنا ربكم الأعلى وأحيي وأميت.

ثقافة المواجهة

 إن ثقافة مقاومة الاحتلال ، وان تعامل الناس مع المحتل في حدود محددات ومسارات الحياة اليومية مرغمين حيث افتقاد الخيار والبدائل، ثقافة قيمية وخلقية وفكرية وسياسية وروحية ترفض التكيّف والتعايش بما يبرر أو يدعم استمرار الاحتلال.

لذا فهي بذلك ثقافة مقاومة ومجابهة وصمود ، تبقى على صلتها بالثوابت في رفض لما يسميه الكاتب ماجد أبوغوش المافيا الثقافية أو ما يسميه د.المتوكل طه (الكمبرادور) الثقافي الذي يحاول بناء جسور الالتقاء مع العدو في ظل تسويقه لمقولة عدم وجود الحل ما يؤدي للتقبل الشعبي للعدو من خلال برزخ ( التثبيط والتيئيس والتفكيك والخلخلة الفكرية والاجتماعية وحتى السياسية ).

القدس في ثقافتها المنفتحة ليست نخبوية ولا تخاطب فئة محددة بل هي شمولية واسعة وممتدة رأسيا في عمق التاريخ والزمان الناهض فيها يجاور العصافير والأطفال والأحزان، وأفقيا على مساحة المكان وفكر الإنسان فتأتي السلوكيات والقيم والاتجاهات والرؤى في سياق هذه الثقافة، ويعبر عنها الإنسان في أكله وشربه وكلامه وحركاته، كما يعبر عنها الشاعر والكاتب والقاص  والممثل والناثر والملحن والمطرب بنفس مصداقية بائعة الكعك وبائع الخضار وبائع الحلوى والمدرس والطالب.

 

القدس الميزان

يقولون أن المدن مثل الإنسان تولد وتنمو، لكن المدن تختلف عن الإنسان بأنها قد تخلد فلا تموت، أو يطول عمرها حتى يصبح المكان فيها متجاوزا للزمان ويحملني وابني وأحفادي كما يحملك و كما احتمل أسلافنا جميعا.

والقدس مدينة الأسلاف ،مدينتي ومدينة الأحفاد ،مدينتكم، ولدت من رحم المعاناة ، وشبت على صهيل الخيول وقعقعة السيوف ، وتواصلت تكافح وتجاهد وتناضل برعاية إلهية وأيدى متوضئة، حتى أصبحت تشكل الميزان ، و نقطة انعطاف تاريخية ودينية وثقافية.

القدس اليوم تعيش 3 حالات وتحتاج منا لصوت عال وفعل دؤوب، فهي تعيش حالات:الاغتراب وتعيش الغضب، كما يلفها  الحزن فمن لها اليوم ؟ بعد ترجل الفرسان؟

ختاما يقول الشاعر الكبير محمود درويش :

في القدس

أعني داخل السور القديم

أسير من زمن إلى زمن بلا ذكرى تصوّبني

فان الأنبياء هناك يقتسمون تاريخ المقدس

يصعدون إلى السماء ويرجعون أقل إحباطا وحزنا

فالمحبة والسلام مقدسان وقادمان إلى المدينة .



  أضف تعليق
الاسم الدولة
التعليق

  تعليقات من الزائرين

جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email