New Page 1
ترقب ساخن .. 'هنا' و'هناك' /حسن عصفور
19/01/2010 13:31:00
لا توجد كثير من الأسرار فيما يدور بعيدا عن 'الأضواء' سياسيا وعسكريا في فلسطين وحولها ، خاصة مع ' حب البعض' ممن يعملون بمجال غامض لتبيان أنهم ليس كغيرهم ..وهي نعمة هامة لوسائل الاعلام وبالتالي للمواطن هنا وهناك ..
ففي الضفة الغربية هناك حراك سياسي واسع ، ولقاءات متعددة تقريبا يتصدر جدول أعمالها بندا رئيسيا ، يتصل بالملف السياسي التفاوضي ، بعد أن اتسعت رقعة الحركة فيه عربيا ودوليا ، فواشنطن وغالبية العرب واوروبا اجتهدت في تقديم ' رزمة أفكار ' حول استئناف العملية السياسية قاعدتها الاقرار بحق الفلسطيني في دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ( حزيران) 1967 مع ما يتم الاتفاق عليه من تعديلات حدودية بين الطرفين في نهاية التفاوض ، فيما يتم صياغة جدول أعمال مفاوضات الحل النهائي بكل مواضعيه السابقة ( القدس ، اللاجئين ، المياه والأمن ) ، الى جانب ما بات يسمى بخطوات حسن النوايا التي تم عرضها على الرئاسة الفلسطينية ..
يرى مقدمو هذه ' الرزمة' أنها تأخذ بعين الاعتبار ما يبحث عنه كل من طرفي التفاوض ، فهي تضع حدا لنقاش المستوطنات كبند مستقل وإنما يتم عرضها في سياق قضية الحدود التي يتم الاتفاق عليها وفقا للرابع من حزيران ( يوينو) ، وهو ما كان مطلبا فلسطينيا رئيسيا في مفاوضات الحل النهائي لعام 2000 وقد رفض الطرف الاسرائيلي ذلك كما رفضه الوفد الأمريكي آنذاك برئاسة دينيس روس .. ويبدو أن العودة لفتح هذا الطلب نجم عن موقف الرئيس عباس بتحديد أن لا تفاوض دون وقف الاستيطان كليا ، على الأقل مدة 6 أشهر تكفي لتفاوض حول مسألة الحدود ، في حين أن نتنياهو لا يريد ذلك ، فجاءت الصيغة ' توفيقية' علها تفتح بابا لتفاوض يبدو أن الوضع المتحرك إقليميا يتطلبه بشده ، خاصة مع تسارع وتيرة الاستعدادات تجاه ما يجري في منطقة الخليج العربي ..
ولا شك أن ' الصيغة الجديدة' تحمل بصمة الاستجابة للموقف الفلسطيني أكثر منها للاسرائيلي وتفتح بابا هاما لطرح عديد أسئلة تكميلية على القادمين من واشنطن والذاهبين اليها ، مما سبق أعلانه فلسطينيا وخاصة ، زمن التفاوض وآليته وإطاره ورعايته وصلة الامم المتحدة ومجلس الأمن بها ، والالتزامات المحددة التي يجب أن تكون بعد نهاية ' الزمن التفاوضي المحدد سلفا ' ، المسألة ليست في بداية التفاوض بل في نهايته الآن بعد استنفاذ كل سبل التفاوض حول مجمل ' قضايا الحل النهائي' ..
ولا شك أن الملف السياسي الرئيسي هنا يتعامل والوضع الداخلي أو المصالحة الوطنية وكأنها باتت مجرد ذكرى يتم المرور عليها في أي بيان للنيل من حماس التي رفضت التوقيع على ' الوثيقة المصرية ' ، وهو سلوك لا يستقيم مع المسؤولية الوطنية العامة ، فالقضية لا يجب التعامل معها وفقا لرد الفعل ، بل يجب أن تكون فعلا واضحا بخطة واضحة ، فذلك يخدم أكثر الملف الرئيسي على طاولة البحث ' هنا ' ، خاصة مع الحملة الاسرائيلية النشطة جدا ضد الشرعية الفلسطينية في شخص الرئيس عباس وشخص رئيس الوزراء د. سلام فياض ..
ولكن قطاع غزة ' المخطوف' يترقب غير ذلك الحراك السياسي ، فاسرائيل التي تستغل كل ' حماقة' لحركة حماس تقوم بعمل تصعيد عسكري ، فبات مشهد القتل فعلا يوميا ( هناك) بصمت أكثر من مريب من قيادة حماس وأجهزتها العسكرية والأمنية ، ولا تكتفي اسرائيل بقتلها اليومي بل ترسل كل ساعة رسالتها الى أصحاب ' المصالح – الامتيازات ' في حماس أنهم يعرفون ما عليهم أن يفعلوا لتجنب ' غضب ' اسرائيل منهم ، وهو ما وجد تجاوبا سريعا جدا عند ' الطاقم السياسي لحماس ' عندما خرج الناطق باسمه طاهر النونو القوى الفلسطينية الى ضرورة التوافق على ' مستجدات ميدانية ' .. دعوة جاءت بعد تهديد اسرائيلي صريح على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي براك لهم ..
وبدلا من مراجعة سلوكها العام ضد الشرعية الفلسطينية وضد مصر دولة وأمنا ، والاستجابة الفورية للتوقيع على ' وثيقة المصالحة ' تقوم بترديد ذات الكلام ' الممل' حول تغييرات كلامية ، فيما استجابت فورا لتهديد براك فطلبت ' التوافق ' .. منطق غريب لا يستقيم مع ما تحدث عنه مشعل في تصريحه عبر العربية السعودية .. والذي ثبت أنه ' تصريح تحت الطلب' ..
ما يحدث 'هنا' من حراك سياسي و'هناك' من بلادة سياسية ، يجب أن يصبح ملفا سياسيا واحدة تتباه الشرعية الفلسطينية بوضوح كامل ، لمنع اي تهدور على المستويين السياسي والعسكري ..
فقطاع غزة ابن للشرعية الوطنية بات ' رهينة' يحتاج فعلا لاعادته الى حضنها ... كي لا يصبح القول ' هنا و'هناك' ..
ملاحظة : تل أبيب تصرفت بمنتهى ' الصلافة' مع السفير التركي لديها .. سنرى الفعل التركي ومصداقية الكلام ..
تنويه خاص : د.سلام فياض أعاد للاعتبار ' لجنة خاصة ' برئاسته لمتابعة شؤون متعلقاتهم الوظيفية .. خطوة مبشرة ..
|