New Page 1
' حَول " حماس السياسي " / كتب حسن عصفور
04/02/2010 14:39:00
في بادرة ' هجومية' يبدو أنها غير متزامنة ولا متناسقة ايضا ، ذهب عضو مركزية حركة 'فتح' د.نبيل شعث الى زيارة قطاع غزة ، كما وصلها رجل الأعمال الفلسطيني النشط والحيوي منيب المصري ، كلاهما يتحدث ذات المسألة البحث عن وضع حد للإنقسام الذي يأكل الحضور السياسي الفلسطيني ..
تحرك وطني ينم عن بعض 'مسؤولية' نحو قطع ' ذرائع حماس' التي تضعها هروبا ببعض ' جبنتها ' من القرص الكبير ، ولعل هذا التحرك جاء في زمنه السياسي المطلوب ، حيث الأجواء باتت أكثر ضاغطة على ' القيادة الدمشقية ' لحماس بالاستجابة لما أرادته منذ اشهر ' قيادة غزة' لحماس ، ولم تربح حماس بتاتا مما فعلته لا سياسيا ولا أخلاقيا ، بل خسرت خسائر ستبقى موجودة لفترة طويلة ، خاصة موقفها مع مصر الشقيقة بعد تصعيدها الاعلامي وتظاهرها غير 'الحكيم ' وقتلها الجندي المصري أحمد الجندي ، وهي فعلة يجب على حماس أن تجد طريقا ( غير الأنفاق ) للاعتذار لمصر شعبا وحكما وعائلة الجندي القتيل .. خسائر حماس تزايدت جراء الانصياع لـ'الطغمة المالية' التي تتحكم في قرار حماس السياسي ..
أجواء حماس في قطاع غزة ، تشهد جوانب مختلفة ، بعضها لا يستقيم لاسياسيا ولا منطقيا مع البحث عن العودة الى صفوف التوافق الوطني .. فأيام قبل وصول د. شعث ، بالمناسبة قيادة حماس كانت على علم كامل بتفاصيل زيارته ، ورحبت مبكرا بها ، ووصفت شعث بأنه من ' تيار المصالحة' ( نكتة حمساوية تفتقد الظرافة) ، قام فتحي حماد مسؤول أمن حماس الداخلي بفتح باب ' التجنيد ' أمام الآف من شباب قطاع غزة لسلك أجهزته الأمنية الخاصة .. خطوة تبدو كرسالة واضحة أن القادم من ' التوافق' سيبقى ورقيا وبلا أدنى فرصة من التنفيذ الحقيقي .. خطوة حماد والتي تأتي في ظل ' الحديث عن أزمة مالية ' وحصار قطاع غزة تكشف أن مخطط حماس الحقيقي من الكلام التصالحي ليس ' تصالحا واقعيا ' بل تصالح سياسي من نوع خاص ..
تفكير حماس عبر عنه أحد قادتهم يوم الأربعاء ( 3 فبراير) بقوله أن ' عودة المصالحة شيء وعودة قطاع غزة شيء آخر ' ، كلام يفضح مسبقا بعضا مما يفكرون به من التلاعب الذي يريدونه من ' المصالحة .. مناورة سياسية جديدة هروبا من حصار تفرضه مصر على قادة حماس وخطر ضربة عسكرية إسرائيلية باتت فرائسهم ترتعد منها ، رغم التشدق الكلامي عن ' المقاومة والردع ' وهو فعل لن يرى النور ما دامت حماس تخطف قطاع غزة .. لن تقوم حماس بأي عمل عسكري ضد اسرائيل ما دام ' قادتها' يتمتعون بامتيازات الحكم التي لم يحلموا بها يوما ،لا سياسيا ولا ذاتيا .. وملف ' الفساد ' و'البذخ ' لعدد كبير منهم باتت واضحة جدا للعيان ..
وجاء تصريح اسماعيل هنية ، القائد البارز في حماس ورئيس الوزراء السابق بدعوة واشنطن والغرب لمحاورة حماس ، لترسل رسالة ' البديل أو الشريك الضاغط ' والتي أرادنها واشنطن منذ زمن .. رسالة هنية هي كرسالة دويك عشية زيارة ميتشيل .. فزمن الحديث عن بحث ' أفكار سياسية جديدة ' للتغلب على ' الضغط الأمريكي ' وطنيا يخرج هنية برسالته الى واشنطن ' حماس هنا تنتظر الرضا ' ، وقبلها بأيام تحدث د. دويك من قيادات حماس عن وجود اسرائيل الواقعي واعتراف حماس به ، واعلانه أن ميثاقهم لم يعد فاعلا ، رسالة لم يكن مضمونها سوى رسالة ضاغطة من حماس على عباس عشية وصول ميتشيل ..
'عين حماس' لا تزال باحثة عن 'الغير ' عن ' الأحنبي ' ولسانها يتحدث بلعثمة غريبة ، فلا توافق واضح ، ولا مقاومة موجودة ، كلام لا يستقيم مع 'هجوم فتح وفصائل العمل الوطني' على غزة لانهاء الانقسام .. حماس لا تزال مصابة بمرض وصفه أهلنا قديما بمرض ' الحول السياسي ' ..
ملاحظة : اعلام اسرائيل لا زال يتحدث عن تفاوض غير معلن فلسطيني – اسرائيلي .. صمت الطرف الفلسطيني على ذلك شبهة سياسية ..
تنويه خاص : محاضرة د. فياض في مؤتمر هرتسيليا حركت مياه الكلام المفيد وغير المفيد .. فرصة ولاحت ..
hasfour@amad.ps
|