الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

مقالات
New Page 1

القيادات الروحية المسيحية في فلسطين ((تدق جدران الخزان)) / غطاس أبو عيطة

07/02/2010 09:55:00

 

إزاء الأوضاع اللإنسانية والبالغة الخطورة على مصير الشعب الفلسطيني وعلى مستقبل قضيته الوطنية,تنادت القيادات الروحية المسيحية في وطننا المحتل ,إلى إطلاق صرخةٍ موجهة للعالم,لتضعه أمام مسئولياته الأخلاقية في العمل على وقف ما يتعرض له شعب فلسطين من تدمير ممنهج على يد الغزاة الصهاينة.فتحت عنوان ((وقفة حق)),أصدرت هذه القيادات برئاسة البطريرك ميشيل صباح والمطران عطا الله حنا إلى جانب عدد من الشخصيات المسيحية,وثيقة تعرض في سياقها الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني هذه الأيام,جراء مواصلة الغزاة الصهاينة تنفيذ سياساتهم العنصرية والعدوانية بحق أبناء هذا الشعب.

ففي مخاطبتهم لشعوب العالم يقول مطلقو هذه الصرخة : (( نأمل أن تكون هذه الوثيقة رافعة لجهود كل محبي السلام في العالم وعلى الأخص إخواننا من المسيحيين,وأن تلقى آذاناً صاغية كما لقيت وثيقة جنوب إفريقيا الشهيرة الصادرة عام 1985,لتكون أداة للنضال ضد الظلم والتمييز العنصري الذي يعانيه شعبنا الفلسطيني,لأن خلاص هذا الشعب,هو في مصلحة شعوب المنطقة والعالم,لأن قضيته ليست قضية سياسية فحسب,بل هي قضية يدمَّر فيها الإنسان)).

وإذ يشير مطلقو الوثيقة باسم الكنائس المسيحية في فلسطين,بأن هناك من عمل باستمرار على النأي بالصوت المسيحي عما يخوضه الشعب الفلسطيني من نضال تحرري باسم الانصراف للأمور الروحية,فإنهم يعلنون عبر هذه الوثيقة,بأنه لم يعد هناك مجال للسكوت إزاء ما يتعرض له أبناء هذا الشعب,بمسيحييه ومسلميه,من جرائم ترتكب بحق الإنسانية,حيث تعرض الوثيقة نماذج من تلك الجرائم قائلةً :-

·        هناك الجدار الفاصل الذي أقامه المحتلون على أرضنا في الضفة والقدس, والذي حوَّل قرانا ومدننا إلى سجون, فيما تخضع غزة لأوضاع غير إنسانية تحت حصار مستمر, وتفصل وأهلنا عن باقي المناطق الفلسطينية.

·        والمذلة اليومية هي ما يكابده أبناء شعبنا على الحواجز العسكرية.

·        والحرية الدينية أصبحت مكبلة في ديارنا,فالوصول إلى الأماكن المقدسة في مدينة القدس,باتت محرمة على غالبية المسيحيين والمسلمين من أبناء الضفة وغزة وحتى على المقدسيين,كما أن بعض كهنتنا العرب يمنعون من دخول المدينة المقدسة.

·        وآلاف الأسرى في السجون الإسرائيلية هم جزء من واقعنا المعاش.

·        وعملية تفريغ القدس من سكانها العرب المسيحيين والمسلمين,ماضية تحت سمع العالم وبصره.

·        والهجرة هي جزء من هذا الواقع ,فغياب كل بارقة أملٍ في المستقبل,تدفع الشباب من المسلمين والمسيحيين إلى الهجرة لتحرم الأرض من أهم مواردها البشرية من الشباب المثقف .وقد تناقص عدد المسيحيين بصورة بالغة الخطورة نتيجة الصراع المستمر,وجراء الفشل المحلي والدولي في إيجاد حلٍ لهذا الصراع.

·        وتدعي إسرائيل أمام العالم,بأن أعمالها العدوانية باستمرار الاحتلال,وبالإجتياحات الهمجية,وبالعقاب الجماعي,وكل أنواع التنكيل والقتل,هي دفاع عن النفس,بما يقلب الحقيقة رأساً على عقب,لأنه لو لم يكن هناك احتلال وظلم لا تكون مقاومة,ولا يكون خوفٌ وانعدام أمن.

                 وفي هذا السياق توضح الوثيقة:-

·        لقد رد بعض الفلسطينيين ممثلين بالسلطة على هذا الواقع بالمفاوضات,لكنه لم يحصل تقدم في مسيرة السلام,وحين لجأت القوى والأحزاب السياسية إلى المقاومة المسلحة,تذرعت إسرائيل بذلك لكي تتهم الفلسطينيين بالإرهاب,ولكي تطمس حقيقة الصراع,بحيث باتت القضية تصوَّر على أنها حرب إسرائيلية ضد الإرهاب.

·        لكن الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني هو شرٌ تجب مقاومته, وهو خطيئة تاريخية يجب إزالتها, وبذلك تغدو المقاومة حق وواجب, وتغدو الطريقة الفعَّالة لوقف الظلم ولإجبار المعتدي على وضع حد لعدوانه.

                    وتضيف الوثيقة:-

·        لقد وقع في حقنا كمسلمين ومسيحيين من أبناء هذه الأرض ظلم فادح,وذلك حين أراد الغرب أن يعوِّض ما ارتكبه من ظلم بحق اليهود في أوروبا,فكان التعويض على حسابنا وفي أرضنا,وهكذا جرى تصحيح الظلم بإيقاع ظلمٍ جديد كنا نحن ضحيته.

·        وتقول الوثيقة في إدانةٍ لما جرى من تأويل صهيوني للكتاب المقدس في الوسط المسيحي الغربي,بأنه إذا كان بعض اللاهوتيين المسيحيين في الغرب,يحاولون أن يضفوا على الظلم الذي ألحق بنا شرعية دينية,فإننا نقول لهؤلاء ,بأن صلتنا بأرضنا هي حق طبيعي ,وأنه ليس قضية إيديولوجية أو لاهوتية بقدر ما هو قضية حياة أو موت بالنسبة لشعبنا .. وإن استخدام الكتاب المقدس لتبرير أو لتأييد مواقف سياسية فيها ظلمٌ يرتكبه إنسان أو شعب بحق إنسان أو شعب آخر,من شأنه أن يحوِّل الدين إلى إيديولوجية بشرية,تجرد كلمة الله من قدسيتها وحقيقتها.

·        وتؤكد الوثيقة في الختام باسم المسيحيين الفلسطينيين والعرب من أبناء المنطقة,بأن المسلمين في هذه المنطقة هم ليسوا دعاة قتال وتطرف وعنف كما يجري تصويرهم,بل هم دعاة سلامٍ وعنوان حوار.

وهكذا فإنه عبر هذه الوثيقة – الصرخة,يتم التأكيد مجدداً على الهوية الوطنية والقومية للمسيحيين من أبناء فلسطين وللكنائس الفلسطينية على تنوع عقائدها,بحيث يغدو واضحاً بأن الغرب عبر إرسالياته التبشيرية التي رافقت حركة الاستعمار,قد فشل في تغريب تلك الكنائس,وفي دفعها نحو الكوسموبولوتية رغم ما ألحقه من أضرار بالوجود المسيحي في هذه المنطقة.

وإننا إذ نقيم عالياً ما عبرت عنه هذه الوثيقة من صحوة متجددة في أوساط الكنائس المسيحية الفلسطينية,فإن ما سنورده من ملاحظات على خطاب الوثيقة ومن إضافات تغني روحها التحررية,إنما هدفه السعي نحو تجذير تلك الصحوة ,بحيث يدرك مسيحيو الشرق بأن رسالتهم للعالم,هي رسالة شعوب هذه المنطقة التي احتضنت الرسالات السماوية الثلاث انسجاماً مع روح حضارتها التي أنمت القيم الإنسانية في الاجتماع البشري.

فلقد جاء في الوثيقة مما يفرض الحوار والاستكمال:-

·        أنها تصدر عن روح المحبة المسيحية التي ترى وجه الله في كل إنسان بمن في ذلك وجه العدو الغازي والمحتل.

·        وأن مقاومة الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني هو حق وواجب ,لكن المقاومة يجب أن تصدر عن تلك الرؤية(المسيحية),باعتبارها الطريقة الفعالة لوقف الظلم,ولدفع الظالم والمعتدي لأن يتخلص من الشر الذي بداخله.

·        وهي تدعو لذلك,إلى مقاومة الاحتلال بالأساليب غير العنفية التزاماً برؤية السيد المسيح بأن لا نقاوم الشر بالشر.

·        وتقصر نقدها على اللاهوتيين في الغرب,الذين قدَّموا تأويلاً صهيونياً للكتاب المقدس ,دون التطرق لجذر هذا الانحراف في الكنائس الغربية.

·        كما تتبنى حلاً سياسياً للقضية الفلسطينية يقوم على مبدأ التسوية,بما لا يتسق مع ما تذكره حول طبيعة الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني,جراء ظلم لم يرتكبه هذا الشعب وغيره من شعوب المنطقة بحق اليهود.

وإزاء ذلك نود القول :-  

أولاً – لقد دلَّلت تجارب الشعوب ((التي استطاعت أن تهزم الشر في نفوس أعدائها من الغزاة والمستعمرين)),بأن ذلك لم يتحقق عن طريق أشكال المقاومة السلمية وحدها,وإن وثيقة جنوب إفريقيا المشار إليها,ما كانت لتجد آذاناً صاغية في العالم لو لم تدعم بالمقاومة المسلحة التي أطلقها المؤتمر الوطني الإفريقي ,وما كان ليسلِّم المهاجرون الغزاة البيض بالحل الديمقراطي بديلاً عن نظام الأبارتيد,دون استنزاف هذا النظام عبر كل أشكال النضال وعلى رأسها المقاومة المسلحة,بمعنى أن العقوبات وحدها التي فرضها العالم على هذا النظام,ما كانت لتهزم النزعة العنصرية التي تأسس عليها.

ثانياً -  ما يجب أن يعيه مسيحيو الشرق بوضوح تام,هو أنهم جزء من نسيج ومن هوية ومن ثقافة المنطقة,بحيث لا يتم الحديث عن (( إخواننا المسيحيين في العالم وخاصة في الغرب)).فهذا الغرب أتى غازياً ومجرماً إبان الحروب الصليبية,معبراً عن مسيحيته الغربية التي طالت شرورها مسيحيي الشرق آنذاك,وبسبب القيم الإنسانية التي جسدها صلاح الدين في تعامله الإنساني مع الغزاة المهزومين,فإن الوعي الشعبي الأوروبي قد نسب هذا القائد التاريخي العظيم إلى المسيحية,لأنه لم يكن بمقدوره الفهم,بأن الإسلام يحمل ذات القيم الإنسانية التي تحملها المسيحية,قبل أن يعاد إنتاجها في الغرب وفق قيم الثقافة والحضارة الغربية.

ثالثا – ومن هنا تأتي دعوتنا للمسيحيين في المنطقة,إلى إعادة قراءَتهم للتاريخ,لكي يعوا على سبيل المثال,لماذا استقبل المسيحيون العرب الفتوحات الإسلامية,إذ لم يتم ذلك باعتبارها فتوحات عربية وحسب,بل لكونها أتت انتصاراً للمسيحية الشرقية التي فرض عليها الغرب مفاهيمه المسيحية عن طريق الاضطهاد ,ليتواصل هذا الاضطهاد فيما بعد عبر الحروب الصليبية,ثم عبر الغزو الاستعماري الذي مهَّدت له الإرساليات التبشيرية الغربية التي مزقت جميع كنائس الشرق باسم هدايتها إلى المسيحية الحقَّة.

رابعاً – وفي هذا السياق ,نود المضي إلى جذر الانحراف في المسيحية الغربية,والذي أشار له بوضوح تام المحاضر في جامعات رومانيا حول تاريخ الكنيسة يان دوبراتشنسكي,مبيناً أن هذا الانحراف ,بدأ على يد أسقف بريطاني منذ القرن الرابع للميلاد,من خلال إعلانه بأن الإنسان هو في غير حاجة للنعمة الإلهية لكي يصل إلى روح الرسالة المسيحية,لأن العقل وحده قادر على ذلك.وبعد كل تلك القرون,أتى البابا بندكت السادس عشر,لكي ينطلق من ذات المقولة,قائلاً بأن العقل الغربي عبر الحضارتين اليونانية والهلِّينية,هو ما أخرج المسيحية من همجيتها الشرقية,وإلا لكانت المسيحية قد بقيت كالإسلام,ديانة خالية من العقل والمنطق ونازعة إلى العنف.ومن هنا نقول ,بأن على المسيحيين الشرقيين من أبناء المنطقة,إعادة المسيحية إلى جوهرها الإنساني الذي جسده الإسلام,حين اشتق تسميته من فكرة الخضوع للمطلق اللامتناهي,وعدم التعالي على هذا المطلق باسم عقل يحوِّل نسبيَّه إلى مطلق ,لكي يبرر كل الجرائم التي يرتكبها أصحابه بحق من هو على صورة الله ومثاله,واضعين من يقاومون نزعتهم العدوانية خارج دائرة من تشملهم صورة الخالق.

ونقول في الختام ,بأن طبيعة الصراع الدائر على أرض فلسطين,قد أوصل الوعي المسيحي الفلسطيني والعربي والمشرقي إلى هذا المستوى في التطور,لكننا نأمل بأن يرقى هذا الوعي إلى مستوى استيعاب جذر الصراع مع الغرب الاستعماري,لأنه عن طريق مثل هذا الوعي وعندما يتم تعميمه,يمكن لشعوب المنطقة,أن تتجاوز خطر تمزيقها على أسس طائفية وعرقية ومذهبية وقبلية,بحيث تغدو قادرة على مواجهة مشاريع المستعمر التي تبلورت في مشروع صهينة المنطقة.  

* الأستعارة هي في رواية غسان كنفاني رجال تحت الشمس,حيث طرح سائق الصهريج في الرواية السؤال الوجودي على الفلسطيني :- لماذا يسلِّمون بالمصير الذي يفرضه عليهم الأعداء؟ 

 



جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email