الصفحة الرئيسية

 

انضموا الى صفحة الفيسبوك

   *   علاقة حركة حماس بالإخوان المسلمين بعد تولي الأخيرة الحكم بمصر من خلال سلسلة من الاحداث بين الفريقين (طلبة تخصص الاعلام بجامعة النجاح الوطنية نموذجا) إعداد أنوار ايمن حاج حمد    *   في لقاء مع جريدة القدس الفلسطينية    *   الاحتلال يفرج عن النائب حسام خضر بعد اعتقال دام 15 شهرا    *   من كل قلبي اشكر كل من تكبد عناء السفر وجاء ليهنئني في تحرري من الاسر ويشاركني فرحة الحرية    *   تهنئ لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين جماهير شعبنا الفلسطيني بالإفراج عن:    *   أتوجه لكم يا أبناء شعبنا الفلسطيني البطل أنا حسام خضر ..    *   حسام خضر الفتحاوي العنيد .. يتوقع إنتفاضة ثالثه..و يشاكس الحريّة.    *   تجديد الاعتقال الإداري للمرة الثالثة بحق النائب الأسير حسام خضر 6 أشهر أخرى .    *   

لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين

مركز يافا الثقافي

الحرية للأسير القائد حسام خضر


ليلة الإعتقال


للنكبة طعم العلقم في حلوقنا


خاطرة من وحي الاعتقال


موت قلم


لا يوجد تصويتات جديدة حالياً نتائح آخر تصويت

هل تتوقع اتمام المصالحة بعد انتخاب الرئيس المصري الجديد محمد مرسي؟

نعم: 36.84 %
لا: 31.58 %
لا أعرف: 31.58 %

التصويت من تاريخ 04/08/2012
الى تاريخ 04/12/2012
مجموع التصويتات: 57

مقالات
New Page 1

ليبرمان البلطجي الفاشي/ غازي السعدي

20/02/2010 12:25:00

 

  أحدثت تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلية "افيغدور ليبرمان" لسوريا ضجة كبيرة في الحلبة السياسية الإسرائيلية، وأثارت ردود فعل ساخطة لدى العديد من نواب الكنيست، في الوقت الذي التزم فيه رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، ووزراء حزب الليكود الحاكم الصمت، وللتخفيف من الأضرار التي أحدثتها تهديدات "ليبرمان" عقد اجتماع بين رئيس الحكومة مع "ليبرمان"، وصدر عنه بيان هزيل من قبلهما، في الوقت الذي اعتبر فيه "ليبرمان" بأن أقواله اصطدمت بردود فعل هستيرية، وأنه يرفض التراجع عنها.

            "ليبرمان" لم يترك دولة دون مهاجمتها، بدءاً من مطالبته بقصف طهران ... أسوان، وأقواله ضد مصر والرئيس "حسني مبارك" قبل عام، ومن فوق منصة الكنيست بإرساله "مبارك" إلى الجحيم، ومهاجمته لسورية ولبنان وإيران والسعودية والسلطة الفلسطينية ودول عربية أخرى، وبعض الدول الأوروبية التي اتهمها باللاسامية، وتعرضه إلى رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، وإلى رئيس الحكومة الفلسطينية "سلام فياض"، والمسرحية التي قام بها نائبه "داني أيالون" بإهانة السفير التركي في إسرائيل، والتي عززت الفتور القائم في العلاقات الإسرائيلية-التركية، حتى أنه هاجم وزير الدفاع الإسرائيلي "ايهود باراك" حيث وصفه بوزير فاشل، ولم تسلم أية جهة أو مؤسسة من لسانه الطويل والسليط، فقد هاجم نواب في الكنيست، وخاصة النواب العرب، كما هاجم الشرطة الإسرائيلية، ومحكمة العدل العليا، والنيابة العامة، ومديرية التحقيقات، ولم يسلم منه المواطنون العرب في الداخل بل ودعا لإعدام الذين يقومون بإجراء اتصالات مع المنظمات الفلسطينية، فأقواله ومواقفه مفيدة لنا وتزيد من تعرية إسرائيل، وتفيد العرب إذا ما عرفوا كيف يستغلونها، فتصرفاته لا توحي بأنه وزير خارجية، لأن مهمة هذا المنصب هي تحسين علاقات إسرائيل مع دول العالم، غير أنه يعمل العكس، ويساهم في عزلة إسرائيل عن العالم، فصورة إسرائيل في الأساس غير مشرقة، إلا أنها تراجعت كثيراً في علاقاتها الدولية، باعتراف المسؤولين الإسرائيليين وإعلامهم، والحقيقة فلا وجود لسياسة خارجية لإسرائيل، بل أن جل اهتماماتها منصب على الاستيطان والتوسع والحروب وقمع وتشتيت الفلسطينيين بصورة منهجية، وأن كل ما يعمله "ليبرمان" متناغم جداً مع رئيس حكومته "نتنياهو".

            إن الإستراتيجية الحقيقية لإسرائيل تقضي بتحقيق الحلم الصهيوني بإقامة إسرائيل الكبرى من البحر إلى النهر إن لم يكن أكثر، وهي تعارض الانسحاب من هضبة الجولان السورية، حتى مقابل سلام كامل معها، وتعمل على منع إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بل أن ما يقومون به هو التخلص من معظم المواطنين العرب وتهجيرهم إلى الخارج، حتى أن مواطنيهم من عرب الداخل، من حملة الجنسية الإسرائيلية، لم ينجوا من سوء المعاملة والتمييز لحملهم على الهجرة، فحكومة "نتنياهو" تعتبر من أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفاً وفاشية، وأن اهتمام "ليبرمان" بشكل خاص، وتصريحاته موجهة لإرضاء المتطرفين الإسرائيليين وما أكثرهم، وبخاصة المهاجرين الروس، بهدف تعزيز قدراته الانتخابية، فهو يطمح بأن يصبح رئيساً للحكومة في المستقبل، فمن هو "ليبرمان"؟.

            ليبرمان من مواليد "مولدافيا" عام 1958 في الاتحاد السوفييتي سابقاً، هاجر لإسرائيل عام 1978، التحق في الجامعة العبرية للدراسة، وحصل على البكالوريوس في العلوم الاجتماعية، يتحدث اللغات العبرية والروسية والإنجليزية والرومانية، وأثناء دراسته وصفه زملاؤه بالبلطجي والمغامر، وهذه السمة فتحت المجال أمامه ليعمل حارساً في أحد النوادي الليلية التي تحتاج إلى بلطجي، في الوقت ذاته وأثناء دراسته، كان نشيطاً في خلايا اليمين في اتحاد الطلبة، خدم في الجيش برتبة عريف، ويسكن في مستوطنة "نوكديم" في الضفة الغربية، عمل في مواقع عديدة، وانضم إلى حزب الليكود، وفي عام 1993 عين مديراً عاماً لحزب الليكود وكان مقرباً من نتنياهو الذي كان يحتاج إليه للحصول على أصوات المهاجرين الروس، وفي عام 1996 حين فاز حزب الليكود بانتخابات الكنيست، وانتخب "نتنياهو" رئيساً للحكومة، عين "ليبرمان" مديراً عاماً لمكتب رئيس الوزراء ، وقد عرف ليبرمان برجل المهمات القذرة والخاصة، وبالشخصية المصارعة التي تشبه الثور الهائج المثير للجدل، وتسببه بالأزمات، لكنه استقال من هذا المنصب بعد سنة واحدة، بعد أن فتح ضده ملف جنائي لاعتدائه على طفل من أبناء جلدته، غير أنه لم يستسلم، ففي عام 1999 شكل حزبه الحالي "إسرائيل بيتنا"، وقد نجح باستقطاب معظم المهاجرين الروس لحزبه، ومن المعروف بأن هؤلاء المهاجرين من أكثر اليهود تطرفاً، وأن القاسم المشترك بينهم وبين ليبرمان هو التطرف.

            في انتخابات عام 2001، حصل حزبه على أربعة مقاعد، فعين وزيراً للبنية التحتية في حكومة "أرئيل شارون" الأولى، ثم استقال من منصبه احتجاجاً على رفع الحصار عن رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات"، كما استقال بشكل مفاجئ من عضوية الكنيست، لكن شارون وفي حكومته الثانية عام 2003 استدعاه وأسند إليه وزارة المواصلات، وفي نفس العام أقاله شارون من منصبه، لمعارضته للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، وفي شهر نيسان من عام 2004 استدعي من قبل الشرطة للتحقيق معه، لعلاقته مع المافيا الروسية، وقضايا وصفقات أخرى درت عليه ملايين الدولارات، وما زال التحقيق مستمراً داخل وخارج إسرائيل، أما في عام 2006، فقد تحالف مع حزب "الاتحاد الوطني" وحصل هذا التحالف على (11) مقعداً في الكنيست فقد انضم لحكومة "ايهود اولمرت"، ليشغل منصب نائب رئيس الوزراء، ووزيراً للشؤون الإستراتيجية، ومكلفا بالملف النووي الإيراني، فإن "لليبرمان" تاريخاً طويلاً خلال فترة قصيرة، لا تتعدى الثلاثة عقود، فهو يلعب دوراً مؤثراً من خلال توازنات القوى في تشكيل الحكومات، ووضع برامجها السياسية، خاصة في أعقاب الانتخابات الأخيرة عام 2009، حيث فاز حزبه بـ (15) مقعداً، وفرضت هذه النتائج حصوله على منصبه الحالي، إضافة إلى أربعة حقائب وزارية لأعضاء من حزبه.

            إذن .. فإنه ليس بالغريب على هذا الرجل المغامر والطموح، بأن يدلي بتهديدات ضد سورية، في خطابه أمام رجال الأعمال الذي عقد في جامعة "بار ايلان" فماذا قال "ليبرمان":" إذا ما واصل الأسد تحدي إسرائيل، فسوف يفقد هو وعائلته السلطة، وأنا أقول للأسد وللمعلم بصورة واضحة، أن تصريحاتكم التي أطلقتموها مؤخراً، هي بمثابة تغيير درامي في اللعبة، وتهديد مباشر لإسرائيل، وأعتقد أنكما تجاوزتما الخطوط بصورة يستحيل المرور عليها مر الكرام، فقد سمعنا الدعوة المؤثرة التي أطلقها وزير الدفاع "باراك" لسورية، للعودة إلى طاولة المفاوضات، وكان خطابكما هو الرد عليها"، وأضاف:" إن من يعتقد أن التنازلات الإقليمية ستفصل سورية عن محور الشر (ويقصد إيران) فإنه مخطئ، يجب دفع السوريين كي يفهموا أنه يتوجب عليهم التنازل عن المطالبة بهضبة الجولان، كما تنازلوا عن الاسكندرونة، فآمل أن تكونوا قد استوعبتم الرسالة، وقال بأن الأسد لا تهمه أرواح الناس، ولا القيم الإنسانية، وإنما مهتم بالسلطة فقط، وحتى الآن لم يكن هناك تلازم بين خسارة الحرب، وخسارة السلطة، فجمال عبد الناصر خسر الحرب وبقي في السلطة، كما أن والد بشار الأسد، كان قد خسر الحرب ضد إسرائيل وبقي في السلطة هو الآخر.

            إن البيان المشترك لكل من "نتنياهو" وليبرمان في أعقاب هذا التهديد، وبعد الاجتماع بينهما، كان محسوباً جيداً، لكي لا يستفز "ليبرمان"، بهدف استقرار الائتلاف الوزاري، وعدم انسحاب حزبه منه، ولتقليل الأضرار التي أحدثها خطاب "ليبرمان"، فكان البيان هشاً، أما ردود الفعل على الخطاب فكانت سريعة وغاضبة، فوزير الدفاع "باراك" أعرب عن تحفظه على أقوال ليبرمان بشأن سورية، قائلاً بأن المفاوضات مع سورية هي بمثابة مصلحة إستراتيجية إسرائيلية، وأن التهديدات لا تسهم في أي شيء، ورد حزب "كديما" على تصريحات "ليبرمان"، أنه في ظل غياب زعامة واضحة، فإن كل وزير يثرثر دون مسؤولية، وأن إسرائيل الرسمية تعمل على إذكاء النيران، أما "حاييم اورون"، رئيس حزب "ميرتس"، فوصف وزير الخارجية "ليبرمان" بوزير حرب، يعمل على تحويل الدبلوماسية الإسرائيلية إلى صفعة، بدلاً من تسوية المشاكل، فإنه "ونتنياهو" يعملان على خلقها بصورة اصطناعية، ودعا النائب "ايتان كابل" من حزب "العمل"، رئيس الحكومة إلى إقالة "ليبرمان" فوراً، فلا يجوز أن يتولى شخص قليل الفهم يتجاوز جميع الخطوط الحمراء هذا المنصب الحساس، كما قال النائب "آفي ديختر" بأنه يتوقع من رئيس الحكومة إقالة "ليبرمان" فوراً، أما جريدة "معاريف 5/2/2010"، فقد عزت تهديدات "ليبرمان"، بأنها ترمي لإحباط الجهود والاتصالات السرية التي تبذل لإحياء المفاوضات مع سورية، والتي يعارضها "ليبرمان" وقال الوزير السابق النائب الحالي من حزب "كديما" مئير شطريط"، بأن تهديدات "ليبرمان" فارغة من المحتوى، وأن "ليبرمان" لا يفهم معنى الحرب مع سورية، وطالبت الإدارة الأميركية إسرائيل بتوضيحات حول خطاب التهديدات من قبل ليبرمان، وهذه الردود هي غيض من فيض ما جاء رداً على تلك التهديدات.

            وخلاصة القول، فإن العقيدة التي يتبناها "ليبرمان" جزء لا يتجزأ من أهداف الحركة الصهيونية، بل أنه يتجاوزها حين يقول أنه يجب الحفاظ على دولة ذات قومية واحدة هي اليهودية، وأن وجود أقلية كبيرة، يتناقض مع هذا الهدف من وجهة نظره، وأن رؤيته هي بالحفاظ على الدولة اليهودية نقية، أي بلا عرب، ويطالب فلسطينيي الداخل بإعلان الولاء لدولة إسرائيل، وأداء الخدمة العسكرية، ويهدد بترحيل كل من يرفض ذلك إلى مناطق السلطة الفلسطينية، ودعا لترحيل 90% من عرب الداخل إلى الأراضي الفلسطينية، وأنه من أكثر المتحمسين لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، فهذا هو البلطجي الفاشي "ليبرمان".

 

 



جميع الحقوق محفوظة ماسترويب 2009
Email