New Page 1
الجبهة الديمقراطية وفية دوماً لفكرها وموقعها في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية/ معتصم حمادة
21/02/2010 10:30:00
الجبهة الديمقراطية هي الفصيل الفلسطيني والعربي الأول الذي يجاهر بيساريته ويتبنى الكفاح المسلح ضد الاحتلال أسلوباً نضالياً.
• ميزت الجبهة بين التحليل النظري المجرد حول البناء الطبقي للمجتمعات، وبين ضرورات التحالف الوطني وبناء الجبهات الوطنية المتحدة في مواجهة الاحتلال وأعداء الشعب فدخلت م.ت.ف. وأصبحت فيها طرفاً مقرراً في المحطات كافة.
• ميزت الجبهة بين الموقع التمثيلي للمنظمة ودورها في توحيد الشعب، وبين أداء القيادة المتنفذة في المنظمة، ولذلك حافظت على موقعها فيها، بينما غادرها الكثيرون يميناً ويساراً، وتركوها معرضة لرياح التمزق وصنع البدائل.
• أدركت الجبهة منذ مطلع السبعينيات أهمية وضع أسس متينة وديمقراطية لبناء الوحدة الوطنية، فاقترحت منذ ذلك التاريخ مبدأ التمثيل النسبي أساساً لبناء المؤسسات الوطنية.
• شكل البرنامج المرحلي، الذي تقدمت به الجبهة إلى الحالة الوطنية الفلسطينية، قفزة تاريخية، صانت المقاومة والحركة الوطنية وم.ت.ف.، في وقت هبت فيه رياح هوجاء هددت بالإطاحة بكل تضحيات شعب فلسطين والعودة به إلى المربع صفر.
• نظرت الجبهة إلى البرنامج المرحلي نظرة جدلية فعملت على تطويره مع كل محطة، ليستجيب لمتطلبات النضال واستحقاقاته، الأمر الذي أكد أهمية هذا البرنامج، ومدى صدقية استجابته لمصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه وتجسيدها تجسيداً ثورياً.
• تبنت الجبهة الديمقراطية الكفاح المسلح منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها، وشعارها على الدوام «البندقية بيد.. والبرنامج باليد الأخرى» وفي علاقة جدلية، وفر خلالها العمل المسلح دعما ملموسا للبرنامج السياسي، وفتح البرنامج السياسي خلالها آفاقا جديدة أمام العمل المسلح.
• لم تعبر الجبهة عن موقعها اليساري عبر إطلاق الشعارات الرنانة، بل ببرامج وسياسات ومواقف وسلوكيات وأداء، كلها أعطت لمفهوم اليسار بعده الحقيقي، بعيداً عن السياسات العدمية أو العبثية أو المغامرة أو التنازلية.
• من موقعها اليساري، أعادت الجبهة قراءة التاريخ الفلسطيني وفي القلب منه التجربة الفريدة للمجاهد الشيخ عز الدين القسام، واستلهمت منها دروساً وعبراً كثيرة.
• قدمت الجبهة خلال أكثر من أربعة عقود من عمرها ضريبة غالية من دماء شهدائها، وآلام جرحاها، وعذابات أسراها، ومعاناة مناضليها.. وما زالت على الوعد وفية وستبقى.
تعبر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى عامها الثاني والأربعين، في ظل استحقاقات سياسية على أكثر من مستوى، أهمها مستوى العلاقات الفلسطينية ـ الفلسطينية، في ظل الانقسام وتوقف الحوار وانسداد الطريق أمام الورقة المصرية، بكل ما في ذلك من تداعيات على المؤسسات الفلسطينية ومشروعيتها القانونية والشعبية، ودورها وإنجازاتها وقدرتها على تحمل المسؤوليات المنوطة بها، وأهمها أيضاً مستوى العلاقات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، في ظل انسداد عملية التسوية وتداعيات مثل هذا الانسداد على الحالة الفلسطينية، والأوضاع الإقليمية، والاحتمالات المرتقبة وتأثيراتها على أكثر من صعيد، وفي أكثر من اتجاه.
وفي ظل هذه الاستحقاقات تطل الجبهة الديمقراطية مرشحة للعب الدور التاريخي المنوط بها، إن من موقعها في الحركة الشعبية والوطنية الفلسطينية، وفعاليتها في تطوير هذه الحركة ومدها بعناصر التقدم والتصاعد التدريجي، وإن في موقعها في المؤسسة الفلسطينية، على مستوى م.ت.ف. أو على مستوى السلطة الفلسطينية. ولا يقع ترشيح الجبهة للعب هذا الدور التاريخي اعتباطاًَ، بل يأتي انسجاماً مع الموقع الذي احتلته، عبر أربعة عقود من النضال، في صفوف المقاومة والحركة الوطنية الفلسطينية، وحركة التحرر العربية والحركة الثورية في العالم. مثل هذا الموقع، احتلته الجبهة بفعل حيويتها الفكرية السياسية والجماهيرية والكفاحية، خاصة في ميدان الكفاح المسلح ضد الاحتلال والاستيطان، وفي الدفاع عن الشعب والوطن والثورة، قدمت في هذا المجال صفاً واسعاً من شهدائها، قادة وكوادر ومقاتلين، وقدمت بذلك نموذجا نادراً ليس في الحركة الوطنية الفلسطينية بل في عموم الحركة الثورية في العالم.
|