New Page 1
حركة ' الجنرلات ' تتزايد / حسن عصفور
25/02/2010 09:39:00
لا يمر إسبوع دون أن يحضر الى المنطقة وفدا أمريكيا ، عسكريا أو سياسيا ، فيما تستقبل واشنطن وفودا سياسية متعددة الجنسيات ، ولا حديث لكل هذه الوفود سوى 'المسألة الإيرانية' والتي تحتل الجزء الأكبر في ' الأجندة السياسية – العسكرية' الأمريكية – الإسرائيلية بدعم بات أكثر من واضح من الاتحاد الاوروبي فيما بدأت روسيا تتناغم وتقترب من ذلك الدعم ، مع كل خطوة تقدم تحققها موسكو على مسار علاقاتها مع ' دول الغرب' وخاصة أمريكا .. بينما لا تزال الصين تمارس هوايتها التي اشتقتها بـ'إبداع خاص' منذ السبعينات ، أن ' لا هدايا مجانية فلكل موقف ثمن ' ، وهو ما تدركه تل أبيب جيدا فارسلت لها وفدا إستراتيجيا لتقديم كل ' المغريات المطلوبة ' بإعتبار بكين لا تزال ' العقبة الأخيرة لمحاصرة ' بلاد فارس' ونظامها الراهن ..
الحركة العسكرية – السياسية النشطة في المنطقة ، تتسارع مع كل يوم وكأنها تتسابق مع 'عقارب ساعة' تم وضعها في ' تلة الموساد' بتل أبيب ، وأخرى تدق بعقاربها في ' البنتاغون' في واشنطن – فرجينيا ، ولم يعد خافيا أن المسألة قيد البحث راهنا ، مع كل حركة تدور ، ليس قرار الحرب ذاته ضد' بلاد فارس ' بل زمنه وحجمه وطبيعته ، حيث الكلام الأمريكي يكشف كل يوم مضامين جديدة تهيئة لتنفيذ القرار ..
المنطقة العربية وما حولها تعيش ' أجواء حربية ' بإمتياز ، رغم أن وسائل الاعلام العربية لا تهتم كثيرا بملاحقة ما يتم من عمل تحضيري كبير ، لأسباب بعضها معلوم ، خوفا من الصاق التهم العمالة والتجسس والخيانة التي باتت جزءا من كلام يومي دون إدراك مخاطره النفسية على مستقبل الأجيال ، لكن العمل يجري على قدم وساق ، والأطراف ذات الصلة لم تعد تخفي ذلك أبدا ..
ولعل خطاب الأمين لحزب الله قبل أيام والذي تحدث فيه عن المقدرة العسكرية الكبيرة لحزب الله ، شكل بعضا من الرسائل ' المضادة' للتحضيرات الجارية ضد ' بلاد فارس' وتأتي زيارة نجاد الخميس ( 25 فبراير – شباط) الى دمشق ، وعقد لقاءات مع الرئيس السوري وكذا حسن نصرالله ومشعل وشلح وبعض ممن ترى فيهم طهران ' عناصر مساعدة' ، تأتي في سياق رد الفعل الاستباقي ، وكأنها تريد القول لواشنطن – تل أبيب ، أن هناك ما يمكن فعله عبر هذا ' التحالف ' ، حيث تصر طهران على التعامل معه على اساس الماضي وليس الحاضر ، لا تريد رؤية متغيراته التي حدثت ، خاصة لسوريا وحماس ، واللتان لن تكونا مطلقا ، جزءا من معركة بلاد فارس القادمة ، مهما كانت الوعود والمبالغات ، فسوريا حسمت أمرها نحو ' تطبيع' علاقاتها مع واشنطن في كل المجالات ، بينما حماس لا تملك أن تلقي بنفسها لتهلكة تبعات ما بعد الحرب ، بعد ' المكاسب السياسية' التي حققتها منذ أن فرضت واشنطن – تل أبيب إنتخابات تأتي بها ، وحماس التي تتحدث من طهران لغة يعتقد سامعها أن الأرض أوشكت على الاهتزاز تحت أقدام ' الغزاة' تنسى كل ذلك مع أول محطة جوية قادمة .. فيما تمارس ' حظرا شاملا ' على أي نشاط ضد إسرائيل من قطاع غزة وتمارس ' ضبط النفس' الأقصى في الضفة الغربية ، لذا فأدوات ' التهديد الإيراني باتت مخرومة ' ..
' أجواء الحرب ' تتسع ، تتزايد والغرب يستعد جيدا ، لما بعد الحرب ، بما فيها أثر ذلك على ' قضية الشرق الأوسط ' وما يرتبط بها من حلول ليست كما هي معروفة اليوم ، حلول ستنطلق بقاعدة ' إرتباط حلقات الحل السياسي' بعضها بعضا ، تقارب ما كان في 'مؤتمر مدريد ' قبل عشرين عاما تقريبا ، ولكن بتعديل بسيط ربما ، دمج ' الثنائي بالمتعدد' لخلق ' السلام الاقليمي ' ..
ملاحظة : يجب الا تهدأ حركة الفعل الاحتجاجي الوطني ضد ' قرار نتنياهو' .. فهو ضرورة كي لا نجد ' بقية الوطن أثرا يهوديا' ، وربما يؤدي الى تسارع ' لتوافق وطني ' أيضا ..
تنويه خاص : بدون حسد قطر دفعت ' مليار دولار' لصندوق دارفور .. مقابل أن يكون التوقيع عندها ..' شطارة' لكنها مش كبيرة ..
hasfour@amad.ps
|