New Page 1
خطأ يكشف جبل الشيطان / حسني المشهور
28/02/2010 09:40:00
لا أدّعـي الإحـاطة بالأمـور وسـير الأحـداث فيهـا ، ولكـن اسـتقـراء المـواقـف والتطـورات والأطـراف يثير عـلامـات اسـتفهـام كـبرى !!!
تبـدأ الـرواية بخـبر عـن وفـاة الشـهيـد بعـارضٍ مـرضي وينشـر أهلـه وحزبـه النعي على هـذا الأسـاس ... وبعـد أسـبـوع يُعـاد سـرد الروايـة وأن الوفـاة كانـت بفعـل فاعـل ... وأن هـذا الفاعـل مجموعـة بـدأت بأربعـة ... ثـم ازدادت إلى سـبعـة فـأحدى عشـر ... سـبعة عشـر ... سـتة وعشـرين ... وارتفعـت إلى أكـثر من الأربعيـن من ذكور وإنـاث وجنسـيات من ثـلاث قـارات حـتى الآن ومـا زال العـدّاد يـعـد أشـخاصـاً وجنسيات .
ومـع الإكبـار والإجـلال لكـل شـهيـد قضى في الطـريـق إلى فلسـطين ومن أجلهـا وطنـاً وتقريراً للمصير وحـقاً للعـودة فـإن اسـتهـداف الشـهيـد لـم يكـن بحـاجـة إلى كـل هـذا الحشـد الـذي ظهـرت أسماؤه ، وتلـك الأسماء والجنسيات الـتي لـم تظهـر بـعـد ... وسـتظهـر لاحقـاً ليـس لاسـتجـلاء حقيقـة الاغتيـال للشـهيـد فحـسـب ... بـل لاسـتجـلاء أسـبـاب هـذا الحـشـد وحقيقـة الأهـداف الكامنـة خلفـة .
ومـع التقديـر والاحـترام للمهنيـة والشـفافيـة العاليـة التي تعاملـت أجهـزة الأمـن الإماراتيـة وفي طليعتها شـرطة دبي بقيـادة رجـل لـم يـُعرف عنـه إلا التفـانـي في أداء واجبـه ومهـام وظيفتـه العمـوميـة والتي لـم يُشـغـل نفسـه إلا بهـا في بـلـد تجـذب فيـه فـرص الربـح المتاحـة وتغري نشاطاتهـا الجميـع ليخرج من وظيفـة العمـوم إلى فُـرص وأربـاح الخصـوص الـلامتناهيـة .
أقـول مـع التقديـر والاحـترام للمهنيـة والشـفافيـة العاليـة التي تعاملـت أجهـزة الأمـن الإماراتيـة وفي طليعتها شـرطة دبي فـإن السـرعـة والقـوة التي لاحـقـت ومـا تـزال تـلاحـق بهـا تفاصيـل الجريمـة في كـل أرجـاء الـدنيـا تـوحـي باسـتكشـاف ، أو اسـتنتـاج ، أو وضـع اليـد عـلى أدلـة لجـريمـة أكـبـر مـن جـريمـة اسـتهـداف الشـهيـد المبحـوح ... جريمـة تسـتهدف البلـد بكاملـه ... وبكـل إنجـازاتـه الحضـاريـة من عـُمـران وتجـارة وحـريـة والأهـم من كـل ذلـك هـذا المـركـز المـرمـوق الـذي حققـه هـذا البلـد فـأصـبح ثالـث أو رابـع مـركـز مـالي على مسـتوى العـالـم بعـد أن انتقلـت إليـه مـراكـز المـال مـن لبنـان وسـنغافورة وهـونج كونـج ، وأصـبـح مـلاذاً أمـنـاً للكـثير الكـثيـر مـن رؤوس الأموال العـربيـة والإسـلاميـة التي اكـتـوت بنـار الابـتزاز والبلطجـة الأمريكيـة الـتي مارسـتهـا وسـلـبـت بهـا الكـثيـر الـكثيـر من هـذه الأمـوال تحـت الشـعـار الكاذب المسـمى بمكافحـة الإرهـاب ... هـذا المـركـز الـذي كـانـت ومـا زالـت تطمـع بـه إسـرائيـل وأعلنتـه جهـاراً نهـاراً وهي تؤجج الفـتن في لبنـان حتى وصلـت لغـزوه عـام 1982 ودورهـا في القـلاقـل المفتعلـة في مصـر والأردن حيـث بـدأت رؤوس الأمـوال في حينـه تهاجر إليهـا من بيـروت .
وهنـا أسـتطيـع القـول أن هـذه القـوة والشـفافيـة من أجهـزة الأمـن الإمـاراتيـة إنمـا هـي رسـالـة ردع قويـة تتناسـب وحجـم الجريمـة الأكـبـر ... والتي قـد لا يطـول الوقـت لمعرفـة تفاصيلها وأبعـادهـا ... وأن اسـتهداف الشـهيـد المبحـوح كان هـدفـاً عـابـراً وضعتـه الصـدفـة في طـريـق الهـدف الأسـاس وشـاء المـولـى عـزّ وجـل أن يكـون هـذا الطمـع في دمـه والتسـرع في الوصـول إليـه أن هـو فخّهـم الذي أوقعهـم في خطـأ تحـوّل إلى شـمعـة أنـارت الطـريـق إلى جـبـل الشـيطـان .... الجريمـة الأكـبـر والهـدف الأسـاس .
مـرة أخـرى نـدعـوا اللـه أن يـرحـم الشـهيـد ويحمي دولـة الإمـارات وإنجـازاتهـا. وأن يـرحمنـا مـن جـور سـفهاؤنـا .
|