New Page 1
لماذا فشلت الثورة الفلسطينية في تحقيق أهدافها/د.عبد الرحيم كتانة
07/03/2010 20:25:00
اقر,سلفا,أنني لن استطيع الإلمام بكافة أسباب الفشل ولو حررت موسوعة كاملة, واقر أيضا أن ألاف الأقلام ستضيف أسبابا لم اذكرها في هذه العجالة, وأخرى ستعترض عما ذكرت من أسباب, ولكن الحقيقة المرة أننا فشلنا في تحقيق أي من أهدافنا, بل أننا عدنا عشرات السنين إلى الوراء.سيتحاذق المتحاذقون ويتفلسف المتفلسفون ويدعي المدعون أننا نبني مؤسسات الدولة العتيدة,ولكن هذا مجرد ادعاء وهراء, فالاحتلال أقام المدارس والمستشفيات وعبد الشوارع, وليس هذا ما يؤرق الشعب الفلسطيني – بل ما يؤرقه هو الخلاص من الاحتلال وفساد ذوي القربى .
يقال أن هنري كيسنجر, سيء الصيت, أجاب بعض الزعماء العرب على سؤال وجهوه له في نهاية الستينات كيف لهم اتقاء شر هذه الثورة الفلسطينية الفتية التي ستنغص عليهم حياتهم ,حيث قال لهم :تريدون أن تفشل هذه الثورة ,إذن أغدقوا عليهم الأموال ووفروا لهم سجادة حمراء لاستعراض حرس الشرف.وهكذا كان ....أغدقوا علينا الأموال وأفسدونا وكنا جاهزين لهذا الإفساد وفشلنا . هذا هو بيت القصيد وهذه هي كلمة السر.
يقول أبو نائل (عبد الفتاح ألقليلي) انه وعند عودته من دورة في فيتنام بداية سبعينات القرن الماضي ذهب لمقابلة أبي جهاد في مكتب ال23 في دمشق لاطلاعه على نتائج الدورة وبحضور أبي عمار.فسأل أبو جهاد عن التجربة الفيتنامية وسر نجاحها, فأجابهم أبو نائل بجملة واحدة :هم جديون أما نحن فلسنا كذلك.
بمعنى آخر: هم يملكون مشروعا جديا ونحن لا نملك أي مشروع,
ففشلنا, إذ انتقلنا من الخنادق إلى الفنادق ومن الجيب العسكري إلى المرسيدس والروز رايز ومن الخيام إلى القصور والفلل.وتحولت الثورة من مشروع تحرري إلى مشروع تجاري- مشروع ثراء غير مشروع,وتحول الفدائي إلى ضابط :عقيد ولواء وفريق والموظف إلى وزير ووكيل ومدير عام ومستشار لدولة في الهواء.
فشلنا عندما أصبحت شعارنا" سلطة حتى آخر الشهر" بدلا من" ثورة حتى النصر".فشلنا منذ أن تحولت المفاوضات إلى خيار استراتيجي ثم إلى طريقة حياة ثم إلى وسيلة للحياة والثراء.لذلك أصبحنا أسرى المفاوضات, وعندما تجرأنا وهددنا بوقف المفاوضات إذا لم يتوقف الاستيطان عدنا إليها في ظل زيادة الاستيطان والهدم والمصادرة والاعتقال والاغتيال .بحثنا عن المبررات وتوسلنا العرب أن يجدوا لنا عذرا للعودة ,أن يشكلوا لنا غطاء لقرار اتخذناه ولكننا لم نتجرأ على تنفيذه دون غطاء.والعرب جاهزون منذ أكثر من ثلاثين عاما للتخلص من عبء القضية الفلسطينية ,فكما أعطوا أمريكيا غطاء لضرب العراق (هم أنفسهم)أعطوه لنتنياهو لاستكمال تهويد القدس....لذلك فشلنا وسنفشل ألف مرة ما دام هذا النهج وأصحابه مستمرون في قيادتنا.
وأخيرا كلمة للسيد الرئيس:
لهذه الأسباب ولغيرها فشلنا ولهذه الأسباب,أيضا, ازدادت الجلطات في أوساط الشعب الفلسطيني بنسبة 500%,وارتفعت هذه النسبة منذ تأسيس السلطة.
السيد الرئيس:
أتوسل إليك وأرجو أن لا تخيب رجائي (فهذه المرة الاولى التي اطلب منك فيها شيئا) أن تحل السلطة وتستقيل و(تحلوا جميعا عن ظهورنا) .أما نحن المواطنين العاديين فنريد عودة الأمور إلى سكتها الطبيعية – شعب تحت الاحتلال يناضل بكل السبل للخلاص منه وننسى أمر اوسلو و(عائديه).
|