New Page 1
حرب على حاتم عبد القادر لا محمود الزهار!../ زكريا محمد
18/03/2010 09:48:00
ردا على تصريحات حاتم عبد القادر، أعلن الناطق باسم الشرطة الفلسطينية، في تصريح تاريخي ومرعب حقا، أن (المعركة موجودة في القدس)، لا في غيرها. ففي (منطق السلطة لا توجد قوى للاحتلال).
تصريح مذهل!
تصريح مرعب.
تصريح يزلزل الدماغ!
القدس محتلة، أما نحن فليس عندنا قوات احتلال.
هذا هو كل شيء.
هذا هو كل شيء.
ومن يريد أن يواجه الاحتلال فليذهب إلى القدس. وبما أنه لا مجال للدخول إلى القدس، إذن فلتهدأوا يا إخوان في رام الله ونابلس وجنين. اقعدوا في بيوتكم واهدأوا. وإذا أردتم مظاهرة للتضامن مع القدس المحتلة فقدموا طلبا أولا كي نوافق عليه، ولن نوافق عليه، لأنه سيؤدي إلى الفوضى.
المشكلة أن تصريح الضميري ليس بلا أساس. فهو يعكس الحقيقة بشكل ما.
فقد نجح اتفاق أوسلو في وضع سلطة تفصل بين الناس والاحتلال. لم يعد الاحتلال بحاجة إلى التواجد يوميا داخل مركز رام الله لكي يشتبك الناس معه حين يحدث شيء في القدس، أو في مكان آخر. فقد خلقت سلطة تحل محله. وهي من يقوم بالاشتباك مع الناس، أو من يمنعهم من التحرك للاشتباك منع الاحتلال. وهي بذلك تكون أراحت الاحتلال، وجعلته قادرا على الاستفراد بالمدينة المقدسة، أو غيرها. هناك سلطة تنفذ بشكل رائع، ولا يثير إشكالات، ما ينفذه هو في القدس عبر الرصاص وغاز الدموع. أي أنها تقوم بالمهمة بشكل أفضل منه.
عليه، يمكن القول أن نجاح أوسلو كان ساحقا.
لم يخطر في بالنا يوما ان قوة فلسطينية ستنشأ يوما، وتحت الاحتلال، كي تمنع الناس من مواجهة الاحتلال. لم يخطر هذا حتى في كوابيسنا. لكنها نشأت، كما ترون. هذه القوة ألغت حاجة الاحتلال للتواجد داخل المدن. أراحته من ذلك. احتلت مركز المدن بدلا منه. وهي الآن تمنع الناس حتى للذهاب إلى مواجهة الاحتلال خارج مركز المدن.
نجاح هائل لأوسلو.
وأين روابط القرى وغيرها إذا قيست بالقوة الجديدة التي أفرزها للوقوف بين الناس والمحتل؟! فهذه القوة تستند إلى طبقة كبيرة تجد من مصلحتها أن تمنع الاشتباك مع العدو، وأن تتصرف كما لو أننا لسنا تحت الاحتلال. من أجل هذا يؤكد قادة العدو الأمنيون أنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة. وهم يقولون ذلك استنادا إلى هذه القوة، لا استنادا إلى قوتهم. لقد وظفوا قوة أكثر كفاءة منهم.
وكان هذا هو جوهر اتفاق أوسلو.
نعم، هذا هو اتفاق أوسلو إذا أردتم ان تعرفوا.
وهذه القوة هي التي منعت التضامن مع غزة وقت الحرب ضدها. وقد مررت موقفها الرهيب ذاك عبر استنفار غرائز الحرب بين فتح وحماس، وبين العلمانية والأصولية. أما الآن فهي تفعل ذلك في مواجهة القدس! ليست غزة التي تسيطر عليها حماس هي من تمنع الناس من التضامن معها، بل القدس. وهي لا تمنع النجدة عن محمود الزهار بل عن حاتم عبد القادر!
هذا يعني أنه حصل تغير جذري وساحق. جذري حد أن هذه القوة تتجرأ على منع الناس من التضامن مع القدس ذاتها!
ويحصل هذا أمام أعيننا كلنا.
وهكذا، يتكشف لنا اليوم على مداه طابع القوة التي خلقها أوسلو.
قوة لا حدود لانفصالها عن شعبها وقضيته.
قوة تعلن حاتم عبد القادر عنصرا متمردا وخارجيا!
|