New Page 1
إسرائيل التي لا تُقهر !/يوسف الكويليت
21/03/2010 22:19:00
لا أحد يشك بمتانة العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، ونعلم أنهما أكبر حليفين بالمنطقة، وإن تزأر السيدة هليري كلنتون وزيرة الخارجية بعد إهانة دولتها، فإنه يتم لمجرد أن ردت إسرائيل بغضب أكبر، وكل هذا يعيد سيناريو التزام الدولة العظمى بحماية إسرائيل، وهو من لوازم ومبادئ السياسة الأمريكية في ظل أي حكومة تذهب أو تحل بديلاً عنها..
اللجنة الرباعية، وهي مجرد صوت لا يعطي ولا يأخذ، أرسلت إنذارها للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بضرورة انعقاد اللقاءات غير المباشرة، وإعطاء مهلة حددتها ب«٢٤» يوماً، لكنها لم تقل لنا ما هي الإجراءات التي ستتخذ فيما لو رفضت إسرائيل أي شرط مما قالته اللجنة، أو حتى قبول مراسم اللقاء ؟
ثم لنفترض أن الجلسات بين الطرفين انعقدت؛ هل يعني ذلك إزالة كافة العقبات والعودة للالتزام بالقرارات الدولية حول القدس والدولة الفلسطينية، وإيقاف بناء المستوطنات، أم أن مسألة الإلحاح على تقابل طرفي القضية هدف بذاته بصرف النظر عن نتائجه ؟!..
منذ نصف قرن والمسألة الفلسطينية حاضرة على الطاولات العالمية، مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمنظمات الأخرى، وأكثر من رئيس دولة، وأمين عام للأمم المتحدة قدموا أفكارهم، لكن الخطوات تتراجع لأن إسرائيل هي صاحبة القرار لا غيرها، وبالتالي فكل المسرحيات التي جرت كتابة فصولها انتهت بموت بطل القضية، ولقد رأينا الرئيس أوباما كيف خضع كلية مع المطالب والأهداف الإسرائيلية، وبالتالي لا يمكن التعويل على أحد سواء جاء صوت اللجنة الرباعية -الممثلة فيها أمريكا- جهورياً أو صامتاً، فإن النتيجة معروفة سلفاً؛ أي يستحيل الضغط على إسرائيل، بل ومطالبتها بتقدير الظروف والالتماسات إلى الدول التي تنسجم معها فكرياً وعقائدياً، وتدعمها سياسياً واقتصادياً.
لقد نادت إسرائيل بتوطين الفلسطينيين في سيناء، أو دفعهم بالقوة إلى الأردن، وتوطين اللاجئين الباقين في مواقعهم الراهنة، وهذا الهدف سوف يتحقق إذا ما أصبحت أمريكا أسيرة للحالة الإسرائيلية، واعتبرت العجزين العربي والإسلامي يتوافقان مع اغتنام فرصة بناء دولة إسرائيل على كامل أرض فلسطين..
الإصرار على التقاء الفلسطينيين والإسرائيليين لا يرتبط بالتزامات دولية تحترمها إسرائيل، وهي مجرد دعوة لاستمرار إضاعة الوقت في تداول أفكار ليس لها أي نتيجة، وسواء غاب الفلسطينيون أو حضروا فالبناء على أرضهم مستمر، ويكفي أن نتنياهو طلع بفكرة استفتاء شعبه في إيقاف أو استمرار الاستيطان، لتأتي النتيجة لصالح الأخيرة، ولا ندري قد تقلدها أمريكا باستفتاء مماثل في مسألة البقاء على أرض العراق أو أفغانستان، وقد يصبح إجماع الشعب الأمريكي مماثلاً، فهل تُرهن الشعوب وأراضيها لاستفتاء كهذا، ويصدر الحكم دون قيد أو شرط ؟!..
|