New Page 1
ثوري فتح لا جديد / بهاء رحال
25/04/2010 10:01:00
للمرة الثالثة منذ انعقاد المؤتمر العام السادس لحركة فتح في صيف العام المنصرم ينعقد المجلس الثوري للحركة في رام الله دون أن يأتي بخطوات جديدة على الأرض ، نرتقي لحجم التوقعات المنتظرة منه ، بل اكتفى بمجموعة من الخطابات والمداخلات والكم الكبير من التساؤلات التي تخللت اليوم الأول دون أية نتائج ملموسة على الأرض ، والهم الفتحاوي لا زال في مكانه وفي حجمه الكبير لأنه همّ الوطن والقضية الوطنية والمواطن الذي ينتظر الكثير الكثير من هذا المجلس ومن حركته الوطنية حركة فتح التي كانت ولا تزال من أهم المقومات الوطنية للشعب الفلسطيني والتي صاغت هويته النضالية في زمن الانهزام والتشرذم العربي.
في كل مرة يعقد المجلس الثوري لحركة فتح اجتماع له ، تتنبه كافة الأطر التنظيمية والمؤسساتية وتتأهب كافة اللجان ، وينتظر المواطن العادي البسيط ما قد تحمله هذه الاجتماعات من نتائج ، وما سوف تحققه من أهداف ، خاصة وانه حتى هذه اللحظة لم يرتقي لمستوى التوقعات رغم الحراك التنظيمي الحاصل ورغم بعض الجهود الفردية هنا أو هناك ولكن ليس بمستوى التمنيات والتوقعات المنتظرة ، و حتى هذا اليوم لم نلحظ أن المجلس الثوري تحمل كامل مسؤولياته الحقيقة ولم يتخذ ما هو متوقع منه أن يتخذه من قرارات وإجراءات تعيد للحركة أمجادها وحضورها الكامل وإبداعها النضالي والوطني نحو الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .
شكلاً اعتيادياً بأشخاص جدد وقد جرى الكثير مثل هذه الاجتماعات في السابق وعبر السنوات الماضية ، وها نحن نشهد على كم جديد منها ولكن لا تزال الحركة التي هي اكبر من قيادتها تراوح مكانها في الوقت الذي ينتظر فيه الشعب الفلسطيني بأكمله أن تخطو القيادة الفتحاوية الجديدة خطوات إبداعية أكثر جرأة وأكثر ديناميكية كي تتغلب على كافة الأخطار والتحديات التي تواجهها بفعل ما يتعرض له الوطن سواء كان على المستوى الخارجي أو ما يتهدد مستقبل قضيتنا على المستوى الداخلي جراء حالة الانقسام والتشتت ، خطوات لا بد من اتخاذها للم شمل الحركة والنهوض بها من جديد .
وفي الوقت الذي يتعرض فيه الوطن ومستقبل قضيتنا لأخطر أنواع الاستهداف المباشر من قبل حكومة تل أبيب اليمينية المتطرفة التي تصب نار حقدها وجل غضبها على شعبنا الفلسطيني سواء في الضفة الفلسطينية أو في قطاع غزة أو من هم في دائرة المواجهة اليومية في القدس ولا تتوانى عن تنفيذ الخطط التدميرية التي تستهدف ليس الأرض فحسب بل إنها تشن حرباً لسرقة التاريخ والأماكن المقدسة والتراث الوطني ضاربةً بعرض الحائط كل الأخلاقيات والقيم الإنسانية ، لهذا فانه من الضروري أن يتخذ المجلس الثوري وليس الثوري فحسب بل كل الهيئات القيادية العليا لحركة فتح وللشعب الفلسطيني خطوات جادة وحقيقية لمواجهة كافة الأخطار التي تتهدد قضيتنا الوطنية وان لا نكتفي بالشجب والاستنكار والتنديد حتى لا نصبح جزءاً من الحالة العربية الرسمية التي طالما رفضناها وحاربناها وتمردنا عليها .
الثوري انعقد ولا جديد في جلساته ، لكننا سنبقى نعول عليه بأن يطور شيئاً فشيئاً من أدائه وسيضع خطوات من شأنها أن تستنهض روح الإبداع والابتكار والمبادرة لدى الجمهور الفتحاوي الذي يترقب ويتلهف لخطوات جدية تملأها حياة تنظيمية دافئة وقوية تكفل ديمومة الثورة ورياديتها .
|