New Page 1
كونفرنس" طارئ لحركة "فتح" ــ الضفة! / حسن البطل
17/06/2010 10:16:00
مسكين سلام فياض. ماذا تراه يقول رئيس حكومتنا لتظاهرة احتجاج، فصائلية ــ مستقلة ــ أهلية، قصدت، بالأمس صباحاً، مقر رئاسة الوزراء، للاحتجاج على تأجيل الانتخابات البلدية؟.
الـمـُحتجّون على حق في الـمبدأ، وعلى ضلال في وجهة الاحتجاج، التي كان يجب أن تتوجه إلى "مرجعية فتح" أو مقر اللجنة الـمركزية؛ لأنها التي أوصت إجرائياً بالتأجيل، والحكومة الـمسكينة نفّذت القرار أصولياً، بعد توصية من رئيس الحركة والسلطة.. والدولة!.
فتحاوي كبير و"سلطوي" كبير (وهو صديق عزيز) عقّب على مقالتي (الأحد) بـ "نقطة نظام" صحيحة من حيث الـمبدأ، وبفحوى يحتمل الصواب والخطأ. قال في تعقيب خطّي مكتوب: "قناعتي أنه إذا لـم يخدم البعد الديمقراطي البعد التحرّري؛ فإن ذلك سيكون أقرب إلى ديمقراطية العبيد، ولا يخدم إلاّ الاحتلال..".
يا أخي / صديقي في الحركة. لقد قبلنا هذا التحدّي /الـمفارقة العام 1996 وعلينا، كما كانت أمّي ــ رحمها اللّه ــ تقول : "أن نكفّي ونتابع الـمشوار". قالوا في إسرائيل إن الفلسطينيين أرسوا "الديمقراطية النائية في الـمنطقة". هي أغرب الديمقراطيات العربية وأصحها: ديمقراطية تحت /أو رغم الاحتلال.
الأخ والصديق اتفق معي على أنه "لا بدّ من إعادة بناء "فتح" بعد الـمؤتمر السادس.. وإلاّ فهناك الكثير من الحضارات سادت ثم بادت". لا أريد لحركتي أن "تسود" الحكم والسلطة دائماً، كما لا أريد لها أن تتلاشى.. على الأقل، ليس قبل إنجاز هدفها في إقامة الدولة. لذلك، إن لـم يكن يلزم "لجنة تحقيق" في هذه الـمهزلة الفذّة، فعلى القليل يتوجب على حركة "فتح" ــ الضفة أن تعقد مؤتمراً (كونفرانس كما تسميه فصائل اليسار) بحضور أعضاء الـمؤتمر السادس (الضفة فقط) والـمجلس الثوري، واللجنة الـمركزية.
على هذا الـمؤتمر الطارئ أن يدرس الأسباب، الحقيقية والعميقة، لإخفاق الحركة في إجراء الانتخابات، من بعد مناورات كثيرة واستعداد زمني وتنظيمي كبير. لـماذا؟
الـمؤتمر السادس في آب ــ بيت لحم شكّل، فعلاً، نقلة جيدة في الحركة.. لكن، هل أفلح، حقاً، في استعادة وحدة الحركة.. ولو بأسلوب فصائل اليسار (الديمقراطية الـمركزية؟). سيكون هذا مؤتمراً استكمالياً للـمؤتمر العام السادس، وعلى عاتقه مسؤولية وقف حالة "الانفلاش" والتآكل.. وأهم من كل ما عداه أن يُعزّز هيبة وسلطة رئيس الحركة والسلطة والحكومة، ويفحص أداء عضوين من أعضاء اللجنة الـمركزية توليّا قيادة ماكينة الحركة مع أنها اتخذت قرار التأجيل بالأغلبية فبرهنت، مع هذا، على وجود رأي ورأي آخر معاكس.
إن نظرة إلى الفصائل والـمجموعات الأهلية التي دعت إلى "الاعتصام الشعبي" أمام مقر الحكومة الـمسكينة تشير إلى أنها الفصائل التي تلي حركة "فتح" في القوة الجماهيرية، عدا مشاركة "القوائم الـمستقلة"، وقوائم "الوطن للجميع"، ومجموعة "الـمؤسسات الأهلية". هذا يعني، بالسليقة والبداهة، أن قرار التأجيل الفتحاوي تسبب في خلاف فتحاوي فصائلي ــ أهلي.
الوحدة الوطنية لا تعني التركيز، كما فعلت "فتح" غالباً، على قوائم التزكية، لكنها تعني ــ كما نجحت بعض فصائل اليسار الصغيرة ــ في بناء تحالفات انتخابية وتنافسية.. وتعدّدية أيضاً.. أو لا بأس بقوائم التزكية في القرى، حيث تسود تنافسات العائلات على الوجاهة.. لكن في الـمدن لا يجوز مثل هذا الأمر، لأنه عملياً انتخاب بالتعيين.
هناك في الحركة من وصف الانتقادات بأنها "انتهازية" و"مزاودة" و"نظرة فصائلية ضيّقة".. إلخ. وهناك من برّر قرار التأجيل بما يعاكس "القرار الـمستقل" وهو دستور "فتح"، أي بتمنيات عربية وإسلامية وصديقة بالتأجيل.. ريثما توافق حركة "حماس" على سلوك سبيل الـمصالحة.. وهذه "مهاودة" لا مبرّر لها، لأن الانتخابات البلدية هي برهان على غفران الجمهور لخطايا وأخطاء الحركة، ولأنها "ثأر" مشروع بالاحتكام إلى إرادة الناخب.
... ولأنها، وهذا الأهم، عملية "تثقيف" للجمهور الناخب في الخيار الديمقراطي، وتأكيد على ما تقوله الحركة والسلطة من أنها ستطرح الاتفاق النهائي (حال التوصل إليه مع إسرائيل) على الاستفتاء الشعبي الحرّ.
في غير زمان وأوان ينسب للرسول الكريم قوله: "خيركم خيركم لأهله.. وأنا خيركم لأهلي" وفي هذا الزمان والأوان فإن خيركم هو خيره لشعبه قبل فصيله.
لا.. ليس لجنة تحقيق ــ تلفيق، إنما محاسبة الـمؤتمر لقيادة الحركة.. وفي الوقت مُتّسع!.
|