New Page 1
ابو اللطف جزء من المشكلة وليس الحل / سميح خلف
30/06/2010 10:14:00
كنا نعتقد وللوقت القريب ان رجل الدبلوماسية الفلسطينية والسياسة الفلسطينية لأكثر من عقدين قادر على تجاوز محنة منظمة التحرير ومحنة حركة فتح بالتخصيص.
تناسينا ان رجل الدبلوماسية الفلسطينية كان هو احد الموافقين والمشجعين على النقاط العشر وهي تمثل التراجع الرئيسي لحركة فتح عن خطها النضالي والكفاحي المسلح.
خدعنا بالحل المرحلي والتنظيرات المشابهة ومرت من خلال هذا المنظور،عمليات مونتاج واشتقاقات لهذا الحل المرحلي ولهذه الارض المحررة،عندما كان يصارع ابناء حركة فتح الانحراف في هذه الحركة كان رجل
الدبلوماسية هو مسؤولاً للدائرة السياسية ووزيراً للخارجية وأمينا ً لسر حركة فتح ومن قبلها كان عضواً في اللجنة المركزية.
في تلك الفترات من الانحراف المتزايد لم نسمع من رجل الدبلوماسية ان انتقد أو اعترض على مسيرة التساقط لمنهج حركة فتح ولم نسمع يوما ً أنه وقف حائلاً ضد اقصاءات وتصفيات تمت ضد العناصر الشريفة في هذه الحركة.
ظهرت معارضة ابو اللطف بالخط الانقلابي في عام 1994عند التوقيع على اتفاقية اوسلو وعندما قام المفاوضون والموقعون وبما فيهم ياسر عرفات بتجاوزه،في حين ان النتيجة الطبيعية للاختراقات والتنازلات وتهميش البرنامج السياسي والنضالي للحركة وفتح حارات وحاكورات الاجهزة الأمنية كان من الطبيعي أن يؤدي إلى مثل هذا الاتفاق.
بقي مسؤول الدبلوماسية الفلسطينية راضيا بقدره وبصلاحيته في منظمة التحرير الفلسطينية بعد اوسلو وفي وجود هيمنة أبو عمار وهيمنة السلطة واجهزتها على منظمة التحرير ولم تكن الدائرة السياسية ذات فعل مؤثر في السياسة الفلسطينية بل كنت كل الصلاحيات عند الرئيس ابو عمار وياسر عبد ربه ورعيل ابو عمار في الاجهزة والجيش.
لم يعترض رجل الدبلوماسية على كل التجاوزات والانفلاشات والتعيينات في عهد ابو عمار ولأن رجل الدبلوماسية يحتفط بمقاطعته وبصلاحياته الظاهرية في الدائرة السياسية وفي تعيين السفراء من ذات اللون الواحد والفئة الواحدة والمنطقة الجغرافية الواحدة.
وفي بداية سنة 2000 صارعت الخارجية للسلطة السيد رجل الدبلوماسية على صلاحياته في تعيين السفراء ولم يستطع فعل شيء فخرج له منافس عند الرئيس ابو عمار فكان دحلان له وجهة نظر في تعيين السفراء وكثير منهم تم تعيينه بواسطة دحلان كسفير وفي تجاوز لرئيس الدائرة السياسية.
بلا شك ان رحيل ابو عمار اعطى فرزاً أكثر وضوحا ً للالوان وللاتجاهات في داخل حركة فتح والتصفيات ايضاً بكل الوانها وما نقول عنه التيار الانقلابي وقف امامه عاجزاً رجل الدبلوماسية كما يقال المخضرم،وهل يمكن ان تفيد الحنكة الدبلوماسية في تسيير الأوضاع الثورية التي تحتاج للحسم ؟! وخاصة في حركة اهتزت عروشها من الداخل.
اللجنة التحضيرية للمؤتمر السادس لحركة فتح والتي استمر عملها لأكثر من ثلاث سنوات في ظلها تم الفرز والتقاسم والتلاعب وتوزيع مهم للكنتونات الفتحاوية،ماذا كان يفعل أمين سر اللجنة المركزية في ذاك الوقت؟،في حين كان له من التأييد والدعم كثير من الكوادر،مهمات القائد هو القادر على التغيير وهو القادر على الفعل في لحظة الحاجة والحاجة الهامة،فأين نحن من قائد يمكن أن يؤثر على الحدث ولا يتأثر به،وتمت مجريات المؤتمر السادس والكل يعرفها والسيناريوهات التي وضعت لها في تلك الفترة الممتدة ثلاث سنوات تم الإنقلاب الفعلي على نهج عرفات في كل المؤسسات والأطر في حين بقي أبو اللطف بعيدا عن دائرة الفعل ولم نسمع منه الا أنه مع المقاومة،ولكن ماذا فعل كقائد وهو القائد الذي له مهام ومهام مهمة في تجميع الكادر وتوفير المظلة وتوفير القرار،وهذه صفت القائد التي افتقدها كل كوادر فتح التي مازالت تقبض على الجمر.
أكثر من ظرف وأكثر من حدث كان يمكن أن يوفر مناخا خصبا لعملية التغيير والتحديث في حركة فتح ولم يستغلها رجل الدبلوماسية المخضرم في عملية التغيير،وعلى سبيل المثال لا الحصر عملية تقرير غولدستون وما توفر من حشد رافض لممارسات السلطة وعملية محاولة اجتياح غزة وما بعثته من حشد فلسطيني وعربي لصالح المقاومة،لم يستطع هذا القائد استغلال هذا الوضع لبلورة فعل التيار الرافض لعمليات التفاوض واللعب في الزمن الذي أتى بالتوسع الصهيوني على معظم أجزاء القدس.
إذا كنا نريد أن نتحدث بموضوعية،هل أبو مازن هو المسؤول عن الخلل فقط؟،بهذا المنطق نكون منحازين لفكرة استزلامية ولكن المسؤول عن الخلل واهتزاز عروش حركة فتح هي كل اللجنة المركزية وعلى رأسها أمين سرها الذي هو رجل الدبلوماسية في الدائرة السياسية.
كوادر حركة فتح وبعد اللكمات المتتالية التي أصابتهم بالإغماء كانوا بحاجة لعملية الإنقاذ ولو التعلق على قشة أحد الأصدقاء من أبناء العاصفة،وهذا الذي حدث بالفعل،وقفنا جميعا مساندين داعمين السيد رئيس الدائرة السياسية وأمين سر اللجنة المركزية المخلوع بشكل غير نظامي عله يستمد القوة لاتخاذ القرار المناسب،وللأسف الوضع السياسي في رام الله يسير قدما وفي غزة أيضا يسير قدما إلى محاصصة أو شبه محاصصة أو كنتنة أجزاء من الأرض المحتلة تحت تيارين مختلفين في المنهجية وبالتالي ضاعت وحدة الشعب الفلسطيني جغرافيا وديموغرافيا تحت وطأة أجهزة الأمن والتسلط.
ومن هنا تأتي خطورة التباطؤ أو عدم اتخاذ القرار من السيد رئيس الدائرة السياسية لإنقاذ الوضع الفلسطيني وبالتالي انقاذ الوضع الفتحاوي،أولا كطريق للخروج من أزمة المقاومة واللامقاومة.
نحن نريد قائد له المقدرة على اتخاذ القرار وعندئذ سنصنع من جماجمنا تمثالا له تخليدا لخروج حركة فتح من أزمتها إلى دائرة الفعل وليس البيانات،ونقول أيضا هنا أن الكثير من كوادر حركة فتح تناولوا منذ أسابيع سلبية السيد رئيس الدائرة السياسية تجاه الأوضاع الكادرية والفتحاوية وبالتالي فإن كوادر هذه الحركة لن يكونوا يوما مستزلمين لفكرة أو يكونوا هم من يصنعون القائد،بل على القائد أن يصنع الظرف والمناخ والإطار إذا كان قائدا.
كوادر حركة فتح تكون رافعة لقائد يحس بآلامها مبتعدا عن الأنانية وحلم البرج العاجي،أما من هم مازالوا على الطريق في سلب الوقت والخداع والتسويق والتساوق في سوق المناضلين مستغلين آلامهم وصبرهم من أجل أن يحيا هذا الإسم أو ذاك فإننا لسنا معهم،وكوادر حركة فتح ستشق طريقها عبر الأجيال بعيدا عن كل من هو مسؤول عن تهاوي عروش هذه الحركة وهي إطاراتها القيادية بما فيها أمين سرها،هذه هي خياراتنا المفروضة علينا ولن نكون عصبة لننصر هذا الإسم أو ذاك على حساب القضية والزمن والتاريخ.
|